فضيحة التجسس: برلين تتهم بوتين بالسعي لـ "لزعزعة استقرارها"
٣ مارس ٢٠٢٤
اتهم وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالسعي إلى "زعزعة استقرار ألمانيا" بعد انتشار تسجيل صوتي لمحادثات عسكرية سرية بشأن الحرب في أوكرانيا محذرا من تقويض وحدة البلاد.
إعلان
اتهم وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالسعي إلى "زعزعة استقرار ألمانيا" بعد انتشار تسجيل صوتي لمحادثات عسكرية سرية بين ضباط في الجيش الألماني بشأن الحرب في أوكرانيا. وقال بيستوريوس الأحد (الثالث من آذار/ مارس 2024) لصحافيين في برلين "يتعلق الأمر ببساطة باستخدام هذا التسجيل (تنصت روسي على الجيش الألماني خاص بالحرب في أوكرانيا) لزعزعة الاستقرار" في ألمانيا. وأضاف "من الواضح أن ثمة مسعى لتقويض وحدتنا (...) وزرع الانقسام السياسي داخلياً وآمل بصدق ألّا ينجح (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين بذلك وأن نبقى متّحدين".
وكانت رئيسة قناة "آر تي" الروسية مارغاريتا سيمونيان قد نشرت الجمعة تسجيلاً صوتياً مدته 38 دقيقة قالت إنه يتضمّن محادثات جرت بين ضباط ألمان وهم يبحثون في 19 شباط/ فبراير في قصف شبه جزيرة القرم.
وتضمن التسجيل المتداول أحاديث عن احتمال استخدام القوات الأوكرانية صواريخ ألمانية الصنع من طراز توروس وتأثيرها المحتمل، وأخرى عن توجيه الصواريخ نحو أهداف مثل جسر رئيسي فوق مضيق كيرتش الذي يربط البر الرئيسي الروسي بشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في العام 2014، بالإضافة إلى استخدام الصواريخ التي قدمتها كلّ من فرنسا وبريطانيا لكييف.
وأكّدت ناطقة باسم وزارة الدفاع الألمانية السبت صحة التسجيل مع حصول تنصت على محادثة سرية للقوات الجوية.
يشكل محتوى التسجيل مصدر حرج لألمانيا التي تطالبها كييف منذ فترة طويلة بتزويدها صواريخ توروس القادرة على إصابة أهداف على بعد ما يصل إلى 500 كيلومتر.
وامتنع شولتس رسمياً حتى الآن عن تلبية هذا الطلب، متخوّفاً من أن يؤدي ذلك إلى تصعيد النزاع وإثارة توترات إضافية مع روسيا.
برنامج بيغاسوس للتجسس
01:47
ومن جهتها، طالبت مفوضة الدفاع في البرلمان الألماني، إيفا هوغل، بعواقب بعيدة المدى بناء على فضيحة التنصت الروسية المتعلقة بالجيش الألماني. وفي تصريحات لصحف مجموعة "فونكه" الإعلامية الألمانية، قالت هوغل المنتمية إلى حزب المستشار أولاف شولتس الاشتراكي الديمقراطي: "أولاً، يجب على الفور أن يتم تدريب جميع المسؤولين في جميع مستويات الجيش على الاتصالات المؤمنة".
وأضافت: "ثانياً، يجب التأكد من أن توفير المعلومات والاتصال الآمن والسري يمكن أن يتم بطريقة مستقرة"، مطالبة بإجراء تغييرات في الحالات التي لا يكون فيها هذا الأمر ممكناً. ورأت هوغل أنه يجب ثالثاً زيادة الاستثمار في مكافحة التجسس ودعت إلى تعزيز جهاز الاستخبارات العسكرية.
خ.س/ع.غ (أ ف ب، د ب أ)
من "نقطة شارلي" إلى "جبل الشيطان".. أوكار الجواسيس في برلين
خلال الحرب الباردة كان يوجد في مدينة برلين المقسمة إلى شرقية وغربية الكثير من الجواسيس من شطري البلاد. وإلى يومنا هذا بإمكاننا تتبع آثارهم، DW زارت ثمانية مواقع تكشف عن تاريخ الجواسيس والتجسس في برلين.
صورة من: picture alliance/Prisma Archivo
نقطة تفتيش شارلي
بين شرق برلين وغربها كان يوجد ثمانية معابر حدودية والأشهر بينها هي نقطة "تفتيش شارلي" (Checkpoint Charlie ) في شارع فريدريش الذي سُجلت فيه محاولات هروب مثيرة. فبعد تشييد الجدار كانت الدبابات الأمريكية تقف أمام نظيراتها السوفياتية ـ والعالم كاد ينزلق نحو حرب عالمية ثالثة. وهنا كان يتم تبادل الجواسيس الذين كُشف أمرهم.
صورة من: Marc Vormerk/picture alliance / SULUPRESS.DE
جسرالجواسيس
فوق جسر غلينيكر، وهو معبر حدودي بين شطري برلين كان يتم تبادل الجواسيس السوفيات والغربيين المعتقلين. وهذا ما جلب للقنطرة أو القنطرة لقب "جسر الجواسيس". الموقع ألهم المخرج ستيفن شبيلبيرغ لعمل فيلم Bridge of Spies عام 2015.
صورة من: Georg Moritz/picture alliance/dpa
متحف ستازي
وزارة أمن الدولة في ألمانيا الشرقية المسماة اختصارا "شتازي" كانت في برلين ليشتنبيرغ في مكاتب وزارة المالية. واليوم ما يزال مركز التجسس السابق مفتوحا في أمام الزوار. وتحفة المتحف الرئيسية تتمثل في مكاتب العمل التابعة لإيريش ميلكه آخر وزير لأمن الدولة في ألمانيا الشرقية والتي توجد بها هذه الهواتف القديمة.
صورة من: Paul Zinken/picture alliance/dpa
ملجأ ماريينفيلد
الكثير من الأشخاص الذين فروا من ألمانيا الشرقية وجدوا ملجأ في مركز اللاجئين ماريينفيلد في برلين الغربية. ومع مر الزمن احتضن المركز نحو 1،3 مليون لاجئ. والقادمون إلى المركز خضعوا لاستجوابات أجهزة الاستخبارات التابعة للحلفاء الذين كانوا يدونون المعلومات عن ألمانيا الشرقية والاتحاد السوفياتي.
صورة من: picture alliance / Bildagentur-online/Schoening
مركز تنصت فوق "جبل الشيطان"
في الخمسينات تم تشييد مركز تنصت فوق جبل الشيطان (Teufelsberg) الذي على ارتفاع 120 مترا على أنقاض الحرب العالمية الثانية من أجل التجسس على الشرق. واليوم لم تبق سوى أطلال تُستخدم كشاشة عرض. وتُنظم جولات وتظاهرات مختلفة وبطاقات دخول الرواق يصل سعرها إلى ثمانية يورو.
صورة من: Ina Hensel/picture alliance/Zoonar
نفق التجسس في متحف الحلفاء
متحف الحلفاء في حي تسيليندورف كان في المنطقة التي تقع تحت سيطرة القوات الأمريكية. ويمكن حاليا الدخول إليه بالمجان وهو يحكي عن زمن الحرب الباردة من وجهة نظر الحلفاء الغربيين الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا. وأحد المواقع المثيرة هو نفق التجسس الذي بناه الأمريكيون والانجليز للتنصت على الاتصالات السوفياتية.
صورة من: picture alliance/Prisma Archivo
متحف الجاسوسية الألماني
متحف الجاسوسية التفاعلي يوجد بالقرب من ساحة بوتسدام حيث كان جدار برلين يقسم المدينة إلى شطرين، وهو يعرض سلسلة من أجهزة التجسس المثيرة التي استخدمت على مر القرون وحتى الماضي القريب.
صورة من: Christian Behring/picture alliance / POP-EYE
مقر جهاز الاستخبارات الألمانية
واليوم أيضا توجد أنشطة تجسس. وفي عام 2019 تم تشييد المركز الرئيسي جهاز الاستخبارات الألمانية (BND) في وسط برلين. وهنا يعمل نحو 3000 موظف يجمعون معلومات اقتصادية وسياسية وعسكرية. وواحد من أولئك الموظفين تم اعتقاله مؤخرا للاشتباه في تجسسه لحساب موسكو. (بنيامين ريستلر/م.م)