فلسطينيون من الداخل - تجندهم "داعش" وعائلاتهم تدفع الثمن
١٤ أكتوبر ٢٠١٤أعلن جهاز الشاباك (المخابرات الداخلية) الإسرائيلي عن انضمام ثلاثة شبان عرب من مدينة الناصرة، الواقعة شمال إسرائيل، إلى تنظيم "الدولة الإسلامية"، أو "داعش". وكان هؤلاء الشبان قد سافروا إلى تركيا خلال عطلة عيد الأضحى ومن هناك توجهوا إلى الأراضي السورية، بعد أن قاموا بترك أمتعتهم وجوازات سفرهم في الفندق مرفقة برسالة لصديقهم الرابع تخبره عن وجهتهم.
كما أعلنت عائلة أخرى من فلسطينيي الداخل بقرية قلنسوة، الواقعة جنوب غرب مدينة طولكرم في الضفة الغربية، وقوع ابنها في الأسر مؤخراً على يد قوات النظام السوري. وبحسب مصادر أمنية إسرائيلية، تمكن ما يقارب من 30 شاباً ممن يحملون الجنسيات الإسرائيلية من الانضمام إلى صفوف "داعش" حتى الآن.
يأتي ذلك بعد أن وصل عائلة حبشي المقيمة في قرية إكسال، جنوب شرق مدينة الناصرة، خبر مقتل ابنهم أحمد، البالغ من العمر 23 عاماً، في العراق خلال المعارك الدائرة بين تنظيم "الدولة الاسلامية" والقوات العراقية، وذلك يوم السبت الماضي.
وكان أحمد حبشي، الذي يحمل أيضاً الجنسية الإسرائيلية، قد ترك منزله في شهر كانون الثاني/ يناير، بحسب أسرته. وفي حديث DW مع عربية، قال أخوه حسين: "اختفى أحمد فجأة من البيت، وبعد فترة قصيرة اتصل بنا وأبلغنا أنه متواجد بسوريا، وبعد فترة وصلتنا معلومات بأنه انتقل إلى العراق. لا علم لدينا كيف انتقل إلى تلك المناطق وكيف وصل إليها ولم نهتم لذلك، إذ كان كل همنا هو كيفية إرجاعه".
وأوضح حسين: "قبل خروجه لم نلاحظ أي تغييرعلى تصرفاته أو سلوكه أو دراسته، أو معاملته لأصدقائه. كانت أموره كلها تسير بشكل طبيعي. ولم نعلم في البداية إلى أي مجموعة انضم، وتواصلنا معه بعد خروجه وطلبنا منه عدة مرات الرجوع إلى البيت وقلنا له مراراً إن هذا طريق آخره الموت وبأنه يقوم بتعذيبنا بفراقه ولا يقوم بشيء ذي أهمية. لم نكن سعيدين لما قام به، لكن هذا قضاء الله وقدره".
ويعتقد حسين حبشي بأن "كل خطوة تحصل في هذا الأمر، سواءاً إن كانت من أخي أو من غيره من الشباب الذين يخرجون إلى سوريا والعراق، تعرفها السلطات (الإسرائيلية) وهي على علم بهذا الشيء، خاصة وأن هذا الطريق بلا رجعة".
أما عبد السلام دراوشة، رئيس المجلس المحلي لقرية إكسال، فقد ذكر في حديث مع DW عربية أن "ما أعلمه عن أحمد هو أنه شاب متعلم ومن غير المفترض أن يقوم بهذا العمل وبترك أهله وبلاده لهذا الغرض. كما أن قريتنا تسكنها 14 ألف نسمة فقط وهي قرية هادئة، ولا نسمع أي تغرير بالمساجد للشباب بالانضمام إلى الجماعات الجهادية. أعتقد أن انضمام أحمد جاء بعد تأثره بما ينشر في الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي".
هذا وكان وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، يتسحاق أهرونوفيتش، قد أعلن تنظيم "داعش" منظمة محظورة في إسرائيل، وبالتالي قام بتوفير أساس قانوني للشرطة بالشروع في تحقيقات ضد أي من المشتبهين بالتعاطف والدعم العلني لهذا التنظيم.
أما النائب العام للشرطة الإسرائيلية، يوحنان دنينو، فقد أوصى كافة القادة والضباط بالعمل بحزم وصرامة ضد أي عملية تعاطف ودعم بأي طريقة كانت لهذا التنظيم، أو أي مكان يتم من خلاله أو بواسطته التعبير عن الدعم والتعاطف، بما في ذلك، على سبيل المثال لا الحصر، رفع أعلام أو ملصقات أو منشورات في موقع "فيسبوك" والإنترنت، ومعالجتها بالطريقة اللازمة.