فريق أممي يبدأ العمل لتوثيق جرائم "داعش" في العراق
٢٣ أغسطس ٢٠١٨
بعد اربعة أعوام من ارتكاب "داعش" لجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة الجماعية بحق الإيزيديين في العراق، بدأ فريق عمل تابع للأمم المتحدة لتوثيق تلك الجرائم من خلال جمع وحفظ الأدلة المتعلقة في بلدات وقرى نينوى.
إعلان
بدأ فريق أممي العمل لتوثيق جرائم تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق هذا الأسبوع بعد قرابة عام من تشكيل مجلس الأمن الدولي له وتكليفه بالمهمة. وتتضمن مهمة الفريق الأممي في جمع وحفظ الأدلة المتعلقة بارتكاب تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا باسم "داعش"، جرائم قد تصل إلى مستوى جرائم حرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية.
يشار إلى أن مجلس الأمن الدولي أقر بالإجماع في سبتمبر/ أيلول الماضي خلال اجتماع لقادة العالم قرارا طرحته بريطانيا بعد عام من المحادثات مع العراق. وطلب مجلس الأمن وقتها من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تشكيل فريق "من أجل دعم الجهود المحلية" لمحاسبة المتشددين.
وحذر خبراء من الأمم المتحدة في يونيو/ حزيران 2016 من أن تنظيم "الدولة الإسلامية" يرتكب إبادة جماعية بحق الإيزيديين في العراق بهدف القضاء على تلك الأقلية الدينية من خلال القتل والاستعباد الجنسي وجرائم أخرى.
وأبلغ غوتيريش مجلس الأمن في خطاب أن فريق الأمم المتحدة بقيادة المحامي البريطاني كريم أسد أحمد خان سيبدأ العمل في العشرين من أغسطس/ آب. ووفقا للقرار الصادر عن الأمم المتحدة في 2017 يكون استخدام الأدلة التي يجمعها الفريق في ساحات أخرى مثل المحاكم الدولية أمرا "يحدد بالاتفاق مع الحكومة العراقية في كل قضية على حده". وأضاف القرار أن الأدلة تجمع بالأساس لتستخدمها السلطات العراقية ثم "المحاكم المختصة على المستوى الوطني".
الفتاة الهاربة من "مستعبدها الداعشي" لا تنوي العودة لألمانيا
03:20
جدير بالذكر محامية حقوق الإنسان على المستوى الدولي أمل كلوني ومعها نادية مراد، وهي يزيدية شابة تعرضت للاستعباد والاغتصاب على يد مسلحين من "الدولة الإسلامية" في الموصل، قامت بجهود لفترة طويلة لإقناع العراق بالسماح لمحققي الأمم المتحدة بالمساعدة في الأمر.
ح.ع.ح/أ.ح(رويترز)
محنة الأقلية الأيزيدية في العراق ـ في صور
تسكن الأقلية الإيزيدية بالعراق وسوريا، ولعدة قرون تعرضت للاستهداف بسبب معتقداتها الدينية. أكبرها كان عام 2014، حين هاجمت "الدولة الإسلامية" القرى الإيزيدية في العراق، وارتكبت مجازر وُصفت بأنها "إبادة جماعية".
صورة من: altreligion.about.com
تاريخ من الاضطهاد
على مدى مئات السنين، اضطُهدت الأقلية الإيزيدية بسبب بعض معتقداتها الدينية، حيث تجمع الإيزيدية بين الزرادشتية والمانوية والمسيحية والإسلام. على مدار التاريخ، تعرض الإيزيديون للقتل أو الإجبار على التحويل إلى دياناتٍ أخرى ووصل الحد إلى استعبادهم. ورغم أن الأقلية الإيزيدية، الناطقة باللغة الكردية، قد تعرضت للاضطهاد من قبل، خاصةً في العراق، إلا أن ما حدث عام 2014 كان بمثابة تحول مأساوي في تاريخها.
صورة من: picture-alliance/ZUMA Wire/D. Honl
إبادة جماعية
في عام 2014، شنّ تنظيم "الدولة الإسلامية" هجوماً كبيراً على مناطق واسعة من العراق وسوريا، وسيطر التنظيم في وقتها على مساحات شاسعة من الأراضي، وعاث فسادً في مناطق مثل جبل سنجار، موطن أجداد الإيزيديين. قتل التنظيم في وقتها أكثر من 5000 شخص واختطف ما يصل إلى 10 آلاف شخص، كثير منهم من الأطفال، والنساء، ووصفت الأمم المتحدة الحدث بأنه "إبادة جماعية".
صورة من: picture-alliance/abaca/Depo Photos/Y. Akgul
العبودية والسبي
قام تنظيم "الدولة الإسلامية" بـ"سبي" مئات الفتيات والنساء في أعقاب الاعتداء، وعرضوهن في ما يسمى "سوق النخاسة"، فباعوا النساء الإيزيديات واشتروهن كـ"سبايا"، وأنشأوا قاعدة بيانات لجميع النساء، بما في ذلك صور لهنّ، لتوثيق من اشتراهنّ ولضمان عدم هروبهن. وبينما تمكنت عشرات من النساء من الهرب والنجاة، ما زالت مئات آخريات في عداد المفقودات.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Alleruzzo
المفقودون
ما زال الآف الرجال والنساء والأطفال من الإيزديين في عداد المفقودين. فيما يتهم البعض السلطات العراقية بأنها لم تقم بخطوات جدية للعثور على المفقودين، بعد عمليات تحرير الموصل في كانون الأول/ ديسمبر 2017. ويخشى الإيزيديون أن يبقى مصير ما يقارب 3000 إيزيدي مجهولًا إلى أجلٍ غير مسمى.
صورة من: picture-alliance/ZUMA Wire/G. Romero
الشتات
في أعقاب هجوم تنظيم "الدولة الإسلامية" المتشدد على الإيزيديين، فر العديد منهم إلى الدول المجاورة أو إلى أوروبا وخارجها. وبينما وجدت بعض الأسر ملجأ خارج بلدها، أُجبر آخرون على البقاء في مخيمات في كردستان العراق. تساعد الأمم المتحدة في إعادة بناء منازل الإيزيديين في موطن أجدادهم، لكن الكثيرين لازالوا يعتقدون بأن "داعش" يشكل تهديدًا على وجودهم.
صورة من: picture-alliance/abaca/Deop Photos/Y. Akgul