1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

فضيحة النفط مقابل الغذاء: فساد واسع ومتاجرة بآلام المحتاجين

تنجلي يوما بعد يوم تفاصيل فضيحة الفساد في تطبيق برنامج النفط مقابل الغذاء في اكبر فضيحة تشهدها المنظمة الدولية. الحديث يدور حول تورط مسئولون كبار وشركات متعددة الجنسيات والمبالغ بالملايين على حساب قوت الشعب العراقي.

اتهمت لجنة التحقيق في فضيحة النفط مقابل الغذاء مسئولين دوليين كبار في برنامج النفط مقابل الغذاء في العراق بتلق رشى من الشركات التي كانت تعمل مع الأمم المتحدة في إطار البرنامج. حيت وجهت التهم لكل من المدير السابق للبرنامج، بينون سيفان، ومدير المشتريات في البرنامج، ألكسندر ياكوفليف، بتلق رشى من الشركات التي كانت تعمل مع الأمم المتحدة في إطار البرنامج. يذكر ان برنامج النفط مقابل الغذاء كان قد أنشئ عام 1993 بموجب قرار من مجلس الأمن الدولي يسمح بموجبه بيع النفط العراقي مقابل سد الحاجات الإنسانية في ظل الحصار الدولي الذي فرض على العراق عقب حرب الخليج الثانية.

اعتراف مسئول كبير

عراقيون في انتظار مساعدة برنامج النفط مقابل الغذاءصورة من: AP

وقد أعترف المسئول السابق لإدارة المشتريات في البرنامج ياكوفليف أمام القضاء الأمريكي بتلقيه رشى. وقال المدعي الأمريكي لمقاطعة نيويورك ديفيد كيلي إن ياكوفليف اتهم أمام المحكمة الاتحادية بالحصول على مئات الآلاف من الدولارات على الأقل بشكل غير قانوني من شركات تسعى للحصول على عقود من الأمم المتحدة. وانشأ ياكوفليف وهو روسي شركة خاصة لتسهيل المدفوعات وتلقي التحولات على حسابات خاصة في سويسرا.

وكانت لجنة التحقيق الخاصة بالتحقيق بفضيحة النفط مقابل الغذاء ويرأسها بول فولكر قد أصدرت يوم الاثنين الماضي تقريرا وصف "بالخطير" قد اتهمت ياكوفليف بقبول رشي تبلغ نحو مليون دولار مقابل عقود خارج إطار البرنامج. ويواجه ياكوفليف العقوبة بالسجن لمدة قد تصل إلى 20 عاما عن كل تهمة من التهم الثلاث الموجهة له والمتمثلة في التآمر، خيانة الأمانة وغسيل الأموال. وهو حاليا مطلق السراح بكفالة قدرها 400.000 دولا أمريكي.

اتهام مدير البرنامج

النفط مقابل الغذاء؟صورة من: UNICEF

واتهمت لجنة التحقيق الرئيس السابق لبرنامج الغذاء مقابل النفط بينون سيفان وهو قبرصي بالحصول على عمولات تقرب من 150 ألف دولار نقلها له احد أقارب الأمين العام السابق للأمم المتحدة بطرس غالي. وطبقا لما جاء في التحقيق فقد عمل سيفان مع فخري عبد النور قريب بطرس غالي الذي يمتلك شركة افريكان ميدل ايست بتروليم. وورد في التقرير ان سيفان جنى بشكل غير قانوني بالاتفاق مع عبد النور وفريد نادلر شقيق زوجة غالي مكاسب مادية شخصية من البرنامج. وقد نفى سيفان التهم الموجهة له.

وقد رفع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان الحصانه الدبلوماسية عن ياكوفليف حسب ما قال كبير العاملين في مكتب عنان. وقدم سيفان استقالته الأحد الماضي من المنظمة مما يعني تلقائيا زوال الحصانة الدبلوماسية عنه.

شبهات حول كوفي عنان

كوفي عنانصورة من: AP

رغم أن التحقيق في فضيحة النفط مقابل الغذاء لم يشر إلى ضلوع الأمين العام للمنظمة الدولية كوفي عنان بالفضيحة. إلا أن الشبهات تدور حول معرفته بها. ووفقا لأحد كبار المحققين في القضية فانه لا يوجد أي دليل على ان الأمين العام للمنظمة له يد في منح عقد لشركة وظفت ابنه. غير ان القاضي ريتشارد جولدستون وهو من جنوب أفريقيا قال إن اللجنة لا تزال تحقق بهمة فيما إذا كان عنان على علم مسبق بعرض شركة كوتكنا للتفتيش التي فازت بعقد مريح في إطار البرنامج. ويدور التحقيق حول رسالة بالبريد الالكتروني قال فيها مايكل ويلسون النائب السابق لشركة كوتكنا انه التق بعنان وابنه كوجو قبل أن تحصل الشركة على عقد بفترة قصيرة.

وزعم ويلسون انه بحث مفاوضات كوتكنا مع الأمين العام وخلص إلى انه يمكن "الاعتماد على دعمهم". وقد قال رئيس لجنة التحقيق بفضيحة النفط مقابل الغذاء إن الرسالة الالكترونية "تطرح علامات استفهام جديدة حول ما كان يعلم به الأمين العام" عن القضية. ويجري التحقيق حول ماذا كان ما تحويه الرسالة صحيحا أم لا. ويذهب البعض إلى أن الأمين العام يحشر في القضية لأسباب سياسية منها موقفة من الحرب الأمريكية على العراق. وفي كل الأحوال فان عنان كمسئول على رأس المنظمة الدولية يتحمل جزء من المسؤولية.

فساد معولم والربح على حساب المعذبين

وتشير التحقيقات إلى ان كثير من الشركات التي عملت في إطار برنامج النفط مقابل الغذاء متورطة في تقديم رشى والحصول على عقود أو نسب من التصدير والمقاولات عبر دفع مبالغ مالية. وتكشف فضيحة النفط مقابل الغذاء عن الطريقة التي تدار بها المشروعات التنموية وعلاقة ذلك بالدوائر والمؤسسات الرسمية الحكومية أو المنظمات الدولية. وهنا يتبادر إلى الذهن ما قاله رئيس منظمة الشفافية الدولية بيتر ايجن بان "الفساد يمثل الشر الأساسي في عصرنا وهو يكشف عن وجهه القبيح في كل مكان". ويشيرايجن، وهو مسؤل كبير سابق لدى البنك الدولي، إلى انه حتى البنك الدولي كان "يتعامى عن مسالة ان كل برنامج إنمائي كان يتعرض للتشويه بسبب واقع فاسد وكانت مبالغ طائلة تنتقل إلى الجيوب الخاصة للساسة والموظفين. وكانت المؤسسات الغربية تكتسب الثروة بوساطة تكليفات تكلف مبالغ طائلة ولم تكن لها ضرورة". ويستوي الأمر بالنسبة للعالم الثالث أو الأول بالنسبة للفساد والكسب على حساب قوت الملايين من الجوعى والمحرومين والفقراء حيث يترك الكثير من ملايين البشر اسارى البؤس والفقر والمرض الصراعات وأشكال الاستغلال الوحشية ويتم المتاجرة والكسب على حساب آلامهم.

تقرير: د.عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW