يحقق مكتب المدعي العام لمكافحة الإرهاب في فرنسا في جريمة قتل مدرس خارج العاصمة الفرنسية. ووفق التحقيقات الأولية فإن المدرس كان قد عرض صوراً ساخرة للنبي محمد. وقد هدد القاتل رجال الشرطة ما دفعهم لإطلاق النار عليه.
إعلان
أعلنت الشرطة الفرنسية اليوم الجمعة (16 أكتوبر/ تشرين الأول 2020) أنها قتلت بالرصاص رجلا كان قد ذبح قبل ذلك بدقائق معلما بإحدى المدارس الإعدادية في شارع بإحدى ضواحي العاصمة باريس. وقال مصدر بالشرطة إن هذا المدرس كان قد عرض على تلاميذه رسوما كاريكاتورية للنبي محمد.
وقد وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (42 عاما) مساء الجمعة إلى مسرح الجريمة الوحشية التي وقعت في كونفلان سانت أونورين، على بعد خمسين كلم شمال غرب باريس. وذكرت محطة (بي إف إم تي في) التلفزيونية ووسائل إعلام أخرى مساء اليوم الجمعة أن وزير التعليم جان ميشيل بلانكير، ونائبة وزير الداخلية مارلين شيابا رافقا ماكرون خلال زيارته لموقع الحادث. وكان ماكرون قد زار سابقاً خلية الأزمة التي شُكّلت بعد الحادثة في وزارة الداخلية.
وقال ماكرون إن عملية قتل المدرّس "هجوم إرهابي إسلامي". وأضاف الرئيس الفرنسي قرب مكان الاعتداء إن "الأمة بأكملها" مستعدة للدفاع عن المدرسين وأن "الظلامية لن تنتصر".
وكان وزير الداخلية جيرار دارمانين أعلن عن تشكيل فريق أزمة يشمل الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء جان كاستيكس. وأضافت التقارير أن منفذ الهجوم شاب في الثامنة عشرة من عمره، حسبما ذكرت "فرانس إنفو"، ولم يصدر تأكيد رسمي لذلك حتى الآن.
وقال مكتب المدعي العام لمكافحة الإرهاب إن الجريمة وقعت في وقت متأخر من بعد ظهر اليوم الجمعة بالقرب من مدرسة في كونفلان سان أونورين.
وتحقق نيابة مكافحة الإرهاب في القضية على أنها "جريمة قتل تتعلق بعمل إرهابي" و "جريمة إرهاب منظم". وبحسب ما أفادت دوائر التحقيق فإن دورية للشرطة رصدت المهاجم المشتبه به وهو يحمل سكينا على بعد مسافة قصيرة من موقع الهجوم وأن المشتبه به هدد ضباط الشرطة بسلاح الجريمة الذين وصلوا إلى البلدة، وذلك في أعقاب اتصال هاتفي، ما دفعهم لإطلاق النيران عليه.
وقال متحدث باسم الشرطة إن الشرطة أطلقت النار على المشتبه به فأردته قتيلا بحسب ما أوردت قناة (بي اف ام تي في BFM TV ).
وقال مصدر في الشرطة إن شهودا سمعوا المهاجم يهتف "الله أكبر". وقال المتحدث باسم الشرطة إنه يجري التأكد من هذه المعلومات.
وقال مصدر آخر بالشرطة إن القتيل قطعت رأسه في الهجوم لكن لم يتأكد ذلك.
وخوفا من احتمال ارتداء المشتبه به لسترة ناسفة تم تطويق المنطقة المحيطة وتم استدعاء خبراء متفجرات ودعت الشرطة المواطنين إلى تجنب المنطقة. ويعتقد أن المشتبه به من سكان منطقة إيراجني سور وايز القريبة.
ومن جهته قال جون ميشيل بلونكير وزير التعليم الفرنسي اليوم الجمعة على تويتر إن قتل مدرس تاريخ فرنسي يعد هجوما على الأمة الفرنسية. وأضاف الوزير "وحدتنا وعزمنا هي الردود الوحيدة لدينا في مواجهة هول إرهاب الإسلاميين".
وهزت هجمات دموية لمتشددين إسلاميين فرنسا منذ سنوات سقط خلالها أكثر من 250 قتيلا. وقبل أسابيع قليلة فقط وقع هجوم بالسكين أمام مبنى التحرير السابق للمجلة الساخرة "شارلي إبدو" التي نشرت رسوماً ساخرة للنبي "محمد" قبل عدة سنوات وقام على إثر ذلك متشددون إسلاميون بقتل موظفين بالمجلة ردا على ما نشرته المجلة.
ع.ح/ ص.ش (أ ف ب، د ب ا، رويترز)
محطات دموية .. أبرز الاعتداءات التي ضربت فرنسا
ارتفعت مؤخرا حدة الاعتداءات الدامية في فرنسا، لكن هذه الدولة عانت منذ عقود من ضربات ضد المدنيين ورجال الأمن فوق ترابها. نعرض هنا جانبا من أبرز ما عانته فرنسا في مواجهة الاعتداءات الإرهابية خلال العقود الأخيرة.
صورة من: Reuters/V. Kessler
مساء دام في ستراسبورغ
مساء دام عاشته مدينة ستراسبورغ الألمانية. الثلاثاء (12 ديسمبر/ كانون الأول 2018) مٌسلح، موضوع على قائمة المراقبة الأمنية، يطلق النار على مارة بوسط المدينة موقعاً ثلاثة قتلى و 13 جريحا.
صورة من: Reuters/C. Hartmann
إجراءات أمنية استثنائية
بعد اعتداء ستراسبورغ قررت الحكومة الفرنسية رفع حالة التأهب لأعلى مستوياتها وإطلاق عمليات تفتيش مكثفة على الحدود.
وزير الداخلية الفرنسي أعلن أن السلطات المحلية في ستراسبورغ ستمنع المظاهرات من أجل إتاحة المجال لقوات الأمن لمطاردة المشتبه به في عملية إطلاق النار. إعتداء ستراسبورغ يأتي بعد سلسلة إعتداءات دامية شهدتها فرنسا خلال العقود الماضية...
صورة من: picture-alliance/AA/E. Cegarra
هجوم دموي.. والفاعل غير معروف
انفجرت قنبلة شهر تشرين الأول/ أكتوبر1980 في معبد يهودي بباريس مّا أدى إلى مصرع 4 أشخاص وجرح 46. المُثير في القضية أنه لحد الآن، لم تحدّد العدالة الفرنسية منفذي الهجوم. حامت الشكوك حول حسان دياب، الذي يعمل حاليا أستاذا جامعيا في كندا، حيث جرى توقيفه عام 2008، ثم نقله إلى فرنسا. وبعد مسار مطول من التحقيق، أعلنت العدالة الفرنسية بداية 2018 أن الأدلة بحق دياب غير دامغة، وبالتالي أطلق سراحه.
صورة من: AFP/Getty Images
كارلوس.. الثعلب الإرهابي
شكّل الفنزويلي كارلوس، الملقب بالثعلب، كابوسا لفرنسا قبل اعتقاله عام 1994. وجهت له اتهامات بالضلوع في مقتل شرطيين عام 1975 بباريس، ثم هجوم آخر عام 1982 عبر تفجير قنبلة في قطار، ممّا أدى إلى مقتل 5 أشخاص وجرح 27. نهاية العام ذاته اتُهم بقيادة هجومين في محطة قطار مرسيليا وقطار TGV، انتهيا بمصرع 5 أشخاص وجرح 45. من دوافع هجماته رغبته بإطلاق سراح رفيقيه الألمانية ماغدالينا كوب والسويسري برونو بيرغيت.
