1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الباليه يبصر النور في موطن "الدبكة الفلسطينية"

٦ مارس ٢٠١٧

على أنغام موسيقى تشايكوفسكي الكلاسيكية التي تصدح في صالة بمدينة رام الله، ترقُص شرين زيادة على أصابع قدميها بخفةٍ ورشاقةٍ، فيما تُلاحِقها نظرات مجموعة من الفتيات الصغيرات يحاولن تعلم حركات رقص الباليه.

Palästinensische Balletttänzer
صورة من: Ramallah Ballet Center

في أجواء يسودها الفرح والشغف لتعلم رقصات الباليه، تحاول الفتيات الصغيرات اللواتي يرتدين تنانير قصيرة ذات ألوان زاهية، إتقان حركات ثني الرُكب والوقوف على أصابع القدم، يخطئن في بعض الأحيان، ولكن مدربتهنّ تحرص على تصويب تلك الحركات.

وخلال زيارة فريق DW عربية لمدرسة البالية الواقعة في حي رام الله القديمة، التقى الفريق بعدد من الأهلي قدموا لاصطحاب بناتهم، تقول إحدى الأمهات والبسمة على وجها، "إنني سعيدة جدا أن أشاهد أبنتي تتعلم رقص الباليه، خاصة وأن النشاطات الموجهة للأطفال بعد فترة الدراسة محدودة جدا، بسبب الأوضاع التي تشهدها الضفة الغربية، والأطفال بحاجة إلى مساحة للتعبير عن مشاعرهم بالموسيقى والرقص".

كما وتشاركها بذلك السيدة كاتي، إذ تعتبر أن رقص الباليه بحد ذاته فرصة للأطفال أن يتقربوا أكثر من عالم الطفولة بالرغم من الحدود والقيود السائدة في المنطقة، وتضيف "إنني أحببتُ الباليه كثيرا منذ صغري، ولكن في أيامنا لم يكن هناك أي مركز لتدريب على هذا النوع من الرقص،  أما اليوم فالأوضاع اختلفت والمجتمعات تغيرت".

حصة تدريبية على رقص الباليه في رام اللهصورة من: Ramallah Ballet Center

السلام الداخلي!

وعقب انتهاء حصة البالية، التقطت مدربة الباليه أنفاسها وتحدثت لـ DW عربية عن رأيها في أداء المتدربات الصغيرات، "أشعر بالفرح والسرور عندما أشاهدهن حولي وعيونهن تراقب حركاتي ويحاولن تعلم تلك الحركات بسرعة، الباليه لا يقتصر على تحريك الجسد، بل نعمل من خلاله على إيصال رسائل أسمى".

وفيما تقوم بإجراء تمرينات استرخاء لعضلاتها، تضيف إن "الباليه يساعد الطفل في اكتساب الثقة بالنفس، ويعطيه مساحة لتفريغ طاقاته، بالإضافة إلى أنه يعطي ممارسيه سلاما داخليا خاصة في ظل هذه الظروف التي نعيشها!".

 وبالرغم من أن الباليه ليس واسع الانتشار في الأراضي الفلسطينية، إلا أن مدرسة رام الله للباليه التي تأسست منذ ست سنوات، تحظى بإقبال واسع من قِبل عشرات الفتيات تتراوح أعمارهن ما بين أربعة وعشرين عاما. "إن نظرة المجتمع لهذا النوع من الرقص تتغير باستمرار، وهي أفضل مما كانت عليه في السابق"، تقول مؤسسة المدرسة شرين زيادة.

الباليه: مساحة للمرح والرقص وتقوية العضلات

وتمضي في حديثها عن تجربتها الأولى خلال حديثها لـ DW عربية، "كان الناس لا يعرفون ما هو الباليه؟ لذلك كنتُ أترك باب الصالة مفتوحا من أجل أن يشاهدوا هذه الحركات، وتقبل الفكرة وكسر الأوهام عن الرقص ومحاولة تقبله كفن!". وتتابع قولها وهي تتوسط مجموعة المتدربات من أجل التقاط صورة تذكارية، إنها ماضية في مشروعها، خاصة عندما ترى مدى حرصهم على القدوم باستمرار والشعور بالفرح.

وتستذكر بداياتها في عالم الباليه، "بدأت أتدرب وأنا في الثامنة من عمري على يد معلمات روسيات، يتبعن أسلوب القسوة والانضباط، ومع ذلك أعتمد أسلوب تفريغ الطاقات مع الأطفال الأمر الذي لا يتعارض مع أسس البالية، حيث أقوم بتدريبهم على قواعد الباليه مع التركيز على أن يكون لدى الأطفال مساحة للمرح والرقص وتقوية عضلات أجسامهم ومكانا للتفريغ طاقاتهم في مجتمع يرسم الكثير من الحدود"!

رقصة الباليه، كغيرها من فنون الرقص التي دخلت حديثا على المجمع الفلسطيني، وتحاول شرين زيادة أن تجد مكان لهذا الفن في المشهد الثقافي الفلسطيني، إذ ارتبط الرقص لفترة طويلة "بالدبكة الشعبية" إلا أن الجيل الجديد في رام الله وغيرها من مدن في الضفة الغربية بات تواق للبحث عن أنواع مختلفة من الرقص تُعبر عن اهتمامه وأحاسيسه : مثل البيك دانس والهيب هوب والسالسا...

وتعتبر زيادة أن الباليه له قواعد خاصة تختلف عن سائر أنواع الرقص، فهو يعتمد على التعبير الإبداعي الذي تتناسق من خلاله كل عضلات الجسم لإعطاء لوحة فنية في غاية النقاء، إذ يقدم الراقصون خلالها رواية أو قصة هادفة للجمهور من خلال الحركات، باعتباره كباقي الفنون التمثيلية.

حركات صعبة ولكن غير مستحيلة أثناء حصة تدريبية لإحدى رقصات الباليه في رام اللهصورة من: Ramallah Ballet Center

الأنوثة في أنقى حالاتها!

وتسعى شرين زيادة إلى نشر الباليه في الضفة رغم الكثير من التحديات، إذ أنها تنظم جولات على المدارس لتشرح لهم بعض المفاهيم المتعلقة به، وأشارت إلى أنها في بعض المدارس بالمناطق المهمشة كان لكلمة "الرقص" وقعا صعبا مع مدراء المدارس، مما دفعها للاستخدام كلمات بسيطة تشرح المعنى  بدون الإشارة للرقص مثل "حركات تطوير العضلات من خلال الموسيقى"!

وتعتبر شرين زيادة أن هذا الرقص التعبيري تتناسق خلاله كل عضلات الجسم لإعطاء لوحة فنية غاية في النقاء، كما يعطي للفتاة أنوثة ونعومة، مذكرة بما قاله المؤلف الروسي الشهير تشايكوفسكي حينما وصف رائعة "بحيرة البجع" المستوحاة من أعمال المؤلف الألماني يوهان كارل موساوس بأنها تمثل الأنوثة في أنقى صورها.

وتطمح زيادة لتكوين فرقة باليه فلسطينية تشارك في عروض دولية لترفع علم فلسطين وتوصل من خلالها رسالة السلام.

 

جمال سعد- رام الله

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW