قال فصيل معارض مدعوم من واشنطن ويطلق على نفسه اسم "جيش سوريا الجديد"، إنه بدأ هجوما على بلدة البوكمال، التي تعتبر أحد معاقل تنظيم "داعش" بشرق سوريا. ويتزامن الهجوم مع هجوم آخر في العراق لقطع خطوط إمداد التنظيم الإرهابي.
صورة من الأرشيف.صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
إعلان
بدأ فصيل سوري معارض مدعوم أميركيا هجوما على بلدة البوكمال في محافظة دير الزور في شرق سوريا، والتي تعتبر أحد معاقل تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا باسم "داعش". ويتزامن الهجوم مع هجوم مواز من الجانب العراقي هدفه بالدرجة الأولى قطع خطوط إمداد التنظيم الإرهابي بين البلدين، وفق ما أكد ناطق باسمه.
وقال الناطق الرسمي باسم "جيش سوريا الجديد" مزاحم السلوم اليوم الثلاثاء (28 حزيران/يونيو 2016)لوكالة فرانس برس "بدأنا عند السادسة من مساء اليوم هجوما بإسناد جوي من التحالف الدولي من منطقة التنف، بمحاذاة الحدود العراقية السورية". وأضاف "تدور اشتباكات مع تنظيم داعش في المنطقة الواقعة شمال منطقة التنف وجنوب مدينة البوكمال" التي يسيطر عليها التنظيم منذ مطلع 2014.
و"جيش سوريا الجديد" فصيل معارض تأسس في تشرين الثاني/نوفمبر 2015، ويضم مئات من المقاتلين الذين ينحدرون بشكل رئيسي من محافظة دير الزور بالإضافة إلى حمص. وتلقى هؤلاء المقاتلون تدريبات في معسكر تابع للتحالف الدولي بقيادة أميركية في الأردن. ويسيطر تنظيم "داعش" الإرهابي منذ عام 2013 على الجزء الأكبر من محافظة دير الزور الحدودية مع محافظة الأنبار العراقية.
وبدأ الهجوم في الجانب السوري بعد ساعات على بدء هجوم مماثل في محافظة الأنبار، حيث "يتم التنسيق مع مقاتلي عشائر الأنبار وقوات مكافحة الإرهاب التابعة للحكومة العراقية، مع غطاء جوي بشكل كامل من القيادة الأميركية للتحالف الدولي"، وفق السلوم.
ويهدف الهجوم المتزامن في البلدين وفق السلوم، إلى "قطع خطوط داعش العسكرية بين سوريا والعراق بشكل رئيسي، وفي مرحلته الثانية إلى السيطرة على مدينة البوكمال".
واستعادت القوات العراقية الأحد بدعم جوي من التحالف الدولي، سيطرتها بشكل كامل على مدينة الفلوجة، أحد أهم معاقل الإرهابيين في محافظة الأنبار، حيث لا يزال التنظيم يسيطر بشكل رئيسي على مدينة القائم إضافة إلى المناطق الحدودية مع سوريا.
وأعلن جيش سوريا الجديد الثلاثاء في بيان انطلاق "معركة يوم الأرض" بالتنسيق مع قيادة التحالف الدولي". وطالب من أهالي منطقة البوكمال الابتعاد عن مقرات وتجمعات التنظيم باعتبارها "أهدافا عسكرية مكثفة". وأكد السلوم امتلاك مقاتلي الفصيل "الذين تلقوا تدريبا عسكريا وتسليحا بموجب برنامج تدريب تابع للبنتاغون (...) أسلحة جديدة ومتطورة".
ورصدت واشنطن عام 2015 مبلغ 500 مليون دولار لبرنامج تدريب وتجهيز لعدد من المجموعات المعارضة في سوريا، لكن تم تعليقه بعد أشهر عدة لعدم تمكنه من تحقيق نتائج. واستأنفت واشنطن العمل بهذا البرنامج ولكن بشكل مخفف.
م.أ.م/ أ.ح (رويترز، أ ف ب)
حلب تدفع الثمن... ولا نهاية للدمار
بعد خمس سنوات على تفجر الصراع في سوريا ما زالت حلب محورا أساسيا للمعارك التي تسببت حتى الآن في مقتل 250 مئات الآلاف وتشريد الملايين بين نازحين ولاجئين. الصور التالية تكشف عن آثارالمعارك التي دمرت المدينة بالكامل.
صورة من: Reuters/A. Ismail
تبرر دمشق وموسكو تكثيف العمليات العسكرية على حلب بوجود جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، وهي غير مشمولة باتفاق وقف إطلاق النار، مثلها مثل تنظيم "الدولة الإسلامية". فيما تتهم المعارضة الحكومة بتعمد استهداف المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها لإخراجهم منها.
صورة من: Reuters/A. Ismail
28 نيسان/أبريل 2016 لقي 30 مدنيا على الأقل، بينهم ثلاثة أطباء، حتفهم إثر قصف جوي استهدف مستشفى القدس في القطاع الذي تسيطر عليه المعارضة في مدينة حلب. ولم يتسن التعرف على هوية الجهة التي نفذت الهجوم.
صورة من: Reuters/A. Ismail
أصيبت ست مستشفيات على الأقل في قصف في الجهتين الشرقية والغربية لحلب خلال الأيام الأخيرة، ما دفع بمجلس الأمن إلى مطالبة جميع الأطراف المتحاربة إلى حماية المستشفيات والعيادات الطبية.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Alhalbi
أسفر التصعيد العسكري في شطري حلب المقسمة بين النظام والمعارضة خلال عشرة أيام عن مقتل أكثر من 250 مدنيا بينهم نحو 50 طفلا، بحسب حصيلة للمرصد السوري.
صورة من: Reuters/A. Ismail
على الرغم من اتفاق وقف الأعمال العدائية بين الأطراف المتحاربة، أشار المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إلى أنه خلال المعارك الأخيرة قتل في حلب كل 25 دقيقة أحد المواطنين.
صورة من: picture-alliance/AA/B. el Halebi
الأطفال هم الضحيا الأوائل في المعارك الدائرة في سوريا، كما أن طبيب الأطفال الأخير في حلب قتل في القصف الذي استهدف أحد مستشفيات المدينة.
صورة من: Reuters/A. Ismail
هذه الصورة تعود إلى 2013، وقد نشرتها منظمة العفو الدولية وهي تظهر احد أحياء مدينة حلب قبل وبعد بدء الصراع في سوريا
صورة من: US Department of State, Humanitarian Information Unit, NextView License (DigitalGlobe)
الآثار التاريخية تشكل ضحية أخرى للصراع الدموي الدائر في حلب، فقد تعرض الجامع الأموي بحلب عدة مرات للقصف وذلك منذ بدء الصراع، كما دمرت في السنوات الماضية مئذنته التاريخية التي تعود إلى عهود قبل 1000 عام ، بالإضافة إلى تدمير مئذنة جامع العمرى الذي يعتبر أقدم مسجد في العالم.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Dilkoff
بالرغم من المعارك الدائرة في حلب، مازال آلاف المدنيين داخل المدينة المدمرة، وهم يأملون في أن يتمكن المجتمع الدولي من إجبار الأطراف المتحاربة على الالتزام بوقف الإعمال العدائية، على الأقل لالتقاط الأنفاس وتفقد بيوتهم المدمرة.