صورة من: picture-alliance/dpa
GIA تصل إلى فرنسا
خرجت عمليات الجماعة الإسلامية المسلحة GIA من الجزائر إلى فرنسا عام 1995، عندما تعرّضت هذه الأخيرة لثمانية هجمات، استخدمت فيها قنابل وأسلحة تقليدية أدت إلى مصرع 8 أشخاص وجرح 200 آخرين. الهجوم الأسوأ وقع في محطة سان ميشيل نوتردام بباريس، كما اغتيل إمام جزائري ومرافقه بباريس. أدت الهجمات إلى توتر في علاقات فرنسا بالجزائر، خاصة مع اتهامات بتورط أجهزة أمنية جزائرية في عمليات GIA.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Guez
حتى الأطفال لم يسلموا من الإرهاب
أجهز محمد مراح على سبعة أشخاص، وثلاثة أطفال، فضلاً عن جرحه ستة آخرين، في ثلاث هجمات مختلفة، بمدينتي تولوز ومونتوبان شهر مارس 2012، أخطرها في مدخل مدرسة يهودية. أعلن "جند الخلافة" المرتبط بالقاعدة مسؤوليته عن الواقعة، غير أن الشرطة الفرنسية نفت أن تكون لمراح علاقة بأيّ تنظيم.
صورة من: Reuters
مجزرة شارلي إيبدو
مثلت بداية عام 2015 صدمة كبيرة للفرنسيين، إثر قيام ثلاثة مسلحين، هما الأخوين كواشي وأميدي كوليبالي، المرتبطين بتنظيم "داعش"، بقتل 27 شخصا. أول الهجمات كانت على مجلة شارلي إيبدو، حيث قتل 12 شخصاً، بينهم ثمانية من طاقم المجلة الساخرة. وبعدها قُتل أربعة في متجر يهودي من لدن كوليبالي، الذي كان يحتجز رهائن قبل تصفيته. قُتلت شرطية في مكان آخر، قبل محاصرة الأخوين كواشي في مطبعة.
صورة من: Reuters/Noble
حمام دم في باريس وسان دوني
نفذ "داعش" أسوأ هجوم إرهابي بفرنسا شهر نوفمبر 2015. مجموعة هجمات نفذها جهاديون في باريس وسان دوني. بدأت في ملعب فرنسا عبر تفجير 3 إرهابيين لأجسادهم، ثم جرى إطلاق النار على زبائن مقاهٍ ومطاعم، وكان الهجوم المروّع في مسرح باتكلان بإطلاق الرصاص على جمع من الناس. وصل عدد القتلى إلى 130 والجرحى إلى 413. تزعم المجموعة المنفذة عبد الحميد أبا عوض، مغربي- بلجيكي، وقد قُتل لاحقاً برفقة شركاء آخرين.
صورة من: picture-alliance/dpa
نيس تنزف دما
يوم صيفي هادئ في نيس عام 2016 ينتهي بمجزرة. محمد لحويج بوهلال يقود شاحنة ثم يدهس جمعا من المدنيين، متسبباً في مقتل 86 شخصا وجرح 458، قبل الإجهاز عليه. تبنى "داعش" العملية، لكن الادعاء العام الفرنسي قال إن الهجوم منفرد. لم يعرف عن بوهلال، التونسي الجنسية، تدينه أو ارتباطه بالإسلام الراديكالي، ولم تعرف دوافعه وراء الهجوم الذي تسبّب باستمرار حالة الطوارئ بفرنسا بعدما كان من المقرر نهايتها.
صورة من: Reuters/E. Gaillard
هجوم إرهابي في تريب
الجمعة 23 آذار/ مارس 2018 أدى حادث إرهابي آخر إلى مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وأصابة أربعة آخرين بجروح في هجمات نفذها مسلح قال إنه من تنظيم "داعش". المسلح احتجز رهائن في بلدة تريب بجنوبي غرب البلاد، قبل أن ترديه قوات الأمن قتيلا. فيما أدعى التنظيم أن الفاعل أحد جنوده. والرئيس الفرنسي ماكرون يصف الهجوم بالـ"إرهابي" نفذه إسلامي متشدد.