دعت تركيا روسيا وإيران إلى التدخل لوقف الهجوم الذي تشنه القوات السورية وحلفاؤها في إدلب المشمولة باتفاق أستانا لخفض التوتر الذي تضمنه الدول الثلاث، فيما أدانت فرنسا القصف المكثف في إدلب ودعت إلى احترام اتفاق أستانا.
إعلان
قالت فرنسا اليوم الأربعاء (العاشر من كانون الثاني/يناير 2018) إنها تشعر "بقلق بالغ" إزاء هجوم القوات السورية على إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة. وأضافت الخارجية الفرنسية في بيان "تدين فرنسا القصف المكثف الذي نفذه سلاح الجو التابع لنظام بشار الأسد وحلفاؤه في منطقة إدلب في الأيام الأخيرة، لا سيما تلك التي استهدفت السكان المدنيين وعددا من المستشفيات". وأضافت أن الاستهداف المتعمد للمراكز الطبية يمثل انتهاكا للقانون الدولي.
فيما حضت تركيا الأربعاء إيران وروسيا على التدخل لوقف الهجوم الذي تشنه القوات السورية على إدلب.وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو لوكالة الأناضول التركية الرسمية إن "ايران وروسيا يجب أن تتحملا مسؤولياتهما في سوريا". وأضاف جاويش أوغلو "اذا كنتم دولا ضامنة، والحال كذلك، فيجب وقف النظام. الأمر هناك لا يتعلق بمجرد هجوم جوي، النظام لديه نوايا أخرى وهو يتقدم في إدلب".
في غضون ذلك ذكر مسؤول بالأمم المتحدة أن القتال والقصف الجوي لمناطق المعارضة في شمال غرب سوريا أسفر عن نزوح نحو مئة شخص على مدار ستة أسابيع تقريبا. وقالت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في سوريا إن حوالي مائة ألف شخص نزحوا من ريف إدلب وريف حماة الشمالي منذ مطلع شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي.
ويعتقد أن هناك نحو ثلاثة ملايين شخص في محافظة إدلب وازداد العدد بتوافد مقاتلين ومدنيين فروا أمام تقدم الجيش السوري في مناطق أخرى من البلاد. وبدأ الجيش السوري هجوما في أواخر تشرين الأول/ أكتوبر في محافظة حماة بمساعدة مقاتلين تدعمهم إيران والقوة الجوية الروسية.
وبحلول مطلع الأسبوع الجاري تقدمت هذه القوات إلى داخل إدلب بالقرب من مطار عسكري تسيطر عليه المعارضة المسلحة. وتقع المنطقة داخل إطار اتفاق "عدم التصعيد" الذي أبرم في أستانا عاصمة قازاخستان العام الماضي بين تركيا، التي تدعم جماعات المعارضة، وبين إيران وروسيا، حليفتي الأسد.
وفي موضوع ذي صلة قالت مصادر في وزارة الخارجية التركية اليوم إن الوزارة استدعت القائم بالأعمال الأمريكي في أنقرة بشأن التطورات الأخيرة في سوريا. ولم تذكر المصادر تفاصيل بشأن بواعث قلق أنقرة. ونشب خلاف بين تركيا والولايات المتحدة بشأن سياسة واشنطن في دعم وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور.
وكانت وزارة الخارجية التركية قد استدعت أمس الثلاثاء سفيري ايران وروسيا في أنقرة للأعراب عن "استيائها" إزاء الهجوم على إدلب.
ز.أ.ب/أ.ح (رويترز، د ب أ، أ ف ب)
في صور: الأسلحة الكيماوية في سوريا - خان شيخون هل تنهي اللاعقاب؟
الهجوم الكيماوي على خان شيخون في محافظة ادلب، أعقبته اتهامات لقوات النظام السوري. مشاهد القتل البشعة للمدنيين والأطفال بالخصوص حركت المجتمع الدولي، وجعلت ملف الأسلحة الكيمياوية في سوريا يخرج من دائرة اللاعقاب.
صورة من: picture-alliance/ZUMA Wire/Syria Civil Defence
الهجوم بغازات سامة على مدينة خان شيخون السورية وتسببه بمقتل العشرات ضمنهم أطفال، أعقبته ردود فعل دولية منددة، لكن عجز مجلس الأمن الدولي عن إصدار موقف ردا على الهجوم، أحدث منعرجا في الموقف الأمريكي حيث بادرت إدارة الرئيس ترامب بتوجيه ضربة جوية بصواريخ توماهوك على قاعدة جوية في حمص مرتبطة بالبرنامج الكيماوي السوري.
