"توقّف!" - ترامب يهاجم بوتين بعد ضربات عنيفة على أوكرانيا
٢٤ أبريل ٢٠٢٥
بعد هجمات روسية هي الأعنف منذ شهور على مناطق أوكرانية، هاجم ترامب بوتين ودعاه للتوقف والتوصل إلى اتفاق سلام. وتأتي الهجمات المدانة في لحظة حرجة من مسار التفاوض على سلام، مع رفض أوروبي للاعتراف بروسية القرم.
بعد حثه لبوتين في منشور على وقف الهجمات، قال الرئيس ترامب إنه يعتقد أن الرئيس الروسي سيستمع إليه بشأن وقف الضربات على أوكرانيا.صورة من: Kevin Lamarque/REUTERS
إعلان
بعد ضربات جديدة أودت بحياة 12 شخصا على الأقل وأسفرت عن إصابة حوالى مئة في كييف، هاجم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نظيره الروسي، الخميس (24 أبريل/ نيسان 2025). وقال ترامب على شبكته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال" في إشارة إلى الرئيس الروسي "لست سعيدا بالضربات الروسية على كييف، لم تكن ضرورية، وتوقيتها سيء جدا، فلاديمير.. توقف! يموت 5000 جندي كل أسبوع، دعنا ننتهي من اتفاق السلام!".
وبعد حثه لبوتين في منشوره على وقف الهجمات، قال الرئيس ترامب إنه يعتقد أن الرئيس الروسي سيستمع إليه بشأن وقف الضربات على أوكرانيا. ولدى دخول ترامب للبيت الأبيض برفقة رئيس وزراء النرويج، سأله أحد الصحفيين عما إذا كان يعتقد أن بوتين سيستمع إليه، فأجاب "بالتأكيد".
وندّدت لندن بـ"حمام دم ارتكبه بوتين" و"مشاهد صادمة" رأى فيها الاتحاد الأوروبي دليلا على أن الكرملين هو "العائق الأكبر في وجه السلام".
هجوم هو الأعنف منذ شهور
واستهدفت سلسلة الهجمات التي شنّتها روسيا ليل الأربعاء الخميس، ست مناطق أوكرانية وعدّة مدن، من بينها العاصمة كييف. وأفادت القوات الجوية الأوكرانية عبر تلغرام بأن روسيا أطلقت 145 طائرة مسيرة و70 صاروخا، منها 11 باليستيا، في الهجوم ليلا. وأسقطت وحدات القوات الجوية 112 هدفا.
وفي كييف أفاد شهود بمشاهد خراب لمبانٍ ينخرها الرصاص وجثث منتشرة في شوارع حيّ سكني.
ويتوقع أن ترتفع حصيلة الضحايا في العاصمة إثر هذا الهجوم الذي يعدّ الأعنف منذ أشهر، مع رفع الأنقاض. وأفادت أحدث حصيلة صادرة عن خدمة الإسعاف بسقوط 90 جريحا.
أوكرانيا تتعرض لهجوم روسي مدمر يوقع خسائر بشرية كبيرة
02:18
This browser does not support the video element.
واضطر الرئيس الأوكراني من جهته إلى اختصار زيارة كان يجريها إلى جنوب إفريقيا بسبب الضربات الأخيرة. وقال زيلينسكي اليوم الخميس إن معلومات أولية تشير إلى أن روسيا استخدمت صاروخا باليستيا من كوريا الشمالية في هجوم استهدف منشأة سكنية في كييف الليلة الماضية. وأضاف في منشور على موقع التواصل إكس "إذا تأكدت المعلومات التي ذكرت أن ذلك الصاروخ تم تصنيعه في كوريا الشمالية، فسيكون ذلك دليلا جديدا على الطبيعة الإجرامية للتحالف بين روسيا وبيونغيانغ".
وجاء في بيان صادر عن وزارة الدفاع الروسية أن القوّات المسلّحة الروسية "نفّذت هجوما واسعا بأسلحة دقيقة بعيدة المدى" استهدف عدّة شركات على صلة بالمجمّع العسكري الصناعي الأوكراني.
إعلان
المسار التفاوضي في مرحلة حساسة
وأتت الضربات الجديدة بالصواريخ والمسيّرات المتفجّرة في لحظة حرجة لمسار المفاوضات الذي أطلقه دونالد ترامب لإنهاء الحرب التي شنّتها موسكو في شباط/فبراير 2022 وأودت بعشرات الآلاف على الأقلّ من الجهتين.
وتوقع مسؤول أمريكي أن يلتقي مبعوث ترامب الخاص مع بوتين غدا الجمعة لإجراء المزيد من المحادثات.
وأكد الرئيس الأمريكي الخميس أنه يضغط بشدة على روسياللموافقة على إنهاء الحرب في أوكرانيا، وقال ترامب، الذي يتهم بأنه يحابي روسيا في مساعيه الدبلوماسية لوقف الحرب: "نضغط بشدة على روسيا، وروسيا تعلم ذلك". وأكد ترامب أن روسيا قدمت" تنازلا رائعا" لوضع نهاية للحرب فى أوكرانيا بالتوقف عن المضي قدما في الاستيلاء على كامل البلاد. وأضاف ترامب اليوم الخميس أن الأيام القليلة المقبلة ستكون بالغة الأهمية لمساعيه للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين أوكرانيا وروسيا.
ولم يقدم ترامب مزيدا من التفاصيل، لكنه ومساعديه عبروا عن شكواهم من الطريقة التي تتعامل بها روسيا وأوكرانيا مع جهوده لوقف القتال.
عرض ترامب الأخير: تنازلات لأوكرانيا واعتراف بواقع روسي
02:35
This browser does not support the video element.
أوروبا تدعم كييف في عدم الاعتراف بروسية القرم
وتداولت الصحافة معلومات تفيد بمباحثات روسية أمريكية بشأن الاعتراف بشبه جزيرة القرم التي ضمّتها موسكو إلى أراضيها بقرار أحادي في 2014 كإقليم روسي. لكن الرئيس الأوكراني قال الثلاثاء "لا مجال للمناقشة (...) هذه أرضنا".
وحظيت كييف بدعم الاتحاد الأوروبي. وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد كايا كالاس إن التكتّل لن يعترف يوما بشبه الجزيرة على أنها روسية، مؤكّدة أن "القرم هي أوكرانيا".
وانضمّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الأصوات الرافضة للاعتراف بسيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم، وقال "هناك وضع بحكم الأمر الواقع"، لكن "هل ينبغي بسبب ذلك الاعتراف بأحقيّته؟ كلا"، مشيرا إلى أن وضع شبه الجزيرة ليس مطروحا "الآن على الأقلّ. وليس علينا أن نقوم بذلك".
وصرّح الرئيس الفرنسي على هامش زيارة دولة إلى مدغشقر أن "غضب الأميركيين ينبغي ألا يصبّ سوى على شخص واحد هو الرئيس بوتين"، معتبرا أنه يجدر بالرئيس الروسي التوقّف عن "الكذب" حين يدعي السعي إلى السلام.
ص.ش/ف.ي (أ ف ب، رويترز، د ب أ، أ ب)
حرب أوكرانيا ـ 3 سنوات من الدمار والقتل والتشريد.. والنتيجة؟
مرّت ثلاث سنوات منذ شنّت روسيا هجومها الشامل على أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل الآلاف وتشريد ملايين الأشخاص، بالإضافة إلى دمار واسع النطاق. واليوم، يساور الأوكرانيين القلق بشأن كيفية نهاية هذه الحرب.
صورة من: Serhii Chuzavkov/Avalon/Photoshot/picture alliance
تهديد متزايد
في أواخر 2021، أظهرت صور الأقمار الصناعية تجمع القوات الروسية والأسلحة الثقيلة بالقرب من بلدة يلنيا على حدود بيلاروسيا. وفي 11 نوفمبر من نفس العام، حذر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، الرئيس الروسي بوتن من غزو أوكرانيا. لكن رغم هذا التحذير، قرر بوتن في 24 فبراير 2022 شن غزو واسع النطاق لأوكرانيا
صورة من: Maxar Technologies/AFP
بداية الحربـ هجوم شامل
في 24 فبراير، سقطت صواريخ على عدد من المدن الأوكرانية، مثل كييف وأوديسا وخاركوف. في كييف، أُضرمت النيران في مبنى عسكري أثناء الهجمات. وبدأت الحرب التي أصرت موسكو على تسميتها "عملية خاصة"
صورة من: Efrem Lukatsky/AP Photo/picture alliance
العنف في بوتشا
في غضون أسابيع، تمكّن الأوكرانيون من طرد القوات الروسية من المدن الشمالية. وبعد ذلك، ظهرت جرائم الحرب إلى العلن، وانتشرت صور لمدنيين تعرضوا للتعذيب والقتل في بوتشا، قرب كييف. وأعلنت السلطات أن أكثر من 1100 مدني قُتلوا في المنطقة. وأظهرت تحقيقات استقضائية أن العنف كان ممنهجا ومخططاً.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/AP Photo/picture alliance
الحياة وسط الدمار
وفقًا لموسكو، كان من المفترض أن تستمر "العملية الخاصة" في أوكرانيا لمدة ثلاثة أيام فقط. لكن بعد ثلاث سنوات، لا تزال الحرب مستمرة. وتشير أحدث التقارير الصادرة عن معهد دراسات الحرب إلى أن روسيا تسيطر حاليًا على حوالي 20% من الأراضي الأوكرانية، معظمها في الشرق. تم التقاط هذه الصورة في دونيتسك، شرق أوكرانيا، في مايو/أيار 2023.
صورة من: Sofiia Gatilova/REUTERS
ضم مناطق أوكرانية إلى روسيا
في سبتمبر/أيلول 2022، ضمت روسيا أربع مناطق أوكرانية — لوغانسك، ودونيتسك، وزابوروجيا، وخيرسون — بمساحة تقدر بحوالي 90,000 كيلومتر مربع. وبعد عام، إجراء انتخابات في هذه المناطق في تصويت وصف بـ "الانتهاك الصارخ للقانون الدولي". فاز حزب روسيا الموحدة بقيادة بوتين في جميع المناطق بأكثر من 70% من الأصوات.
صورة من: Alexander Ermochenko/REUTERS
فرار الملايين من الحرب
أجبرت الحرب في أوكرانيا الملايين على الفرار، مما أدى إلى موجة هجرة كبيرة لم تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وفقًا للأمم المتحدة، نزح 3.7 مليون شخص داخل أوكرانيا بسبب القتال. وغادر البلاد أكثر من 6 ملايين شخص أوكرانيا وتوجهوا إلى أوروبا، خاصة إلى بولندا وألمانيا.
صورة من: Filip Singer/EPA-EFE
ماريوبول، مدينة المقاومة الأوكرانية
في عام 2022، استمر حصار روسيا لمدينة ماريوبول الجنوبية لمدة 82 يومًا. تعرضت المدينة لقصف كثيف وتحصن آخر المقاتلين الأوكرانيين في مصنع للصلب. وبعد أن قصفت روسيا مستشفى، انتشرت صورة لامرأة حامل يتم إجلاؤها حول العالم. التقط صحفيون أوكرانيون الصورة، وفازوا لاحقًا بجائزة الأوسكار عن فيلمهم الوثائقي "20 يومًا في ماريوبول".
صورة من: Evgeniy Maloletka/AP/dpa/picture alliance
قصف طريق الاتصال الوحيد بشبه جزيرة القرم.
يُعد جسر القرم، الذي يمتد بطول 19 كيلومترًا (حوالي 12 ميلًا)، الأطول في أوروبا، ويربط جنوب روسيا بشبه جزيرة القرم. في أكتوبر\تشرين الأول 2022، تعرض الجسر لأضرار نتيجة قنبلة زرعها الأوكرانيون، مما جعله قابلاً للاستخدام جزئيًا. وفي يوليو/تموز2023، تعرض الجسر لأضرار أخرى بسبب القوات الأوكرانية.
