فلويد يتحوّل إلى رمز ضد الكراهية.. وعائلته تُحيي "لديّ حلم"
١٠ يونيو ٢٠٢٠
في جنازة مهيبة، أكد القس آل شاربتون أن عائلة جورج فلويد ستقود مسيرة إلى واشنطن في ذكرى خطاب "لديّ حلم" الذي ألقاه مارتن لوثر كينغ عام 1963، فيما يتحوّل فلويد أكثر وأكثر إلى رمز عبر العالم ضد الكراهية.
إعلان
تحول جورج فلويد من رجل عادي إلى رمز لحركة يمكنها أن تغير العالم، وفق ما قاله مشيعون في جنازته التي بثت على مدى أربع ساعات على الهواء مباشرة على كل شبكات التلفزيون الأمريكية الرئيسية من كنيسة بمدينة هيوستون التي ترعرع فيها فلويد.
وحث أفراد عائلة الراحل ورجال الدين والساسة الشعب الأمريكي على تحويل الحزن والغضب على وفاته إلى لحظة حساب للأمة. وقد أجريت مراسم التشييع بعد أسبوعين من وفاة فلويد التي سجلها أحد المارة بالفيديو.
وحضر حوالي 2500 شخص الجنازة التي أعقبت مراسم تأبين الأسبوع الماضي في منيابوليس حيث عاش فلويد سنواته الأخيرة. وقالت بروكلين ويليامز ابنة أخته خلال مراسم التأبين "يمكنني التنفس. ما دمت أتنفس، فسوف تتحقق العدالة... هذه ليست مجرد جريمة قتل، بل جريمة كراهية".
ووصف القس آل شاربتون، وهو ناشط بارز في مجال الحقوق المدنية ومعلق تلفزيوني، فلويد بأنه "أخ عادي" ترك إرثاً عظيماً رغم أوجه القصور التي منعته من تحقيق كل ما كان يصبو إليه ذات يوم، مضيفاً أن أن عائلة فلويد ستقود مسيرة إلى واشنطن يجري تنظيمها في 28 أغسطس/ آب لإحياء الذكرى الـ 57 لخطاب "لديّ حلم" الذي ألقاه مارتن لوثر كينغ عام 1963.
وتحدث شقيقه الأصغر تيرينس فلويد عن استيقاظه في منتصف الليل في الأيام الأخيرة وهو يشعر بصدمة نفسية بعدما رأى شقيقه الأكبر وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، فيما قال شقيقه الأكبر فيلونيس وهو يبكي وقد اعتصره الحزن "كان جورج رجلي الخارق بصفة شخصية".
وتسبّت وفاة فلويد باحتجاجات واسعة داخل أمريكا وخارجها، إذ بيّن الفيديو كيف ضغط شرطي أبيض بركبته على رقبة فلويد لقرابة تسع دقائق، بينما كان مكبلا وأعزل على أرض شارع في مدينة منيابوليس وهو يجاهد لالتقاط النفس ويتأوه طلباً للمساعدة ويقول "لا أستطيع التنفس" قبل أن يختفي صوته.
وخاطب جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة التي تجرى في الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، مراسم التأبين عبر الإنترنت، وعبر عن أسفه أن "كثيراً من الأمريكيين السود يستيقظون وهم يعلمون أنهم قد يفقدوا أرواحهم خلال عيشهم لحياتهم فحسب".
ويواجه ديريك تشوفين (44 عاما) الشرطي الذي جثم بركبته على رقبة فلويد تهمة القتل من الدرجة الثانية بينما وجهت لثلاثة آخرين تهمة المساعدة والتحريض على قتل فلويد في 25 مايو/ أيار الماضي. وقد أقيلوا جميعاً بعد يوم من الواقعة.
وباتت كلمات فلويد الأخيرة صرخة احتجاج في مظاهرات غاضبة على مستوى العالم شارك فيها عشرات الآلاف رغم المخاطر الصحية في ظل جائحة فيروس كورونا، للمطالبة بالعدالة لفلويد وإنهاء سوء معاملة سلطات إنفاذ القانون للأقليات في الولايات المتحدة.
إ.ع/ع.غ (رويترز)
بالصور - الاحتجاجات ضد العنصرية تعم قارات العالم
مقتل المواطن الأمريكي الأسود جورج فلويد في مينيابوليس بعد أن جثم شرطي أبيض على رقبته حرك الناس في جميع أنحاء العالم. وعلى الرغم من وباء كورونا قرر مئات الآلاف الخروج للشوارع للتظاهر ضد العنصرية التي تُمارس بشكل ممنهج.
صورة من: Reuters/R. Casilli
باريس: احتجاج في متنزه لو شامب دي مارس
قبل بضعة أيام، قامت الشرطة الفرنسية بتفريق المتظاهرين بالغاز المسيل للدموع. وكان في البداية قد تم حظر المظاهرات التي أعلن عن تنظيمها عند برج إيفل وخارج السفارة الأمريكية. لكن مع ذلك، خرج عشرات الآلاف إلى الشوارع ضد العنصرية، حتى خارج باريس. عنف الشرطة ضد السود منتشر بشكل خاص في الضواحي.
