1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

فضيحة مراهنات تهزّ كرة القدم التركية وتدخلها في أزمة عميقة

١٣ نوفمبر ٢٠٢٥

فضيحة غير مسبوقة تهزّ أركان كرة القدم التركية، وتكشف عن شبكة مراهنات ضخمة تورّط فيها حكّام ولاعبون ومسؤولون من الصف الأول.

صورة لملعب تورك تليكوم أرينا في إسطنبول (22/10/2014)
اعترف أحد لاعبي غلطة سراي أنه شارك في المراهنات قبل سنوات "من دون إدراك مدى خطورة الأمر"، لكنه توقف لاحقًا بعد أن فهم...!صورة من: picture-alliance/augenklick/firo Sportphoto

تعيش كرة القدم التركية واحدة من أعنف أزماتها التاريخية، بعد الكشف عن فضيحة مراهنات كبرى تورط فيها آلاف اللاعبين ومئات الحكام. الأزمة تهدد بإحداث ضرر دائم لكرة القدم في البلاد، وبتقويض ثقة الجماهير في نزاهة الرياضة الوطنية.

وعاقب الاتحاد التركي لكرة القدم 102 من اللاعبين من الدرجتين الأولى والثانية في الدوري، بينهم إيرين إلمالي ومتهان بالتاجي لاعبا غلطة سراي بالإيقاف لفترات متفاوتة اليوم الخميس (13 نوفمبر/ تشرين الثاني) ضمن تحقيق في مزاعم المراهنة على المباريات.
 

حجم الفضيحة أكبر بكثير مما كان متوقعًا

وكشف رئيس الاتحاد التركي لكرة القدم،إبراهيم حاجي عثمان أوغلو، في أواخر أكتوبر/ تشرين الأول، أن مئات الحكام شاركوا في مراهنات غير قانونية، ما تسبب في صدمة لدى الرأي العام الرياضي.

ومع مرور الأيام، اتضح أن حجم الفضيحة أكبر بكثير مما كان متوقعًا، إذ باتت الشبهات تطال لاعبين وأندية ومسؤولين متورطين في المراهنة على نتائج المباريات وتحقيق أرباح مالية منها.

وأشار حاجي عثمان أوغلو إلى أن 371 حكمًا من أصل 571 في الدوريات الاحترافية يمتلكون حسابات مراهنة، وأن 152 منهم شاركوا فعليًا في المراهنات.

وحتى الآن، تم إيقاف 149 حكمًا وأكثر من 1000 لاعب عن النشاط إلى حين انتهاء التحقيقات، فيما صدرت عقوبات بحق 102 من اللاعبين، من بينهم 25 من الدرجة الأولى، تراوحت بين 45 يومًا و12 شهرًا. كما شهد الاتحاد التركي نفسه سلسلة من الاستقالات.

سلوك لا يتوافق مع الروح الرياضية

من بين المشتبه بهم لاعبون في دوري السوبر التركي (Süper Lig)، وقد تم اعتقال ثمانية أشخاص، بينهم رئيس نادي "إيوب سبور"مراد أوزكايا. وتم تعليق مباريات الدرجتين الثانية والثالثة لمدة أسبوعين، فيما شملت التحقيقات 27 لاعبًا من أندية كبرى مثل غلطة سراي وبيشكتاش إسطنبول.

واعترف لاعب غلطة سراي ميتهان بالتاجي، وفق وكالة الأناضول، بأنه شارك في المراهنات قبل سنوات "من دون إدراك مدى خطورة الأمر"، لكنه توقف لاحقًا بعد أن فهم أن "هذا السلوك لا يتوافق مع الروح الرياضية".

أما حارس بيشكتاش إرسين ديستان أوغلو، فنفى التهم، مؤكدًا أن "شخصًا آخر فتح حساب مراهنة مستخدمًا بياناته الشخصية". التحقيقات كشفت أن الفضيحة لا تقتصر على اللاعبين، بل تشمل أيضًا رؤساء أندية ومدربين ومديرين، ما يعكس عمق الأزمة.

جميع الأندية تحت مجهر التحقيقات

وباتت جميع أندية البلاد تحت مجهر التحقيقات، التي تهدد مستقبل كرة القدم التركية بالكامل. وفقًا لصحيفة "حرييت"، كشفت هيئة الرقابة المالية التركية (MASAK) عن تحويلات مالية ضخمة بين عامي 2021 و2025 تخص حكامًا متورطين في المراهنات غير القانونية، تراوحت بين 35 و50 مليون ليرة تركية (ما يصل إلى مليون يورو).

وقد أوقف الحكمين المعنيين وأودعا الحبس الاحتياطي. وذكرت قناة "هالك تي في" أن الرهانات شملت كل شيء، "حتى لون قمصان الحكام".

وطلب الاتحاد التركي لكرة القدم معلومات من الإنتربول حول خمسة مواقع مراهنة أجنبية في ألبانيا وبلغاريا وشمال قبرص، لتسريع التحقيقات. كما طلب تمديد فترة الانتقالات الشتوية 15 يومًا إضافيًا، في ظل التحقيقات التي تجريها الفيفا.

المخالفات كانت معروفة

بدأت التحقيقات في أبريل الماضي بعد مباراة بين أنكارا سبور ونازيلي بلدية سبور، حيث تبين أن لاعبين ومسؤولين من كلا الفريقين راهنوا على نتيجة المباراة، بحسب التلفزيون الرسمي TRT.

أماالاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA)، فقد أعلن أنه على تواصل مع الاتحاد التركي بخصوص التحقيقات المتعلقة بالمراهنات.

ورغم فداحة الفضيحة، فإنها لم تفاجئ الجميع، إذ قال الصحفي التركي مراد أغيريل في صحيفة جمهوريت إن "المخالفات كانت معروفة منذ زمن طويل، لكن لم يتدخل أحد. اليوم، بدأت الحقائق تظهر تدريجيًا، ولم يعد بالإمكان إنكارها".

إ ط/ ص.ش (رويترز، أ ب، د ب أ)

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW