فضيحة جديدة للجنود الأمريكيين في أفغانستان وراسموسن يندد
١٨ أبريل ٢٠١٢ أدان أمين عام الناتو أندرس فوغ راسموسن اليوم الأربعاء (18 أبريل/ نيسان 2012)، صورا لجنود أمريكيين التقطوها مع أشلاء تعود لمسلحين أفغان. وقال راسموسن في مؤتمر صحفي بعد انتهاء اجتماع وزراء خارجية ووزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي اليوم الأربعاء في بروكسيل: "إنني أدين هذه الصور وهذه الأفعال بشدة"، لكنه حاول التخفيف من تأثيره مشددا على أنه "حادث فردي".
ونشرت صحيفة أميركية اليوم الأربعاء صورا لجنود أميركيين يلتقطون صورا مع أشلاء يشتبه أنها لمفجرين انتحاريين أفغان، ما دفع وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا إلى التنديد بشدة بهذا التصرف. وقال جورج ليتل المتحدث باسم بانيتا، الذي كان يشارك في محادثات لحلف الأطلسي في بروكسل، إن الصور التي نشرتها صحيفة لوس انجليس تايمز لا تعكس "القيم المهنية" للقوات الأميركية التي تقاتل في أفغانستان.
وأضاف جورج ليتل أن "الوزير بانيتا يرفض بشدة التصرفات التي تعكسها هذه الصور التي عمرها عامين". كما أعرب ليتل عن خيبة أمل الوزير لقيام الصحيفة بنشر هذه الصور التي قالت إنها حصلت عليها من جندي أميركي رغم طلب البنتاغون عدم نشرها. وقال "يكمن الخطر في أن يستخدم العدو هذه الصور لإثارة أعمال عنف ضد الجنود الأميركيين والأفغان"، لافتا إلى أن القوات الأميركية في أفغانستان "اتخذت تدابير" لحماية نفسها في حال وقوع حوادث.
الصور تعود للعام 2010
بدوره دان الجنرال جون آلان قائد قوات الحلف الأطلسي في أفغانستان الصور. وقال "إن هذه التصرفات لا تعكس سياسات القوة الدولية للمساعدة في إحلال الأمن في أفغانستان (إيساف) أو الجيش الأميركي". وأضاف "نحن نواصل العمل مع الشركاء الأفغان والدوليين لحل أي قضايا تتعلق بسوء التعامل مع الأشلاء. وتقوم السلطات الأميركية حاليا بالتحقيق في هذا الحادث بدقة".
وتظهر الصور، التي نشرتها الصحيفة على موقعها على الانترنت، عددا من الجنود يلتقطون صورة بجانب رأس مقطوع، وصورة أخرى وهم يحملون ساقين مقطوعتين. ويأتي نشر الصور في أحدث سلسلة من الفضائح التي تسببت في التوتر في العلاقات بين الولايات المتحدة وأفغانستان. وذكرت الصحيفة أن الصور التقطت في أكثر من مناسبة خلال العام 2010.
الأشلاء تعود لانتحاريين أفغان
ففي شباط/ فبراير 2010، التقطت صورة لجنود من الفرقة الأميركية المجوقلة الثانية والثمانين كانوا أرسلوا إلى مركز شرطة ولاية زابل الأفغانية لتفحص أشلاء مفجر انتحاري. وكان من المفترض أن يحاول الجنود الحصول على بصمات القتيل وربما مسح قزحية عينيه، ولكن وبدلا من ذلك وقفوا لالتقاط الصور هم ورجال الشرطة الأفغان، بجانب الأشلاء. وبعد ذلك بأشهر قليلة، ذهبت نفس الكتيبة لتفحص أشلاء ثلاثة مسلحين آخرين قالت الشرطة الأفغانية أنهم فجروا أنفسهم عن طريق الخطأ.
والتقط جنديان صورا لهما وهما يحملان إحدى يدي القتيل رافعين اصبعه الأوسط، فيما كان آخر ينحني على جثة القتيل الملتحي. وقام جندي آخر على ما يبدو بوضع شارة الكتيبة غير الرسمية كتب عليها "صيادو زومبي" إلى جانب رفات مسلح آخر والتقطوا صورة. وقال محرر صحيفة لوس انجليس تايمز دافان ماهاراج إن الصحيفة قررت نشر مجموعة "صغيرة ولكن معبرة" من الصور لقيمتها الإخبارية.
تصاعد فضائح الجنود الأمريكيين في أفغانستان
وفي آذار/ مارس الماضي أطلق جندي أميركي نيران بندقيته عشوائيا في قريتين أفغانيتين ما أدى إلى مقتل 17 شخصا معظمهم من النساء والأطفال، في حادث يعتقد انه أسوأ جريمة قتل يرتكبها جندي من حلف الأطلسي في النزاع المستمر منذ عشر سنوات. كما أثار إحراق نسخ من المصاحف في قاعدة باغرام الجوية الأميركية في منتصف شباط/ فبراير موجة من الاحتجاجات المعادية للأميركيين، وعددا من الهجمات من الجنود الأفغان على القوات الأميركية.
ويذكر أنه ينتشر 130 ألف جندي أجنبي بقيادة أميركية في أفغانستان لمقاتلة حركة طالبان، التي تقود تمردا مسلحا ضد الحكومة الأفغانية المدعومة من الغرب. وتعتزم الولايات المتحدة سحب قواتها القتالية تدريجيا ابتداء من منتصف العام المقبل قبل تسليمها السيطرة لقوات الأمن الأفغانية بنهاية عام 2014 كما هو متفق عليه بين دول الحلف الأطلسي.
(ع.ش/ أ ف ب، د ب أ، رويترز)
مراجعة: أحمد حسو