1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

فليبي السادس: جالس جديد على عرش إسبانيا...

نبيل درويش- مدريد١٩ يونيو ٢٠١٤

أدى فيليبي السادس اليمين عاهلا جديدا لاسبانيا في حفل بسيط. وتأمل العائلة الملكية أن يكون ذلك إيذانا ببدء حقبة تزيد من شعبيتها في ظل المشاكل التي تعصف بها.ورغم أن منصب الملك يعتبر شرفيا إلا أن أمامه الكثير من تحديات.

Spanien König Felipe VI Krönung
صورة من: Reuters

فليبي السادس يتربع على عرش إسبانيا ليصبح ثاني ملك إسباني بعد الانتقال "الديموقراطي" الذي شهدته البلاد مباشرة بعد وفاة الجنرال القوي فرانسيسكو فرانكو عام 1975، ومثلما تسلم والده خوان كارلوس الأول السلطة في ظرف دقيق كانت فيه إسبانيا في مفترق طرق تاريخي.

يدخل فليبي السادس قاعة العرش بقصر الثارثويلا بمدريد و الظرف لايقل دقة، فالأصوات الجمهورية ترتفع في كل جانب والبلاد مهددة بالانفصال في كاتلونيا والباسك، والحكومة صارت أشبه برجل الاطفاء الذي يطفئ الحرائق هنا وهناك، وارتفعت أصوات المؤمنين بضرورة انتقال ثاني لإسبانيا من كل جانب، ويقود هذه الاحتجاجات جيل جديد لا يعرف فرانكو أو الكولونيل أنطونيو تيخيرو، لكنه يرى أمامه فسادا مستشريا في صفوف الطبقة السياسية وصلت نيرانه إلى محيط التاج الإسباني ويرى هذا الجيل الضائع آفاقا تضيق كل يوم وتدفعه إلى الهجرة لألمانيا وغيرها من الدول، هذا هو الجيل الذي سيحكمه فليبي السادس بعد تنصيبه بشبه الجزيرة الايبيرية ملكا على عرش إسبانيا.

دور رمزي

دور الملك بإسبانيا صار رمزيا أكثر منه تنفيذيا منذ أن اختار والده،خوان كارلوس، التخلى عن سلطته بموجب دستور 1978، فسلطة الملك صارت رمزية منذ ذلك الحين، بل إنه يخضع في كثير من الأحيان لسلطة رئيس الحكومة.

ويرى الكاتب الإسباني باكو سوتو في تصريح ل DW أن " فليبي دي بوربون نشأ في سياق مختلف عن والده خوان كارلوس، وهو شاب نسبيا ويؤمن بالقيم الديموقراطية وعاش حياته كلها داخل إسبانيا عكس والده الذي ترعرع في الخارج، ويجد أمامه اليوم جيلا ساخطا عاش تحت سقف الديموقراطية ولا يعرف شيئا عن فترة الديكتاتوية التي انتجت النظام السياسي الحالي".

"فليبي دي بوربون نشأ في سياق مختلف عن والده خوان كارلوس، وهو شاب نسبيا ويؤمن بالقيم الديموقراطية وعاش حياته كلها داخل إسبانيا عكس والده الذي ترعرع في الخارج"صورة من: Reuters

ويضيف سوتو أن "حفاظ الملك الجديد على عرش آل بوربون مرتبط بالخطوات التي سيقدم عليها مستقبلا من أجل إعطاء نفس جديد للمؤسسة الملكية التي يسود فيها الملك ولا يحكم"، مبرزا أن "ارتفاع الأصوات الجمهورية بإسبانيا محركها الرئيسي هو الأزمة الاقتصادية و الاختلالات التي تشوب الطبقة السياسية وليس إلى قناعات بضرورة إزاحة الملكية، لأن الإسبان في عمقهم ديموقراطيون والملكية بالبلاد وقفت إلى صف الخيار الديموقراطي في وقت دقيق من تاريخ البلاد، لكن الملك الجديد عليه أن يكون أكثر إنصاتا إلى هموم الإسبان وتطلعاتهم التي يعرفها جيدا، مثلما أن عليه أن يكون أكثر شفافية من والده ويقدم الدليل على ذلك كل يوم حتى يكسب ثقة الإسبان في المؤسسة الملكية التي اهتزت في السنوات الأخيرة".

نزعات انفصالية وازمات اقتصادية

و يذهب عبد الحميد البجوقي، الخبير العربي في الشأن الإسباني المقيم بمدريد في تصريحات ل DW أن " المعروف أن الشعب الاسباني لم يكن في غالبيته ملكيا بقدر ما كان خوانكارلوسيا، أي أن عمق الولاء كان لشخص الملك خوان كارلوس ولدوره في الانتقال الديموقراطي ولم يكن الولاء للنظام الملكي، وهذا هو عمق التحدي الذي يواجه الملك الجديد" ، ويضيف البجوقي أن "الملك الجديد يواجه مشهدا سياسيا يختلف كلية عن الذي واجهه الملك المستقيل بعد وفاة الدكتاتور فرانكو. الملك فيلبي السادس يواجه وضعا سياسيا يتميز بالأزمة الاقتصادية الخانقة وبأجيال جديدة قلقة على مستقبل دولة الرخاء الاجتماعي، وهي أجيال تطرح أسئلة جديدة تتعلق بالعلاقة مع أوروبا وبالهوية وبمشاكل جهوية ونزعات انفصالية في جهات تاريخية وأخرى تصل إلى التشكيك في ملائمة الملكية كنظام قادر على تحقيق الاستقرار والعدالة الاجتماعية"، مشددا أنه "على المحك الآن قدرة الملك الجديد على التناغم مع التطلعات الجديدة لهذه الأجيال دون التفريط في ضمان شروط الاستقرار والوحدة، ودون تهديد مصالح اقتصادية وسياسية متقاطعة، وأيضا قدرته على إحداث قطيعة مع المرحلة السابقة في ظل الاستمرارية والاستقرا ر".

قد تكون إسبانيا أمام انتقال ديموقراطي ثاني، ولكن التهديد يطال المؤسسة الملكية ذاتهاصورة من: Reuters

ويبرز البجوقي أنه "ربما تكون البلاد أمام الانتقال الديموقراطي الثاني في إسبانيا والمؤشرات تؤكد أنه لا يختلف من حيث الخطورة والتعقيد عن سابقه سنة 1975 مع فارق أن التهديد يطال المؤسسة الملكية أكثر مما يطال الديموقراطية".

أما عبد الواحد أكمير، المؤرخ والخبير في الشؤون الإسبانية، فيرى في تصريح ل DW أنه " رغم المظاهرات المطالبة بالجمهورية غير أن الملكية غير مهددة في وجودها، فأهم انجازات الملك خوان كارلوس خلال الأربعة عقود الماضية هي أنه جعل الإسبان يتصالحون مع الملكية، مثلما أن دور هذه المؤسسة لم يتراجع"، مبرزا أن "الملك الجديد يتمتع بثقافة واسعة و شعبية بالإضافة إلى كاريزما ظاهرة، وهذه كلها مفاتيح تساعد على فهم الاتجاه الذي ستتخذه الأمور لاحقا، وتبقى أولى تحديات فليبي السادس هي امتصاص الغضب الشعبي من بعض تصرفات العائلة الملكية في السنوات الأخيرة و العمل على الخروج من الأزمة الاقتصادية، كما أنه وبحكم سنه يجب أن يكون قريبا جدا من الشباب الذي مسته الأزمة الاقتصادية بشكل كبير، وكل هذا يتطلب منه أن يحكم بشخصيته ويتخلص من ظل ملك سابق، ملك تنازل عن العرش، لكنه ما يزال على قيد الحياة".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW