فرنسا: مسلمون ويهود ضد معاداة السامية والإسلاموفوبيا
١٧ نوفمبر ٢٠٢٣
تشهد فرنسا ارتفاعاً في جرائم معاداة السامية منذ بدء الحرب بين حماس وإسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. وإزاء ذلك، تحاول مبادرة "مجموعة الصداقة اليهودية-الإسلامية" تهدئة التوترات.
إعلان
في صباح يوم الثلاثاء، تجمع شباب حول شاحنة صغيرة في مـرأب بضاحية ريس أورانجيس، جنوب باريس. الشاحنة مغطاة بالملصقات والشعارات، كتب على أحدها: "نحن متشابهون أكثر مما يبدو".
يبث المشهد بصيص أمل في ظل الأوقات العصيبة الراهنة.
وخلال تجمعهم، طرح تيبولت، الشاب الفرنسي الذي اعتنق الإسلام، على الشباب السؤال التالي: "ما هو التمييز؟"، ليجيب أحدهم: "التمييز يحدث عندما تعامل شخصاً ما بشكل غير لائق بسبب شيء ما تفترضه فيه".
ولم تتوقف أسئلة تيبولت عند هذا السؤال بل طرح سؤالاً آخراً: "كيف يمكن تعريف التمييز القائم على أساس السن؟" ليجيب أحد الشباب: "عندما يحدث تمييز ضد شخص ما بسبب عمره".
وفيما كان يطرح تيبولت أسئلته، كان الحاخام ميشيل سرفاتي يقف بين الشباب يراقب المشهد.
أسس ميشيل سرفاتي، البالغ من العمر 80 عاماً، مبادرة "مجموعة الصداقة اليهودية-الإسلامية" (AJMF) قبل عشرين عاماً. وتوظف المبادرة اليوم ثمانية أشخاص، جميعهم مسلمون.
وفي مقابلة مع DW، قال ميشيل سرفاتي إن "هدفنا يتمثل في محاربة معاداة السامية والإسلاموفوبيا. نعمل على زيادة الوعي بين الشباب بطريقة غير مباشرة من خلال التحدث عن التمييز لضمان عدم الوقوع في فخ معاداة السامية".
معاداة السامية في فرنسا
وبات هدف ميشيل سرفاتي يتسم بأهمية كبيرة منذ بداية الصراع الحالي بين إسرائيل وحماس المدرجة على قائمة الإرهاب في عدد من الدول. ومنذ هجوم حماس الإرهابي على إسرائيل في السابع من أكتوبر /تشرين الأول الماضي وإعلان إسرائيل الحرب، سجلت السلطات الفرنسية ما يقرب من 1250 اعتداء جرى تصنيفه باعتباره معادياً للسامية.
وفي ذلك، قال ميشيل فيفيوركا، الباحث بعلم الاجتماع في "مدرسة الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية" في باريس EHESS، إن هذا الرقم "مثير للقلق إذ يعد الأعلى منذ بدء التسجيل المنهجي (لحوادث معاداة السامية) عام 2000".
وفي مقابلة مع DW، أضاف أن تصاعد مثل هذه الحوادث يعكس انتقال الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني إلى فرنسا التي تعد موطناً لأكبر عدد من السكان اليهود في أوروبا وتضم واحدة من أكبر الجاليات المسلمة في أوروبا.
وقال إن هذا الأمر يعد ذروة مسار مقلق من حوادث معاداة السامية في فرنسا حيث تجاوز المعدل السنوي 400 واقعة قبل الحرب بين إسرائيل وحماس. بيد أن فيفيوركا قال إن هذا لم يكن الحال على الدوام، مضيفاً: "شعر الناس خارج ألمانيا بالفزع عندما اكتشفوا في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي كيف جرى قتل ستة ملايين يهودي خلال الهولوكوست وذلك من خلال الفيلم الوثائقي الملحمي الشهير 'المحرقة' والذي قام بإخراجه كلود لانزمان. لقد خلق الفيلم الكثير من التعاطف مع اليهود".
وتابع "يُضاف إلى ذلك المشهد اليهودي الثقافي النابض بالحياة والصورة الإيجابية لإسرائيل التي يُنظر إليها على أنها الدولة التي يمكن داخلها تحقيق المدينة الفاضلة في مستوطنات الكيبوتس وهو ما يلقى نظرة إيجابية على المجتمع اليهودي".
ورغم التأثير الإيجابي، إلا أن فيفيوركا أقر بأن هذا التأثير بدأ يتضاءل: "يتم شرح المحرقة في المدارس والمتاحف، لكن الناس اعتادوا على الرعب. وبينما أصبح المشهد الثقافي اليهودي أقل حيوية الآن، فإن صورة إسرائيل قد تدهورت بسبب صراعاتها المتعددة".
ظاهرتان متعارضتان
وفي هذا الصدد، تقوم مبادرة "مجموعة الصداقة اليهودية-الإسلامية" بتنظيم جولات في المناطق الأكثر فقراً في فرنسا بشكل منتظم حيث يؤكد ميشيل سرفاتي، الحاخام الذي نشأ في المغرب، أن جوهر المشكلة يكمن في تلك المناطق: "العديد من المسلمين وخاصة الشباب في المناطق الفقيرة، يتربون على فكرة أن اليهود أغنياء ويحكمون العالم. تسجل هذه المناطق أعلى معدلات الجريمة في فرنسا ونسبة كبيرة من التسرب من التعليم فضلاً عن انتشار البطالة. لقد رصدنا أن هذه المناطق مصدر 95٪ من الأعمال المعادية للسامية".
بدوره، قال الباحث في الاجتماع داني تروم من "المركز الوطني للفرنسي للبحث العلمي" CNRS إن فئات المجتمع الأقل ثراءً ربما تكون أكثر عرضة لتكون معادية للسامية بسبب الشعور بالاستبعاد، مضيفا "بعض الأشخاص الذين ينحدرون من مستعمرات فرنسية سابقة ويشعرون بأنهم موصومون بشكل سلبي، وقد ينقلبون ضد اليهود معتقدين أنهم يمثلون الطاغية الحاكم".
وفي مقابلة مع DW، أضاف "تعد العنصرية ومعاداة السامية ظاهرتين متعارضتين إذ تحدث الأولى عندما يُنظر إلى فئة معينة من البشر باعتبارها أقل شأناً، لكن الظاهرة الثانية تقف على النقيض حيث يُنظر إلى اليهود باعتبارهم الطبقة المهيمنة".
من جانبها، قالت الحكومة الفرنسية إن الشرطة تبذل قصارى جهدها لتقديم الجناة المتورطين في جرائم معاداة السامية إلى المحاكمة فيما نُقل عن وزير الداخلية جيرالد دارمانين قوله: "يحمي عشرة آلاف شرطي وجندي 900 معبد يهودي ومدرسة في جميع أنحاء البلاد. اعتقلنا 486 شخصاً لارتكابهم أعمالاً معادية للسامية".
معاداة السامية في السياسة
وقال رافائيل أمسيلم، محلل السياسة العامة في مركز GenerationLibre البحثي في فرنسا، إن الأمر لا يعني أن اليهود في فرنسا لا يشعرون بوجود دعم حكومي لهم، مضيفاً: "لكن المشكلة تكمن مع بعض الأحزاب السياسية في فرنسا مثل حزب 'فرنسا الأبية' اليساري المتطرف".
وفي مقابلة مع DW، أضاف "وصف زعيم الحركة جان لوك ميلينشون مسيرة الأحد ضد معاداة السامية باعتبارها تجمعاً للأشخاص الذين يدعمون بشكل مطلق المذبحة [التي ترتكبها إسرائيل في غزة]...هذا أمر غير مقبول".
وأضاف أن السياسي الفرنسي ذو التوجه اليساري الراديكالي يبدو أنه يعتقد أن الناس لا يمكنهم محاربة معاداة السامية إلا إذا نأوا بأنفسهم عن التصرفات الإسرائيلية.
