فعال بنسبة 90%.. شركة ألمانية تستعد لترخيص لقاح ضد كورونا
٩ نوفمبر ٢٠٢٠
" هذا المصل سيصنع فارقا"، يقول وزير الصحة في ألمانيا، بعدما أعلنت شركة بيونتيك أن اللقاح الذي تطوره بالتعاون مع فايزر الأمريكية يوفر أكثر من 90 بالمئة من الحماية ضد كوفيد-19 وأنه لم يتم تسجيل آثار جانبية خطيرة للقاح.
إعلان
مسائية DW: إعلان عن لقاح واعد ضد كوفيد. هل اقتربت نهاية الجائحة؟
وكانت بيونتيك الألمانية وفايزر الأمريكية قد أعلنتا في وقت سابق من اليوم الاثنين (9 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020) أن بيانات الدراسات أظهرت أن اللقاح الذي يجري تطويره، يوفر أكثر من 90 بالمئة من الحماية ضد مرض كوفيد-19، ومن المرجح أن يتم التقدم اعتبارا من الأسبوع المقبل بطلب للحصول على ترخيص للدواء من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية. وتوقعت الشركتان الحصول هذا الشهر على تصريح أمريكي لاستخدام اللقاح في حالات الطوارئ.
وتعد شركة فايزر وشريكتها، شركة التكنولوجيا الحيوية الألمانية بيونتيك، أول شركات الأدوية التي تنشر بيانات ناجحة من تجربة سريرية واسعة النطاق للقاح مضاد لفيروس كورونا. وقالت الشركتان إنهما لم تجدا حتى الآن مخاوف خطيرة تتعلق بالسلامة.
وأكد ألبرت بورلا الرئيس التنفيذي لشركة فايزر "اليوم يوم عظيم للعلم والإنسانية" وصلنا لهذا الإنجاز الحاسم في برنامج تطوير اللقاحات لدينا في وقت يحتاجه العالم بشدة.."
وقال أوغور شاهين الرئيس التنفيذي لشركة بيونتيك لرويترز إنه متفائل من أن تأثير التحصين للقاح سيستمر لمدة عام، رغم أن ذلك غير مؤكد بعد.
وأوضح وليام شافنر خبير الأمراض المعدية في كلية الطب بجامعة فاندربيلت في ناشفيل بولاية تينيسي "بيانات الفعالية مثيرة للإعجاب حقا. هذا أفضل مما توقعه معظمنا... الدراسة لم تكتمل بعد، ولكن مع ذلك تبدو البيانات قوية للغاية".
وبوشرت المرحلة الثالثة والأخيرة من التجارب السريرية على اللقاح الجديد "بي ان تي 162 بي2" نهاية تموز/يوليو بمشاركة 43538 شخصا حتى الآن في عدة دول في العالم. وأكت فايزر أنها تجمع بيانات سلامة لمدة شهرين بعد الجرعة الأخيرة وهو شرط من إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية للحصول على الترخيص العاجل، الذي تتوقعه في الأسبوع الثالث من تشرين الثاني/ نوفمبر.
أمنية ألمانية بخصوص اللقاح
ومن جهته قال ينس شبان إن النتائج أوضحت أن " هذا المصل سيصنع فارقا"، وأعرب عن سروره لأن شركة ألمانية كانت من بين أوائل الشركات التي تحقق مثل هذه النجاحات، لكنه طالب في الوقت نفسه بانتظار إجراء المزيد من التجارب "فهذا لا يعني أن الموافقة ستتم غدا".
وأوضح الوزير، الذي تعافى من الإصابة بفيروس كورونا، أن التصريح الذي ستصدره إدارة الغذاء والدواء سيكون في البداية تصريحا داخل الولايات المتحدة "ويمكن أن يؤدي هذا إلى فارق زمني بين التصريح الأمريكي والأوروبي".
يذكر أن شركتي فايزر وبيونتك قد أبرمتا عقدا بقيمة 1.95 مليار دولار مع حكومة الولايات المتحدة لتقديم 100 مليون جرعة لقاح بداية هذا العام، كما توصلتا إلى اتفاقات توريد مع الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وكندا واليابان.
ص.ش/هـ.د (د ب أ، رويترز، أ ف ب)
تراجع الاستجابة المناعية أكبر عائق لتطوير لقاح كورونا
كشف علماء دلائل تشير إلى أن الاستجابة المناعية في جسم الإنسان ضد مرض كوفيد-19 قد تكون قصيرة الأجل، ما يزيد صعوبة التوصل لجرعات وقائية تكون قادرة بشكل دائم على حماية الناس في موجات تفشي محتملة في المستقبل.
صورة من: picture-alliance/dpa/Geisler-Fotopress
"يخبو سريعاً"
خلصت دراسات أولية أجريت في الصين وألمانيا وبريطانيا ودول أخرى إلى أن المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد يطورون أجساماً وقائية مضادة للفيروس كجزء من النظام الدفاعي لجهاز المناعة في الجسم، لكن يبدو أن تلك الأجسام لا تظل فعالة سوى لبضعة أشهر فقط. دانييل ألتمان، أستاذ علم المناعة من جامعة (إمبريال كوليدج لندن) قال إن "تأثيرها (الأجسام الوقائية المطورة ذاتياً) في الغالب يخبو سريعاً".
صورة من: Deutscher Zukunftspreis/A. Pudenz
خياران أمام مطوري اللقاح
يقول الخبراء إن الضعف السريع للمناعة يثير مشكلات كبرى أمام مطوري اللقاحات، وأمام سلطات الصحة العامة كذلك ممن يسعون لنشر تلك اللقاحات لحماية رعاياهم من موجات تفشي الوباء في المستقبل. وقال ستيفن جريفين، أستاذ الطب المساعد في جامعة ليدز: "لكي تكون اللقاحات فعالة في الحقيقة، فإن هناك خيارين: إما الحاجة لتطوير حماية أكثر قوة وأطول أمداً ... أو أن يجري الحصول على اللقاح بانتظام".
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress/C. Hardt
سباق عالمي
تسعى أكثر من 100 شركة وفريق بحثي لتطوير لقاحات، ومن بينها 17 لقاحاً على الأقل تجري تجربتها حالياً على البشر. وأعلنت شركة "موديرنا" الأميركية الثلاثاء (15 تموز/يوليو 2020) أنّ التجارب السريرية ستدخل المرحلة النهائية في 27 تموز/يوليو. وبذلك تكون "موديرنا" أول شركة تبلغ هذه المرحلة. وأعلنت روسيا أنها أكملت التجارب السريرية الأولى للقاح تجريبي اختُبر على البشر على أن تُنجز بالكامل بنهاية تموز/يوليو.
صورة من: picture-alliance/SvenSimon/F. Hoermann
جرعتان "أفضل" من واحدة
وفي تجارب قبل السريرية على الخنازير لرصد تأثير لقاح طورته شركة صناعة الأدوية (أسترازينيكا) لعلاج كوفيد-19، ويعرف باسم (إيه.زد.دي 1222)، تبين أن جرعتين من اللقاح أسهمتا في استجابة الأجسام المضادة بشكل أفضل من جرعة واحدة. لكن وحتى الآن ليس هناك بيانات سجلتها أي تجارب للقاحات على البشر تظهر ما إذا ما كانت أي استجابة مناعية للأجسام المضادة ستكون قوية أو طويلة الأمد بالقدر الكافي.
صورة من: Imago Images
ضغط الزمن
قال جيفري أرنولد، الأستاذ الزائر في علم الأحياء الدقيقة بجامعة أكسفورد البريطانية والخبير السابق في سانوفي باستور، إن التطوير والاختبار السريع جداً للقاحات المحتملة ضد فيروس كورونا يجريان منذ ستة أشهر فقط وهي مدة غير طويلة بما يكفي لإظهار المدة الزمنية التي ربما توفرها اللقاحات. ويتوقع الخبراء أن يستغرق إنتاج لقاح آمن وفعال بين 12 و 18شهراً من بداية التطوير.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bosch
جرعات معززة
قال جريفين أرنولد إن أحد الأساليب قد يكون أنه عندما يتم تطوير تلك اللقاحات، فإنه يجب على السلطات أن تفكر في الحصول على جرعات معززة لملايين الأشخاص على فترات منتظمة أو حتى الجمع بين نوعين أو أكثر من اللقاحات لكل شخص للحصول على أفضل حماية ممكنة. غير أن ذلك ربما يمثل تحدياً كبيراً على المستوى العملي. وقال "إعطاء العالم كله جرعة واحدة من اللقاح شيء... وإعطاؤهم جرعات متعددة هو شيء آخر تماماً".