تمكن باحثون مؤخرا من فك الشيفرة الجينية لسم الأفاعي. ويأملون أن يساعد ذلك في تطوير عقاقير صناعية مضادة لسموم الأفاعي ولمعالجة أمراض أخرى مختلفة. لكن كيف نجح الباحثون في فك هذه الشيفرة الجينية؟
بعد فك الشيفرة الجينية لسم الأفاعي يأمل الباحثون الآن في تطوير عقاقير صناعية مضادة له ولمعالجة أمراض أخرىصورة من: Getty Images/AFP/A. Berry
ولمواجهة خطر الأفاعي ومعالجة ضحايا لدغاتها القاتلة، قام فريق من الباحثين الدوليين بتحليل سموم أفعى الكوبرا التي تعيش في مناطق جنوب آسيا معتمدين في ذلك على مجموعها الجيني. وأشار الباحثون في دراستهم التي نشروا نتائجها في العدد الحالي من مجلة "نيتشر جينتِكس" إلى أن أكثر حالات الوفيات الناجمة عن لدغات الأفاعي تقع في آسيا.
ثمن باهظوتركيبة معقدة
لكن هناك مشكلة في التعامل مع سموم الأفاعي، وهي ارتفاع أسعار الترياق أو عدم توفره في كثير من الأحيان. ويتم تصنيع مثل هذه الأمصال في الوقت الحالي من خلال إعطاء الخيول، على سبيل المثال، سم الأفعى ثم فصل الأجسام المضادة من مصل دماء الخيول.
وهناك مشكلة أخرى تتمثل في عدم معرفة الخبراء المعنيين حتى الآن الكثير عن التركيبة الدقيقة للسموم، تلك التركيبة التي تتنوع حتى داخل النوع الواحد من الأفاعي. ولمواجهة هذه المشكلة قام الباحثون من خلال هذه الدراسة في فك شيفرة المجموع الجيني للكوبرا الهندية، مركزين خلال ذلك على الجينات ذات الصلة بغدد السموم، حيث يلحق مزيج السموم الذي يتكون في هذه الغدد، أضرارا بالأعصاب والخلايا والأنسجة والقلب والصفائح الدموية، على سبيل المثال لا الحصر.
أوغندا: رجال وأفاع على ضفاف بحيرة فيكتوريا
02:58
This browser does not support the video element.
ويسعى الباحثون تحت من خلال دراستهم إلى تطوير رؤية جديدة بشأن مواجهة سموم الأفاعي، حيث يريدون معرفة صفات وخصائص المواد السامة بشكل دقيق بمساعدة المجموع الجيني لهذه السموم، وإعداد قواعد معلومات لهذه السموم، آملين أن يساعد ذلك مستقبلا في صناعة أمصال صناعية ضد هذه السموم، بل وربما تطوير ترياق واسع المجال يصلح لمواجهة أكثر من نوع واحد من السموم.
كما يأمل الباحثون أن تؤدي هذه المعلومات لتطوير عقاقير جديدة من بينها مسكنات أو عقاقير مخفضة لضغط الدم، "حيث ستجعل المجاميع الجينية الفائقة للأفاعي السامة من الممكن تطوير دليل توضيحي شامل للجينات السمية التي تفرزها الغدد المسؤولة عن إنتاج السموم، والتي يمكن استغلالها في تطوير أمصال صناعية مضادة أو تركيبات بعينها".
ويرجح الباحثون أن تكون الجينات السمية التي عثروا عليها هي المسؤولة عن التسبب في نطاق واسع من الأعراض، من بينها اضطرابات في القلب والدورة الدموية والإصابة بشلل العضلات والغثيان واضطرابات بصرية وإحداث آثار واسعة في الجسم، مثل حالات النزيف".
ويقول الباحثون: "نرى أن تحييد هذه الأسباب الرئيسية من خلال الأجسام المضادة يمكن أن يكون بمثابة استراتيجية علاجية فعالة". كما يرى الباحثون أن إعداد دليل توضيحي يضم الأنواع المتباينة من السموم، سواء داخل العائلة الواحدة من الأفاعي أو الأنواع المختلفة منها، أمر مهم لصناعة مصل مضاد ذو تأثير واسع المجال. كما أكدوا أن الأجسام المضادة الصناعية التي يتم تطويرها للإنسان أكثر فعالية بشكل واضح وأكثر تقبلا من جانب الإنسان مقارنة بتلك التي يتم تطويرها اعتمادا على الخيول.
ع.ج/ ط.أ (د ب أ)
ألغاز عن عالم الأفاعي
تعيش الأفاعي في مختلف أنحاء العالم، عدا القطب الشمالي والجنوبي. وغالبا ما ترتبط الأفعى بحياة البشر وعاداته وثقافاته. في جولة مصورة نتعرف على بعض عادات ومعتقدات البشر عن الأفاعي، وبعض استخداماتها الغريبة.
صورة من: vipersgarden - Fotolia.com
تُقدس الأفعى في الصين بسبب قوتها، وتربى في بعض المناطق في الصين في المنزل. تربية الأفاعي في أوروبا أيضا شائعة نوعا ما لكنها تحتاج إلى متطلبات صعبة، مثل مكان وتدفئة مناسبة، بالإضافة إلى تهيئة الطعام الخاص لها.
صورة من: picture-alliance/dpa/Chinafotopress/Z. Linghua
يُعثر غالبا على الأفاعي في المناطق الخاطئة لها، مثلا في مجاري المياه أو بمناطق لا تعيش فيها في العادة. وتعيش أفعى البيثون مثلا في جنوب شرق آسيا لكنها سببت مشاكل وخطرا على حديقة إيفرغلاديس الوطنية الأمريكية. ويُعتقد أن الأفعى هربت من صاحبها الأصلي ولجأت إلى الحديقة وتكاثرت هناك ليصل عددها إلى نحو 10 آلاف. إدارة الحديقة وضعت جائزة للقبض عليها وتمكن صائدو الجوائز من القبض على 68 منها فقط.
صورة من: picture alliance / AP
أما الهنود فقد تمكنوا من السيطرة على أفاعيهم ببراعة، أو على الٌأقل يظهرون ذلك لعامة الناس أثناء عزفهم على المزمار لترقص الكوبرا الهندية على صوت الموسيقى. لكن الأفعى في الحقيقة لا تسمع بل تقف عند سماع الموسيقى بسبب الخوف والخطر وتتبع حركات المزمار يمينا وشمالا.
صورة من: picture alliance / WILDLIFE
قدس بعض الديانات والشعوب الأفعى، مثل الهندوس. وترمز الأفعى عندهم لموسم الأمطار والخصوبة وأرواح الموتى. وذكرت بعض الديانات الهندية القديمة "الأفعى البشرية" أو "الأفعى الإله" التي تسمى "ناغا"، والتي تحمل قوة سحرية. ويعمل رجال يحملون أفاع على جسمهم على حماية مداخل الطرق ويطلق عليهم تسمية "ناغاس".
صورة من: Reuters/N. Chitrakar
تعد شوربة الأفاعي من الوجبات الغذائية المفضلة في الصين وفي هونغ كونغ، وخاصة في الشتاء. ويعتقد أن حساء الأفعى يزود الجسم بالطاقة ويقاوم الأمراض ويقوي الدورة الدموية.
صورة من: Getty Images/AFP/Philippe Lopez
تستخدم الأفعى كذلك في التدليك، وخاصة في جزيرة بالي الإندونيسية. وتعمل حركات الأفعى فوق الجسم مع ارتفاع نسبة الأدرنالين في الجسم بسبب رؤية الشخص للأفعى على استرخاء العضلات وتنشيط الدورة الدموية.
صورة من: Getty Images
يستخدم رمز الأفعى في ألمانيا للدلالة على الصيدليات في البلد، وذلك بسبب استخدامات سمها الكثيرة في العلاج، ويستخدم كذلك الأطباء البيطريون ومنظمة الصحة العالمية رمز الأفعى في شعاراتهم. رغم ذلك تعد الأفعى من الحيوانات المهددة بالانقراض، بسبب تقلص بيئة حياتها والصيد المفرط والتجارة غير القانونية بها.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Stenzel
يشكل سم الحية خطرا على الكثير من البشر، لكنه يمكن استخدام السم أيضا في العلاج الطبي. ويقع في أيترسن قرب مدينة هامبورغ الألمانية أكبر حقل للأفاعي في أوروبا للاستفادة من سم الأفاعي. ويعيش في الحقل نحو 1500 أفعى. ويستخدم سم الأفعى في علاج ارتفاع ضغط الدم مثلا وكمصل في علاج لدغات الأفعى.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Berry
اكتشفت أفعى "فيبيرا فالسر" حديثا في وديان منطقة بييمونتي الإيطالية. وتشبه الأفعى الأوروبية الشائعة الظاهرة في الصورة. وتعيش الأفعى في المناطق العشبية المفتوحة قرب الجبال، التي كان يستخدمها سكان المناطق كمراعٍ طبيعية للحيوانات. وتعد هذه الأفعى من الحيوانات المهددة بالانقراض.