قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية احمد مجدلاني الخميس إن أبرز الفصائل الفلسطينية في مخيم اليرموك اتفقت على عملية عسكرية بالتنسيق مع النظام السوري لطرد داعش من المخيم. الاتفاق لا يشمل "أكناف بيت المقدس".
إعلان
أعلن عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية احمد مجدلاني اليوم الخميس(التاسع من نيسان/أبريل 2015) توافق ابرز الفصائل الفلسطينية في مخيم اليرموك على عملية عسكرية بالتنسيق مع النظام السوري لإخراج تنظيم "الدولة الإسلامية" من هذا المخيم بعد سيطرته على أجزاء واسعة منه.
وقال مجدلاني في مؤتمر صحافي عقده في دمشق إن دخول التنظيم المتطرف أطاح بالحل السياسي، و"وضعنا أمام خيارات أخرى لحل أمني نراعي فيه الشراكة مع الدولة السورية صاحبة القرار الأول والأخير في الحفاظ على أمن المواطنين"، مشيرا إلى أن "الجهد الفلسطيني هو جهد تكاملي مع دور الدولة السورية في تطهير المخيم من الإرهاب".
وكان مجدلاني يتحدث بعد اجتماع عقد مساء الأربعاء وشارك فيه ممثلون عن 14 فصيلا فلسطينيا في سوريا، وغابت عنه كتائب "أكناف بيت المقدس"، الحركة التي نشأت أخيرا في مخيم اليرموك والتي تعتبر قريبة من حركة حماس الفلسطينية ومعارضة للنظام السوري. ومنذ دخول تنظيم "الدولة الإسلامية" إلى مخيم اليرموك في الأول من نيسان/ابريل، تقاتل كتائب "أكناف بيت المقدس" التنظيم الجهادي، ما أسفر عن مقتل 45 شخصا بينهم ستة مدنيين.
مخيم اليرموك - جوع وحصار وبراميل متفجرة
يشهد مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سوريا منذ أيام اشتباكات عنيفة بين مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" وفصائل المعارضة وقوات النظام السوري. وهو ما ضاعف معاناة المدنيين المحاصرين وسط مخيم يفتقد لأبسط الحاجيات اليومية.
صورة من: picture-alliance/dpa
يشهد مخيم اليرموك منذ أول مايو/ آيار اشتباكات بين الفصائل الفلسطينية المسلحة وتنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي (داعش). كما يتعرض لغارات جوية تشنها قوات النظام السوري.
صورة من: Rami al-Sayed for unrwa.org
بعد دخول "داعش" مخيم اليرموك، هربت منه حوالي 500 عائلة، وفق مصادر فلسطينية، وتوزع أفرادها في أحياء مجاورة للمخيم خاضعة لسيطرة قوات النظام السوري.
صورة من: picture-alliance/dpa
تراجع عدد سكان مخيم اليرموك من نحو 160 ألف شخص قبل اندلاع الثورة السورية في 2011 إلى نحو 18 ألفا يعيشون منذ عامين تقريبا في ظل حصار خانق تفرضه قوات الأسد.
قتل في هجوم "داعش" الأربعاء الماضي على المخيم 38 شخصا بينهم ثمانية مدنيين، بحسب المرصد السوري. وحتى الحيوانات لم تسلم من تداعيات القتال، الذي يزيد مأساة سكان المخيم.
صورة من: Rami al-Sayed for unrwa.org
أدى هجوم تنظيم "داعش" في الأسبوع الماضي إلى نزوح نحو 2500 من السكان إلى الاحياء المجاورة فيما لا يزال الآلاف محاصرين داخله وبحاجة إلى إغاثة ومساعدات إنسانية عاجلة.
صورة من: Rami al-Sayed for unrwa.org
مخيم اليرموك، الذي أضحى رمزا للمعاناة والحرمان في النزاع السوري، أغرقه هجوم "داعش" عليه في مأساة جديدة، من أبرز ما فيها سوء التغذية ونقص الأدوية.
صورة من: Rami al-Sayed for unrwa.org
لا يزال يعيش في مخيم اليرموك حوالي 18 ألف شخص بينهم 3500 طفل، في أوضاع إنسانية صعبة. كما أنهم بحاجة ماسة إلى الطعام والدواء والخدمات الصحية.
صورة من: Rami al-Sayed for unrwa.org
"حفرة جحيم" هكذا وصف متحدث باسم وكالة "أونروا" مخيم اليرموك. وتطالب منظمات مساعدة إنسانية بوقف فوري للقتال حتى تتمكن من إيصال مساعداتها لسكان المخيم.
صورة من: Reuters
يعتمد سكان المخيم بشكل أساسي على المساعدات الإنسانية، لكن منظمات المساعدة لم تعد قادرة على الدخول إلى اليرموك بسبب استمرار القتال والغارات الجوية للنظام السوري.
صورة من: picture-alliance/dpa
غادر العديد من الأطباء ومنظمات الرعاية الصحية المخيم بعد احتدام المعارك. وهو ما ينذر بكارثة خطيرة وسط تردي الوضع الإنساني في المخيم، الذي يبعد عن العاصمة دمشق بثمانية كيلومترات فقط.
صورة من: picture-alliance/dpa
10 صورة1 | 10
وقال المسؤول الفلسطيني القادم من رام الله والذي شارك في اجتماع الفصائل "اتفقنا على أن يبقى (الاجتماع) مفتوحا للتنسيق الدائم مع القيادة السورية، وان تُشكل غرفة عمليات مشتركة من القوات السورية والفصائل الفلسطينية التي ترغب والتي لها تواجد ملموس داخل المخيم أو في محيطه لاستكمال هذه العملية النظيفة عسكريا".
وأوضح أن "أي عمل (عسكري) يجب أن يراعي حياة المدنيين السوريين والفلسطينيين في اليرموك، وألا تكون هناك حالة من التدمير الشامل للمخيم، وان تتم العملية بشكل تدريجي في الأحياء". وأكد ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في دمشق أنور عبد الهادي لوكالة فرانس برس أن الفصائل الفلسطينية توافقت في الاجتماع "على دعم الحل العسكري لإخراج داعش من المخيم". وأشار مجدلاني من جهته إلى أن "جزءا من مقاتلي "أكناف بيت المقدس"انشقوا عنه وباتوا يقاتلون إلى جانب تنظيمي داعش والنصرة".