تربي المبتكرة "جي ريم لي" أنواعاً من الفطر على التهام جسم الإنسان بعد موته وتنظيفه من السموم الضارة بالبيئة وبصحة الأحياء، وتضعها في رداء يشبه الكفن يلف الجسد. لكن لماذا ترى الباحثة أن مشروعها أكبر من مجرد تجربة علمية؟
إعلان
يصل عدد السموم البيولوجية في جسم الإنسان إلى 219 مادة سامة، بحسب المركز الأمريكي للوقاية من الأمراض. ومن هذه السموم معادن ثقيلة كالزئبق ومواد حافظة شبيهة بتلك الموجودة في عُلَب الأطعمة المحفوظة.
وبذلك، فإن "جسم الإنسان يعتبر مخزناً للسموم البيئية. وبالتالي فإن الإنسان مسؤول عن تلوث بيئته وتلوثه بنفسه"، كما ترى المبتكرة "جي ريم لي"، التي تنحدر من كوريا الجنوبية، والقائمة على مشروع "إنفينيتي باريال ديث" (موت لا نهائي بدفن رفيق بالبيئة).
فحين يموت الإنسان، تعود السموم المخزنة في جسمه إلى البيئة المحيطة، وهو ما قد يتسبب بالسرطان وأمراض تنفسية للأحياء. وللحد من ذلك، قامت الباحثة المعنية بالفنون والعلوم والبيئة الثقافية بتطوير نوع من الفطر المختص بتفكيك السموم وتنظيفها من أجساد البشر الميتة وتقديمها كمواد غذائية خالية من السموم إلى نباتات الطبيعة.
عندما لا تسع الأرض الموتى في مدن مزدحمة!
تواجه الدول الصغيرة مشاكل في تقسيم مساحتها الجغرافية المحدودة لبناء المدن ومرافقها وحسب، بل يتعذر عليها أحيانا إيجاد مساحات كافية للمقابر. في معرض الصور التالي نستعرض أكبر وأغرب مقابر العالم وأكثرها ازدحاما.
صورة من: picture-alliance/APKathy Willens
مقبرة بتاح تيكفا في تل أبيب التي بنيت على شكل عمودي هي عبارة عن مبنى مكون من عدة طوابق يضم رفاة الموتى. وقد بنيت المقبرة على هذا الشكل بسبب عدم توفر أماكن كافية لدفن الأموات.
صورة من: picture-alliance/AP/Dan Balilty
"مقبرة وادي السلام" يعتقد أنها أكبر مقابر العالم. تقع المقبرة الضخمة في النجف قرب مرقد الأمام علي، حيث يدفن العراقيون وغير العراقيين موتاهم فيها.
صورة من: picture-alliance/AP/Jaber al-Helo
تشهد القاهرة اكتضاضا سكانيا مما أدى إلى ظهور ظاهرة "سكن المقابر" حيث تؤكد إحصائيات رسمية أن نحو 1.5 مليون مصري يعيش في مقابر المدينة.
صورة من: picture-alliance/AP//Hassan Ammar
سنغافور، دولة في مدينة. ولأنها ثالث الدول من حيث الكثافة السكانية بالنسبة للمساحة، فإن المكان في المقبرة أصبح لا يسع الموتى أيضا.
صورة من: picture-alliance/AP/Wong Maye
تقع مقبرة "باشورة بيروت" بين المباني السكنية للعاصمة بيروت. المكان لا يسع كثيرين في العاصمة اللبنانية.
صورة من: picture-alliance/AP/Hussein Malla
الازدحام في نيويورك وصل إلى مقبرة واشنطن في بروكلين.
صورة من: picture-alliance/APKathy Willens
6 صورة1 | 6
وقامت الباحثة بتدريب هذا الفطر على التهام أجساد البشر، وذلك من خلال إطعامه عينات من جلدها وشعرها وأظافرها، بحيث حين يموت الإنسان، فإن هذا الفطر سيتعرف على جسده وسيكون قادراً على أكله، علماً بأن هذا النوع من الفطر ينتمي إلى فئة الفطر العادي القابل للأكل.
وفي سياق عرضها لفكرتها في مدينة إدينبره باسكتلندا، في محاضرة نظمها مؤتمر "تي إي دي" العالمي للابتكارات ونقلها على موقعه الإلكتروني، طلبت ريم لي من الحاضرين التبرع بأجسادهم والدخول في المشروع، وابتسمت قائلةً: "قد يكون هذا غريباً عليكم. فالإنسان يرغب في أكل طعامه، وليس أن يقوم طعام الإنسان بأكل جسده". لكن المبتكرة تقول إنها بتربيتها للفطر وبرؤيتها له وهو يأكل أجزاءً من عينات جسدها، فإنها تشعر بطبيعة العلاقة بين جسدها والطبيعة وأن مشروعها هذا أكبر من مجرد تجربة علمية، بل يجعلها تفكر بأنها ستموت يوماً ما، وبأنها تتحمل بذلك مسؤليتها تجاه البيئة، كون جسدها سيكون يوماً ما عِبئاً على كوكب الأرض، وتضيف: "نحن من تراب وسنعود إلى التراب".
وبعد انتهائها من تربية هذا الفطر، قامت المبتكرة الشابة بوضعه في سترة ستدفن فيها بعد موتها، وذلك على شكل خطوط وكبسولات في السترة بحيث تزيد سرعة التهام الفطر للجسد وتخليصه من السموم الضارة بالبيئة. وتقوم المبتكرة بتجربة هذا النوع من الفطر على لحوم المتاجر وأيضاً على عينات من أجساد البشر. ومن شأن هذه الطريقة أن تكون أيضاً بديلاً صديقاً بالبيئة عوضاً عن إحراق جثث الموتى، فعملية الإحراق تبث كميات ضخمة من غاز ثاني أكسيد الكربون السام إلى الجو.
ع.م/ ي.أ (DW)
الحيوانات تدفع ثمن التلوث والتغير المناخي
تحذير! عشرات آلاف الحيوانات تنفق في أرجاء العالم بشكل لا تعرف أسبابه بعد، فهل يلعب تلوث البيئة والتغير المناخي والإنسان دور في ظاهرة النفق الجماعي لتلك الحيوانات؟
صورة من: picture-alliance/dpa/Scorza
تم حتى الآن تسجيل 35 حالة نفوق جماعي لأسماك خلال عام 2016. في الصورة حوالي 33 طن مكعب منن أسماك على شاطئ قريب من ريو دي جانيرو عام 2015. ويقال إن هذه الأسماك نفقت بسبب نقص الأكسجين.
صورة من: picture-alliance/dpa/Scorza
نفوق جماعي لطيور بحرية في الساحل الغربي لأمريكا الشمالية من سان فرانسيسكو حتى كولومبيا البريطانية عام 2015. وقد تم إحصاء أكثر من 10.000 طائر. وفي شهر شباط عثر على حوالي 8000 طائر بحري في نفس الوضع في ألاسكا.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Thiessen
سلحفاة البحر الخضراء - وتسمى هكذا بسبب لونها الأخضر - هي واحدة من أكبر السلاحف حجما في العالم. هذا النوع مهدد بفيروس الهيربس يفقدها البصر فيعوق الرؤية والبحث عن الغذاء. ويبدو أن التلوث والاحترار العالمي هما السبب في انتشار هذا الفيروس.
صورة من: cc-by-Peter Bennett & Ursula Keuper-Bennett
يقدر العلماء أن نصف عدد ظباء سايغا قد نفقت في غضون أسبوعين خلال ربيع 2015. وتعيش هذه الظباء في براري وسط آسيا.
صورة من: Imago/blickwinkel
آلاف الجثث من هذا الحبار العملاق وجدت متحللة على شواطئ تشيلي بداية عام 2016 وقد أثار نفوقها الجماعي قلق السكان بسبب المياه الملوثة. ويبدو أن الاحترار العالمي وظاهرة النينيو هما السبب في هذا النفوق الجماعي للحبار.
صورة من: Getty Images/AFP/Stringer
عام 2015 سقطت آلاف الخفافيش من السماء في الهند. وقبل سنة تم العثور في أستراليا على آلاف بقايا الخفافيش. فهذه الثدييات لا تحتمل الحرارة العالية.
صورة من: Berlinale
يحدث أحيانا أن تنتحر الحيتان بشكل جماعي، لكن زيادة التلوث وتغير المناخ زادت كثيرا من هذه الظاهرة. وفي السنة الماضية حدثت مثل هذه في ألمانيا وأمريكا وتشيلي ونيوزيلندا، في تشيلي وحدها انتحرت على ساحلها 40 حوتا . كما انتحر 29 حوت عنبر على شواطئ شمال أوروبا منذ بداية 2016.