فرنسا: فشل ذريع لليمين المتطرف في انتخابات المناطق
١٣ ديسمبر ٢٠١٥وفق نتائج أولية، فشل اليمين المتطرف الأحد (13 كانون الأول/ ديسمبر 2015) في الفوز بأي من المناطق الفرنسية خلال آخر اقتراع يجري قبل الانتخابات الرئاسية عام 2017، رغم تقدمه التاريخي في الدورة الأولى قبل أسبوع، بعدما تكتلت الأحزاب التقليدية لمنعه من الفوز. وجاءت تلك النتيجة بعد انسحاب الحزب الاشتراكي الحاكم من اثنتين من هذه المناطق من أجل جولة الإعادة الحاسمة ودعوته لأنصاره بالتصويت للمحافظين بغية إبقاء الجبهة الوطنية بعيداً عن السلطة.
وتشكل هذه النتائج الأولية نكسة كبرى لأبرز ثلاث شخصيات في حزب الجبهة الوطنية، رئيسته مارين لوبان الخاسرة في الشمال وابنة شقيقتها ماريون ماريشال-لوبان في الجنوب وفلوريان فيليبو المخطط الإستراتيجي للحزب في الشرق. وفاز اليمين بست مناطق على الأقل، فيما حقق اليسار انتصاراً في ثلاث مناطق من أصل إجمالي 13.
وبعيد الإعلان عن هذه النتائج الأولية أكدت لوبان أن "لا شيء سيتمكن من إيقافنا"، ونددت بالنداءات التي دعت إلى صد تقدم حزبها وبـ "الانحرافات والمخاطر المتأتية من نظام يحتضر".
أما رئيس الوزراء الفرنسي الاشتراكي مانويل فالس فقد اعتبر أن "خطر اليمين المتطرف لا يزال قائماً في فرنسا"، رغم فشل حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف بأي منطقة فرنسية. وقال فالس: "هذا المساء ليس هناك أي ارتياح أو انتصار لأن خطر اليمين المتطرف لا يزال قائماً"، مذكراً بتقدم الجبهة الوطنية غير المسبوق في الدورة الأولى من انتخابات المناطق.
وكان استطلاع أجراه مركز إيفوب فيدوشيال لحساب مؤسسات (آي.تلي.) وباري ماتش وسود راديو قد أظهر أن حزب التجمع من أجل الجمهورية الذي ينتمي إليه ساركوزي وحلفاءه من يمين الوسط حصلوا على 57.5 في المائة من الأصوات في المنطقة الشمالية، في حين حصلت الجبهة الوطنية بزعامة مارين لوبان على 42.5 في المائة.
وفي منطقة جنوب شرق أظهر الاستطلاع حصول المحافظين على 54.5 في المائة مقابل 45.5 لحزب الجبهة الوطنية. وأشار الاستطلاع إلى أن نسبة الإقبال على التصويت في المنطقتين فاقت 61 في المائة في زيادة ملحوظة عما حدث في الجولة الأولى. وطبقا لنتائج استطلاع منفصل أجراه مركز (تي.إن.إس. سوفريه1) فإن يمين الوسط حصل على 48.4 في المائة مقابل 36.4 في المائة للجبهة الوطنية في منطقة الشرق التي لم ينسحب منها الاشتراكيون.
وخلال الدورة الأولى التي جرت في 6 كانون الأول/ ديسمبر الجاري سجل حزب الجبهة الوطنية نتائج وطنية غير مسبوقة مع 28 بالمائة من الأصوات وتصدر المرتبة الأولى في ست مناطق من أصل 13. وكانت الجبهة الوطنية تراهن على رفض الأحزاب التقليدية غير القادرة على حل الأزمة الاقتصادية والخوف الناجم عن الاعتداءات التي نفذها جهاديون في باريس في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي وأوقعت 130 قتيلاً.
ع.غ/ أ.ح (آ ف ب، د ب أ، رويترز)