صورة من: picture-alliance/ZUMA Wire/Syria Civil Defence
أعربت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عن "قلقها العميق" تجاه الهجوم الكيماوي الذي استهدف بلدة خان شيخون. وأعلنت أن "بعثة تقصي الحقائق التابعة للمنظمة دخلت مرحلة جمع وتحليل كل الأدلة من المصادر الموجودة". كما أكدت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة حول حقوق الإنسان في سوريا أنها "تحقق حاليا" في الهجوم الكيميائي الذي وقع في محافظة إدلب. وشددت على "واجب تحديد هوية منفذي هذه الهجمات ومحاسبتهم".
صورة من: picture-alliance/AP
وقتل أكثر من 70 مدني، وأصيب المئات غالبيتهم من الأطفال باختناق، في هجوم بالأسلحة الكيميائية على بلدة "خان شيخون" بريف إدلب، وسط إدانة دولية واسعة.
صورة من: Getty Images/Afp
وكان الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريش" قد صرح أن استخدام الأسلحة الكيميائية "يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي"، مبديا أسفه من أن "الأمم المتحدة ليست في وضع يسمح لها بالتحقق من هذه التقارير بصورة مستقلة".
صورة من: picture-alliance/dpa
وكانت بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وزعت مسودة مشروع قرار إلى مجلس الأمن يطالب بإجراء تحقيق سريع بعد أن اتهمت المعارضة السورية والعديد من الدول الغربية النظام السوري بالمسؤولية عن الهجوم.
صورة من: picture-alliance/ZUMA Wire/Syria Civil Defence
ويعد الهجوم الأكثر دموية من نوعه، منذ أن أدى هجوم لقوات النظام بغاز السارين إلى مقتل نحو 1400 مدني بالغوطة الشرقية في أغسطس/ آب 2013.
صورة من: picture-alliance/AA/I. Ebu Leys
نسبة لبيانات الأمم المتحدة ففي آذار/مارس 2013، تم استخدم غاز السارين لأول مرة في في خان العسل بحلب وتسبب بسقوط 20 قتيلاً و80 مصاباً، بينهم مدنيون وجنود من قوات النظام. و في 21 آب / أغسطس 2013، استخدمت قوات النظام، غاز السارين، في قصفها للغوطة الشرقية.
صورة من: picture alliance/ZUMA Press
ويرى مراقبون إمكانية حصول فصائل سورية معارضة على الأسلحة الكيماوية عن طريق العراق، خاصة أن الحدود المفتوحة ، كما أن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية أكد مرارا أن الجماعات المسلحة استخدمت الأسلحة الكيماوية في العام الماضي.
صورة من: picture alliance/AA/F. Taki
وفي تشرين أول/ أكتوبر من العام 2013 وافقت سوريا على تدمير مخزونها من الأسلحة الكيماوية بموجب اتفاقية توسطت فيها موسكو وواشنطن.
صورة من: Reuters
وفيما يعقد مجلس الأمن اجتماعا طارئا لمناقشة أبعاد الهجوم، رفضت روسيا مشروع القرار الذي قدمته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا إلى مجلس الأمن والذي يدين الهجوم واصفة إياه بـ "غير مقبول".
صورة من: picture-alliance/dpa
وأعلنت منظمة الصحة العالمية في بيان أصدرته من جنيف أن ضحايا هجوم في سوريا يشتبه في أنه نفذ بأسلحة كيماوية ظهرت عليهم أعراض تماثل رد الفعل على استنشاق غاز أعصاب. وقالت المنظمة في بيان "يبدو أن بعض الحالات ظهرت عليها مؤشرات إضافية تماثل التعرض لمواد كيماوية فسفورية عضوية وهي فئة من المواد الكيماوية التي تتضمن غاز الأعصاب."
صورة من: picture-alliance/AP
الجيش السوري نفى نفيا قاطعا من جهته أي استخدام لمواد كيماوية، وأتهم الجماعات المعارضة ومن يقف خلفها في تخزين واستخدام الأسلحة الكيماوية، وهو ما أكدته روسيا التي دافعت عن النظام السوري، وقالت إن سلاح الجو السوري استهدف "مستودعا" لفصائل معارضة يحتوي "مواد سامة". (الكاتب: علاء جمعة)