فون دار لاين تسلم الأردن معدات عسكرية بقيمة 18 مليون يورو
١٤ يناير ٢٠١٨
سلمت أورزولا فون دير لاين وزيرة الدفاع الألماني اليوم الأحد للأمن الأردني معدات عسكرية، في إطارسياسة برلين دعم عمان حتى تصبح "مرساة استقرار" في المنطقة.
إعلان
كشفت وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين اليوم الأحد (14 يناير/ كانون الثاني 2018)، في العاصمة الأردنية عمّان، عن "اهتمام ألمانيا البالغ" بأن تصبح الأردن "مرساة استقرار" في منطقة الشرق الأوسط.
وصرحت الوزيرة الألمانية على هامش تسليم الأردن معدات حربية ألمانية بقيمة 18 مليون يورو: "إننا نعلم أن هذه المنطقة لن تهدأ لفترة طويلة، لذا فمن المهم بناء علاقات موثوقة تجاه بعضنا البعض". وقالت: "الأردن تعد هنا في منطقة يهزها الإرهاب والنزاعات، في منطقة صعبة، بمثابة صوت التوازن وصوت العقل".
وأشادت الوزيرة الألمانية باستقبال المملكة الأردنية لملايين اللاجئين بطريقة "مثالية"، لافتة إلى أنه تمّ ضخ أكثر من مليار يورو للمساعدات الإنسانية والتعاون الاقتصادي والدعم التقني في مكافحة الإرهاب في الأردن.
وتعد ألمانيا بعد الولايات المتحدة ثاني بلد يقدم مساعدات للأردن، بلغت مليار يورو في العامين الأخيرين.
وسلمت فون دير لاين اليوم الأحد قوات الأمن الأردنية بصورة رمزية 56 حافلة صغيرة و70 شاحنة وطائرتي تدريب من أجل تحسين حركية القوات على الحدود مع سوريا. ويأتي ذلك في إطار ما يسمى بـ "مبادرة التدريب" التي أطلقتها الحكومة الألمانية إسهاما منها بشكل غير مباشر في مكافحة الإرهاب.
ومن خلال هذه المبادرة من المقرر تمكين دول "جديرة بالثقة" تقع في مناطق الأزمات من العمل لأجل إرساء الأمن والاستقرار بنفسها.
يشار إلى أن الأردن تعد أحد الدول المركزية بالنسبة للحكومة الألمانية في هذه المبادرة بصفتها أحد أكثر الدول المستقرة في الشرق الأوسط. ويندرج العراق وتونس ومالي ونيجيريا والنيجر ضمن الدول المستقبلة للدعم في إطار هذه المبادرة.
و.ب/س.ح (د ب أ، أ ف ب)
السلط - ملاذ ديني يجمع المسلمين والمسيحيين في الأردن
تعد مدينة السلط الأردنية نموذجا للتعايش والتآخي بين المسلمين والمسيحيين في الأردن. المصورة الفوتوغرافية فاطمة العبادي، المقيمة في إيطاليا، تبرز في سلسة صور أوجه هذا التعايش.
صورة من: Fatima Abbadi
ولدت المصورة فاطمة العبادي في أبو ظبي بالإمارت العربية المتحدة، إلا أنها أمضت العشر سنوات الأخيرة من دراستها في مدينة سلط الأردنية. تأسست السلط في عام 300 قبل الميلاد ويبلغ عدد سكانها 90 ألف نسمة وهي مدينة عالمية، حيث تمتزج الثقافة العربية والأوروبية بشكل متناغم.
صورة من: Fatima Abbadi
بفضل طابعها المتنوع، تم ترشيح مدينة السلط، لتصبح من مواقع التراث العالمي لليونسكو. ولاتتميز هذه المدينة بتناغم الهندسة المعمارية الشرقية والغربية فقط، بل وكما يقول إسماعيل عبد الرحمن جيل، الباحث الذي ساعد العبادي في المشروع، "الأغلبية المسلمة والسكان المسيحيين في المدينة يعيشون جانبا لجنب دون أي تمييز".
صورة من: Fatima Abbadi
وكما يوضح جيل أيضا، فإن مسيحيي السلط لعبوا دوراً مهماً في التنمية الثقافية والاقتصادية والسياسية للمدينة. فتاريخ الديانتين بالمدينة متداخل، ويتقاسم المسلمون والمسيحيون في الغالب نفس الأماكن. في هذه الصورة كنيسة القديس جورج محاطة بنقوش من القرآن ومشاهد من الكتاب المقدس.
صورة من: Fatima Abbadi
شيد هذا الموقع المقدس في عام 1682 بعد أن شاهد راعي رؤيا، طلب القديس جورج منه فيها بناء كنيسة، بعد حمايته من الوحوش التي تهدد مواشيه. وعن هذا الموقع يقول عبد الرحمن جيل "حتى اليوم يزور الموقع العديد من المسيحيين والمسلمين، الذين يضيؤن الشموع إكراماً للقديس". وتتميز المدينة أيضا بوجود كنائس مختلفة (الكاثوليكية والبروتستانتية والأرثوذوكسية ).
صورة من: Fatima Abbadi
العلاقة بين الأردن والمسيحية قديمة جداً. إذ تبدأ مع معمودية يسوع المسيح على ضفاف نهر الأردن. العديد من الطوائف المسيحية استقرت في الأردن في بدايات القرن الأول، ويتمتع المسيحيون بحرية الاعتقاد حتى يومنا هذا، كما يشاركون في البرلمان الأردني ويشغلون مناصب حكومية مهمة.
صورة من: Fatima Abbadi
وعلى الرغم من مئات السنين من التعايش السلمي وتأكيد الملك عبد الله الثاني على أن "المسيحيين العرب جزء لا يتجزأ من الماضي والحاضر والمستقبل في منطقتي"، ازدادت التوترات مؤخراً بين المسلمين والمسيحيين في الأردن، مما أثار الاحتجاجات. لكن التعايش بين الديانتين يبقى سائدا في السلط. وعن ذلك تقول المصورة العبادي "وما يجعل من السلط مكاناً مميزاً هو أن العلاقة بين الديانتين لم تتغير على الإطلاق".
صورة من: Fatima Abbadi
خلال عيد الميلاد، على سبيل المثال، يشارك المسلمون مع المسيحيين في الاحتفال – والعكس صحيح أيضاَ. وفي الانتخابات الأخيرة، فازت امرأة مسيحية بمنصب رئيسي في مجلس المدينة. ويشكل المسيحيون 35 في المئة من سكان السلط، وهو ما يتناقض تماما مع نسبة 4 في المئة من مجموع سكان الأردن.
صورة من: Fatima Abbadi
تتنوع صور العبادي التي التقطتها في السلط، ما بين الحياة الزراعية التقليدية، والنكهة الغربية بالمدينة. غير أن المصورة متأكدة من أن العلاقة بين المسيحيين والمسلمين في السلط لن تتغير. "لدى كل الأشخاص الذين عاشوا في السلط تاريخ شخصي طويل. كلنا نتعامل باحترام ومودة مع بعضنا البعض وكأننا عائلة واحدة كبيرة". جان تومس / ريم ضوا.