فشل دولي في التوصل لمعاهدة ملزمة للحد من تلوث البلاستيك
خالد سلامة أ ف ب، رويترز
١٥ أغسطس ٢٠٢٥
لم تسفر الجولة السادسة من مفاوضات ضمّت تقريباً كل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في التوصل لمعاهدة ملزمة لمكافحة تلوث البلاستيك. ما أسباب ذلك؟
وفود متعبة بعد جولة مفاوضات سادسة لم تسفر عن التوصل لمعاهدة ملزمة للحد من تلوث البلاستيكصورة من: Fabrice Coffrini/AFP/Getty Images
إعلان
فشلت الدول الـ185 المجتمعة في جنيف في الاتفاق ليل الخميس / الجمعة (14 على 15 آب/أغسطس 2025) على مشروع نصّ ملزم لمكافحة تلوث البلاستيك، بعدما لاقى رفض دول عدة وانتقادات منظمات غير حكومية. وقال ممثل النرويج في جلسة عقدت في وقت مبكر الجمعة: "لن نبرم معاهدة بشأن تلوث البلاستيك هنا في جنيف".
وأتى ذلك بعيد تأكيد الهند والأوروغواي أن المفاوضين لم يصلوا إلى "توافق" بشأن المعاهدة.
وفي الساعات الأولى من يوم الجمعة، تمّ عرض نصٍّ جديد للتسوية، تضمّن أكثر من 100 نقطة تحتاج إلى إيضاحات، وذلك بعد عشرة أيام من المفاوضات المكثفة. لكن رؤساء الوفود المجتمعين في جلسة غير رسمية، لم يتوصلوا إلى اتفاق.
ولم يتضح على الفور مستقبل التفاوض.
وطلبت أوغندا عقد جولة جديدة من المفاوضات في وقت لاحق، بينما اعتبرت المفوضة الأوروبية لشؤون البيئة جيسيكا روسوال أن جنيف أرسَت "أساساً جيداً" لاستئناف المفاوضات.
معسكران متباعدان
واجتمع أكثر من ألف مندوب في جنيف للمشاركة في الجولة السادسة من المحادثات، بعد انتهاء اجتماع لجنة التفاوض الحكومية الدولية في كوريا الجنوبية أواخر العام الماضي دون التوصل إلى اتفاق. ولجنة التفاوض الحكومية الدولية هي مجموعة أنشأتها جمعية الأمم المتحدة للبيئة عام 2022 ومكلّفة بوضع معاهدة عالمية ملزمة قانوناً لمعالجة التلوث الناجم عن البلاستيك.
ويتوقع أن يعقد الدبلوماسي الإكوادوري لويس فاياس فالديفييسو الذي كان يرأس المفاوضات خلال الجولة السابقة في مدينة بوسان الكورية الجنوبية عام 2024، مؤتمراً صحافياً مقتضباً اليوم الجمعة، بحسب ما أكدت دوائر الأمم المتحدة. ولاقت طريقته ومسار التفاوض انتقادات شديدة طوال الجولة الدبلوماسية في جنيف.
نظرياً، كان يفترض أن تتوقف جولة المفاوضات (CNI5-2) التي بدأت في جنيف في الخامس من آب/أغسطس، عند منتصف الليل (22,00 بتوقيت غرينتش) في 14 منه.
وتباعِد انقسامات عميقة بين المعسكرين المتواجهين في هذا المجال. وترغب الأطراف "الطموحة"، ومنها الاتحاد الأوروبي وكندا وأستراليا والعديد من دول أميركا اللاتينية وإفريقيا والدول الجزرية، في تخليص الكوكب من البلاستيك الذي بدأ يلوثه ويؤثر على صحة الإنسان، والأهم من ذلك تقليل الإنتاج العالمي للبلاستيك.
أما المعسكر الآخر الذي يضم بشكل رئيسي دولاً منتجة للنفط، فيرفض أي قيود على إنتاج البلاستيك، وهو أحد مشتقات الخام، وأي حظر على الجزيئات التي تُعد ضارة بالبيئة أو الصحة على المستوى العالمي.
وتعد القضايا الأكثر إثارة للخلاف هي الحد من الإنتاج وإدارة المنتجات البلاستيكية والمواد الكيميائية المثيرة للقلق والتمويل لمساعدة الدول النامية على تنفيذ المعاهدة.
وتحذر منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية من تضاعف إنتاج البلاستيك ثلاثة أمثال بحلول 2060 في حالة عدم التدخل، مما سيزيد من اختناق المحيطات والإضرار بالصحة وتفاقم التغير المناخي.
العالم يختنق جراء النفايات البلاستيكية
البلاستيك مادة رخيصة وخفيفة، وتشكل في الغالب مشكلة بيئية كبيرة. ممثلون عن أكثر من 170 دولة يلتقون في كينيا بهدف التوصل إلى اتفاق لاحتواء مشكلة النفايات البلاستيكية.
صورة من: James Wakibia/Zumapress/picture alliance
أصوات عالية
نشطاء بيئيون تظاهروا قبل انعقاد المؤتمر بأيام للفت الأنظار إلى مشكلة النفايات البلاستيكية. وبدأت في العاصمة الكينية نيروبي الجولة الثالثة من المفاوضات التي تهدف إلى التوصل إلى اتفاق يحد من مشكلة النفايات البلاستيكية. 175 دولة اتفقت العام الماضي على التوصل إلى اتفاق أممي ملزم بحلول العام 2024.
صورة من: MONICAH MWANGI/REUTERS
إعادة التدوير إجراء فعال
هدف الأمم المتحدة هو خفض التلوث البيئي الناتج عن نفايات البلاستيك حتى عام 2040 بشكل واضح. وحتى في بلدان مثل كينيا، وهي الدولة الإفريقية التي تبوأت دورًا متقدما على هذا الصعيد في عام 2017 حيث حُظرت الأكياس البلاستيكية تماما، بقيت مشكلة النفايات قائمة. أيضا بوجود أنظمة لفرز نفايات البلاستيك وإعادة تدويرها.
صورة من: Gerald Anderson/AA/picture alliance
كميات هائلة من البلاستيك
هذه القناني البلاستيكية التٌقطت بشبكة من أحد الأنهر في كينيا. ووفقًا لمنظمة منتجي البلاستيك الأوروبية، أُنتج في العام الماضي حوالي 400.3 مليون طن من البلاستيك على مستوى العالم - أي ضعف ما تم إنتاجه في عام 2002. وفي الغالب تنتهي الطريق بالنفايات البلاستيكية في الطبيعة، حيث تشكل خطرًا كبيرا على الكائنات البحرية والطيور.
صورة من: Gerald Anderson/AA/picture alliance
جمع نفايات البلاستيك من البحار والأنهر
ألمانيا أيضا تعاني من تلوث المياه. ففي العام 2021 تسرب عبر نهر الإلبه وحده حوالي 41,700 كيلوغرام من النفايات البلاستيكية إلى البحار. مبادرات غير حكومية تحاول مواجهة هذه الكميات من النفايات، مثل منظمة "غرين كاياك" غير الحكومية التي تؤمن قوارب الكاياك بالمجان لأولئك الذين يساعدون في تنظيف المياه من النفايات.
صورة من: Axel Heimken/dpa/picture alliance
البلاستيك لا يتحلل بسهولة
تحلُل البلاستيك يستغرق مئات السنين وهذا هو أصل المشكلة. لذلك، مطلوب الآن تحديد إجراءات ملزمة لمواجهة ذلك، بدءا بالكميات التي يتم إنتاجها من المواد البلاستيكية وصولًا إلى تصاميم منتجات البلاستيك وانتهاءا بكيفية التخلص منها وإعادة تدوير النفايات.
صورة من: James Wakibia/Zumapress/picture alliance
الحاجة أم الاختراع
الإبداع في كينيا لا حدود له عندما يتعلق الأمر بمواجهة مشكلة النفايات البلاستيكية. هذا الرجل يصنع سفينة شراعية تقليدية من النفايات البلاستيكية. بهذا العمل يريد البحار أن يظهر الإمكانيات المتعددة لإعادة تدوير البلاستيك.
صورة من: Gioia Forster/dpa/picture alliance
أمل لبحار العالم
كلب بحر مصنوع من نفايات بلاستيكية معروض في مدينة Camara de Lobos البرتغالية. الباحثون يأملون أن يدفع الاتفاق إلى تغير جذري في التعامل مع البلاستيك على المستوى العالمي. ويؤكد المفاوضون على أن الأمر لا يتعلق بشيطنة استخدام البلاستيك أو منعه، لكن المطلوب من الاتفاق أن يحدد كميات البلاستيك المسموح بإنتاجها. أعده للعربية: م.أ.م