قبل أسبوع من الانتخابات الأوروبية، طالبت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بمواجهة حاسمة لليمين الشعبوي بعد فضيحة نائب مستشار النمسا. هذا فيما قالت كارنباور إنه يجب عدم السماح لمثل هؤلاء بتولي مسؤولية في أوروبا.
إعلان
طالبت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل السبت (18 أيار/ مايو 2019) السياسيين الأوروبيين بـ"ضرورة الوقوف بوجه" سياسيي اليمين المتطرّف "الذين يبيعون أنفسهم"، وذلك بعد أن كشفت تسجيلات كاميرا خفية محاولة تواطؤ بين نائب مستشار النمسا هاينز-كريستيان شتراخه وامرأة روسية واسعة النفوذ.
وقبيل توجّهها إلى تجمّع للحزب المحافظ الحاكم على أبواب انتخابات المجلس الأوروبي قالت ميركل في مؤتمر صحافي في العاصمة الكرواتية زغرب "نواجه تيارات تريد تدمير أوروبا وقيمنا وعلينا التصدي لذلك بشكل حاسم". وقالت ميركل إن "بيع السياسيين أنفسهم يلعب دوراً، وعلينا أن نعمل بشكل حاسم ضدّ كل ذلك".
وتأتي تصريحات ميركل بعد أن وجّه سياسيون ألمان بارزون دعوات للناخبين بعدم الاقتداء بدول الجوار التي أوصلت شعوبها اليمين المتطرّف إلى السلطة.
والجمعة قالت أنيغريت كرامب-كارنباور، زعيمة الحزب الديموقراطي المسيحي المحافظ بألمانيا، الذي تنتمي إليه ميركل إنه "يجب عدم السماح لأشخاص كهؤلاء بتولي أي مسؤولية في أوروبا".
وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، المنتمي إلى يسار الوسط إن المستشار النمساوي المحافظ سيباستيان كورتس تصرّف "بلا مسؤولية" بإشراكه حزب الحرية اليميني المتطرف في حكومته.
والجمعة استقال شتراخه (49 عاماً) الذي تولى منصب نائب مستشار النمسا على مدى 18 شهراً. وجاءت هذه الاستقالة الطارئة للتخفيف من وقع الفضيحة، غير أن المستشار كورتس، زعيم الحزب الشعبي المحافظ أعلن مساء السبت عن انتخابات مبكرة منهيا بذلك التحالف الحكومي مع "حزب الحرية" برئاسة شتراخه.
وتفجرت "فضيحة إيبيزا"، التي تُشكل ضربة قوية للمعسكر القومي الأوروبي، مساء الجمعة مع نشر وسائل إعلام ألمانية لفيديو صوّر بكاميرا خفية قبل سنتين، يُظهر شتراخه وهو يناقش في فيلا في جزيرة إيبيزا وقبل أشهر من انتخابات 2017 التشريعية، مع امرأة يعتقد أنها مرتبطة بشخصية روسية احتمال تقديم مساعدات مالية مقابل منحها عقوداً حكومية مع النمسا.
ص.ش/خ.س (أ ف ب)
قبل الانتخابات البرلمانية.. هل يضعف نبض أوروبا؟
لم يبق وقت طويل إلى حين تنظيم الانتخابات الأوروبية. و"نبض أوروبا" وجب عليه الآن التحرك بسرعة. لكنه لا يفعل ذلك. وفي يوم الأحد تظاهر المئات لصالح أوروبا في برلين. ولم يصل عددهم إلى الآلاف كما كان عليه سابقا.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Hirschberger
آخر الأصدقاء للاتحاد الأوروبي؟
في ساحة سوق جاندارمن وسط برلين التقى أشخاص يوم الأحد للتظاهر من أجل "الفكرة الأوروبية". والمنظمون على الأقل يقولون بأن عددهم تراوح بين 700 و 1000 مشارك. بعض المئات من المتظاهرين ـ وهذا لا يبدو كثيرا بالنسبة إلى حركة مثل هذه ـ وذلك بوقت وجيز قبل الانتخابات الأوروبية.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Hirschberger
في الماضي كان الحضور أكثر
سوق جاندارمن في برلين مليئة ـ في الـ 26 مارس 2017. قبل سنتين تجمع في كل مرة عدة آلاف من الناس لمهرجانات خطابية لحركة "نبض أوروبا". وفي بعض الأيام ظهر أن 6000 من أصدقاء الاتحاد الأوروبي تظاهروا في برلين.
صورة من: picture alliance/dpa/J. Carstensen
ما العمل.. تدافع؟
واليوم يصل العدد إلى بعض المئات. ولا يرتبط ذلك بدرجة شهرة المتحدثة الرئيسية التي هي رئيسة الحزب المسيحي الديمقراطي والمستشارة المستقبلية المحتملة أنغريت كرامب كارنباور. وهنا لها ما يكفي من الوقت للتركيز على خطابها.
صورة من: picture alliance/dpa/R. Hirschberger
لصالح أوروبا يعني ضد الشعبويين!
وفي كلمتها حثت أنغريت كرامب كارنباور على تقوية الاتحاد الأوروبي في الانتخابات الأوروبية ضد القوى المناهضة لأوروبا. وقالت "كلما اتسم هذا النقاش بحماسة أكبر من وسط المجتمع، كلما ضعف الإصغاء لأعداء أوروبا من الشعبويين". ودعت للدفاع عن "القيم الأوروبية".
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Hirschberger
بريكسيت وترامب
نشأت حركة "نبض أوروبا" في نهاية 2016 ـ بفترة قصيرة بعد التصويت على البريكسيت وانتخاب دونالد ترامب رئيسا أمريكيا. وكلا الموضوعين حافظا على زخمهما ولم يفقدا من أهميتهما. إذن يوجد ما يكفي من الأسباب للتظاهر في الشارع من أجل أوروبا موحدة وديمقراطية.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Hirschberger
أسباب محتملة
هل يجمع قريبا أصدقاء أوروبا موحدة نجومهم؟ لا. فمظاهرات إضافية معلن عنها. وتحصل تكهنات حول الأسباب الممكنة خلف تراجع عدد المشاركين. فحركة النبض ينقصها شخصية قيادية مثل غريتا تونبيرغ من الحركة المدافعة عن المناخ. وربما يفضل الناس الآن النزول إلى الشارع من أجل حركة المناخ.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Zinken
جرعة زائدة من ترامب وبريكسيت؟
ما كاد يوم يمر دون الحديث في الإعلام عن الرئيس الأمريكي ـ في الغالب بقسط يجعلنا نعجب. ويوجد باستمرار مفاوضات جديدة حول البريكسيت في تجمعات مختلفة مع تواريخ مختلفة للخروج. وربما تعوَد الكثير من الناس على هذه الموضوعات ـ أو أنهم لم يعودوا قادرين على الاستماع.
صورة من: Getty Images/AFP/O. Andersen
ربما تحفز حقنة المناخ النبض
الأحد المقبل سيستمع أصدقاء الاتحاد الأوروبي في برلين إلى لويزا نويباور. إنها وجه حركة المناخ الألمانية "جمعة المستقبل". وربما بإمكانها بث شيء من الروح مجددا في "نبض أوروبا". والحركة قد تحتاج إلى ذلك ـ وفي النهاية تُنظم بعدها بأسبوعين الانتخابات الأوروبية. ماركو مولر/م.أ.م