نفت الصين مزاعم قيامها بتجنيد مساعد لنائب برلماني ألماني من اليمين المتطرف، وذلك بعد يوم واحد من اتهامه بالتجسس لصالح المخابرات الصينية. ما حيثيات القضية وخلفياتها؟
عدة حالات للتجسس لصالح الصين تم ضبطها مؤخرا في ألمانيا صورة من: Michael Kappeler/dpa/picture alliance
إعلان
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، غوه جيا كون، الأربعاء (30 أبريل/نيسان 2025) في بكين، إن التكهنات بشأن وجود تهديد بالتجسس من جانب الصين على ألمانيا، واهية ومغرضة.
وتأتي التصريحات الصينية بعدما وجه الادعاء الألماني أمس الثلاثاء، اتهامات لرجل يدعى جيان جي، وهو مواطن ألماني كان يعمل مع ماكسيميليان كراه، النائب في البرلمان الأوروبي والمنتمي لحزب البديل من أجل ألمانيا، بتسريب معلومات حساسة لجهاز مخابرات صيني. وكان قد تم إلقاء القبض على الرجل في مدينة دريسدن بشرق ألمانيا في أبريل/نيسان من عام 2024، ويقال إنه حصل على أكثر من 500 مستند، "بما يشمل بعض الوثائق التي صنفها البرلمان الأوروبي بأنها حساسة للغاية". كما يتهم بالتجسس على معارضين صينيين في ألمانيا.
وأضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية بالقول: "نحث الجانب الألماني على التوقف عن التشهير بالصين وتشويه سمعتها وبذل جهود ملموسة للحفاظ على الدينامية الجيدة للعلاقات الثنائية". وأكد في مؤتمر صحافي أنّ "النظريات بشأن ما يسمى خطر التجسس الصيني، ملفّقة وتشكّل افتراءات خبيثة". وأشار المتحدث إلى أنّ "الصين عملت دائما على تطوير علاقاتها مع ألمانيا من خلال التزام مبادئ الاحترام المتبادل".
الصين: الإجبار على التجسس
03:16
This browser does not support the video element.
وبحسب مكتب الادعاء العام في كارلسروه، فإن جيان جيه، وهو مواطن ألماني، يعمل منذ عام 2002 لصالح جهاز استخبارات صيني. وجاء في المعلومات أن الرجل تجسس خلال عامي 2023 و2024 على معارضين ومنشقين صينيين في ألمانيا، مستخدما مواقع التواصل الاجتماعي للظهور بمظهر الناقد للحكومة الصينية بهدف الوصول إليهم.
كذلك، وجّهت النيابة العامة الألمانية اتهامات إلى امرأة يُشتبه في أنها كانت عميلة لصالح الاستخبارات الصينية، تمّ التعريف بها باسم "ياكي إكس". ويُشتبه في أنّها زوّدت جيان جي بمعلومات تتعلّق خصوصا بنقل معدات عسكرية، وعن أفراد "على صلة بشركة أسلحة ألمانية". والمتهمان رهن الحبس الاحتياطي في انتظار محاكمة محتملة.
وكان توقيف جيان جي في نيسان/أبريل، قد أثار ضجة كبيرة. أما "ياكي إكس" التي تمّ توقيفها في نهاية أيلول/سبتمبر 2024، فكانت تعمل في شركة تقدّم خدمات لوجستية في مطار لايبزيغ/هاله. وجاء اعتقال جيان جي بعيد اعتقال السلطات الألمانية ثلاثة عملاء صينيين مفترضين، من المقرّر أن تبدأ محاكمتهم منتصف أيار/مايو. وقد أثار اعتقال جيان جي مخاوف من تدخلات بكين في سياسة الاتحاد الأوروبي. وكانت الصين قد اعترضت على "تلاعب سياسي" و"تشهير خبيث" بحقها. وفي نهاية آذار/مارس، انتقل ماكسيمليان كراه من البرلمان الأوروبي إلى البرلمان الألماني، بعد النتيجة التاريخية التي حققها حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف عبر حلوله ثانيا في الانتخابات الألمانية.
ف.ي/خ.س (د ب أ، أ.ف.ب)
عملاء تغلغلوا في مواقع حساسة ـ أشهر فضائح التجسس في ألمانيا
التحقيقات جارية حاليا في ألمانيا بحقّ موظّف في المكتب الإعلامي للمستشارة ميركل، للاشتباه بتجسّسه لحساب الاستخبارات المصرية هي أحدث ملف تجسس بألمانيا التي شهدت في تاريخها الحديث عددا من القضايا، نتعرف عليها في هذه الملف!
صورة من: imago/Steinach
جاسوس مصري في المكتب الاعلامي للمستشارة ميركل!
أحدث تقرير لـ"هيئة حماية الدستور" (الاستخبارات الداخلية الألمانية) يكشف وفق صحيفة "بيلد" الألمانية واسعة الانتشار، أنه في ديسمبر/ كانون الأول 2019 قامت الشرطة الجنائية الاتحادية بإجراءات تنفيذية نيابة عن المدعي العام ضد موظف في المكتب الإعلامي للحكومة الألمانية، الذي يقوده شتيفن زايبرت، المتحدث باسم المستشارة ميركل، قيل إنه عمل في جهاز استخبارات مصري لسنوات. والتحقيقات مستمرة حول هذا الملف.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. von Jutrczenka
في براثن "إطلاعات" الإيرانية
عمل الألماني ـ الأفغاني عبدول إس (51 عاماً) موظفاً مدنياً ومستشاراً للجيش الألماني في الشؤون الأفغانية. وحسب قرار الاتهام فقد ارتكب "خيانة في قضية تتسم بخطورة وانتهاك للأسرار المهنية في 18 حالة". وأفاد جهاز الاستخبارات الداخلية لألماني أن إيران واحدة من أنشط الدول في مجال التجسس في البلاد، إلى جانب روسيا والصين. في التسعينات صفت طهران أربعة معارضين في برلين. (يسار الصورة محامي المتهم أولريش سومر).
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Frey
في خدمة "شتازي"
اخترق غونتر غولام (على يسار الصورة) النظام السياسي في ألمانيا الغربية لصالح جهاز الاستخبارات الألمانية الشرقية "شتازي". وكان من المقربين للمستشار الألماني السابق فيلي برانت (على يمين الصورة)، الذي استقال من منصبه 1974 بعد افتضاح أمر مساعده.
صورة من: picture alliance/Klaus Rose
عمل مزدوج لسبعة أجهزة مخابرات
الموظف في جهاز الاستخبارات الخارجية الألماني، هاينز فيلفي، عمل لصالح سبعة أجهزة مخابرات، على رأسها المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي ايه) والبريطانية والسوفياتية (كي جي بي). انكشف أمره عام 1961.
صورة من: Fritz Fischer/dpa/picture alliance
مصيدة الابتزاز
عمل الألماني ألفرد فرينتزل جاسوساً لصالح المخابرات في تشيكوسلوفاكيا السابقة. لم يقدم ألفرد، الذي كان سياسياً في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، على فعلته بدوافع ايدلوجية، وإنما على خلفية الابتزاز: كانت المخابرات التشيكوسلوفاكية تملك دليلاً على تهريب ألفرد في شبابه للكوكائين. في عام 1960 افتضح أمره وتم اعتقاله، وفي السجن حصل على جنسية تشيكوسلوفاكيا وعلى عفو رئاسي ليبعد إلى تشيكوسلوفاكيا.
صورة من: Imago Images/United Archives International
إدوارد سنودن
قبل خمس سنوات أصابت بعض شظايا فضيحة "وكالة الأمن القومي الأمريكية" ألمانيا. كشف الموظف السابق في الجهاز إدوارد سنودن عن الأنشطة التجسسية لواشنطن ولندن. أهداف ألمانية وأوروبية جرى اختراقها، ولكن حتى اليوم يدور الجدل حول حجم ذلك الاختراق وفيما إذا كان ذلك يتم بشكل منهجي أم لا. وقد لجأ سنودن إلى روسيا حيث تم تجديد إقامته حتى 2020.
صورة من: picture-alliance/blickwinkel/McPhoto/C. Ohde
جاسوس "صغير"
تسريبات إدوارد سنودن قادت لكشف أمر ماركوس رايشل. في 2016، حكم على ماركوس رجل الاستخبارات الألمانية السابق، بالسجن ثماني سنوات بتهمة "الخيانة العظمى" بعد اعترافه بالتعاون مع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي ايه) وروسيا. أطلقت عليه صحيفة ألمانيا لقب "الجاسوس الصغير"، على خلفية أن عملياته لم تكن بتلك الخطورة مقارنة بغيره.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Hoppe
تجسس لصالح الهند
في الوقت الحالي تجري في ألمانيا محاكمة زوجين من الهند بتهمة جمع معلومات عن معارضين من السيخ والحركة المعارضة للهند من إقليم كشمير في لإقليم كشمير. حسب المعلومات المتوفرة، تلقى الزوجان 7200 يورو مكافأة على خدماتهما. وفي حال إدانة الزوجين قد يصل الحكم بحقهما إلى السجن حتى خمس سنوات. إعداد: ليزا هينل/خ.س