فنون في الهواء الطلق ـ عندما يزور الفن الجماهير في شوارع مدينة فرانكفورت!
٢٣ أبريل ٢٠٠٩في ظاهرة فنية وثقافية فريدة من نوعها تشهدها فرانكفورت الألمانية، يتحول وسط المدينة على مدى ستة عشرة يوما إلى مسرح فني مفتوح في الهواء الطلق يتفاعل فيه الجمهور مع أكثر من عشرين فنانا من ألمانيا وخارجها ومع أعمالهم الفنّية. ويأتي ذلك في إطار تجربة فنية أطلقتها "صالة شيرن للفنون" (Die Schirn Kunsthalle Frankfurt) في مدينة فرانكفورت، ودعت للمشاركة فيها ثلاثة وعشرين فنانا لعرض واستعراض أعمالهم الفنية في أزقة وشوارع المدينة خلال الفترة 20 أبريل/نيسان الجاري إلى 6 من شهر مايو / أيّار المقبل.
"نقل الفن إلى الشارع"
وعن هذا المشروع الفني، يقول مدير "صالة شيرن للفنون" ماكس هولاين إن الهدف من هذه الفعالية، هو ـ كما يقول شعارها ـ "نقل الفنّ إلى الشارع"، أي إخراج الفن من المتاحف وصالات العرض المغلقة ودور الأوبرا وقاعات السينما والمسارح إلى الشارع العام، لإعطاء الجمهور فرصة التعرّف على مختلف الأعمال الفنية والتفاعل معها عن كثب.
وتتضمّن الفعالية لوحات راقصة وقطع موسيقية وفواصل غنائية ومقاطع مسرحية ومنحوتات وأشرطة مصوّرة وغيرها من الأعمال الفنية. وسيكون بإمكان الجماهير التمتّع بأعمال فنانين دوليين على غرار النحات الأمريكي آلان كابروف والفنانة الإسبانية دورا غارسيا والمغنية الألمانية دارا فريدمان.
"ليلة مفتوحة"
ومن المنتظر تكريم الفنان الأمريكي آلان كابروف، الذي توفي عام 2006، من خلال بناء قطعة فنية تتكوّن من مربّعات ثلجية، وذلك تذكيرا بقطعة فنية مماثلة كان قدّمها كابروف لأوّل مرّة في مدينة بازل السويسرية عام 1967، وأُطلق عليها اسم "فويلدز" (Fluids). ومن المنتظر أن تتمكّن الجماهير التمتّع بالنحت الثلجي قبل ذوبانه يوم الخامس والعشرين من شهر الجاري، أي "ليلة المتاحف". في ذلك اليوم تفتح المتاحف أبوابها على مصراعيها أمام أفواج الجماهير بالمجان طوال ليلة بأسرها.
قطع فنّية تتفاعل مع متطلبات الجمهور
من جهتها، أعدّت الفنانة الأمريكية الألمانية الأصل، دارا فريدمان، قطعة موسيقية خاصة بهذه التظاهرة الفنية، استلهمتها من إحدى أغاني مجموعة رولرينغ ستونس الانجليزية. ومن المنتظر أن تؤدّي فريدمان أغنيتها، التي يصاحبها فيها عدد من الموسيقيين، على إيقاع أجراس كنيسة نيكولاي (Nikolaikirche) وعلى أرغن كاتدرائية القيصر (Kaiserdom) في مدينة فرانكفورت، وذلك في أوقات مختلفة.
أما الفنان الألماني ليوبولد كيسلر فيتمثّل عمله الفنّي في "مقهى فني" صغير ومتنقل، سيتم نصبه كلّ يوم في مكان آخر على حافّة الطريق. ويتكوّن هذا المقهى من كراسي وطاولات وشمسيات، بيد أنّه يعدّ مقهى من نوع خاص، ذلك أنّه لا يقدّم للزوار الفن وليس المشروبات.
الجدير بالذكر أن هذه العروض الفنية مفتوحة بطيعة الحال للجميع ومجانا، كما أن منظمي هذه التظاهرة الثقافية في قد حرصوا على مفاجأة الجماهير، ذلك أنه لا يتم مسبقا الإعلان عن مواعيد مختلف هذه العروض وذلك لخلق جوّ من العفوية والمفاجأة.
الكاتبة: شمس العياري
تحرير: عبده جميل المخلافي