الجدير بالذكر أن 182 ألف شخص قد انضموا الأحد في مظاهرات ضد حوادث معاداة السامية في جميع أنحاء فرنسا في مسيرات قاطعها الحزب اليساري المتطرف، لكنها حظيت بمشاركة أعضاء من حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف وعلى رأسهم مرشحة اليمين المتطرف للانتخابات الرئاسية السابقة مارين لوبان.
وفي ذلك، قال أمسيلم إن "المفارقة هي أن الحركة اليسارية المتطرفة تساعد حزب التجمع الوطني على الظهور بمظهر أقل تطرفاً. يرغب اليمين المتطرف في تصوير نفسه وكأنه يدافع عن اليهود لكسب أصوات الناخبين". وأضاف "لكن هذا ليس سوى نوعاً من التمويه؛ إذ ما زال هناك أعضاء (في الحزب) قريبين من منظمات معروفة بالدفاع عن وجهات النظر المعادية للسامية.. لن يتقبل أعضاء الحزب اليهود بعاداتهم وطريق حياتهم وعيشهم".
وقال تال بروتمان، المؤرخ والخبير في مكافحة معاداة السامية، إن التطورات السياسية الأخيرة تظهر أن معاداة السامية "مازالت موجودة في الطيف السياسي". وأضاف بروتمان، وهو عضو في مؤسسة مقرها باريس تأسست لتخليد ذكرى ضحايا المحرقة، أنه "منذ الأحداث المروعة في عهد الرايخ الثالث، اعتقد الناس أن معاداة السامية كانت مقتصرة على اليمين المتطرف، لكنهم نسوا أن الاتحاد السوفييتي السابق نفذ كذلك سياسات معادية للسامية".
عينٌ على أوروبا - يهود ومسلمون ضد العنف
23:36
"القدس الصغيرة"؟
بدوره، يعتقد مارك هيكر، مدير الأبحاث والاتصالات في "المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية" Ifri ومقره باريس، أن فرنسا بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد لتغيير هذا الشكل من التفكير، مضيفاً: "نحن بحاجة إلى المزيد من البرامج التعليمية حول معاداة السامية لمعالجة الصور النمطية الخاصة بمعادية للسامية بشكل شامل".
واعترف أحد الشباب الذين التفوا حول الفرنسي المسلم تيبولت في ضاحية ريس أورانجيس بأن وجهة نظره تجاه اليهود قد تغيرت. وقال الشاب - الذي فضل عدم الكشف عن هويته: "قبل مشاركتي، كنت أعتقد أن اليهود منغلقين على أنفسهم. لكنني أدركت أن ذلك كان تحيزاً. لا ينبغي أن نحكم على الناس دون معرفتهم".
وفي رده، أشاد الحاخام ميشيل سرفاتي بما صرح به الشاب، معبراً عن أمله في أن تصبح الضاحية التي يُطلق عليه "القدس الصغيرة" - لأنها تضم كنيس وكنيسة ومسجد - مصدر إلهام.
وعند لقائه مع الإمام الحاج مولود الوسية بعد صلاة الظهر، تذكر ميشيل سرفاتي صداقتهما، فيما استدعى مولود الوسية جهود ميشيل سرفاتي في مساعدة الجالية المسلمة. وأضاف: "بفضل الحاخام سرفاتي تمكنا من فتح مسجدنا في هذا الشارع قبل 20 عاماً. لقد اتصل بعمدة المدينة وأبلغه أن هناك مبنى متاح هنا، لكن العمدة سأله: "ألا تخاف من المسلمين؟" فيما كانت إجابة ميشيل سرفاتي قاطعة بالنفي قائلاً: "نريدهم أن يكونوا قريبين منا لنعزز الأخوة والجيرة".
