فوضى الصراع على السلطة تعم السودان وبيربوك تدعو لوقف القتال
١٦ أبريل ٢٠٢٣
مع تجدد القتال في السودان، أعلن الجيش "هروب" قائد قوات الدعم السريع اللواء دقلو من مخبئه، وتوالت الدعوات الدولية ومنها ألمانيا لوقف القتال. واجتماعات طارئة لمجلس الأمن الدولي والجامعة العربية ومجلس الأمن والسلم الأفريقي.
ارتفعت حصيلة الاشتباكات المسلحة خلال 24 ساعة إلى 56 قتيل مدني في الخرطومصورة من: Marwan Ali/AP/picture alliance
إعلان
مع استمرار القتال في السودان لليوم الثاني على التوالي أعلنت القوات المسلحة السودانية، اليوم الأحد، هروب قائد قوات الدعم السريع ( اللواء محمد حمدان دقلو) "حميدتي" من مخبئه بعد هروب طاقم حراسته و جنوده المكلفين بتأمينه . وقالت القوات المسلحة، في منشور أوردته عبر صفحتها بموقع "فيسبوك" اليوم الأحد (16 نيسان/ أبريل) :"جاري الحسم" . بينما نشرت قوات الدعم السريع فيديو لقواتها داخل مطار مروي وقالت: "من مطار مروي تطمئن الشعب السوداني وتعلنُ السيطرة الكاملة".
وتجددت الاشتباكات المسلحة بين المكون العسكري في السودان، اليوم الأحد ، حيث أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة السيطرة والاستيلاء على قواعد ومقرات لقوات الدعم السريع التي تحدثت عن تعرضها لهجوم من طيران أجنبي.
وعلى صعيد متصل اتفق الجيش وقوات الدعم السريع على السماح بفتح "مسارات آمنة للحالات الانسانية" لمدة مؤقتة، بينما تتواصل المواجهات بين الطرفين في العاصمة وأجزاء عديدة من البلاد. وأفاد بيان الجيش السوداني الأحد بأن "القوات المسلحة السودانية توافق على مقترح الأمم المتحدة بفتح مسارات آمنة للحالات الإنسانية، ولمدة ثلاث ساعات تبدأ من الساعة الرابعة عصر اليوم (14,00 ت غ)"، مشيرا إلى أن هذه المسارات لن تمنع الجيش من "الرد عند حدوث أي تجاوزات من قبل المليشيا المتمردة".
اتهامات بتدخل طيران أجنبي
وأفاد مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة في منشور بموقع "فيسبوك" اليوم، بـ "السيطرة والاستيلاء على قواعد ومقرات المليشيا المتمردة بمدن بورتسودان وكسلا والقضارف، والدمازين وكوستي وكادوقلي ومعسكر كرري بشمال أم درمان".
وأشار المكتب إلى "سقوط أكبر قاعدة لقوات الدعم السريع في كرري (جبل سركاب) تحت يد القوات المسلحة والإستيلاء علي كل آليات وأسلحة وعتاد المليشيا المتمردة". ولفتت إلى أن "الفرقة الرابعة مشاة (الدماذين) تستلم عدد 35 عربة من قوات الدعم السريع المتمردة بكامل أسلحتها وعتدادها".
بدورها قالت قوات الدعم السريع إنها "أسقطت طائرة سوخوي روعت المواطنين منذ الصباح، لافتة إلى الاستيلاء على برج القوات البحرية بالقيادة العامة. وأشارت قوات الدعم السريع، في منشور عبر صفحتها بموقع "فيسبوك"، إلى تعرض قوات الدعم السريع في بورتسودان إلى هجوم من طيران أجنبي، محذرة من التدخل الأجنبي، وأهابت الرأي العام الإقليمي والدولي إلى وقف "هذا العدوان".
وارتفعت حصيلة الاشتباكات المسلحة خلال 24 ساعة إلى 56 قتيل مدني في الخرطوم فيما قتل ثلاثة عاملين في برنامج الأغذية العالمي في إقليم دارفور بحسب الأمم المتحدة.
وأكد الممثل الخاص للأمم المتحدة للسودان فولكر بيرتس مقتل ثلاثة عاملين و"أدان بشدة الهجوم على موظفي الأمم المتحدة" ومنشآت المنظمات الانسانية في دارفور. وقال بيان صادر عن مكتب فولكر إن الموظفين الأمميين الثلاثة قتلوا في اشتباكات وقعت في كبكابيه بشمال دارفور "أثناء قيامهم بواجبهم".
دعوات دولية لوقف القتال
وبدأ الاحد اجتماع عربي طارئ، الأحد، بمقر الجامعة العربية في القاهرة؛ لبحث الوضع في السودان، بدعوة من مصر والسعودية.
جاء ذلك بحسب ما نقلته وكالة الأنباء المصرية الرسمية، غداة تصاعد الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع بمناطق متفرقة بالسودان. وأفاد المصدر ذاته بـ „بدء اجتماع مجلس جامعة الدول العربية الطارئ برئاسة مصر (رئيسة الدورة الحالية للمجلس) لمناقشة الوضع فيالسودان".
وقال السفير محمد مصطفى عرفي "تؤكد جمهورية مصر العربية محورية الحفاظ على أمن وسلامة كافة المصالح المصرية في السودان... وتشدد على مسؤولية جمهورية السودان وأجهزتها المعنية في ضمان أمن وسلامة المصالح ذات الصلة".
وكتبت بيربوك اليوم الأحد في تغريده على "تويتر": "يتعين على كلا الجانبين وقف أعمال القتال والحيلولة دون مزيد من إراقة الدماء".
وأضافت أنه ينتابها "الذعر إزاء العدد الكبير للضحايا"، وأكدت أنها تدعم المساعي الرامية لوقف إطلاق النار، وأشارت إلى أنه يتم رصد التطورات بدقة، لافتة إلى أن وضع الألمان هناك هو عمل محور فريق إدارة الأزمات في وزارة الخارجية الألمانية في برلين.
وكتبت بيربوك أيضا: "أعلن المواطنون في السودان بشكل واضح خلال الأيام الماضية أنهم يرغبون في مستقبل ديمقراطي لبلدهم. لا يمكن تحقيق ذلك بقوة السلاح"، وأشارت إلى أن الانتقال إلى حكومة مدنية يظل أمرا حاسما بالنسبة لمستقبل البلاد.
وتجددت الاشتباكات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اليوم الأحد، حيث أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة السيطرة والاستيلاء على قواعد ومقرات لقوات الدعم السريع التي تحدثت عن تعرضها لهجوم من طيران أجنبي.
ودعت قوى دولية هي الولايات المتحدة والصين وروسيا ومصر والسعودية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي إلى إنهاء فوري للأعمال القتالية.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إنه تشاور مع وزيري خارجية السعودية والإمارات، وإنهم اتفقوا على ضرورة أن تنهي الأطراف في السودان أعمال القتال على الفور دون أي شروط مسبقة.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أنه بعد مكالمة هاتفية، دعا وزراء خارجية السعودية والولايات المتحدة والإمارات إلى العودة لاتفاق سياسي إطاري بين القوى السياسية المدنية والجيش في السودان.
في السياق ذاته أكد مسؤول في شركة اتصالات (إم.تي.إن) في السودان لرويترز اليوم الأحد إن السلطات أبلغت الشركة بأن تعيد خدمات الإنترنت في البلاد وأنها نفذت ذلك. وقال مسؤولان من الشركة لرويترز في وقت سابق اليوم الأحد إن الشركة أوقفت خدمات الإنترنت في البلاد بناء على توجيهات من هيئة الاتصالات الحكومية.
ع.أج/ م س (د ب ا، أ ف ب، رويترز)
في صور: دوامة الصراع على السلطة في السودان..أبرز القوى السياسية والعسكرية
منذ سقوط نظام البشير تتصارع قوى سياسية وعسكرية على السلطة في السودان. وتسبب الصراع في عدم استقرار الأحوال بالبلاد على مدى سنوات، إلى أن اندلع القتال الأخير بين الجيش وقوات الدعم السريع. فما هي أبرز تلك الجهات المتصارعة؟
صورة من: Ebrahim Hamid/AFP/Getty Images
قوى "إعلان الحرية والتغيير"
وهي تجمع لعدد من التيارات والمكونات السياسية الإئتلافات المدنية السودانية، منها "تجمّع المهنيين" و "الجبهة الثورية" و "تحالف قوى الإجماع الوطني" و "كتلة التجمع الاتحادي" و "كتلة قوى نداء السودان".
صورة من: Mahmoud Hjaj/AA/picture alliance
تأسيس "إعلان الحرية والتغيير"
تأسّست قوى الحرية في كانون الثاني/يناير 2019 خِلال الاحتجاجات التي اندلعت عام 2018 ضد حكم الرئيس السابق عمر البشير. قامت تلك القوى المعروفة اختصاراً باسم "قحت" بصياغة "إعلان الحرية والتغيير" و"ميثاق الحرية والتغيير" الذي دعا إلى إقالة البشير من السلطة وهو ما حدث في نيسان/أبريل عام 2019.
صورة من: Mahmoud Hjaj/AA/picture alliance
الجيش يطيح باتفاق تقاسم السلطة
استمرت "قحت" في نشاطها ونظمت احتجاجات في وجه المجلس العسكري الذي حكم البلاد "نظريًا" بعد سقوط نظام البشير ثمّ دخلت في مرحلة مفاوضات مع الجيش حتى توصلت معه في 17 تموز/يوليو 2019 إلى خطة لتقاسم السلطة لكنها لم تصمد كثيراً، حيث أطاح الجيش السلطة المدنية واتُهم بتنفيذ "انقلاب".
صورة من: Mahmoud Hjaj/AA/picture alliance
الجيش الحاكم الفعلي منذ استقلال السودان
الحاكم الفعلي للبلاد منذ إعلان الجمهورية عام 1956. يحتل المركز 75 عالمياً في قائمة أقوى جيوش العالم ويصل عدد أفراده إلى نحو 200 ألف جندي بين قوات عاملة واحتياط. لدى الجيش السوداني 191 طائرة حربية متنوعة بين مقاتلات وطائرات هجومية وطائرات شحن عسكري وطائرات تدريب ومروحيات هجومية. كما يمتلك 170 دبابة وآلاف المدرعات وأنواع مختلفة من المدافع وراجمات الصواريخ إلى جانب أسطول بحري صغير.