صورة من: Alyona Popova/TASS/dpa/picture alliance
كارثة بيئية
في 6 يونيو/حزيران 2023، أدى انفجار إلى تدمير سد كاخوفكا وتفريغ نهر دنيبرو. وبينما تبادلت أوكرانيا وروسيا الاتهامات بشأن المسؤولية عن الحادث، كانت روسيا تسيطر على السد في ذلك الوقت. أسفر الفيضان الناتج عن الانفجار عن كارثة بيئية واسعة النطاق، دمرت آلاف المنازل وأدت إلى سقوط مئات القتلى.
صورة من: Libkos/AP Photo/picture alliance
استهداف البنية التحتية للطاقة
استهدفت روسيا بشكل منهجي البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا. بعد عام من الغزو، دُمرت 76% من محطات الطاقة الحرارية، وبحلول سبتمبر/أيلول 2024، ارتفع هذا الرقم إلى 95%. أدى ذلك إلى إضعاف شبكة الكهرباء في أوكرانيا، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي وتفاقم الوضع الإنساني، خصوصًا خلال فصل الشتاء.
صورة من: Sergey Bobok/AFP
أوكرانيا تهاجم الأراضي الروسية
في أغسطس/آب 2024، شنت القوات المسلحة الأوكرانية هجومًا على الأراضي الروسية لأول مرة. وفي مواجهة مقاومة ضئيلة على الحدود، تمكنت في البداية من السيطرة على نحو 1400 كيلومتر مربع (حوالي 540 ميلاً مربعاً) في منطقة كورسك. لكنها فقدت منذ ذلك الحين ثلثي الأراضي التي كانت قد احتلتها
صورة من: Roman Pilipey/AFP/Getty Images
حرب الدرون
تستخدم كل من روسيا وأوكرانيا الطائرات بدون طيار للاستطلاع والمراقبة، وكذلك لشن هجمات مستهدفة. ويقول الخبراء إن هناك حوالي 100 نوع مختلف من الطائرات بدون طيار قيد الاستخدام في أوكرانيا. وفي مارس/أذار 2024، قالت أوكرانيا إنها قادرة على تصنيع ما يصل إلى 4 ملايين طائرة بدون طيار سنويًا.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/Radio Free Europe/Radio Liberty/REUTERS
تدمير هائل
خلفت ثلاث سنوات من الحرب آثارًا عميقة في أوكرانيا. في الشرق والجنوب، تحولت العديد من البلدات والقرى، التي دمرتها الهجمات الروسية، إلى مدن مهجورة. بلدة بوغوروديتشني في منطقة دونيتسك، التي تعرضت لهجوم مكثف من روسيا في يونيو/حزيران 2022، أصبحت الآن شبه خالية.
صورة من: Mykhaylo Palinchak/SOPA Images/ZUMA Press Wire/picture alliance
الحياة بعيدًا عن القتال
رغم استمرار الحرب، لا تقتصر كافة مناطق أوكرانيا على خط المواجهة، حيث تدور المعارك المباشرة. بعيدًا عن هذه المناطق، تستمر الحياة بشكل طبيعي. المحلات والمقاهي والمطاعم تواصل عملها، فيما يستعد السكان لانقطاع التيار الكهربائي بتركيب مولدات كهربائية.
صورة من: YURIY DYACHYSHYN/AFP
مستقبل مجهول للدعم الأمريكا
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحدث عن رغبته في إنهاء الحرب في أوكرانيا خلال "24 ساعة"، لكنه لم يحقق ذلك بعد. ومع ذلك، تثير علاقته الظاهرة مع روسيا ورغبته في الضغط على أوكرانيا للتنازل عن ثرواتها المعدنية لصالح الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تبادل التصريحات القوية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، القلق في أوكرانيا وبين حلفائها.