طالبت فرنسا بالوقف الفوري لعمليات القصف التي تشهدها سوريا سواء من قبل النظام وحلفائه أو من قبل تركيا لمواقع المقاتلين الأكراد. وأعربت الخارجية الفرنسية عن قلقها بشأن الوضع المتدهور في محافظة حلب وشمال سوريا عموما.
إعلان
دعت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان اليوم الأحد (14 فبراير/شباط 2016) إلى "الوقف الفوري للقصف" في سوريا، سواء القصف التركي لمواقع المقاتلين الأكراد أو قصف قوات النظام وحلفائه في كامل البلاد.
وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية الفرنسية أن فرنسا تعبر "عن قلقها إزاء التدهور المتواصل للوضع في منطقة حلب وفي شمال سوريا" كما تدعو "إلى الوقف الفوري للقصف سواء من قبل النظام وحلفائه في مجمل أراضي البلاد، أو من قبل تركيا في المناطق الكردية". وتابع البيان أن "الأولوية المطلقة تبقى لتطبيق بيان ميونيخ ولقرار مجلس الأمن 2254 ولمكافحة داعش" (تنظيم الدولة الإسلامية).
يتزامن ذلك مع طلب الرئيس الأميركي باراك أوباما من نظيره الروسي فلاديمير بوتين وقف ضربات الطيران الروسي في سوريا التي تستهدف مجموعات المعارضة المعتدلة.
وكانت القوى الكبرى المعنية بالملف السوري وبينها روسيا والولايات المتحدة قد توصلت الخميس إلى اتفاق في ميونيخ يتضمن "وقف الأعمال العدائية" في سوريا خلال أسبوع. إلا أن التدهور يتواصل على الأرض ويزداد تورط القوى الخارجية في النزاع السوري.
مأساة اللاجئين السوريين على الحدود التركية
يواجه آلاف اللاجئين ظروفا صعبة جدا على الحدود السورية - التركية، بعد هروبهم من المعارك الدائرة في حلب، وهم ينتظرون أن تسمح لهم السلطات التركية بالدخول. ويعاني اللاجئون في منطقة أعزاز من البرد والجوع .
صورة من: Getty Images/AFP/B. Kilic
يحتشد عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين على الجانب السوري من الحدود التركية المغلقة في العراء رغم البرد القارس، بعد هروبهم من المعارك الدائرة في حلب، بانتظار السماح لهم بدخول تركيا.
صورة من: Getty Images/C. McGrath
وصل نحو ثلاثين ألف سوري، معظمهم من النساء والأطفال يحملون بعض الأمتعة التي جمعوها على عجل إلى الحدود، وتجمعوا في بلدة باب السلامة الحدودية حيث عملت منظمات غير حكومية على تنظيم توجيههم إلى بعض المخيمات الموجودة في منطقة أعزاز.
صورة من: picture-alliance/AA/F. Aktas
مع امتناع الحكومة التركية عن السماح بدخول اللاجئين إلى أراضيها، وسعت المنظمات غير الحكومية التركية والسورية والدولية قدرات الاستقبال في المخيمات الثمانية المنتشرة حول أعزاز.
صورة من: picture alliance/AA/M. Etgu
كل يوم تجتاز شاحنات مؤسسة الإغاثة الإسلامية، المقربة من حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان، والهلال الأحمر التركي الحدود مع سوريا لتوزيع الخيام والأغطية والماء والأغذية على النازحين من محافظة حلب.
صورة من: Getty Images/AFP/B. Kilic
"نحن نعاني من الجوع والبرد، الناس يموتون على الطريق" هكذا صرحت لوكالة الأنباء الفرنسية عائلات سورية في منطقة أعزاز.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/IHH
مؤسسة الإغاثة التركية قالت إنها أقامت مخيما جديدا، يمكنه استيعاب عشرة آلاف شخص. وقال سركان نرجيس المتحدث باسم المؤسسة لوكالات الأنباء "هدفنا هو توفير المساعدات للناس داخل الأراضي السورية. نحن نوفر يوميا الطعام لعشرين ألف سوري".
صورة من: picture-alliance/AA/F. Aktas
نائب رئيس الهلال الأحمر التركي كريم كينيك صرح لوكالة الأنباء الفرنسية "انهم مدنيون يخشون أن يذهبوا ضحية مجزرة"، مشيرا إلى القصف الجوي الروسي الكثيف والهجوم الذي ينفذه الجيش السوري. وأضاف "الخوف ينتشر بسرعة كبيرة بين السكان".
صورة من: picture-alliance/AA/F. Aktas
رغم البرد القارس، لم تتمكن سوى مجموعة صغيرة من عبور مركز اونجو بينار التركي، بعد قصف استهدف بلدة أعزاز على بعد بضعة كيلومترات من المركز الحدودي.
صورة من: Imago/Zuma
رغم الجهود الدولية، لا يزال اللاجئون يواجهون ظروفا شديدة الصعوبة، الأمر الذي دفع المستشارة الألمانية انغيلا ميركل إلى الإعراب عن "صدمتها" خلال زيارتها لأنقرة الاثنين.
صورة من: Reuters/O. Orsal
9 صورة1 | 9
فلليوم الثاني على التوالي قصف الجيش التركي بمدافع الهاون مواقع للمقاتلين الأكراد في الشمال وتحديدا حول مدينة إعزاز في محافظة حلب، وهو ما طالبت الولايات المتحدة بوقفه أيضا. وتخشى الحكومة التركية أن تتمكن وحدات حماية الشعب الكردية من السيطرة على كامل الحدود الشمالية لسوريا مع تركيا.
ويواصل الجيش السوري تقدمه في شمال حلب وبات على بعد ثلاثة كيلومترات من مدينة تل رفعت أحد المعاقل الثلاثة التي لا تزال بأيدي الفصائل المقاتلة المعارضة في هذه المنطقة. وتعرضت هذه المدينة السبت لأكثر من عشرين غارة روسية كما يهاجمها المقاتلون الأكراد من الشرق.