1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

فنانتان عربية ويهودية تنشدان الحوار في معرض تشكيلي مشترك

عبد الرحمان عمار٦ أغسطس ٢٠١٢

تحتضن أروقة متاحف مدينة كولونيا الألمانية في شهر أغسطس/ آب معرضا مشتركا لفنانة يهودية وعربية. وتسعى الفنانتان إلى فتح قنوات للحوار بين الثقافتين العربية واليهودية ونقل رسائل السلام عبر الفن التشكيلي.

Frau Pnina Kirschenbaum und Buthaina Abu Milhem aus Israel das Bild wurde am 03.08.12 in Köln. aufgenommen von Abderrahmane Ammar. Copyright, A. Ammar
صورة من: DW/A.Ammar

قواسم عديدة تجمع بين الفنانتين التشكيليتين بنينا كيرشباوم وبثينة أبو ملح، فبالإضافة إلى حبهما للفن التشكيلي، فإن الجغرافيا والتاريخ والمستقبل يجمعهما، ولعل الحاضر المشترك  بين الثقافتين العربية واليهودية وما يرتبط بهما من توترات ونزاعات تفسد الحوار بين القيم الإنسانية المشتركة. فإن الفنانتين أرادتا تخطي ذلك لجعل القيم الإنسانية اسمي من أي شيء أخر. ففي أحد متاحف كولونيا اختارت الفنانتان عرض إبداعاتهما التشكيلية في معرض مشترك  انطلق منذ أيام ويمتد إلى غاية 19 أغسطس/ آب، للتعبير عن نظرتهن للحياة أملا في الإجابة عن أسئلة طالما بقيت عالقة.

الفن كداعم للحوار والسلام

عن دواعي هذه التجربة المشتركة والفريدة تقول الفنانة بنينا كيرشباوم  في لقاء مع DWعربية "نحن نعيش في منطقة واحدة، وهناك جمعيات عربية ويهودية تقوم بأنشطة ثقافية مشتركة. وبعد أحد العروض الفنية التي قمنا بتنظيمها وقدمنا فيها لوحات من الجبس، قلت في نفسي سيكون أمرا جيدا تنظيم معرض مشترك مع فنانة عربية. وقد عرفتني صديقتي بالفنانة بثينة أبو ملحم وبدأنا في تفعيل فكرة التعاون".

بدورها تقول الفنانة بثينة أبو ملحم في لقاء مع DWعربية "نحن جارتان ننتمي إلى الجنس اللطيف ولدينا رسائل نود أن نوصلها إلى الآخرين. وبما أن الفن هو لغة عالمية، استعملت منذ القدم وتتيح فرصة التواصل بين الناس رغم الاختلافات الثقافية، فقد اخترنا هذه الوسيلة لتنمية الحوار والتعريف بثقافاتنا، سواء مع بعضنا البعض، كعرب ويهود أو تجاه العالم الخارجي".

الفنانة الفلسطينية وبثينة أبو ملح تبدع لوحاتها على القماشصورة من: DW/A.Ammar

تجربتان تكملان بعضهما البعض رغم اختلاف الأسلوب والألوان

وبينما تُركز بنينا كيرشباوم على الألوان والأشكال الهندسية في لوحاتها فإن زميلتها بثينة أبو ملحم اختارت التعبير على الملابس مستعملة الخط العربي والخيوط ذات الألوان المختلفة وإبرا عديدة تربط بها مالا تستطيع الخيوط القيام به. وعن هذا الاختلاف في الأسلوب الفني تقول عنه بثينة أبو ملحم: "القماش والخيوط والإبر تعبر عن الوضع السائد بين العرب واليهود في منطقتنا، فالأدوات التي استعملها تدل على الحزن والقلق السائدين. اللباس يرمز إلى خريطة العالم الذي نعيش فيه ولوحاتي تعبر عن الرغبة في كسر الحواجز". أما بنينا كيرشباوم فتقول "أنا أركز على الألوان المتنوعة لأنني أحبها كثيرا، ومن خلال لوحاتي أحاول التعبير عن قيمي الداخلية".

"الثقافة العربية واليهودية تلازمان بعضهما البعض"

وفي حوار مع شتيفان كراسكيه من اللجنة المنظمة للمعرض حول نجاعة مثل هذه المبادرات الفنية في دعم الحوار الثقافي بين العرب واليهود يقول "نحن نظمنا هذا المعرض من أعماق قلبنا دون حسابات سياسية، هدفنا هو دعم السلام والحوار بين مختلف الأطراف" ويضيف كراسكيه أن "الثقافة العربية واليهودية تلازمان بعضهما البعض، ويصعب الحديث عن ثقافة واحدة دون التذكير بالأخرى"، ويأمل كراسكيه أن "تدعم باقي المعارض الفنية مثل هذه المبادرات".

الفنانة اليهودية بنينا كيرشباوم مغرمة بالألوانصورة من: DW/A.Ammar

من مهنة التدريس إلى عالم الفن

يوجد بين بنينا كيرشباوم  وبثينة أبو ملحم تقارب كبير في مسارهن المهني، فالفنانتان تعملان في الأصل في كمدرستين ولم يكن الرسم في البداية إلا هوايةً للمتعة الشخصية والهروب من الروتين اليومي، لكن ومع مرور الوقت، أصبحت الرغبة عندهما تزداد في اقتحام عالم الفن التشكيلي من بابه المهني. بالنسبة لبنينا كيرشباوم  فقد التحقت بإحدى المدارس العليا للفن في إسرائيل، أما وبثينة أبو ملحم فقد تعلمت قواعد الفن التشكيلي على  يدي الفنان الفلسطيني فريد أبو شقرى، وذلك لمدة ثلاث سنوات. وحاليا، تعمل بثينة كمدرسة للفنون في أحد المدارس في بلدها.

وتطمح بنينا كيرشباوم  وبثينة أبو ملح في مواصلة العمل المشترك من خلال تنظيم معارض تجمع فنانين عرب وفنانين يهود لكسر الحواجز بينهما.

عبد الرحمان عمار- كولونيا

مراجعة: يوسف بوفيجلين

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW