فرنسا تعتبر "تجارة الرق في ليبيا جريمة ضد الانسانية"
٢٢ نوفمبر ٢٠١٧
اعتبر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون تجارة الرقيق بحق المهاجرين الأفارقة في ليبيا بأنها "جريمة ضد الانسانية". وقال ماكرون ان "تنديد فرنسا مطلق"، ومن الضروري ان "نذهب أكثر من ذلك لتفكيك شبكات" المهربين.
إعلان
دعت فرنسا اليوم الأربعاء (22 نوفمبر/ تشرين الثاني 2017) لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لبحث ما يشاع حول "الاتجار" بالبشر في ليبيا ولمحت لاحتمال فرض عقوبات على هذا البلد بعد تسجيل مصور أظهر مهاجرين أفارقة يباعون كالعبيد هناك مما أثار غضبا عالميا. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لو دريان إن بلاده تريد دفع الأمور قدما ودعا لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لبحث الوضع في ليبيا تحديدا.
وقال لو دريان "قررت السلطات الليبية فتح تحقيق لتحري الوقائع بعدما جرى تنبيهها عدة مرات بما في ذلك من جانبي حيث كنت هناك في سبتمبر". وجاءت خطوة لودريان استجابة لأسئلة في الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان)، بعد أيام من كشف تقرير مصور لشبكة "سي إن إن" الأمريكية عن بيع مهاجرين في مزاد في ليبيا بمبالغ زهيدة تصل إلى 400 دولار أمريكي.
وأضاف "نريد أن يمضي سريعا وإذا لم يكن نظام العدالة الليبي قادرا على المضي في هذا الإجراء فينبغي لنا عندئذ فتح الباب أمام عقوبات دولية". وأثارت لقطات مصورة تظهر مهاجرين أفارقة يباعون مثل العبيد في ليبيا غضبا دوليا مع تصاعد احتجاجات من أنحاء أوروبا وأفريقيا فيما أطلق فنانون ولاعبون ومسؤولون بالأمم المتحدة مناشدات لإنهاء هذه الإساءة.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الاتحاد الأفريقي ألفا كوندي "ما تم كشفه هو بالتأكيد اتجار في البشر، إنها جريمة ضد الإنسانية". وأكد ماكرون أنه يريد من مجلس الأمن الدولي مناقشة الخطوات الملموسة التي يمكن اتخاذها لمواجهة هذا الأمر.
وقال دبلوماسي فرنسي إن جلسة الأمم المتحدة ستكون في الأغلب خلال الأيام القادمة وربما الأسبوع القادم وستبحث الإجراءات الملموسة التي يمكن اتخاذها لتحسين الوضع.
وفي الأسبوع الماضي بثت شبكة سي إن إن الأميركية وثائقيا صادما كشف عن وجود أنشطة تجارة بالرقيق قرب طرابلس، وأثار تنديدا واسعا في أفريقيا وأوروبا. ويستغل المهربون الفوضى السائدة في ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011 وما يرافقها من فراغ امني ويغرون عشرات الآلاف من المهاجرين الساعين إلى حياة افضل بفكرة نقلهم إلى إيطاليا التي تبعد 300 كلم من السواحل الليبية.
ع.أ.ج/أ.ح (د ب أ، رويترز، أ ف ب)
مهاجرون يباعون في "أسواق النخاسة" بليبيا
لا تقف معاناة المهاجرين الأفارقة عند إمكانية إخفاق محاولة وصولهم إلى أوروبا بطريقة غير شرعية عبر المتوسط. ففي حال القبض عليهم في ليبيا يكونون عرضة لعملية "تجارة حقيقية" بالبشر، بحسب تقرير لمنظمة الهجرة العالمية.
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
مركز لإحتجاز مهاجرين أفارقة في ليبيا. تسيطر جهات متعددة على مراكز اللاجئين، بعضها يعود لسلطة إحدى الحكومات المتنازعة على السلطة في البلاد. وبعضها الآخر يقع تحت نفوذ ميلشيات مسلحة..ويتعرض المهاجرون لضروب من الاستغلال و"تجارة البشر".
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
صورة تظهر وافدين محتجزين داخل أحد السجون في ليبيا، حيث يباع معظمهم في "أسواق عبيد" حقيقية بحسب ما كشف تقرير منظمة الهجرة العالمية، ومعظم المباعين هم من الأفارقة الذين يعبرون ليبيا بقصد السفر إلى أوروبا بطريقةٍ غير شرعية.
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
مهاجر إفريقي يبدو محتجاً على وضعه. بحسب تقرير منظمة الهجرة العالمية، فإن المهاجرون يباعون بمبالغ تتراوح بين 200 و500 دولار، حيث يتم شراء مهاجر واستغلاله في العمل، ويكون المُشتري مسؤولاً عن الشخص بشكل كامل، في حين أن بعضهم قد ينجح بالهرب وبعضهم يفشل ليبقى عرضةً للاستغلال.
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
بحسب شهادات "صادمة" لمهاجرين لموظفي منظمة الهجرة، فإن مئات الرجال والنساء يتم بيعهم. وتتم عمليات البيع في ساحات عامة أو مستودعات. ووفقاً للشهادات فإن مهاجرون في مدينة سبها جنوب ليبيا، التي تعد أحد المراكز الرئيسة لتهريب المهاجرين، افترشوا الأرض في مرآب وساحات انتظار للسيارات.
صورة من: Reuters/L.Gnago
يدير "سوق العبيد" ليبيون يساعدهم غانيون ونيجيريون يعملون لحساب الليبيين، ويُستخدم أغلب المهاجرين كعمالة يومية في البناء والزراعة. وبعضهم يتقاضى أجرا والبعض الآخر يُكره على العمل دون أجر.
صورة من: Reuters/L. Gnago
عدا عن خطر القتل فإن المهاجرين الذين يقعون فريسة مهربين يواجهون سوء تغذية بشكل مستمر وانتهاكات جنسية، بحسب ما أكد محمد عبدي كير مدير العمليات الطارئة في منظمة الهجرة العالمية، الذي وصف الوضع بـ"الكارثي".
صورة من: Reuters/H. Amara
يتم في هذه الأسواق بيع النساء واللواتي، بحسب التقرير، يتعرضن لسوء معاملة بشكل كبير، كما سجلت شهادات لسيدات تعرضن للاغتصاب أو الإجبار على العمل بالدعارة، كما يتم بيعهن على أساس أنهن "جواري للمتعة".
صورة من: Sara Prestiani
تعتبر ليبيا البوابة الرئيسية للمهاجرين الساعين للوصول إلى أوروبا بحراً، حيث سلك أكثر من 150 ألف شخص هذا الطريق في الأعوام الثلاثة الماضية. ومن المعروف أن حوالي 600 شخص توفوا في البحر منذ مطلع عام 2017 وقتل عدد غير معلوم أثناء السفر باتجاه الشمال عبر الصحراء وصولا إلى البحر المتوسط.