صورة من: Sovereignty Council of Sudan/AA/picture alliance
انقلاب الجيش على الحكومة المدنية
استولى الجيش في أكتوبر/تشرين الأول 2021 على السلطة وأعلن حالة الطوارئ، منهياً اتفاق تقاسم السلطة بين المدنيين والعسكريين في خطوة وصفت بأنها انقلاب عسكري. تقول التيارات المدنية إن الجيش يرفض تسليم السلطة للمدنيين ما أدى لصدامات متعددة كان أبرزها ما سمى "بمجزرة القيادة العامة" في حزيران/يونيو 2019 وراح ضحيتها أكثر من 100 قتيلٍ في يومٍ واحد وتبرأ المجلس العسكري منها وأكد فتح تحقيقات بشأنها.
صورة من: Sudan Sovereignty Council Press Office/AA/picture alliance
الرجل القوي في الجيش السوداني
يقود الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان والذي برز اسمه في فبراير/شباط 2019، مع إعلان البشير ترقيته من رتبة فريق ركن إلى فريق أول. تولى العديد من المناصب داخل وخارج السودان. عقّدت الانقسامات بين قوات الدعم السريع والجيش جهود استعادة الحكم المدني. وسرعان ما دب الخلاف بين الرجلين القويين عبد الفتاح البرهان قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة ومحمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع ونائب البرهان.
صورة من: ASHRAF SHAZLY/AFP/Getty Images
قوات الدعم السريع..ميليشيات الجنجويد بالأمس
عمودها الأساسي ميليشيات الجنجويد وهي جماعات مسلحة كانت موالية للبشير، أثارت ذعراً شديداً منذ عام 2003 حين قامت بسحق تمرد في دارفور. اتهمت بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية. أضفى البشير الشرعية عليها لتتحول إلى "قوات الدعم السريع" وفق قانون أجازه المجلس الوطني في عام 2017". حصل قائدها محمد حمدان دقلو "حميدتي" على رتبة عسكرية وكان له مطلق الحرية في السيطرة على مناجم الذهب في دارفور.
صورة من: Hussein Malla/AP/picture alliance
قوات الدعم السريع..الرجال والعتاد
يُقدر عدد أفراد قوات الدعم السريع بنحو 100 ألف فرد ينتشرون في جميع أنحاء البلاد. تمتلك عدداً كبيراً من الأسلحة الخفيفة مثل البنادق والرشاشات والأسلحة المضادة للدروع والصواريخ الموجهة والمتفجرات اليدوية والأسلحة الثقيلة مثل المدافع والدبابات وآلاف من سيارات الدفع الرباعي وغيرها.
صورة من: Hussein Malla/AP/picture alliance
من هو محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع؟
"حميدتي" اللواء محمد حمدان دقل، هو تاجر جمال سابق وحاصل على قدر من التعليم الأساسي ويعد الرجل الثاني في السودان وأحد أثرى الأشخاص في البلاد. أدى دوراً بارزاً في السياسة المضطربة في السودان على مدى سنوات وساعد في إطاحة الرئيس البشير عام 2019، والذي كانت تربطه به علاقة وثيقة ذات يوم. تولى عدداً من أهم الملفات في السودان بعد سقوط البشير، بما في ذلك الاقتصاد المنهار ومفاوضات السلام مع جماعات متمردة.
صورة من: Mahmoud Hjaj/AA/picture alliance
"حميدتي" ..رجل من؟
يتمتع حميدتي بعلاقات دولية قوية مع عدة دول أجنبية مثل روسيا وإثيوبيا، وأخرى عربية منها السعودية والإمارات خاصة بعد أن أرسل قواته لدعمهما ضد الحوثيين في الحرب الأهلية اليمنية. يقول مراقبون إنه منذ سقوط البشير وهو يسعى ليصبح الرجل الأول في السودان.
صورة من: Russian Foreign Ministry Press Service/AP/picture alliance
كيانات التيار الإسلامي
وهي تنظيمات وتيارات وكيانات إسلامية متنوعة المشارب والاتجاهات، منها "حركة الإصلاح الآن" بقيادة غازي صلاح الدين العتباني وهو مستشار سابق للبشير، وأيضاً "الحركة الإسلامية السودانية" بقيادة حسن عمر و"منبر السلام العادل" و "حزب دولة القانون والتنمية".
صورة من: Mahmoud Hjaj/AA/picture alliance
موقف كيانات التيار الإسلامي
تقول قوى سياسية سودانية إن التيار الإسلامي في أغلبه يضم رموزاً من العهد السابق وأن أغلب مكوناته تنتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين. من جهتها تقول تلك التيارات الإسلامية إنها تعمل على حفظ السيادة الوطنية وجعل قيم الدين هي الحاكمة لجميع أوجه الحياة إضافة لإصلاح الشأن السياسي. إعداد: عماد حسن.