فرنسا.. النقابات ترفع وتيرة تحركاتها للضغط على ماكرون
خالد سلامة رويترز
١٨ سبتمبر ٢٠٢٥
من المتوقع أن ينزل نحو 800 ألف شخص إلى الشارع في إضرابات واحتجاجات على خطط الحكومة الفرنسية التقشفية. وبلغ عجز ميزانية فرنسا العام الماضي ما يقرب من ضعف الحد الأقصى المحدد من الاتحاد الأوروبي البالغ ثلاثة بالمئة.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الجديد سيباستيان لوكورنو صورة من: Ludovic Marin/AFP/Getty Images
إعلان
بدأ المعلمون وسائقو القطارات والصيادلة وموظفو المستشفيات إضراباً وأغلق الطلاب مدارسهم الثانوية في فرنسا اليوم الخميس (18 أيلول/سبتمبر 2025)، وذلك ضمن يوم من الاحتجاجات ضد تخفيضات الميزانية الوشيكة.وفي باريس، من المقرر تعليق العديد من خطوط المترو معظم اليوم باستثناء ساعات الذروة الصباحية والمسائية.
وتجمع التلاميذ لإغلاق مداخل بعض المدارس. ورفع طالب لافتة أمام مدرسة ليسيه موريس رافيل الثانوية في العاصمة الفرنسية كتب عليها "أغلقوا مدرستكم الثانوية رفضا لإجراءات التقشف".
ما هي مطالب النقابات؟
وتطالب النقابات بإلغاء الخطط المالية التي وضعها الحكومة السابقة، وزيادة الإنفاق على الخدمات العامة، ورفع الضرائب على الأثرياء، والتخلي عن التغيير الذي لا يحظى بشعبية والذي يجعل الناس يعملون لفترة أطول للحصول على معاش تقاعدي.
وتأتي هذه الاضطرابات في وقت يواجه فيه الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الجديد سيباستيان لوكورنو ضغوطاً في البرلمان بشأن التخفيضات المحتملة في الميزانية ومن المستثمرين القلقين بشأن العجز في ثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو.
وذكر مصدر في وزارة الداخلية أن نحو 800 ألف شخص من المتوقع أن يشاركوا في الإضرابات والاحتجاجات.
وقالت النقابات الرئيسية في البلاد في بيان مشترك "العمال الذين نمثلهم غاضبون"، معبرين عن رفض الخطط المالية "القاسية" و"الجائرة" التي وضعتها الحكومة السابقة.
وبلغ عجز ميزانية فرنسا العام الماضي ما يقرب من ضعف الحد الأقصى المحدد من الاتحاد الأوروبي البالغ ثلاثة بالمئة. ومع أن لوكورنو يرغب في تقليصه، سيخوض معركة سياسية لحشد الدعم البرلماني لميزانية 2026، إذ يعتمد على أحزاب أخرى لتمرير التشريعات.
وقبل أسبوع، أطاح البرلمان بسلف لوكورنو، فرانسوا بايرو، بسبب خطته لتقليص الميزانية بمقدار 44 مليار يورو. ولم يعلن رئيس الوزراء الجديد بعد عن موقفه من خطط بايرو، لكنه أبدى انفتاحاً أمام تقديم تنازلات.
وقالت صوفي بينيه رئيسة نقابة الكونفدرالية العامة للشغل عقب اجتماعها مع لوكورنو في وقت سابق من الأسبوع "سنستمر في الحشد ما لم يكن هناك رد مناسب. الميزانية ستُحسم في الشوارع".
تحرير. عماد غانم
فرنسا .. دين عام متصاعد وأزمة حكومية
فرنسا على شفا أزمة سياسية جديدة مع توقع انهيار حكومة فرنسوا بايرو، مما يثير مخاوف جدية بشأن الاستقرار السياسي والاقتصادي، فأي تغيير في الحكومة يعطل الإصلاحات اللازمة لمعالجة الأزمة الاقتصادية.
صورة من: Blondet Eliot/ABACA/picture alliance
فرنسا رجل أوروبا المريض
يُطلق على فرنسا الآن لقب "رجل أوروبا المريض" بسبب ديونها العامة الضخمة وعجزها المالي المتزايد، وهو ما يعكس ضعفاً اقتصادياً وهيكلياً كبيرين، ويذكر بوضع ألمانيا في بداية الألفية الثالثة.
صورة من: Silas Stein/dpa/picture alliance
خطة بايرو التقشفية تُشعل الغضب في فرنسا
في محاولة لخفض الإنفاق، أعلن رئيس الحكومة فرانسوا بايرو عن خطة تقشفية تتضمن تقليص المساعدات الاجتماعية، وتجميد زيادات المعاشات، وخفض عدد الموظفين الحكوميين، إلى جانب اقتراح إلغاء عطلتين رسميتين لزيادة الإنتاج، لكنها قوبلت برفض شعبي واسع، ما دفع بايرو لربط مصير حكومته بتصويت الثقة لتمرير خطته.
صورة من: Jeanne Accorsini/SIPA/picture alliance
تصاعد العجز والدين العام
تشهد فرنسا عجزاً في ميزانيتها يفوق المستهدف لعام 2024 بشكل كبير، كما ارتفع الدين العام الفرنسي إلى حوالي 114 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، أي ما يعادل نحو 3,3 مليار يورو، لتصبح صاحبة ثالث أعلى دين في منطقة اليورو بعد اليونان وإيطاليا.
صورة من: Isai Hernandez/imageBROKER/picture alliance
إنفاق حكومي مفرط
يُعزى جزء كبير من هذه الأزمة إلى أن الإنفاق الحكومي في فرنسا هو الأعلى في أوروبا، ما يُبقي العجز مرتفعاً بشكل مزمن. هذا العجز المستمر يهدد الاستقرار المالي على المدى الطويل، ويزيد من الضغط على الدولة للاقتراض المستمر لتغطية نفقاتها.
صورة من: Hendrik Schmidt/dpa/picture alliance
تكلفة الاقتراض ترتفع بسبب فقدان الثقة
أصبح الاستثمار في فرنسا اليوم أكثر مخاطرة بنظر المستثمرين الدوليين. ونتيجة لذلك، تُجبر فرنسا على دفع فوائد أعلى على السندات الحكومية الجديدة مقارنة بدول مثل اليونان، وتقترب من معدلات الفائدة التي تدفعها إيطاليا.
صورة من: Jeanne Accorsini/SIPA/picture alliance
تصنيف ائتماني متدن يهدد الثقة في الاقتصاد الفرنسي
خفّضت وكالة "ستاندرد آند بورز" التصنيف الائتماني لفرنسا، ليترجم ذلك إلى ضعف ثقة المستثمرين بقدرة الحكومة الفرنسية على إدارة ديونها المتصاعدة، الأمر الذي يعدّ إشارة تحذيرية تؤثر على مناخ الاستثمار وتزيد من مخاوف تباطؤ النمو الاقتصادي.
صورة من: Andrii Yalanskyi/Zoonar/picture alliance
مخاطر الاستثمار تزيد الأعباء
لأن الاستثمار في فرنسا اليوم أصبح أكثر مخاطرة بنظر المستثمرين الدوليين، تُجبر فرنسا على دفع فوائد أعلى على السندات الحكومية الجديدة مقارنة بدول مثل اليونان، وتقترب من معدلات الفائدة التي تدفعها إيطاليا، مما يزيد العبء المالي على الموازنة.
صورة من: Aurelien Morissard/Xinhua/dpa/picture alliance
توترات داخلية تعيق الإصلاح الاقتصادي
التوترات السياسية بين الرئيس إيمانويل ماكرون والأحزاب المعارضة، مثل التجمع الوطني والتحالف اليساري تغذي حالة عدم الاستقرار الحالي الذي تعيشه فرنسا، وتعيق أي محاولة لتحقيق إجماع حول الإصلاحات الاقتصادية.
صورة من: Jonas Roosens/ANP/picture alliance
أزمة إضافية لفرنسا
تستعد فرنسا لاضطرابات اجتماعية أيضا، إذ دعت حركة "مدنية"، المدعومة من نقابات ويسار راديكالي إلى إضراب يوم الأربعاء (10 سبتمبر 2025) تحت شعار "لنعرقل كل شيء"، ودعت النقابات إلى إضراب وتظاهرات في 18 سبتمبر/ أيلول احتجاجاً على سياسة الحكومة ومشروع ميزانيتها، مع توقعات بخفض وكالة فيتش تصنيفها الائتماني للدين الفرنسي.
صورة من: PantherMedia/picture alliance
الأزمة الفرنسية تهدد الاقتصاد الألماني
تعتبر فرنسا ثاني أكبر سوق تصدير لألمانيا، وكانت ألمانيا عام 2024 أكبر مستثمر أجنبي مباشر في فرنسا، لذلك فإن أي اضطراب اقتصادي أو سياسي في فرنسا يهدد المصالح الاقتصادية الألمانية بشكل مباشر، وأكدت السلطات الألمانية أن التعاون بين البلدين عامل حاسم في مواجهة هذه الأزمة.
صورة من: Laurent Grandguillot- Poo/SIPA/picture alliance