صورة من: picture-alliance/Photoshot/A. Morissard
لييج: مظاهرة رغم الحظر
بلجيكا، مثل معظم البلدان الأوروبية، لديها نصيب من الاستغلال الاستعماري وإخضاع مناطق أخرى من العالم: فقد كانت جمهورية الكونغو الديمقراطية الحالية مملوكة ملكية خاصة للملك ليوبولد الثاني، الذي تم إنشاء نظام الظلم العنصري نيابة عنه. وقد جرى التظاهر ضد العنصرية في بروكسل وأنتفيرب ولييج؛ على الرغم من الحظر المتعلق بفيروس كورونا.
صورة من: picture-alliance/abaca/B. Arnaud
ميونيخ: بافاريا ذات التعددية
في مدينة ميونيخ عاصمة ولاية بافاريا، نظمت واحدة من أكبر المظاهرات في ألمانيا تجمع فيها 30 ألف شخص. كما خرجت مظاهرات في مدن ألمانية أخرى كبيرة منها كولونيا وفرانكفورت وهامبورغ. أما في برلين، فتحتم على الشرطة منع وصول المتظاهرين لبعض الوقت إلى ميدان ألكسندر بسبب توافد الكثير من الناس للمشاركة في المظاهرة.
صورة من: picture-alliance/Zumapress/S. Babbar
فيينا: 50 ألف متظاهر ضد العنصرية
في العاصمة النمساوية فيينا ذكرت الشرطة يوم الجمعة أن 50 ألف شخص تجمعوا، في واحدة من أكبر المظاهرات في السنوات الأخيرة، في البلد الذي شهد العام الماضي "فضيحة إيبيزا" والسقوط المدوي للائتلاف الحكومي اليميني في 2019. وبحسب صحفيين، كُتبت عبارة "حياة السود مهمة" على سيارة للشرطة.
صورة من: picture-alliance/H. Punz
صوفيا: لفت الانظار للعنصرية في بلغاريا أيضا
كما هو الحال في العديد من البلدان الأوروبية الأخرى، تحظر بلغاريا حاليا التجمعات التي تضم أكثر من عشرة مشاركين. ومع ذلك اجتمع المئات في العاصمة صوفيا. المتظاهرون صرخوا بكلمات جورج فلويد الأخيرة "لا أستطيع التنفس"، لكنهم لفتوا الانتباه أيضا إلى العنصرية في المجتمع البلغاري.
صورة من: picture-alliance/AA
تورين: احتجاج في زمن كورونا
بسرعة، قامت هذه المرأة في تورين بتدوين مخاوفها السياسية على الكمامة التي لا تزال ضرورية بسبب كورونا: "حياة السود مهمة أيضًا في إيطاليا". المظاهرات ضد العنصرية بما في ذلك تلك التي أقيمت في روما وميلانو، ربما تكون أكبر التجمعات التي شهدتها إيطاليا منذ بدء إجراءات كورونا. وإيطاليا هي واحدة من الدول المستقبلة الرئيسية للمهاجرين الأفارقة في الاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/NurPhoto/M. Ujetto
لشبونة: تحرك الآن!
"تحرك الآن" هي العبارة المكتوبة على هذه اللافتة التي رفعها هذان المتظاهران في العاصمة البرتغالية لشبونة. لم تتم الموافقة على المظاهرة، لكن الشرطة سمحت للمشاركين بالمسيرة. في البرتغال أيضا، هناك دائما عنف من قبل الشرطة ضد السود. وعندما تظاهر المئات بشكل عفوي بعد حادث مشابه في يناير/ كانون الثاني 2019، ردت الشرطة فأطلقت عليهم الرصاص المطاطي.
صورة من: picture-alliance/NurPhoto/J. Mantilla
مكسيكو سيتي: ليس فلويد فقط وإنما لوبيز أيضا
في المكسيك، لم يثر مقتل جورج فلويد الغضب في البلاد فحسب، بل لفت الأنظار لمصير عامل البناء جيوفاني لوبيز أيضا، الذي تم القبض عليه في مايو/ أيار في ولاية خاليسكو الغربية لعدم ارتدائه كمامة واقية. ويبدو أنه مات من عنف الشرطة. ويتزايد غضب المتظاهرين المكسيكيين منذ ظهور شريط فيديو قبل أيام قليلة عن عملية قبض الشرطة على لوبيز.
صورة من: picture-alliance/Zumapress
سيدني: لا للعنصرية ضد السكان الأصليين
بدأت المسيرة في سيدني بمراسم دخان تقليدية. ولم يكن التضامن الصريح لما لا يقل عن 20 ألف مشارك مع جورج فلويد فقط، ولكن أيضا مع الأستراليين من السكان الأصليين (أبورجيون)، الذين كانوا أيضا ضحايا لعنف الشرطة العنصري. وطالب المتظاهرون بعدم السماح مرة أخرى بمقتل أي شخص منهم في حجز الشرطة.
صورة من: picture-alliance/NurPhoto/I. Khan
بريتوريا: بقبضة مرفوعة مثل مانديلا
القبضة المرفوعة في الهواء هي رمز لحركة # BlackLivesMatter (حياة السود مهمة) لكن الرمز أقدم بكثير؛ فعندما أطلق نظام الفصل العنصري سراح المقاتل من أجل الحرية، نيلسون مانديلا، من السجن في فبراير/ شباط 1990، رفع قبضته في طريقه إلى الحرية، مثلما فعلت هذه المحتجة في بريتوريا الآن. لا يزال البيض يتمتعون بامتيازات في جنوب أفريقيا. إعداد: دافيد إيل/ ص.ش