ليزا لويس/ م. ع
حرب إسرائيل وحماس - حصيلة ثقيلة ومساع لوقف القتال
أكثر من 11 ألف قتيل في غزة، بحسب أرقام حركة حماس، و1200 قتيل في إسرائيل، فضلًا عن أكثر من 200 رهينة لدى حماس في غزة التي لحق بها دمار هائل نتيجة القصف الإسرائيلي. هنا لمحة عن الحصيلة الثقيلة للحرب بين إسرائيل وحماس.
صورة من: AFP
هجوم مفاجئ من حماس
في خطوة مباغتة، شنت حركة حماس المصنفة حركة إرهابية من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى، هجومًا إرهابيًا على إسرائيل يوم السبت 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، عبر إطلاق وابل من الصواريخ في اتجاه بلدات ومدن إسرائيلية، فضلًا عن اختراق عدد من المسلحين للسياج الحدودي الذي أقامته إسرائيل حول غزة.
صورة من: Ilia yefimovich/dpa/picture alliance
مئات القتلى وأكثر من 200 رهينة
الهجوم الصادم اعتبرته واشنطن "أسوأ هجوم تتعرّض له إسرائيل منذ 1973". بلغت حصيلة القتلى الإسرائيليين 1400 شخص (تم تعديلها في 11 تشرين الثاني/نوفمبر إلى 1200)، بحسب الجيش الإسرائيلي، فضلًا عن مئات الجرحى، ماعدا احتجاز أكثر من 240 آخرين كرهائن في قطاع غزة.
صورة من: Ohad Zwigenberg/AP/picture alliance
ردود الفعل الإسرائيلية على الهجوم الإرهابي
وبعد وقت قصير من الهجوم، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية" وقصف أهدافًا في قطاع غزة. وبحسب السلطات الصحية التابعة لحماس، قُتل أكثر من 11000 شخص (حتى الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر 2023). ولا يمكن التحقق من هذا الرقم بشكل مستقل. في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر، بدأت إسرائيل بمحاصرة قطاع غزة وقطعت إمدادات الكهرباء والغذاء والمياه عن سكان القطاع البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة.
صورة من: Menahem Kahana/AFP/Getty Images
الوحدة السياسية
إسرائيل، المنقسمة داخليًا بشدة، شكلت حكومة طوارئ "وحدة وطنية" في 11 تشرين الأول/أكتوبر. السياسي المعارض بيني غانتس انضم إلى الحكومة. بالإضافة إلى ذلك، تم تشكيل حكومة من خمسة أعضاء لـ"إدارة الأزمات"، وتضم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت وبيني غانتس، كما يتمتع رئيس الأركان السابق غادي آيزنكوت ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر (من حزب الليكود) بوضع مراقب في هذه الهيئة.
صورة من: Abir Sultan via REUTERS
اشتباكات على الحدود مع لبنان
بعد وقت قصير من الهجوم الإرهابي الذي شنته حماس على إسرائيل، وقعت اشتباكات على الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان. قُتل عدة أشخاص بينهم صحفيون في القصف المتبادل بين إسرائيل وميليشيا حزب الله الشيعية. كما أن أعضاء بعثة مراقبي الأمم المتحدة في لبنان عالقون بين الجبهات.
صورة من: Hussein Malla/AP/picture alliance
رد فعل حزب الله
في 3 تشرين الثاني/نوفمبر، هدد زعيم حزب الله حسن نصر الله بتصعيد الصراع في أول خطاب له منذ بدء الحرب. ومع ذلك، لم يحصل أي توسع في القتال المحدود على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
صورة من: Mohamed Azakir/REUTERS
انفجار في مستشفى
وفي مدينة غزة، وقع انفجار في حرم المستشفى الأهلي المسيحي يوم 17 تشرين الأول/أكتوبر. وأرجعت إسرائيل الانفجار إلى صاروخ أخطأ هدفه أطلقته حركة "الجهاد الإسلامي". فيما اتهمت حماس الجيش الإسرائيلي. وفي وقت لاحق، قدرت وكالات الاستخبارات الأمريكية عدد القتلى بـ "100 إلى 300"، فيما قالت حماس إن هناك ما لا يقل عن 471 قتيلًا. ونتيجة لهذا الحدث، خرج الآلاف إلى الشوارع في جميع أنحاء العالم العربي.
