فرنسا ـ حكومة ماكرون تسعى لإضفاء الأخلاق على السياسة
١٥ يونيو ٢٠١٧
قبل أن يختار الفرنسيون في تصويت انتخابي ممثليهم في لبرلمان قدمت الحكومة مشروع إصلاح أول، الهدف منه إضفاء مبدأ الأخلاق على السياسة عبر تشريعات قانونية. فهل تتجه فرنسا نحو سياسة أكثر أخلاقية بعد فضائح الفساد التي شهدتها؟
إعلان
لم تتحدد بعد تشكيلة الجمعية الوطنية الفرنسية، فيما جولة انتخابات الإعادة الأحد من شأنها فتح المجال لوجوه جديدة في السياسة داخل البرلمان الفرنسي. ومن بين برلمانيي الحزب الحاكم توجد قلة من السياسيين المحترفين، والمبتغى من الأعضاء الجدد هو إدخال روح سياسية جديدة إلى الجمعية الوطنية، لتظهر أيضا في حلة شابة نظرا لصغر الأعضاء الجدد. لكن على ما يبدو هذا لا يكفي في أعين الرئيس الجديد إيمانويل ماكرون ـ فهو يريد من خلال القانون تقليص حدود مجال تحرك البرلمانيين وبالتالي إضفاء أخلاق أكثر في السياسة. وكان ماكرون قد أعلن عن هذا الهدف خلال حملته الانتخابية من أجل إضفاء مبدأ الأخلاق على الحقل السياسي والحياة العامة ـ وبهذا المشروع ينطلق العمل السياسي للحكومة الجديدة برئاسة ماكرون.
ويفيد شتيفان زايديندورف من المعهد الألماني الفرنسي في لودفيغسبورغ:"هناك لاسيما الشعور بأن نخبة سياسية معينة تستغل بإسراف الامتيازات المتاحة".
أتعلق الأمر باشتراكيين أو محافظين ـ فالكثير من الفرنسيين يعتبرون النخبة السياسية فاسدة. وكان هذا الموضوع حاسما خلال الحملة الانتخابية الرئاسية. فبعدما كشفت وسائل إعلام أن فرانسوا فيون شغل على حساب الدولة أعضاء من عائلته، فقد حزب المحافظين دوره الرائد لصالح إيمانويل ماكرون المستقل.
النخبة السياسية فقدت مصداقيتها
وإلى حد الآن لا يُعرف ما إذا كان فيون قد خرق القوانين، ويُراد أن لا تتكرر هذه الحالة. ويعرض وزير العدل فرانسوا بايرو مشروع قانون أمام مجلس الوزراء الذي يمنع البرلمانيين مستقبلا من تشغيل أقرباء. كما يجبر القانون الجديد البرلمانيين على إعطاء معلومات أكثر حول ارتباطاتهم بمؤسسات ونوادي أو شركات والتوقف عن مزاولة أعمال إضافية كمستشارين. ولا يوجد شك في أن هذا القانون سيصادق عليه البرلمان، على خلاف الإصلاحات المرتقبة في سوق العمل التي تلقى مقاومة أكبر من جانب المعارضة.
وعلى الرغم من ذلك فإن الإصلاح بالنسبة إلى الحكومة ليس خاليا من المشاكل. فوزير الإسكان ريشار فيران متورط في قضية عقار ولا يصلح كنموذج أخلاقي. وقد فتح الادعاء العام في مدينة بريست تحقيقات أولية ضد هذا السياسي الذي يحتل مكانة محورية في حركة "الجمهورية إلى الأمام" كأمين عام للرئيس ماكرون. والعديد من البرلمانيين يطالبون باستقالته، إلا أن خبير الشؤون السياسية زايديندورف يستبعد أن يحصل ذلك بسرعة:" أعتقد أن الوزير ببساطة مهم جدا بالنسبة إلى ماكرون، لأنه كان المقرب الأول منه والرجل الأول التابع له الذي شيد معه الحركة ويعرف جميع الأسرار ويحتفظ بمفاتيح هذه الحركة السياسية".
الكيل بمكيالين
وحتى لو أن الرئيس الشاب يعتبر أن التحالفات السياسية أهم في هذه الحالة من الأخلاق، فإن القانون سيأتي بمفعوله ويعمل على تسريع عملية بدأت في حقبة الحكومات السابقة. فالثقافة السياسية في فرنسا تشهد تغييرا بطيئا لكن عميقا. ويقول شتيفان زايديندورف:"الكثيرون من جيل السياسيين القدامى لم يستوعبوا أن الموازين تغيرت اليوم في فرنسا، والكثير من الأشياء التي كانت عادية عندما دخل فرانسوا فيون إلى البرلمان وهو في الـ 27 من عمره لم تعد اليوم مقبولة، لاسيما تحت أوجه أخلاقية".
القانون من أجل أخلاقية الحياة العامة هو البداية السياسية للحكومة التي تعتزم في الأسابيع المقبلة مباشرة إصلاحات إضافية، بينها قوانين أمنية وإصلاح سوق العمل. وهذه المشاريع الثلاثة من شأنها المساهمة في تجاوز الانقسام الاجتماعي والسياسي في البلاد. وتمكن الرئيس الجديد ماكرون من التعرف على حجم العزوف السياسي في بلاده في نهاية الأسبوع الماضي خلال الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية: فأكثر من نصف مجموع الناخبين لم يذهبوا إلى صناديق الاقتراع، وهذا رقم سلبي قياسي.
أندرياس نول/ م.أ.م
بريجيت ماكرون.."السيدة الأولى" مع تلميذها "الرئيس" إلى الإليزيه
منذ أول ظهور لها، شغلت بريجيت ماكرون، زوجة رئيس فرنسا الجديد الإعلام، بسبب قصة الحب التي جمعتها بزوجها وتلميذها السابق ودعمها له إلى حين وصولهما معاً الإليزيه، فمن هي المرأة التي تقف خلف أصغر رئيس في تاريخ فرنسا؟
صورة من: Reuters/P. Wojazer
هل صنعت السيدة الأولى زوجها؟
أثارت بريجيت ماكرون، زوجة رئيس فرنسا الجديد جدلا منذ أول ظهور لها. فالسيدة التي وقع ماكرون في غرامها بعمر الـستة عشر ربيعاً والتي تكبره بأربعة وعشرين سنة، أصبحت اليوم زوجة أصغر رئيس في تاريخ الجمهورية الفرنسية. محطات مصورة في حياة السيدة الاولى بريجيت ماكرون.
صورة من: Reuters/P. Wojazer
زوجة أصغر رئيس جدة لسبع مرات !
بريجيبت أوزيير ماكرون، أو كما يطلق عليها المقربون "بيبي" ولدت في 13 نيسان/أبريل 1953 في مدينة أميان شمال فرنسا. تنحدر بريجيت من عائلة فرنسية معروفة تعمل في مجال صناعة الشوكولاته. زواجها الأول كان عام 1974 ولديها ثلاثة أبناء وهي اليوم جدة لسبعة أحفاد. عملت بريجيت كمدرسة للغة الفرنسية واللاتينية حيث التقت زوجها الحالي إيمانويل ماكرون.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Bureau
التلميذ يعشق المعلمة!
التقت بريجيت بزوجها إيمانويل ماكرون أول مرة أثناء ورشة عمل كانت تشرف عليها في مجال المسرح في مدينىة أميان، شمال فرنسا. فُتنت المدرسة الثلاثينية بذكاء تلميذها الشاب إيمانويل، الذي كان آنذاك في الخامسة عشر من عمره.
صورة من: picture-alliance/AP Images/C. Ena
قصة حب فرنسية !
عند بلوغه الخامسة عشرة من العمر اعترف التلميذ الشاب أول مرة بحبه لمدرسته بريجيت، البالغة آنذاك 39 عاماً. وبضغط من والديه لقطع علاقتهما انتقل ماكرون إلى باريس لإتمام دراسته الثانوية، لكن التواصل بينه وبين مدرسته استمر وتقول بريجيت أنه قبل رحيله همس لها قائلا "مهما فعلت، سأعود وسأتزوجك."
صورة من: picture alliance/dpa/J-P. Brunet
البداية- مدرّسة تتزوج مصرفيا
وفعلا قدمت بريجيت أوزييرعام 2006 طلب الطلاق من زوجها لترتبط في العام التالي بإيمانويل ماكرون، الذي تولى منصبا مصرفيا آنذاك وعملت هي بالتدريس في مدرسة كاثوليكية في باريس.
صورة من: picture-alliance/abaca/H. Szwarc
العشق لا يعرف عمراً !
وسبق أن تصدرت قصة الثنائي المثير للجدل عشرات الصفحات الأولى في صور لهما يدا بيد في شوارع باريس أو على شاطئ البحر. وترد بريجيت على التعليقات الساخرة بخصوص فارق السن بينها وبين زوجها إيمانويل ماكرون مازحة: "يجب انتخاب إيمانويل هذا العام، وإلا لن تتخيلوا مظهري بعد خمس سنوات".
صورة من: Paris Match
ماكرون: "من دونها ما كنت ما أنا عليه الآن".
في نيسان/ أبريل 2016 تعرّف الفرنسيون على بريجيت ماكرون مع إطلاق زوجها حملته الانتخابية. بريجيت التي تركت مهنة التدريس لتتفرغ لزوجها ماكرون، لعبت دوراً كبيراً في نجاحه سواء على الصعيد المهني أو السياسي. وقال عنها ماكرون: "حاضرة دوما وستبقى أكثر حضورا، ومن دونها ما كنت ما أنا عليه الآن".
صورة من: picture-alliance/Anadolu Agency/C. Nail
مفارقة عمرها "ربع قرن" ؟
بعد فوز زوجها إيمانويل ماكرون، 39 عاماً في الانتخابات الرئاسية لعام 2017، اصبحت بريجيت ماكرون البالغة من العمر 64 سنة سيدة فرنسا الأولى، ودخلت قصر الإليزيه - والمفارقة هنا- كزوجة لأصغر رئيس في تاريخ الجمهورية الفرنسية.
صورة من: Reuters/C. Hartmann
إطلالة الزوجين متواضعة بسيطة
دخل الزوجان قصرالإليزيه يوم الأحد 14 أيار/ مايو 2017، بعد مراسم تسيلم إيمانويل ماكرون مهامه الرئاسية رسميا في فرنسا. وحازت إطلالة الزوجين خلال حفل التنصيب على الإعجاب، بسبب البساطة والتواضع التي تميزت بهما أزياء كل منهما.
صورة من: AFP/Getty Images
يداً بيد- قمة الانسجام والحب
اختار الرئيس الفرنسي ماكرون في حفل تنصيبه بذلة رسمية متواضعة،لا يتجاوز سعرها 500 دولارأمريكي نفذها خياط باريسي. في المقابل استعارت زوجته بريجيت زيّاً من قطعتين باللون السماوي من دار أزياء" لوي فيتون" ونسقت معها حقيبة يد وحذاء بكعب عالٍ بلون لحمي، وظهرالزوجان وهما يدخلان قصرالإليزيه يداً بيد في قمة الانسجام والحب. الكاتب إيمان ملوك