تفاعل جوناثان تاه نجم بايرن ميونيخ مع قرار فريقه السابق باير ليفركوزن إقالة تين هاغ من تدريب الفريق. فيما رد المدرب الهولندي المُقال على إدارة ليفركوزن ببيان "ناري"، مؤكدا أن "العلاقة لم تكن قائمة على الثقة المتبادلة".
إقالة تين هاغ من منصبه مع باير ليفركوزن كانت محط "استغراب" عدة مراقبين.صورة من: Carmen Jaspersen/dpa/picture alliance
إعلان
يمر باير ليفركوزن ببداية موسم غريبة للغاية، فالفريق الذي نافس بايرن ميونيخ بقوة على لقب الدوري الألماني في الموسم الماضي، بدأ الموسم الحالي بطريقة لم تخطر على بال حتى أشد المتشائمين.
أما عن بعض علامات هذه البداية الغريبة، فهي أن باير ليفركوزن أقال مؤخرا مدربه الهولندي إريك تين هاغ من منصبه بعد جولتين فقط من عودة عجلة الدوري الألماني للدوران من جديد. فضلا عن بيع الفريق لأبرز لاعبيه.
ويبدو أن وضع باير ليفركوزن قد أثار أيضا استغراب جوناثان تاه قلب دفاع بايرن ميونيخ. وقال الدولي الألماني إن إقالة المدرب تين هاغ السريعة من تدريب باير ليفركوزن فاجأته، مضيفا في تصريحات نقلها موقع "شبورت" الألماني إن تلك "الإقالة السريعة فاجأت الجميع، أليس كذلك؟".
جوناثان تاه كان أحد أبرز نجوم باير ليفركوزن، صورة أرشيفية.صورة من: CHRISTOPHER NEUNDORF/EPA
وأوضح تاه أنه يأمل في عودة باير ليفركوزن إلى أجواء أكثر هدوءا، لا سيما وأن فترة الانتقالات الصيفية شهدت تغييرات وتوترات كثيرة، على حد قوله. وأضاف:"إن ذلك الأمر طبيعي، فقد أرادوا التغيير".
وواصل تاه حديثه عن الوضع في باير ليفركوزن أنه سيكون سعيدا للغاية "إذا ركز الجميع على لعب كرة القدم". وأضاف:"لديهم فريق جيد جدا، واللاعبون الذين انضموا للفريق يتمتعون بمهارات عالية".
وحمل جوناثان تاه (29 عاما) قميص باير ليفركوزن لسنوات، وفاز معه بثنائية تاريخية: لقب الدوري وكأس ألمانيا. إلا أن الدولي الألماني رفض تمديد عقد مع باير ليفركوزن، وفضل الانتقال إلى بايرن ميونيخ.
بيان "ناري"
من جهته، رد إيريك تين هاغ على قرار إقالته من منصبه بقرار وصفته عدة وسائل إعلام بـ"الناري". وقال المدرب الهولندي: "الانفصال عن المدرب بعد مباراتين فقط في الدوري أمر غير مسبوق". وفق ما أوردته مجلة "كيكر" الألمانية.
تين هاغ هاجم بشدة قرار إقالته، صورة أرشيفية.صورة من: Maik Hölter/Team 2/IMAGO
وتابع تين هاغ:"في هذا الصيف، غادر الفريق العديد من اللاعبين الأساسيين الذين ساهموا في النجاحات السابقة". وأردف: "بناء فريق جديد ومتماسك عملية دقيقة تتطلب وقتا وثقة. يستحق المدرب الجديد حرية تطبيق رؤيته، ووضع المعايير، وتشكيل الفريق، ووضع بصمته على أسلوب اللعب".
وواصل تين هاغ (55 عاما) بيانه الناري:"توليتُ هذا المنصب بكامل إصراري وحماسي، لكن للأسف، لم تُعطِني الإدارة الوقت والثقة اللازمين، وهو أمرٌ أندم عليه بشدة. أشعر أن هذه العلاقة لم تكن يوما قائمة على الثقة المتبادلة".
إدارة ليفركوزن تتحرك!
وكشفت صحيفة "ماركا" الإسبانية أن إدارة باير ليفركوزن تحركت بسرعة للتعاقد مع مدرب يحل مكان المدرب المُقال إيريك تين هاغ. وأضافت أن إدارة ليفركوزن تواصلت بالفعل مع مدرب برشلونة السابق تشافي هيرنانيديز، بيد أن جواب هذا الأخير كان "الرفض".
وتابعت الصحيفة الإسبانية أن تشافي برر قراره برغبته بعدم خوض تجربة تدريبية داخل أجواء مضطربة. وذلك في إشارة لما يمر به حاليا باير ليفركوزن من وضع وصف بـ"الفوضوي".
هل يصبح غلاسنر المدرب القادم لباير ليفركوزن؟ صورة أرشيفية.صورة من: Tom Weller/picture alliance/dpa
وفي نفس السياق، أوضحت صحيفة "ذا صن" البريطانية أن إدارة ليفركوزن تحاول حاليا التعاقد مع أوليفر غلاسنر مدرب فريق كريستال بالاس الإنجليزي. وسبق لغلاسنر تدريب فريق آينتراخت فرانكفورت الألماني وقيادته للفوز بلقب الدوري الأوروبي.
ويرتبط غلاسنر بعقد مع فريق كريستال بالاس يمتد حتى صيف 2026. ويقدم المدرب النمساوي مستويات رائعة مع كريستال بالاس، الذي لم يتجرع بعد طعم الهزيمة في الدوري الإنجليزي. فضلا عن فوزه مؤخرا بكأس الدرع الخيرية على حساب ليفربول.
يشار إلى أن باير ليفركوزن، باع أكثر من لاعب مميز في فترة الانتقالات الصيفية. ومن بين هؤلاء: فلوريان فيرتز وجيمي فريمبونغ، وتشاكا وأمين عدلي وغيرهم. فيما تعاقد الفريق مع بعض الاعبين على غرار المغربي إلياس بن صغير، والإسباني لوكاس فاسكيز.
باير ليفركوزن - من الوصيف الدائم إلى بطل الدوري لأول مرة
لأول مرة في تاريخه، يتوج باير ليفركوزن بلقب الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا). ولفترة طويلة، كان يُنظر إليه على أنه فريق الفشل في اللحظة الحاسمة؛ إذ أن لديه تاريخاً مليئاً بخسارة الألقاب في اللحظات الأخيرة.
صورة من: Anke Waelischmiller/Sven Simon/picture alliance
الافتتاحية ضد بايرن ميونيخ
تأسس فريق ليفركوزن عام 1904 كناد رياضي للعاملين في "شركة فاربين فابريك" (شركة فريدريش باير ليفركوزن سابقاً)، والتي أصبحت فيما بعد شركة باير اليوم. بقي الفريق يلعب في مسابقات الدرجات الدنيا لفترة طويلة. وفي عام 1979، بصفته بطل دوري الدرجة الثانية الشمالي، صعد الفريق إلى دوري الدرجة الأولى. وكانت مباراته الأولى في الدوري في أغسطس/آب 1979 في ملعب ميونيخ الأولمبي ضد بايرن (الصورة).
صورة من: Ludwig Hamberger/dpa/picture alliance
نجم من كوريا الجنوبية
أول نجم حقيقي في صفوف ليفركوزن في الدوري الألماني هو تشا بوم كون. انتقل المهاجم الكوري الجنوبي من آينتراخت فرانكفورت إلى ليفركوزن في عام 1983 وبقي معه لمدة ست سنوات، حتى أنهى مسيرته في ليفركوزن في عام 1989. في أيامه كان تشا بوم-كون هو نجم الجماهير المفضل وحقق الفريق معه لقبه الأول.
صورة من: Fritz Rust/picture alliance
كأس الاتحاد الأوروبي 1988
تمكن ليفركوزن من الظفر بكأس الاتحاد الأوروبي من إسبانيول برشلونة في عام 1988. في ذلك الوقت، كانت المباراة النهائية لا تزال تُلعب كمباراة إياب. خسر باير 3-0 في برشلونة، ولم تكن البداية مبشرة في لقاء الإياب. لكن في الشوط الثاني القوي سجل ليفركوزن ثلاثة أهداف وأدرك التعادل. ليذهب الفريقان إلى ركلات الترجيح، التي فاز بها باير ليفركوزن 3-2، ليسجل الفريق أول لقب في مسيرته.
صورة من: Eissner/Kicker/IMAGO
كأس ألمانيا 1993
بعد خمس سنوات من نجاحهم في كأس الاتحاد الأوروبي، جاء اللقب الثاني، اللقب الذي توقفت عنده إنجازات ليفركوزن لسنوات طويلة. في نهائي كأس ألمانيا عام 1993، نجح الهداف أولف كيرستن ورفاقه بالفوز بصعوبة 1-0 على فريق الهواة حينها هيرتا برلين، الذي حقق مفاجأة كبرى بوصوله إلى النهائي. كان هذا النصر في برلين مبهجا لجماهير ليفركوزن، ولكنه بنفس الوقت بداية لمواسم جفاف طويلة.
صورة من: Liedel/Kicker/IMAGO
صانعو لقب "كوزن الوصيف"
كان ليفركوزن فريقاً متميزاً في نهاية التسعينات. تعاقد المدير الفني راينر كالموند (على اليمين) مع المدرب كريستوف داوم (على اليسار)، وتحت قيادته احتل باير المركز الثاني في الدوري الألماني ثلاث مرات (1997، 1999، 2000). فأطلق المنافسون اسم "Vizekusen" (كوزن الوصيف) على الفريق من باب السخرية، ولاحقاً حصلت الشركة التي يقع مقرها في ليفركوزن على براءة اختراع للاسم كعلامة تجارية.
صورة من: Roland Scheidemann/dpa/picture-alliance
خسارة لا تصدق للقب
في المرحلة قبل الأخيرة من الدوري الألماني في موسم 1999/2000، كان ليفركوزن يتقدم بثلاث نقاط على بايرن ميونيخ ويحتاج إلى نقطة واحدة فقط في مباراته مع أونترهاخينغ، الصاعد حديثاً للدرجة الأولى، ليفوز باللقب. وقال المدرب كريستوف داوم قبل المباراة: "لم يعد أحد يستطيع إيقافنا بعد الآن"، لكن هدف ميشائيل بالاك (يسار) بالخطأ في مرماه أدى إلى الهزيمة 2-0. ليفوز بايرن باللقب، ويترك لليفركوزن الخيبة مجدداً.
صورة من: Bernd Weissbrod/dpa/picture alliance
تشكيلة متخمة بالنجوم .. ولكن لا ألقاب
كان ليفركوزن في ذلك الوقت مدججاً باللاعبين الكبار مثل الدولي الألماني بالاك، والبرازيليان لوسيو وزي روبرتو (من اليمين إلى اليسار). كما بدأ لاعبون برازيليون آخرون، مثل باولو سيرجيو وإيمرسون، مسيرتهم الدولية في باير. وقد فازوا جميعا بالعديد من البطولات والكؤوس في مسيرتهم الكرويةة، ولكن فقط بعد مغادرتهم ليفركوزن.
صورة من: Ulmer/IMAGO
الوصيف في ثلاث بطولات في موسم واحد
في صيف عام 2002، أصيب الفريق بأقصى حالات متلازمة "Vizekusen": أولا: ضاعت على الفريق، تحت قيادة المدرب كلاوس توبمولر (الثالث من اليسار)، بطولة الدوري الألماني في آخر أيام البطولة، وجاء في المركز الثاني. ثم خسر فريق ليفركوزن أيضاً في نهائي الكأس أمام شالكه. لكن أكبر مباراة في تاريخ النادي والفرصة الثالثة للفوز بأهم لقب كانت امام ريال مدريد.
صورة من: Contrast/IMAGO
خسارة بصعوبة أمال "سوبر ريال" مدريد في 2002
لكن أهم نهائي لباير كان نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2002 في غلاسكو ضد ريال مدريد. زين الدين زيدان (الصورة) يسجل هدف الفوز بتسديدة رائعة. كان أداء ليفركوزن محترماً لكنه حل في المركز الثاني مرة أخرى. وبعد ذلك بوقت قصير، حقق خمسة لاعبين ألمان من ليفركوزن وصافة كأس العالم ضد البرازيل، تحت قيادة المدرب الوطني رودي فولر، الذي لعب في السابق في ليفركوزن.
صورة من: Sven Simon/picture-alliance
خسارة مستحقة أمام بريمن في 2009
استغرق الأمر سبع سنوات حتى أتيحت لفريق ليفركوزن فرصة أخرى ليفوز بلقب. لكن باير ليفركوزن استحق الخسارة أمام فيردر بريمن في نهائي كأس ألمانيا 2009. نتيجة 1-0 لبريمن كانت رحيمة على ليفركوزن قياساً على أدائه. هدف المباراة كان بتوقيع مسعود أوزيل. المدير الرياضي الحالي سيمون رولفس (الثالث من اليسار) كان أيضاً على أرض الملعب مع ليفركوزن في ذلك الوقت. وفي الصورة أيضاً الدولي التونسي كريم حقي.
صورة من: Sven Simon/picture-alliance
انطلاقة قياسية - ولكن الوصافة بالانتظار
في عام 2011 تمكن الفريق، تحت قيادة المدرب يوب هاينكس (على اليمين)، من الحصول على المركز الثاني مرة أخرى. حتى أن هاينكس وفريقه سجلوا رقماً قياسياً في بداية الدوري الألماني مع 24 مباراة دون هزيمة. ومع ذلك لم يتمكن باير من الفوز بلقب الدوري، الذي توج به بوروسيا دورتموند. بعدها وقع هاينكس ومساعده بيتر هيرمان (يسار) مع نادي بايرن ميونيخ، وفازا معه بالثلاثية في عام 2013.
صورة من: augenklick/firo Sportphoto/picture-alliance
ميونيخ بالمرصاد
كان نهائي الكأس موسم 2020 قاتماً من الألف إلى الياء بالنسبة لفريق باير. لم يحضر الجمهور المباراة في ملعب برلين الأولمبي نظراً لقيود كورونا. وبسبب ضعف الأداء في الشوط الأول، لم يكن لدى ليفركوزن أي فرصة أمام بايرن ميونيخ وخسر النهائي 2-4. ليستمر مسلسل انتظار اللقب الأول بعد عام 1993.
صورة من: Jürgen Fromme/firo Sportphoto/picture alliance
عقلية جديدة مع تشابي ألونسو
في عز الأزمة الرياضية، حقق المدير الرياضي سيمون رولفس (يسار) ومديرو باير الآخرون ضربة حظ حقيقية في خريف 2022: فبعد الانفصال عن المدرب جيراردو سيواني، تولى تشابي ألونسو (يمين) قيادة الفريق. ليقودهم من المركز 17 إلى المركز السادس في الدوري، وإلى الدور نصف النهائي في مسابقة الدوري الأوروبي. وقبل كل شيء، فهو يطور عقلية الفوز الحقيقية لدى اللاعبين.
صورة من: Thomas Banneyer/dpa/picture alliance
وأخيراً.... ختامها مسك
وفي الموسم الحالي لم يسمح ألونسو وطاقمه بحدوث أي خطأ: لم يهزم الفريق بأي مباراة. في بعض المباريات حققوا الفوز في الثانية الأخيرة وأصبحوا أبطالاً بجدارة. ماذا سيفعلون الآن بلقبهم القديم "كوزن الوصيف"؟ هل سيصبح لقبهم "تشابي كوزن" أم "مايستر كوزن" (كوزن البطل)؟ وربما يكون هناك المزيد من الألقاب هذا الموسم: حيث لا يزال لدى باير 04 أيضاً فرصة للفوز بكأس ألمانيا وبالدوري الأوروبي.
صورة من: Anke Waelischmiller/Sven Simon/picture alliance