صورة من: Ali Jadallah/Anadolu/picture alliance
مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين
ولاتزال تخرج مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في مختلف أنحاء العالم تطالب بوقف إطلاق النار في غزة وإنهاء الحصار عليها. فألمانيا وحدها شهدت 450 مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين منذ بدء التصعيد في 7 تشرين الأول/ أكتوبر وحتى الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر 2023، بحسب وزيرة الداخلية الألمانية.
صورة من: Annegret Hilse/REUTERS
قضية الرهائن
في 20 و22 تشرين الأول/ أكتوبر، أفرجت حماس عن أربع رهينات. في 30 تشرين الأول/ أكتوبر، أعلن الجيش الإسرائيلي تحرير جندية. وفي نهاية أكتوبر/تشرين الأول، أعلنت حماس استعدادها لإطلاق سراح جميع الرهائن مقابل إطلاق سراح عدة آلاف من الفلسطينيين المحكوم عليهم بالسجن في إسرائيل. ولايزال أهالي الرهائن يطالبون بعمل المزيد من أجل إطلاق سراحهم. وبعضهم يطالب الحكومة بالموافقة على عملية تبادل الأسرى.
صورة من: Federico Gambarini/dpa/picture alliance
الهجوم البري الإسرائيلي
في 26 تشرين الأول/أكتوبر، اجتاحت الدبابات الإسرائيلية قطاع غزة لعدة ساعات. وفي مساء اليوم الذي يليه، بدأ الجيش الإسرائيلي هجمات برية وتقدم داخل غزة. وفي 5 تشرين الثاني/نوفمبر، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قسم قطاع غزة إلى نصفين مع محاصرة مدينة غزة بالكامل. ودارت معارك في المدينة. ووفقًا لتصريحاته، يركز الجيش الإسرائيلي على العثور على الأنفاق وتدميرها، والتي تعتبر بمثابة قاعدة تراجع وقيادة لحماس.
صورة من: Israel Defense Forces/Handout via REUTERS
دمار ونزوح في غزة
كشف جغرافيان أمريكيان أنه بعد شهر من الحرب، تعرض حوالي 15 بالمائة من جميع المباني في قطاع غزة لأضرار أو دمرت، مشيرين إلى أن ما بين 38.000 و45.000 مبنى دُمر نتيجة القصف الإسرائيلي.
في هذه الأثناء، غادر أكثر من 900 ألف شخص شمال غزة، بحسب الجيش الإسرائيلي. يتحدث مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عن حوالي 1.5 مليون نازح داخليًا في قطاع غزة، من أصل نحو 2.2 مليون شخص يعيشون بالقطاع.
صورة من: Bashar Taleb/APA Images via ZUMA Press/picture alliance
وضع مأساوي
ممرضة أمريكية وصفت الوضع الإنساني في قطاع غزة بالمأساوي. وكانت الممرضة إيميلي كالاهان تعمل لدى منظمة أطباء بلا حدود في قطاع غزة وتم إجلاؤها من هناك في أوائل نوفمبر/ تشرين الثاني.
وقالت كالاهان لشبكة "سي إن إن" إن فريقها "رأى أطفالاً مصابين بحروق شديدة في وجوههم وأعناقهم وجميع أطرافهم"، مشيرة إلى أنه، ونظرًا لاكتظاظ المستشفيات، يتم إخراج الأطفال على الفور وإرسالهم إلى مخيمات اللاجئين.
صورة من: Adel Al Hwajre/picture alliance/ZUMAPRESS
مساعدات لسكان غزة
وصلت أول قافلة مساعدات غذائية وطبية إلى قطاع غزة يوم 21 تشرين الأول/أكتوبر. وسبق أن اتفقت إسرائيل ومصر على فتح معبر رفح الحدودي في قطاع غزة. وتمكنت مئات الشاحنات عبور الحدود في الأيام التالية.
صورة من: Mohammed Talatene/dpa/picture alliance
دعوة أممية لوقف إطلاق النار
في 24 أكتوبر/تشرين الأول، أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "الانتهاكات الواضحة للقانون الدولي الإنساني" في قطاع غزة. وبعد ثلاثة أيام، دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى "وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية" في قرار غير ملزم. ولم يتمكن مجلس الأمن الدولي حتى الآن من الاتفاق على قرار.
صورة من: Bebeto Matthews/AP Photo/picture alliance
جهود الوساطة الدولية
وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن زار المنطقة عدة مرات بعد الهجوم الذي شنته حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر. وقام ساسة غربيون آخرون أيضًا بإجراء محادثات مع الحكومة في إسرائيل. وخلال زياراته، أكد بلينكن على حق إسرائيل في الدفاع عن النفس، لكنه دعا أيضًا إلى حماية السكان المدنيين في قطاع غزة.
صورة من: Jacquelyn Martin/Pool via REUTERS
الغرب يدعم إسرائيل
ألمانيا أكدت وقوفها إلى جانب إسرائيل وقالت إنه من حقها الدفاع عن نفسها أمام "الهجمات الهمجية"، لكنها حذرت من تطور الصراع. الولايات المتحدة أعلنت تقديم "دعم إضافي" لحليفتها إسرائيل وتحريك حاملتي طائرات إلى شرق المتوسط، كما أدان الاتحاد الأوروبي الهجمات وأبدى تضامنه مع إسرائيل. وتصنف كل هذه الأطراف حماس حركة إرهابية.
صورة من: LIESA JOHANNSSEN/REUTERS
دعوة عربية لوقف الحرب
وفي يوم 21 أكتوبر انعقدت ما سميت بـ "قمة السلام" في القاهرة، شاركت فيها العديد من الدول المجاورة لإسرائيل بالإضافة إلى وفود من أوروبا. لكن لم يثمر المؤتمر عن نتائج ملموسة ولم يصدر عنه بيان ختامي. ووافقت الدول العربية الممثلة في القمة على البيان المصري، الذي طالب بـ"وقف فوري" للحرب.
صورة من: The Egyptian Presidency/REUTERS
انقسام عربي
وقبل القمة، وصفت الإمارات هجوم حماس بـ"التصعيد الخطير" وأكدت "استياءها إزاء تقارير اختطاف المدنيين الإسرائيليين". المغرب أدان استهداف المدنيين من أي جهة، لكنه أشار إلى تحذيره السابق من "تداعيات الانسداد السياسي على السلام". وحذرت مصر من تداعيات "التصعيد"، ودعت المجتمع الدولي لحث إسرائيل "على وقف اعتداءاتها"، فيما أكدت قطر انخراطها في محادثات وساطة مع حماس وإسرائيل تشمل تبادلا محتملا للأسرى.
صورة من: Reuters/M. A. El Ghany
"إسرائيل لا تريد احتلال غزة"
بالتزامن مع تقدم الدبابات الإسرائيلية في غزة، أكد وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرم، في 8 تشرين الثاني/نوفمبر، أن إسرائيل لا تريد إعادة احتلال قطاع غزة، مشيرًا إلى أنه وبعد تدمير حركة حماس، ستتحمل إسرائيل "المسؤولية العامة عن الأمن" "لفترة غير محددة".
صورة من: Israeli Defence Forces/AFP
"هدن" يومية قصيرة
أعلنت واشنطن أن إسرائيل ستبدأ هدنًا لمدة أربع ساعات في شمال غزة اعتباراً من التاسع من تشرين الثاني/ نوفمبر من أجل السماح للسكان بالفرار من أعمال القتال، ووصفها بخطوة في الاتجاه الصحيح. مشيرًا إلى أن هذه الهدن نجمت عن مناقشات بين مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين في الأيام الأخيرة. لكن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أكد أن الحرب ستستمر حتى الإطاحة بحماس وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. م.ع.ح