فرنسا تربط محاكمة "الدواعش" بـ"التسوية السياسية" السورية
١٥ ديسمبر ٢٠١٩
قال وزير الخارجية الفرنسي، جان ايف لودريان، إن "الجهاديين الأجانب الذين يحتجزهم الأكراد لا يمكن محاكمتهم في العراق بسبب الأوضاع في هذا البلد"، موضحاً أن مصيرهم بات ضمن التسوية السياسية في سوريا برعاية الأمم المتحدة.
إعلان
أوضح وزير الخارجية الفرنسي، جان ايف لودريان، في حديث مع إذاعة فرانس أنتر أن محاكمة الجهاديين الأجانب الذين يحتجزهم الأكراد ليست ممكنة في العراق بسبب الأوضاع في هذا البلد: "اعتقدنا أنه من الممكن إنشاء نظام قضائي محدد فيما يتعلق بالسلطات العراقية". وتابع "نظراً إلى الأوضاع في العراق اليوم، فإن هذه الفرضية غير ممكنة على المديين القصير والمتوسط" في إشارة إلى الاحتجاجات الشعبية في هذا البلد والتي أفضت إلى استقالة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي.
وتوجه وزير الخارجية الفرنسي إلى بغداد في 17 تشرين الأول/أكتوبر ليبحث مع السلطات العراقية إنشاء نظام مماثل بهدف محاكمة الجهاديين الأجانب وبينهم ستون فرنسياً.
وأضاف وزير الخارجية الفرنسي: "على المدى القصير يجب معالجة هذا الأمر في إطار التسوية السياسية الشاملة في سوريا، والتي بدأت ببطء شديد في جنيف منذ تشكيل اللجنة التنفيذية المكلفة بتعديل الدستور السوري بهدف التوصل إلى خارطة طريق للسلام في هذا البلد". ويعتقل الأكراد السوريون نحو 12 ألف جهادي معظمهم عراقيون وسوريون.
وأضاف لودريان "عندما يحين موعد التسوية السياسية، فان قضية محاكمتهم ستطرح من دون شك". وأوضح أنه في انتظار ذلك "فان كل هذه المجموعات موجودة في أمكنة تؤمنها في سوريا قوات سوريا الديموقراطية وعناصر أميركيون، وسنساهم في ذلك على طريقتنا لضمان استمرار هذا التأمين".
وذكر لودريان بموقف فرنسا الثابت حيال مصير مواطنيها من مقاتلي التنظيم المتطرف ووجوب محاكمتهم حيث قاتلوا، مؤكداً أن عددا من الدول الأوروبية تؤيد هذا الموقف. وقال "يجب أن يحاكم المقاتلون الفرنسيون والمقاتلات الفرنسيات حيث ارتكبوا جرائمهم. هذا موقفنا وهذا موقف الأوروبيين الآخرين".
ورأى لودريان أيضاً أن تنظيم "داعش" لم ينته متسائلاً عن صلته المحتملة بالاضطرابات السياسية الراهنة في العراق. ولاحظ أن "داعش موجود في شكل سري في العراق، من هنا التساؤلات عن الوضع غير المستقر الذي يسود هذا البلد اليوم".
وفي نوفمبر اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن قضية الأجانب المنضوين في تنظيم "داعش" الإرهابي والمعتقلين في سوريا هي "مسؤولية دولية مشتركة" ولا يمكن الطلب "من العراق أو سوريا معالجة المشكلة عن الجميع".
قوس إرهابي يمتد من الساحل الإفريقي إلى الشرق الأوسط
ونبه وزير الخارجية الفرنسي إلى أن المجموعات الإرهابية في منطقة الساحل المرتبطة خصوصاً بتنظيم "داعش" في صدد تشكيل "قوس" نحو تشاد ونيجيريا قد "يمتد" حتى الشرق الأوسط. "هذا التهديد (الجهادي) هو هنا دائم، وهناك قوس من المجموعات الإرهابية في طور التشكل".
وأضاف لودريان "هناك خطر لتمدد هذه المجموعات الإرهابية نحو تشاد ونيجيريا". وتابع "هناك أيضا المجموعات الإرهابية الناشطة في ليبيا. كل ذلك يشكل قوساً من المجموعات الإرهابية يمكن أن تصل حتى الشرق الأوسط".
م.أ.م/ خ.س (أ ف ب)
وجوه الإرهاب في اعتدءات فرنسا الدموية
نُفذت اعتداءات باريس مجموعة من الجهاديين من ذوي الملامح والمسارات المختلفة، هم المدبر وتسعة منفذين و"صاحب سوابق" لإعلان التبني إضافة إلى عدد من المتواطئين، الذين تكشف الشرطة هوياتهم تدريجياً.
صورة من: iTele
المطلوب صلاح عبد السلام، المولود في بلجيكا عام 1989، استأجر إحدى السيارتين من بلجيكا وموجوداً في السيارة التي كانت تقل أخاه إبراهيم أثناء إطلاقه الرصاص إلى أن أوصله إلى شارع فولتير حيث فجر إبراهيم نفسه. ومازالت أجهزة الأمن تبحث عنه.
صورة من: picture-alliance/dpa/Police Nationale
عبد الحميد أباعود، أو أبو عمر البلجيكي كما يلقب نفسه، يبلغ من العمر 27 عاماً، ولد في المغرب، وهو العقل المدبر للاعتداءات الدموية في باريس وأحد أبرز وجوه تنظيم "داعش"، وأعلنت فرنسا مقتله في عملية أمنية شنتها الشرطة في سان دوني.
صورة من: picture-alliance/dpa/Dabiq
إبراهيم عبد السلام البالغ من العمر 31 عاماً، أحد انتحاريي هجمات باريس كان برفقة أخيه صلاح عبد السلام قبل أن يقوم بتفجير نفسه أمام حانة في شارع فولتير. وكان يملك حانة في حي مولينبيك ببلجيكا، حيث ضُبط بتهمة الاتجار بالمخدرات.
صورة من: picture-alliance/dpa
الفرنسي المنحدر من أصول جزائرية إسماعيل عمر مصطفاوي (29 عاماً) كان أحد الانتحاريين الذين فجروا أنفسهم في مسرح باتاكلان، وتم التعرف على هويته من بصمات إصبع مبتور عُثر عليه في المكان. وكان اسمه مدرجاً على قائمة الأشخاص الموضوعين تحت المراقبة. ويسعى المحققون لإثبات انه أقام فعلا في سوريا بين عامي 2013- 2014. في الصورة: منزله الواقع جنوب غرب العاصمة باريس.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Jocard
سامي عميمور (28 عاماً) انتحاري آخر فجر نفسه في باتاكلان، ولد في باريس وينحدر من درانسي بالمنطقة الباريسية. وكان متهماً بالانتماء إلى مجموعة مرتبطة بمخطط إرهابي "بعد مشروع رحلة فاشلة إلى اليمن". وصل إلى سوريا في 2013 وصدرت بحقه مذكرة توقيف دولية. وفي ربيع 2014 تمكن والده من لقائه في سوريا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y.Qiang
بلال حدفي (20 عاماً) أحد الانتحاريين الذي حاولوا اقتحام استاد دو فرانس، وولد في فرنسا ويقيم في بلجيكا، ذهب إلى سوريا للجهاد. وقد نشر على حسابه على موقع فيسبوك صور كلاشنيكوف وترسانة. وعلى أخرى يظهر عاري الصدر يحمل بندقية على كتفه ويصوب على هدف.
صورة من: diepresse.com
عثر على جواز سفر سوري قرب جثة هذا الانتحاري باسم أحمد المحمد. لكن هذه الهوية مزورة على الأرجح لأنها مطابقة لهوية جندي من الجيش السوري النظامي قُتل قبل أشهر عدة. وإذا كان هذا الانتحاري سجل مطلع تشرين الأول/ أكتوبر في اليونان بحسب بصماته وسط تدفق المهاجرين الهاربين من سوريا، فإن الغموض ما زال يحيط بجنسيته وهويته. ونشرت الشرطة الفرنسية صورته وأطلقت نداء لمن لديه معلومات تساعد على التعرف عليه.
صورة من: picture-alliance/dpa/Kyodo
الفتاة الفرنسية من أصول مغربية حسناء آية بولحسن (26 عاماً) قامت بتفجير نفسها في حي سان دوني بشمال باريس في شقة، حاصرت الشرطة فيها إرهابيين مطلوبين. وهي ابنة خالة أباعود. وكانت المخابرات المغربية قد أطلعت نظيرتها الفرنسية على معلومات توضح أن حسناء في فرنسا وأنها متشبعة بـ"الفكر الجهادي".