، نبدأ بأولها، والمتمثل في تصريحات رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان حول سياسة الاندماج والتي أثارت جدلا سياسيا واسعا في ألمانيا.

بعد الانتقادات الواسعة التي كالها له أعضاء في الائتلاف الحاكم، تأتي تصريحات من حزب الخضر لتدافع عن مضمون خطاب أردوغان في كولونيا، علاوة على ذلك ارتفعت داخل الحزب المسيحي الديمقراطي أصوات تقول إن الحكومة التركية كانت السباقة إلى بذل جهود من أجل اندماج الأتراك في ألمانيا. أما أردوغان فلم يكترث كثيرا بالجدل الدائر في ألمانيا، فبعيد عودته كرر أمام البرلمان التركي التصريحات التي أثارت قلق كثير من السياسيين في ألمانيا، والتي ترفض ذوبان الأتراك في المجتمع الألماني وتعتبر ذلك حطا من كرامة الإنسان. ولم تعقب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل مباشرة على تصريحات أردوغان، لكنها عبرت عن رغبتها لقاءه من جديد، فيما يعتزم البرلمان الألماني مناقشة موضوع التعايش بين الألمان والأتراك الأسبوع المقبل.

أما القضية الثانية التي شغلت النخبة السياسية الألمانية في الأسابيع الأخيرة، فتتمثل في تأكيد وزير الدفاع الألماني فرانس يوزيف يونغ من جديد رفض بلاده إرسال قوات جديدة إلى جنوب أفغانستان رغم الضغوط الأمريكية، ويتوجب على البرلمان الألماني أن يوافق سنويا على التمديد لمهمة الجيش الألماني في أفغانستان، ومن أجل الحؤول دون استغلال هذا الموضوع كمادة في حملات الانتخابات البرلمانية والتي ستجري العام المقبل، بدأ السياسيون في الائتلاف الحكومي بالتفكير في تمديد المهمة استثنائيا لمدة سنتين، لكن حزب الخضر انتقد هذا المسعى، متهما الحكومة الألمانية بالتهرب من مناقشة مهمة الجيش في أفغانستان بشكل مفتوح. ومن ألمانيا نعرج على روسيا المقبلة على انتخابات رئاسية أوائل شهر مارس/ آذار المقبل. ولأن الرئيس الحالي فلاديمير بوتين لا يستطيع ترشيح نفسه بعد ولايتين رئاسيتين متتاليتين، دفع بديمتري ميدفيديف نائب رئيس الوزراء إلى ترشيح نفسه لهذا المنصب. ويؤكد ميدفيديف بأنه سيسير على نهج بوتين الذي، حسب رأيه، أنهى الفوضى السائدة في القطاع الاقتصادي والاجتماعي، النهج الذي حال دون وقوع حرب أهلية. وحتى في قرى سيبيريا الغارقة في الثلوج يبدي الناس تأييدهم للرئيس بوتين ويشعرون بالرضى عن فترة حكم بوتين التي جلبت نوعا من الاستقرار بعد أزمات التسعينات. أما فيما يتعلق بالمعارضة الروسية، وخصوصا الليبرالية منها، فتظل معارضة ممزقة ولا تتمتع بدعم شعبي، ففلاديمير بوتين، لم يأل جهدا في قطع الطريق على أي صوت يغرد خارج سرب الكرملين.

بقلم رشيد بوطيب

النافذة العربية من قلب أوروبا عبر قمر نايل سات:

DW-TV ARABIA

ومرة أخرى تلتقون مشاهدينا الكرام مع برامجنا الوثائقية المثيرة والممتعة، وهذه المرة موعدكم مع حدث تاريخي ألماني، حدث انهيار جمهورية ألمانيا الديمقراطية، عنوان البرنامج: "بروتوكول كارثة" يأتيكم يوم العشرين من مارس على الساعة الخامسة والنصف بالتوقيت العالمي الموحد.