فصائل معارضة: اتفاق لإجلاء المدنيين والمقاتلين من شرق حلب
١٣ ديسمبر ٢٠١٦
قال فصيلان معارضان في شرق حلب إنه تم التوصل إلى اتفاق يقضي بإجلاء المدنيين والمقاتلين من شرق حلب برعاية روسية تركية. بيد أنه لم يرد أي تعليق بشأن هذا الاتفاق من قبل روسيا او تركيا أو النظام السوري.
إعلان
أعلن مسؤول في حركة نور الدين الزنكي، أبرز الفصائل السورية المعارضة في مدينة حلب التوصل إلى اتفاق لإجلاء المدنيين والمقاتلين من شرق حلب برعاية روسية تركية، على أن يدخل حيز التنفيذ خلال ساعات. وقال ياسر اليوسف عضو المكتب السياسي في حركة نور الدين الزنكي لوكالة فرانس برس "تم التوصل إلى اتفاق لإخلاء أهالي حلب المدنيين والجرحى والمسلحين بسلاحهم الخفيف من الأحياء المحاصرة في شرق حلب". وأوضح أن التوصل للاتفاق "جرى برعاية روسية تركية، على أن يبدأ تطبيقه خلال ساعات".
وفي شرق حلب، أكد مصدر في حركة أحرار الشام الإسلامية النافذة أيضا في المدينة لفرانس برس التوصل للاتفاق. وبحسب اليوسف، يتضمن الاتفاق "إجلاء المدنيين والجرحى خلال الدفعة الأولى بعد ساعات، ومن بعدهم يخرج المقاتلون بسلاحهم الخفيف". وينص الاتفاق على أن "المغادرين سيختارون وجهتهم بين ريف حلب الغربي آو باتجاه محافظة إدلب".
من ناحية أخرى، قال مسؤول بجماعة سورية معارضة تقاتل في حلب اليوم الثلاثاء إن المعارضة كانت قد اتفقت مع روسيا على أن يوقف جميع الأطراف القصف في حلب اعتبارا من صباح اليوم وإنه من المتوقع أن يسري وقف شامل لإطلاق النار ليل الثلاثاء. وذكر مسؤول بجماعة معارضة ثانية تقاتل في حلب هي الجبهة الشامية "ممكن أن يقال إن هناك بوادر انفراج خلال الساعات القادمة."، وذلك بحسب ما نقلت وكالة رويترز للأنباء.
وتأتي هذه التطورات مع اقتراب قوات النظام السوري من السيطرة على معظم الأحياء الشرقية التي كانت تحت سيطرة الفصائل المعارضة منذ العام 2012، تاريخ انقسام المدينة بين الطرفين. وفيما قال مصدر بجيش النظام السوري إنه لا يملك أي معلومات عن هذا الاتفاق لم ترد تعليقات لا من جانب الروسي أو من جانب التركي بشأن هذا الاتفاق.
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قد أكد الثلاثاء أن تركيا ستكثف اتصالاتها مع روسيا من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار في مدينة حلب في سوريا التي تكاد تسقط بالكامل في أيدي قوات النظام السوري. وقال الوزير التركي في مؤتمر صحافي مع نظيره التشيكي "اليوم، غدا وكل يوم، سنكثف محادثاتنا مع روسيا ودول أخرى من أجل التوصل إلى حل لهذه المأساة الإنسانية" مضيفا "ستتواصل جهودنا وبشكل خاص لإفساح المجال للمدنيين بالمغادرة ومن اجل وقف إطلاق النار".
ي.ب/ أ.ح (أ ف ب، رويترز، د ب أ)
حلب وأخواتها في الحصار..كابوس سوريا الإنساني!
دخلت هدنة هشة حيز التنفيذ في سوريا مساء يوم الاثنين. قد تخفف هذه الهدنة معاناة وآلام السوريين، الذي تُركوا طوال سنوات نهباً للحرب والجوع والمرض. إنها مأساة كبيرة، ولاسيما في المدن والمناطق المحاصرة.
صورة من: Reuters/B. Khabieh
الأطفال...الحلقة الأضعف
في بؤرة الاهتمام العالمي تقع حلب. فالمدينة المُقسمة أضحت رمزاً لفظاعات الحرب. وفي القسم الشرقي، الذي يحاصره النظام السوري، هناك نقص في كل شيء: الماء، الطعام، المسكن، العلاج الصحي. يعيش في ظل هذه الظروف المأساوية حوالي 100 ألف طفل.
صورة من: Reuters/A. Ismail
الحصار كسلاح في الحرب
إلى جانب حلب هناك 18 مدينة (كمدينة مضايا في الصورة) وهي منطقة مقطوعة كلياً عن العالم الخارجي. وحسب بيانات الأمم المتحدة يقطن في هذه المدن والمناطق المحاصرة ما يقارب 600 ألف مواطن. يشترك كل أطراف النزاع في استخدام الحصار كسلاح في الحرب. إدخال المواد الإغاثية الإنسانية إلى بعض المناطق يتطلب موافقة الحكومة السورية، وكثيرا ما ترفض منح التراخيص لذلك مرة تلو الأخرى.
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
داريا...مدينة مقاومة
كانت داريا من أولى المدن المنتفضة ضد النظام السوري في عام 2011. تحصن فيها مناهضو النظام السوري. وقام النظام بفرض الحصار عليها ما يقارب أربع سنوات وترك قاطنيها يتضورون جوعاً. في آب/ أغسطس الماضي سلَم مناهضو الأسد المدينة، ورحلوا إلى مناطق المعارضة في إدلب (في الصورة).
صورة من: picture-alliance/ZUMA Press
المشافي هي الأخرى عليلة
ليس بوسع المشافي في سوريا بعد الآن تقديم الخدمات الطبية للمرضى. "قد لاتوجد ضمادات وأدوية مما يجعل القيام بعملية استئصال الزائدة الدودية أو عملية ولادة قيصرية أمرا شبه مستحيل"، كما يشتكي رئيس "منظمة أطباء بلا حدود في ألمانيا"، فولكر فيسترباركي.
صورة من: Getty Images/AFP/O. H. Kadour
الموت في كل مكان
يقول رئيس "منظمة أطباء بلا حدود في ألمانيا"، فولكر فيسترباركي إنه خلال خمسة أشهر الماضية تدمرت المشافي الثمانية في الجزء الشرقي المحاصر من مدينة حلب أو تعرضت لأضرار. القلة القليلة الباقية من الأطباء السوريين يخاطرون بحياتهم لعلاج المرضى. "ليس الأمان موجوداً في أي مكان"ـ يضيف فيسترباركي.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Leys
أطلال مدينة مُقسمة
الوضع جد مأساوي في القسم الشرقي من مدينة حلب، المحاصر من قبل النظام السوري وحلفائه. يعيش هناك حوالي 300 ألف شخص. وقد دمر القصف اليومي لطائرات النظام السوري والطائرات الروسية آلاف المنازل. في الأسبوع الماضي وحده لقي أكثر من مائة إنسان مصرعهم نتيجة هذا القصف.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Alhalbi
نقص في كل شيء
هناك نقص في ماء الشرب والطعام والكهرباء في حلب. وهذا ينطبق أيضاً على الجزء الغربي من المدينة، الذي يسيطر عليه النظام. غير أن معاناة السكان هناك لا يمكن نقلها للعالم الخارجي، حيث لا يسمح النظام بدخول الصحفيين إليها.
صورة من: Reuters/A. Ismail
شوارع برائحة الموت
يندر أن يخرج النلاس إلى شوارع وأسواق حلب، خوفاً من القصف الجوي، يقول أحد مراسلي الإذاعة المحلية، "راديو حارة". أغلب المحالات التجارية مغلقة ولم تعد هناك حياة طبيعية. الحاضرة المليونية أضحت واحدة من أخطر مدن العالم.
صورة من: Reuters/A. Ismail
بين السجن الصغير والسجن الكبير
بالرغم من أن الهدنة تمنح للناس متنفساً لبعض الوقت وتخفف من معاناتهم قليلاً، إلا أن سكان المدن المحاصرة يستمرون في العيش مقطوعين عن العالم الخارجي وعن المساعدات الإنسانية. ووصف الأب الفرنسيسكاني، فراس لطفي، الذي يوزع الماء والطعام، الوضع هناك قائلا: "هنا يعيش الناس وكأنهم في سجن كبير".