1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW
سياسةفرنسا

فوز اليسار بفرنسا.. ارتياح عربي على منصات التواصل الاجتماعي!

محمد فرحان
٨ يوليو ٢٠٢٤

أثار فوز تحالف الجبهة الشعبية الجديدة اليساري بالانتخابات البرلمانية الفرنسية وتراجع اليمين المتطرف، ارتياحا بين رواد رواد مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي بسبب مواقفه من ملف المهاجرين والهجرة وصراع الشرق الاوسط.

صورة لاحتفال أنصار معسكر اليسار في وسط باريس بالفوز في الانتخابات الفرنسية - 7 يوليو/ تموز 2024
أنصار معسكر اليسار يحتفلون في وسط باريس بالفوز في الانتخابات الفرنسيةصورة من: Lionel Urman/ABACAPRESS/IMAGO

 تفاعل رواد منصات التواصل الاجتماعي العربية بشكل واسع مع نتائج الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية الفرنسية التي أسفرت عن تصدر تحالف الجبهة الشعبية الجديدة اليساري فيما حل حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف بقيادة   مارين لوبان في المرتبة الثالثة بعد أن كان متقدما في الجولة الأولى من التصويت.

وجاء ائتلاف " معا" الوسطي برئاسة الرئيس  إيمانويل ماكرون  في المرتبة الثانية، لكن الانتخابات لم تسفر عن تحقيق أي معسكر للأغلبية المطلقة المتمثلة في الفوز بـ 289 مقعدا في البرلمان.

وعلى وقع تصدر معسكر اليسار للانتخابات الفرنسية، أعرب الكثير من رواد التواصل الاجتماعي في العالم العربي عن ارتياحهم ليس فقط لفوز تحالف الجبهة الشعبية الجديدة وإنما أيضا لخسارة حزب التجمع صدارته خلال الجولة الأولى.

مخاوف بين المهاجرين

وأثار تصدر   حزب التجمع الوطني اليميني  الجولة الأولى من الانتخابات المخاوف بين المهاجرين العرب خاصة المسلمين بعد تصريحات صدرت عن زعيمة الحزب مارين لوبان.

فقد كتب الصحافي المغربي عمر اوشان في منشور على الفيسبوك، قائلا: "الفرحة لنتائج اليسار في فرنسا.. إحساس جميل يعيد الروح لمن يأس من السياسة.. لكن ثم لكن..."

وعُرفت مارين لوبان بمواقفها المثيرة للجدل في فرنسا خاصة فيما يتعلق بالهجرة والمهاجرين والمسلمين حيث دعت إلى الترحيل الفوري لمن يقيمون في فرنسا بصفة غير قانونية.

وفيما يتعلق بالإسلام والمسلمين، فقد تعهدت  لوبان  في حالة وصولها إلى السلطة بالعمل على تجميد مشاريع بناء المساجد في فرنسا حتى التحقق من مصادر التمويل، فضلا عن توسيع قانون منع ارتداء الرموز الدينية في المدارس ليشمل الأماكن العامة.

ولم يتوقف الأمر على التعبير عن الارتياح لفوز اليسار، بل ذهب البعض إلى الدفاع عن رئيس حزب "فرنسا الأبية" جان لوك ميلنشون مثل الصحافي محمد اليوسفي، رئيس تحرير بموقع "الكتيبة" التونسي، الذي اعتبر ميلنشون "أكثر شخصية تعرضت لتشويه وتحريض وكذب وافتراء في النهاية نجح في توحيد اليسار".

كما دعت    "الجبهة الوطنية الشعبية الجديدة"   إلى إلغاء قانون الهجرة الذي تم إقراره بداية العام الجاري وتسهيل حصول طالبي اللجوء على العمل، فضلا عن حثها إلى محاربة أشكال التطرف وليس فقط حظر الرموز الدينية.

