تشهد هونغ كونغ أسوأ أزماتها السياسية منذ عودتها إلى الصين قبل نحو 22 عاما. ودعت مفوضة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة إلى "تحقيق حيادي" في أعمال العنف هناك. وأعلن مطار هونع كونغ تعليق جميع رحلات الإقلاع والسماح فقط بالهبوط.
إعلان
شهد مطار هونغ كونغ الدولي يوما ثانيا من الفوضى مع تعليق او الغاء مئات الرحلات بسبب تجمع المحتجين المطالبين بالديموقراطية فيما حذرتهم رئيسة السلطة التنفيذية من مغبة سلوك "طريق اللاعودة".
وأوقفت سلطات المطار جميع الرحلات المغادرة من المدينة بعد الساعة الرابعة ونصف بالتوقيت المحلي (0830 بتوقيت جرينتش) اليوم (13 أغسطس/ آب 2019).
وقالت هيئة المطار إن التعليق سوف يؤثر على جميع الرحلات الجوية، التي لم يتم تسجيل ركابها بحلول الساعة الرابعة والنصف، مضيفا أنه سوف يتم السماح للرحلات القادمة للمطار، أحد أكثر المطارات إشغالا في العالم، بالهبوط.
وجاء القرار بعد أن اجتاح آلاف المحتجّين المؤيدين للديموقراطية المطار لليوم الثاني على التوالي وأعاقوا طريق الركاب المغادرين ما منع هؤلاء من الوصول إلى مداخل منطقة المغادرة. وجاء ذلك غداة إعلان السلطات إلغاءً كاملاً وغير مسبوق لكافة الرحلات المغادرة والقادمة جراء تظاهرة حاشدة في المطار. وسوف تؤثر عملية الإلغاء على الآلاف من المسافرين، الذي علقوا في هونغ كونغ،
الأمم المتحدة تطالب "بتحقيق حيادي"
وصباح الثلاثاء، عقدت رئيسة السلطة التنفيذية في هونغ كونغ كاري لام مؤتمراً صحافياً حذّرت فيه من عواقب خطيرة في حال لم يوضع حدّ لتصاعد العنف. وقالت لام إن "العنف، سواء كان الأمر استخدام العنف أم التغاضي عنه، سيدفع هونغ كونغ على طريق اللاعودة، وسيغرق مجتمع هونغ كونغ في وضع مقلق وخطير للغاية". وأضاف "الوضع في هونغ كونغ في الأسبوع الفائت جعلني قلقة جداً من أننا وصلنا إلى هذا الوضع الخطير".
ومن جانبها عبرت ميشيل باشليه، المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان الثلاثاء عن القلق إزاء استخدام القوة ضد محتجين خلال تظاهرات حاشدة في هونغ كونغ داعية السلطات هناك إلى إجراء "تحقيق عاجل ومستقل وحيادي" في التقارير عن استخدام الشرطة قوة مفرطة ضد المتظاهرين، بحسب ما أعلن المتحدث باسمها روبرت كولفيل للصحافيين في جنيف.
وذكرت باشليه بأن الحق في حرية التعبير والتجمع السلمي، والحق في المشاركة في الشؤون العامة، معترف بها في الإعلان العالمي لحقوق الأنسان وفي القانون الأساسي المعمول به في هونغ كونغ. لكنها أشارت إلى أن مكتبها لديه "أدلة موثوقة تظهر أن عناصر أمن استخدموا أسلحتهم بطريقة تحظرها المعايير الدولية".
وأضافت المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في بيان "يمكن رؤية المسؤولين وهم يطلقون عبوات الغاز المسيل للدموع في مناطق مزدحمة ومغلقة وبشكل مباشر تجاه المحتجين في مناسبات عديدة مما ينطوي على مخاطر جسيمة بسقوط قتلى أو مصابين بإصابات خطيرة".
وتشهد المستعمرة البريطانية السابقة أسوأ أزماتها السياسية منذ عودتها إلى الصين في 1997. وتوسع التحرك الذي انطلق في أوائل حزيران/ يونيو لرفض مشروع قانون يتيح تسليم مطلوبين إلى بكين، للتنديد بتراجع الحريات وتدخل الصين في الشؤون الداخلية.
ص.ش/ع.ج.م (د ب أ، أ ف ب، رويترز)
في هونغ كونغ.. اطبخ عشاءَك بالمرحاض داخل الشقة "التابوت"!
هل تتخيل نفسك تطهو طعاماً في المكان ذاته الذي يوجد به المرحاض ؟! إنها الحقيقة المؤسفة التي يعاني منها كثير من الأشخاص في هونغ كونغ. المصور بيني لام قام بتوثيق تلك اللحظات المريرة والتناقضات الصارخة في المدينة.
صورة من: Benny Lam & SoCo
عشاء في المرحاض
فقط على بُعد سنتيمترات من المرحاض، تستقر بطة وبعض الخضروات الجاهزة للطبخ فوق لوح التقطيع. وفي الجهة المقابلة على بعد خطوة، تجد براعم الفاصوليا في وعاء مجهزة استعداداًَ للطهي أيضا، وبجانبها إناء طهي الأرز وإبريق الشاي والتوابل ومجموعة من الأغراض المختلفة الخاصة بالمطبخ. هذا هو حال العديد من الشقق في هونغ كونغ، إذ يمكن استخدام المرحاض والطبخ في آن واحد!
صورة من: Benny Lam & SoCo
مطبخ وحمام في آن واحد
التقط المصور الكندي بيني لام صوراً لمنازل وحياة هذا المجتمع الخفي في هونغ كونغ لـ "Trapped"، وهي سلسلة من الصور الفوتوغرافية التي أنتجها بالاشتراك مع "SOCO " جمعية التنظيم المجتمعي، وهي منظمة غير ربحية تعمل على التخفيف من حدة الفقر والدعوة للحقوق المدنية في هونغ كونغ.
صورة من: Benny Lam & SoCo
مساحة مقيّدة
مع وجود عدد سكان يبلغ حوالي 7.5 مليون نسمة، لم تتبق في الأغلب أراضٍ قابلة للبناء، كما ارتفعت أسعار الشقق والمساكن في هونغ كونغ وأصبحت الآن الأغلى سعراً في العالم. ولهذا السبب لا يجد بعض الأشخاص في هذه المدينة الكبرى خياراً آخر سوى السكن في مساحات صغيرة، حيث يضطرون للقيام بأعمالهم المنزلية وأنشطتهم اليومية في نفس المساحة الصغيرة (المرحاض).
صورة من: Benny Lam & SoCo
ظروف معيشية صعبة
وفقاً لـ SoCO ، واستناداً إلى تقرير إدارة التعداد والإحصاء السكاني في هونغ كونغ ، يعيش 200.000 شخص في 88.000 شقة ذات مساحات صغيرة جداً. أغلب تلك الشقق كانت بالأساس شققاً كبيرة، لكن تم تقسيمها لمساحات ضيقة جداً وتأجيرها للباحثين عن مأوى. وعلى الرغم من ضيق المساحة الذي يسبب الاختناق بمجرد النظر إلى الصورة، إلا أن هؤلاء السكان يبدعون في تخزين محتويات شققهم الصغيرة ويمارسون أنشطتهم اليومية بشكل طبيعي.
صورة من: Benny Lam & SoCo
أسعار الشقق تضاعفت!
وفقا للإحصاءات الحكومية ، تضاعف سعر الشقق في قلب هونغ كونغ بين عامي 2007 و 2012، إلى ما يقارب 108.546 دولارا محلياً ( أي 13.900 دولار أمريكياً/ 11200 يورو) لكل متر مربع. وبسبب الشعور بالاختناق يفضل بعض سكان تلك المساحات الضيقة البقاء طوال اليوم بعيداً عنها. ويقول كثيرون إن أصعب شيء في الحياة بداخل هذا المكان الضيق، هو عدم القدرة على التنفس في الهواء النقي.
صورة من: Benny Lam & SoCo
شقة للفرد الواحد
هذا المستأجر يعيش حياته داخل هذه الشقة الضيقة ويتناول عشاءه أثناء مشاهدة التلفاز. هذا هو حال كثير من منخفضي الدخل، إذ يضطرون لتحمل تلك الظروف المعيشية الخانقة. لا يمكنهم الجلوس على كرسي ويضطرون للنوم على الأرض طوال الوقت، حيث تصبح الصراصير وحشرات الفراش "أصدقاءً" لهم.
صورة من: Benny Lam & SoCo
منازل التابوت والقفص
قضى المصور لام عامين في توثيق الظروف المعيشية السيئة التي يعيشها سكان الحي القديم في هونغ كونغ، حيث تتسع الفجوة بين الأغنياء والفقراء دوماً. وتشير هذه الشقق، التي يشار إليها عادة بمنازل "القفص" أو "النعش"، إلى وجود تباين صارخ في المدينة. ففي الوقت الذي توجد فيه العديد من مراكز التسوق الفارهة والفنادق الفاخرة والأبراج الشاهقة، هناك أيضاً مساحات معيشة وشقق غير آدمية بشكل مثير للصدمة.
صورة من: Benny Lam & SoCo
السكن العام بعيد المنال
قد تؤدي الحياة في مثل هذا المكان الضيق إلى إحباطات نفسية كثيرة لمن يعيشون بها. فمعظم المستأجرين يعيشون على هذا النحو لعدة سنوات. وقد يبلغ متوسط وقت الانتظار لإيجاد سكن مناسب للعائلات في برنامج الحكومة الخاص بالإسكان العام، ما يقارب خمس سنوات، ولكن بالنسبة للعديد ممن هم دون سن 65 عاماً ويعيشون دون شريك أو عائلة، فمن الشائع الانتظار لأكثر من عقد من الزمن حتى يجدوا سكناً مناسباً.
صورة من: Benny Lam & SoCo
إهانة لكرامة الإنسان
اعتبرت الأمم المتحدة هذه الشقق بمثابة "التابوت" أو "القفص" بمثابة "إهانةٍ لكرامة الإنسان". وفي الوقت الذي تؤكد فيه حكومة هونغ كونغ أنه من المقرر بناء 280 ألف شقة جديدة بحلول عام 2027، ترى منظمة SOCO أنه لا يزال هناك الكثير مما يجب القيام به حالياً لتحسين نوعية الحياة للأشخاص الذين يعيشون في هذه الظروف القاسية.