فشل عملية أممية لجمع أموال كافية لتفريغ سفينة "صافر" اليمنية
٤ مايو ٢٠٢٣
فشلت الأمم المتحدة في جمع الأموال التي تحتاجها لتفريغ حمولة سفينة نفط متهالكة ترسو قبالة ساحل اليمن وتهدد بكارثة بيئية. وشركة يمنية خاصة تحض قطاع الأعمال العالمي على المساهمة في التكاليف و"تجنّب أزمة مدمرة".
إعلان
أخفقت الأمم المتحدة اليوم الخميس (الرابع من مايو/أيار 2023) في جمع المبلغ المتبقي المطلوب لبدء تفريغ 1.1 مليون برميل من النفط من سفينة "صافر" المتهالكة التي ترسو قبالة سواحل الحديدة غرب اليمن.
وجمعت المنظمة الأممية حتى الآن نحو 100 مليون دولار من الحكومات والجهات المانحة الخاصة والأشخاص العاديين.
وكانت تأمل في جمع 29 مليون دولار المتبقية واللازمة لمرحلة الطوارئ خلال فعالية لجمع التبرعات تشترك في استضافتها بريطانيا وهولندا اليوم الخميس، لكن نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق قال إن الجهات المانحة لم تتعهد إلا بمبلغ 5.6 مليون دولار.
وأضاف حق أن 19 مليون دولار إضافية لازمة لمرحلة ضرورية ثانية. وأردف "من الملح سد هذه الفجوة من أجل تنفيذ العملية بنجاح. وبينما نقدر المساهمات التي حصلنا عليها حتى الآن، هناك حاجة ماسة للأموال للسماح لنا بإكمال المهمة التي بدأناها".
وناقلة النفط التي بنيت قبل نحو 45 عاما وتشكل محطة عائمة للتخزين والتفريغ لم تخضع لأي صيانة منذ العام 2015 بسبب الحرب بين الحكومة المعترف بها دوليا والمتمردين الحوثيين .
ويحذر مسؤولو الأمم المتحدة منذ سنوات من أن البحر الأحمر والساحل اليمني في خطر لأن النفط قد يتسرب من الناقلة (صافر) بكميات قد تصل إلى أربعة أضعاف تلك التي تسربت في كارثة الناقلة "إكسون فالديز" عام 1989 قبالة ألاسكا. و حذرت الأمم المتحدة من أن سلامة هيكل الناقلة تتدهور بشكل كبير وأنها معرضة لخطر الانفجار في أي لحظة.
وكان تسرّب النفط من "إكسون فالديز" قد أدى إلى واحدة من أكبر الكوارث البيئية في تاريخ الولايات المتحدة.
وفي سياق متصل كانت "مجموعة هائل سعيد أنعم"، وهي أكبر مجموعة خاصة في اليمن، قد حضّت أمس الأربعاء مجموعات نفطية عالمية على المساهمة في توفير مبلغ قدره 29 مليون دولار لا تزال تحتاج إليه عملية نقل حمولة الناقلة "صافر".
وجاء في بيان لعضو مجلس إدارة المجموعة نبيل هائل سعيد أنعم أن من مصلحة قطاع الأعمال العالمي "تجنّب هذه الأزمة المدمرة، خصوصا قطاع النفط". وحذّر من "اضطرابات محتملة واسعة النطاق قد تصيب طرق التجارة وسلاسل الإمداد، ما سيطرح تحديات تشغيلية واقتصادية طويلة الأمد لشركات من حول العالم".
وحذّرت "مجموعة هائل سعيد أنعم"، التي أعلنت في آب/أغسطس من العام الماضي تبرّعها بـ1,2 مليون، من أن "أي تسرب نفطي سيؤثر على مجتمعات منطقة البحر الأحمر التي تعتمد في معيشتها على التجارة والأنشطة الاقتصادية، بما في ذلك السودان الذي يواجه أزمة".
وفي حال حصل تسرّب من "صافر" فإن البقعة النفطية يمكن أن تطال إضافة إلى الساحل اليمني، سواحل السعودية وإريتريا وجيبوتي والصومال، وستبلغ كلفة تنظيف المياه نحو 20 مليون دولار بحسب تقديرات الأمم المتحدة التي تحذّر كذلك من عواقب كارثية بيئيا واقتصاديا وإنسانيا.
ع.ج.م/أ.ح (رويترز، أ ف ب)
جدلية الحرب والحياة.. مشاهد من صراع اليمنيين من أجل البقاء
من وسط المأساة يتعطش اليمنيون لحياة طبيعية، فلا تكاد وطأة الحرب تخِفّ حتى تبدأ الحياة بالانتعاش فتفتح أسواق وحدائق ويعود كثيرون إلى بيوتهم بعد نزوحهم عنها. جولة مصورة تعكس إصرار اليمنيين على الحياة وصراعهم من أجل البقاء.
صورة من: Essa Ahmed/AFP/Getty Images
يعاني سكان اليمن عموما ليس فقط من شح المياه ولكن أيضا من صعوبة الوصول إليها. مصدر الماء الآبار والأمطار الصيفية، وضاعفت الحرب من معاناة الحصول عليها...
صورة من: Eman Al-Mekhlafi/DW
والحصول على المياه النظيفة، في بعض الأحيان، صار هما من هموم اليمنيين الكثيرة. ويضطر السكان لشراء المياه، أو الاعتماد على فاعلي الخير الذين يوزعون المياه في حاويات موزعة في شوارع المدينة.
صورة من: Farouk Moqbel
خلّف النزاع في اليمن عشرات آلاف من القتلى ودفع نحو 80 في المئة من السكّان للاعتماد على الإغاثة الإنسانية وسط أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفقاً للأمم المتحدة. وتسبّب كذلك بنزوح نحو 3.3 ملايين شخص. والمأساة ما تزال مستمرة..
صورة من: Farouk Moqbel
أطفال اليمن هم أكثر الفئات تضررا من الحرب وتداعياتها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وقدرت اليونيسيف أن عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في اليمن قد يصل إلى 2.4 مليون بنهاية عام 2020.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
من أسباب الوضع الكارثي على سكان اليمن انهيار سعر العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، ووجود إصدارين من العملة الوطنية (قديم وجديد)، وما نجم عن ذلك من ارتفاع جنوني في أسعار السلع المستوردة. وزاد الوضع المعيشي تعقيدا عدم صرف مرتبات موظفي الدولة منذ سنوات، وفقد الآلاف لمصادر دخلهم.
صورة من: Eman Al-Mekhlafi/DW
الحصول على الاحتياجات الأساسية بات مهمة شاقة في الكثير من الأحيان. أزمات إسطوانات الغاز المنزلي المتكررة شاهد على تردي الخدمات.
صورة من: Farouk Moqbel
عادت بعض الأسر اليمنية إلى استخدام الأدوات التقليدية كالحطب بسبب أزمات الخدمات المتكررة والأوضاع الاقتصادية الصعبة
صورة من: Farouk Moqbel
يطل اليمن على البحرين الأحمر والعربي الغنيين بالثروة السمكية، لكن غلاء الأسعار والمعارك وارتفاع تكاليف الصيد والنقل والمخاطر الأمنية جعلت الحصول على السمك رفاهية لا يستطيع المعدم أن يحلم بها (الصورة من عدن)
صورة من: Getty Images/AFP/S. Al-Obeidi
حتى تصل الأسماك إلى "سوق الصيد" في مدينة تعز (جنوب غرب اليمن) تكون أسعارها قد تضاعفت.
صورة من: Eman Al-Mekhlafi/DW
ترتفع أسعار المواد الخضار والفواكه خصوصا في المدن التي تدور داخلها أو حولها المعارك، مثل مدينة تعز (الصورة). وفي هذه الحالة يلجأ الباعة إلى إدخال المواد الغذائية من خلال طُرُق بديلة وعرة ملتفة وهو ما ينعكس على ارتفاع أسعارها.
صورة من: Eman Al-Mekhlafi/DW
المقابر في اليمن تحولت إلى مزارات تشبه الحدائق، لكنها ليست للفسحة، بقدر ما هي تعبير عن زيادة أعداد قتلى الحرب أو موتى الأمراض والأوبئة.
صورة من: Farouk Moqbel
على الجانب الموازي هنا الفرح فوق ركام الحرب! شباب يحتفلون في عرس في الشارع. الموسيقى تصدح وتطغي أحيانا على صوت الرصاص. لكن في اليمن إطلاق الرصاص ليس فقط بسبب الحرب، ففي الأعراس يطلق الرصاص عادة في الجو للتعبير عن الفرح، إلأ أن ذلك اصبح يثير الرعب لدى البعض بسبب الحرب.
صورة من: Eman Al-Mekhlafi/DW
رغم الحرب والأوضاع الصعبة، وقيود العادات والتقاليد الاجتماعية والتضييق على الحريات، إلا أن الحياة تستمر. شباب وشابات قرروا أن يعزفوا للحب وللحياة ولمستقبل أفضل..