صراع الشرق الأوسط

ويبدو أن فوز اليسار، قوبل بارتياح بين رواد التواصل الاجتماعي بالعالم العربي، خاصة فيما يتعلق بما أعلنه في السابق من اعتزامه "الاعتراف بدولة فلسطينية".

وقبل انطلاق السباق الانتخابي، كانت "الجبهة الوطنية الشعبية الجديدة" قد دعت إلى "الاعتراف الفوري بدولة فلسطينية" ودفع إسرائيل وحماس إلى إبرام اتفاق هدنة في غزة. 

ورغم حالة الابتهاج العربي من فوز اليسار الفرنسي وما يتعلق بمواقفه المعلنة تجاه القضية الفلسطينية، إلا أن مراقبين يشيرون إلى أن القضايا المتعلقة بالسياسة الخارجية سوف تبقى في يد الرئيس  إيمانويل ماكرون  الذي قال قبل شهرين إنه "مستعد للاعتراف بمثل هذه الدولة، لكن في الوقت المناسب".

وجاءت تصريحات الرئيس ماكرون عقب إعلان إسبانيا وإيرلندا والنرويج اعترافها رسميا بدولة فلسطينية، لكن الرئيس الفرنسي ربط الاعتراف بتنفيذ السلطة الفلسطينية "إصلاحات أساسية".

ويقول خبراء إن القضايا المتعلقة بالسياسة الخارجية لن تحسم في الوقت الراهن انتظارا لتشكيل الحكومة الفرنسية التي ستكون مهمة صعبة حيث فشلت الكتل الثلاث المتصدرة في تحقيق    الأغلبية المطلقة ، ما يعني أنها لن تتمكن من تشكيل حكومة أغلبية وستحتاج إلى دعم من قوى أخرى.

وعلى مر تاريخها، حاول صنّاع السياسة الخارجية في فرنسا الحفاظ على توازن بين علاقة فرنسا وإسرئيل الاستراتيجية من جهة وبين مواقف متضامنة مع الجانب الفلسطيني من جهة أخرى.

نهاية "كابوس" اليمين؟

وبالعودة إلى الداخل الفرنسي، فرغم   الارتياح الذي أعرب عنه كثيرون  بعد فوز اليسار، الا أن بعض رواد التواصل الاجتماعي أثاروا أيضاً  تساؤلا حيال هل مثل هذا الفوز نهاية لـ "كابوس" اليمين الذي تصدر نتائج الجولة الأولى من الانتخابات؟

وفي هذا السياق، حاول الكثير تسليط الضوء على حقيقة ما أفرزته الانتخابات الفرنسية مما يُطلق عليه "البرلمان المعلق" ما يعني فتح الباب أمام احتمالات كثيرة منها تشكيل الجبهة الشعبية الجديدة حكومة أقلية أو ائتلافا صعب المراس من الأحزاب التي لا تقف على أرضية مشتركة تقريبا.

وطالب بعض رواد التواصل الاجتماعي، عدم التعجل في الحكم على أن نتائج الجولة الثانية وما قد تعينه من قطع الطريق إمام اليمين المتطرف في الوصول إلى الحكم في فرنسا.

وأصابت نتيجة الجولة الثانية من الانتخابات الفرنسية   حزب التجمع الوطني  بزعامة لوبان بخيبة أمل كبيرة بعد توقعات على مدى أسابيع كشفت عنها استطلاعات الرأي بأن الحزب سيفوز في الانتخابات بشكل مريح.

وتعاون تحالفا اليسار والوسط بعد الجولة الأولى من الانتخابات الأسبوع الماضي فقد سحب كل منهما عددا كبيرا من المرشحين وجعل السباق في عدد من دوائر الجولة الثانية بمشاركة مرشح واحد من أي منهما، في مواجهة المرشح اليميني لتجنب تفتيت الأصوات المناهضة لحزب التجمع الوطني.

محمد فرحان كاتب ومحرر في القسم العربي لمؤسسة DW
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW