عيَّن الاتحاد الجزائري لكرة القدم البوسني، فلاديمير بيتكوفيتش مدربا جديدا للمنتخب الأول بعد أكثر من شهر، من رحيل جمال بلماضي، عقب الإقصاء غير المتوقع من الدور الأول لكأس الأمم الإفريقية الأخيرة في كوت ديفوار.
إعلان
قال الاتحاد الجزائري في بيان على موقعه الرسمي إنه "تم الاتفاق على تعيين المدرب الوطني الجديد فلاديمير بيتكوفيتش"، مضيفا "سيصل إلى الجزائر الأحد المقبل ويعقد مؤتمرا صحفيا الاثنين".
وأشرف المدرب الكرواتي-البوسني الأصل البالغ 60 سنة على المنتخب السويسري بين 2014 و2021 قبل أن يغادر إلى نادي بوردو دون أن يكمل موسم 2021-2022 بسبب النتائج السلبية والتي أدت الى سقوط النادي الفرنسي الى الدرجة الثانية.
وتألق المنتخب السويسري بقيادة بيتكوفيتش في كأس أوروبا 2020 التي أقيمت في العام التالي بسبب فيروس كورونا، حيث نجح في إخراج فرنسا بطلة العالم من الدور ثمن النهائي، قبل أن يخرج بصعوبة من ربع النهائي على يد إسبانيا.
كما قاد سويسرا الى المركز الرابع في النسخة الأولى لدوري الأمم الاوروبية موسم 2018-2019 وثمن نهائي مونديال 2018 وأمم أوروبا 2016.
وستكون المهمة الأساسية لبيتكوفيتش، الذي قاد لاتسيو الى لقب كأس إيطاليا عام 2013، قيادة الجزائر إلى نهائيات كأس العالم المقبلة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك عام 2026، بعدما غابت عن النسخة الأخيرة في قطر العام قبل الماضي.
وتتصدر الجزائر المجموعة السابعة برصيد ست نقاط بفارق ثلاث نقاط عن بوتسوانا وغينيا واوغندا وموزامبيق، فيما يحتل الصومال المركز الاخير من دون رصيد.
ويخوض "محاربو الصحراء" الجولتين الثالثة والرابعة ضد غينيا واوغندا في الخامس والثامن من حزيران/يونيو المقبل تواليا. وتستضيف الجزائر دورة دولية ودية في الفترة بين 22 و26 آذار/مارس المقبل بمشاركة جنوب إفريقيا وبوليفيا.
وكان الاتحاد الجزائري أعلن رحيل المدرب بلماضي عن المنتخب الأول عقب الخروج المفاجئ، الثاني تواليًا، من الدور الأول لكأس أمم إفريقيا التي أقيمت في ساحل العاج مطلع العام الحالي وفاز بها البلد المنظم.
وعقب ذلك تم تشكيل لجنة على مستوى الاتحاد لدراسة السير الذاتية للمدربين المقترحين لقيادة محاربي الصحراء، وكان اسم بيتكوفيتش الأكثر تداولا.
وترأس هذه اللجنة المدير الفني الوطني عامر منسول ومن بين أعضائها المدرب الأسبق للمنتخب رابح سعدان، حيث اجتمعت قبل عشرين يوما لاعداد قائمة قصيرة ضمت إلى جانب بيتكوفيتش، البرتغالي كارلوس كيروش، حسب وسائل إعلام محلية. وذكرت الصحافة الجزائرية أن التفاصيل المالية هي التي عطلت المفاوضات مع السويسري.
وحسب صحيفة الخبر فإن "وكيل أعمال بيتكوفيتش أثار خلال إحدى جلسات التفاوض عن طريق الفيديو بأن موكله كان يتقاضى في نادي بوردو 280 ألف يورو شهريا وفي منتخب سويسرا 325 ألف يورو (...) إلا أنه وافق في النهاية على تقاضي 135 ألف يورو شهريا، أي بما يقترب من نصف راتب جمال بلماضي".
انتقادات شديدة لبلماضي
وواجه المدرب السابق للمنتخب الجزائري جمال بلماضي(47 عامًا)، والذي قاد الجزائر إلى النجمة القارية الثانية عام 2019 في مصر، انتقادات شديدة بخروجه مرتين متتاليتين من الدور الاول للعرس القاري ومن دون أي انتصار.
و في ساحل العاج، تكرّر سيناريو نسخة 2021 التي أقيمت في الكاميرون قبل عامين عندما ودع "محاربو الصحراء" النهائيات من الدور الاول بحلولهم في المركز الاخير من دون أي انتصار (تعادل وخسارتان)، وإن كان خروجهم في النسخة الحالية بنقطتين من تعادلين وخسارة واحدة جاءت في الجولة الاخيرة على يد موريتانيا 0-1.
ولاحق النحس بلماضي الذي مدّد عقده مع الاتحاد الجزائري في تشرين الاول/أكتوبر الماضي لغاية 2026، حتى في مشواره مع منتخب بلاده في التصفيات الإفريقية المؤهلة الى نهائيات كأس العالم في قطر 2022، بعد الخسارة القاتلة على أرضه امام الكاميرون في الدور الفاصل 1-2 بعد التمديد.
وعلى الرغم من اختيار الجزائر الدخول في معسكر تدريبي مبكر في توغو للاعتياد على الأجواء القارية قبل بداية النهائيات في ساحل العاج تفاديا لـ"كارثة" نسخة الكاميرون، وكذلك فوزيها الوديين الإعداديين الصريحين على توغو (3-0) وبوروندي (4-0)، لم ينجح الجيل الذهبي للكرة الجزائرية في تحقيق ولو فوز واحد في ثلاث مباريات في بواكي.
وفي بيان إعلان رحيل بلماضي قدّم رئيس الاتحاد وليد صادي اعتذاره إلى الجماهير الجزائرية قائلاً "نجدد اعتذارنا لعشّاق المنتخب وللشعب الجزائري، ونعد بتصحيح أخطاء الماضي بهدف واحد هو إعادة القطار إلى السكة، وتجديد أيام التألّق والانتصارات للكرة الجزائرية".
فهل ينجح بيتكوفيتش في إعادة الأفراح لعشاق منتخب "محاربي الصحراء"؟
ر. ض / هـ.د (أ ف ب)
الجزائر تظفر بلقبها الأفريقي الثاني بجدارة.. رحلة الذهب في صور
كلل محاربو الصحراء مشوارهم في بطولة الأمم الأفريقية التي استضافتها مصر بالذهب. خطف الجزائريون العلامة الكاملة في الدور الأول، ثم تخطوا بجدارة كل من غينيا وكوت ديفوار ونيجيريا ليصلوا إلى المباراة النهائية مع السنغال.
صورة من: picture-alliance/AA/F. Batiche
مرشح من بين آخرين أقوياء
قبل انطلاق النسخة 32 من كأس أمم أفريقيا بمصر 2019، اتجهت الترشيحات بقوة إلى السنغال ومصر، كأقوى مرشحين للفوز بالبطولة، مع التأكيد على ترشيح ثلاثة منتخبات أخرى للفوز باللقب هي المغرب وتونس والكاميرون. وبالطبع هناك من تحدث أيضا عن فرص الجزائر في الفوز، مثلها مثل كوت ديفوار (ساحل العاج).
صورة من: picture-alliance/AP Photo/A. Schalit
"نحن هنا" بينما الآخرون يتراجعون
مع انطلاق البطولة في 21 يونيو/ حزيران ظهر منتخب مصر فريقا يعاني من مشاكل كثيرة. أما منتخب السنغال فكان بعيدا عن مستواه، وكذلك المغرب والكاميرون، في أولى المباريات. بينما لم تكن تونس مقنعة اطلاقا في دور المجموعات. وقع منتخب الجزائر في المجموعة الثالثة مع السنغال وتنزانيا وكينيا، وفاز في أولى مبارياته على كينيا ليقول محاربو الصحراء "نحن هنا".
صورة من: picture-alliance/Zuma/U. Pedersen
بلماضي يصنع منتخبين
بعد تجربة دامت نحو 8 سنوات في قطر عاد المدرب الجزائري جمال بلماضي (43 عاماً) لتدريب منتخب بلاده في أغسطس/ آب 2018. ويظهر دور بلماضي جليا عند المقارنة مع أداء الجزائر في البطولة السابقة بالغابون 2017 والتي أقصي منها من دور المجموعات بعد تعادلين وهزيمة. واستطاع المدرب الوطني أن يكون منتخبين للجزائر في آن واحد في مصر 2019، لاعبو أحدهما فوق أرض الملعب أما الآخر فلاعبوه على مقاعد البدلاء.
صورة من: picture-alliance/empics/R. Wilkisky
فريق العلامة الكاملة بحق
وعلى عكس بطولة الغابون، حققت الجزائر العلامة الكاملة في دور المجموعات فبعد الفوز على كينيا فازت على السنغال 1- صفر، ثم على تنزانيا 3-صفر، علما أن الفريق أدى أمام تنزانيا بـ9 لاعبين من البدلاء. ورغم أن مصر والمغرب حققتا أيضا العلامة الكاملة إلا أن الجزائر كانت الأكثر اقناعا في كل شيء: أداء ونتيجة.
صورة من: Reuters/A.A. Dalsh
ثلاثية جديدة في دور الـ16
حمل دور الـ16 مفاجآت غير سارة للفرق العربية فخرج المغرب أمام بنين بركلات الترجيح وخرجت مصر أمام جنوب أفريقيا بهدف في الوقت القاتل. وفي حين نجحت تونس في الفوز على غانا بركلات الترجيح، خطف منتخب الجزائر قلوب كل المتابعين عندما فاز بجدارة على غينيا 3- صفر.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/A. Schalit
صعود دراماتيكي إلى نصف النهائي
في دور ربع النهائي واجهت الجزائر كوت ديفوار، وتقدمت بهدف فيغولي في الدقيقة 20. وفي الدقيقة 48 أهدر بغداد بونجاح (الصورة) ركلة جزاء كانت كفيلة بـ"قتل المباراة". وتعادل كوت ديفوار في الدقيقة 61، ليعود بونجاح ويهدر فرصة هدف آخر، ويبكي بحرقة، وهو على مقاعد البدلاء، لكن فريقه يتغلب في النهاية بركلات الترجيح لينهمر اللاعبون والمدرب بالبكاء من الفرح. ويصرح بلماضي أن فريقه "لن يفرط في التتويج باللقب".
صورة من: Reuters/S. Salem
محرز يخطف التأهل في آخر ثانية
في نصف النهائي تقابلت الجزائر مع نيجيريا. هنا أيضا تقدمت الجزائر بهدف في الشوط الأول وتعادلت نيجيريا في الشوط الثاني. ومن كثرة المجهود البدني بدا أن لاعبي الفريقين يفضلون الذهاب للوقت الإضافي. غير أن الجزائر حصلت على ركلة حرة قرب منطقة جزاء نيجيريا سددها النجم رياض محرز باقتدار في مرمى الحارس النيجري ليعلن الحكم بعدها انتهاء المباراة وصعود محاربي الصحراء للنهائي للقاء السنغال التي فازت على تونس.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Soriano
بونجاح يهدي بلده اللقب بهدف غريب
وسط حضور جماهيري جزائري كبير بإستاد القاهرة مساء الجمعة (19 يوليو/ تموز 2019) كررت الجزائر انتصارها على السنغال، بهدف وحيد أيضا، سجله بغداد بونجاح في الدقيقة الثانية من المباراة. سدد مهاجم السد القطري كرة عند حدود منطقة الجزاء فارتطمت بقدم المدافع ساليو سيس وبدلت اتجاهها لتخدع الحارس ألفريد جوميز وتسكن شباكه. وضغط السنغاليون لتعديل النتيجة لكن بدون فعالية، لتحرز الجزائر لقبها الثاني بعد 1990.
صورة من: Reuters/S. Salem
المتألق بن ناصر يلحق بماجر في القائمة الذهبية
واختير حارس الجزائر رايس مبولحي أفضل حارس بالبطولة، كما فاز زميله إسماعيل بن ناصر بجائزة أفضل لاعب لتقديمه أداء رائعاً خلال البطولة، حيث صنع ثلاثة أهداف لزملائه، آخرها الهدف الذي سجله بونجاح في النهائي أمام السنغال.
وبذلك يصبح إسماعيل بن ناصر، لاعب إيمبولي الإيطالي، ثاني جزائري يفوز بتلك الجائزة على مدار تاريخ كأس الأمم الأفريقية بعد مواطنه رابح ماجر الذي أحرز اللقب عام 1990. إعداد: صلاح شرارة