فون دير لاين تدعو لمزيد من الاتفاقات لمكافحة الهجرة
٢٥ يوليو ٢٠٢٣
رحبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين بالاتفاقات مع الدول الشريكة خارج الاتحاد الأوروبي لوقف الهجرة غير النظامية، ودعت إلى أن تستثمر أوروبا في "المزيد في دفع اقتصادات دول شمال أفريقيا إلى الاستقرار".
إعلان
دعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين لإبرام المزيد من الاتفاقات مع الدول الشريكة خارج التكتل للسيطرة على الهجرة. وقالت في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس وزراء ولاية بافاريا الألمانية ماركوس زودر الثلاثاء (25 تموز/يوليو 2023) في بلدة بايرويت: "لا بد أن نعمل بصورة أوثق مع دول المنشأ والعبور".
لكن فون دير لاين لم تشر إلى الدول التي قد يتم أخذها بعين الاعتبار لمثل هذه الاتفاقات. وأشادت فون دير لاين بالتعاون بين دول غربي البلقان والمفوضية الأوروبية بشأن الهجرة. وذكرت أن هذا التعاون أتاح خفض عمليات الدخول غير المصرح بها إلى المنطقة الأوروبية بنسبة 25 % على مدار الستة شهور الماضية.
وخلال السنوات القليلة الماضية، اختار العديد من اللاجئين من شمال أفريقيا الطريق الذي يمر عبر البلقان إلى أوروبا لتجنب رحلة عبور البحر الأبيض المتوسط المحفوفة بالمخاطر. وأشارت فون دير لاين إلى أنه: "على العكس، زادت الهجرة غير القانونية برغم ذلك عبر البحر المتوسط بصورة كبيرة".
وأوضحت أن أوروبا يجب أن تستثمر المزيد في دفع اقتصادات دول شمال أفريقيا إلى الاستقرار " وإلى جانب هذا، مكافحة الجريمة المنظمة المتمثلة في مهربي البشر والمهربين بمزيد من الاتساق". وأعربت فون دير لاين، بعد إبرام اتفاق مع تونس في منتصف تموز/ يوليو، عن تفاؤلها إزاء احتمال تبني اتفاق اللجوء والهجرة الأوروبي المقترح في الفترة التشريعية الحالية.
الشارع التونسي متوجس من اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي
02:17
اعتقال أكثر من ألف شخص في قضايا اتجار بالبشر
على صعيد متصل، أعلنت المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الإنتربول) الثلاثاء أن عملية للشرطة لمكافحة الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين نفذت بالتعاون بين الإنتربول وأفريبول (وكالة الشرطة الجنائية الافريقية)، أسفرت عن اعتقال أكثر من ألف شخص في جميع أنحاء العالم وتحديد هوية آلاف الضحايا.
وقالت منظمة الشرطة الجنائية الدولية ومقرها ليون في بيان إن هذه العملية الدولية التي أُطلق عليها اسم "فلاش ويكا" وشاركت فيها قوات أمنية من 54 دولة، نفذت على مرحلتين بين أيار/مايو وحزيران/يونيو واستهدفت شبكات الجريمة المنظمة المتعلقة بعمليات الاتجار بالبشر في القارة الإفريقية وخارجها.
وأوضح الأمين العام للإنتربول يورغن شتوك أن "عمليات الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين غالبا ما تكون وراءها شبكة إجرامية أكبر وأكثر تعقيدا". وأضاف أن "هذا هو سبب أهمية التعاون الوثيق بين الإنتربول وأفريبول لتوحيد مواردنا لتفكيك هذه الشبكات وتحديد هوية آلاف الضحايا وإنقاذهم في نهاية المطاف".
ووفقا لأحدث الأرقام الصادرة عن الإنتربول، أسفرت العملية عن اعتقال 1062 شخصا ورصد 2731 مهاجرا غير قانوني وتحديد هوية 823 ضحية اتجار بالبشر. كما تم ضبط أكثر من 800 سلعة ذات أصل إجرامي (أسلحة نارية، سيارات ...).
وكشفت العملية خصوصا تهريبا معمما عبر غرب إفريقيا. ومن بين الضحايا الذين تم التعرف عليهم جاء الكثير منهم من آسيا ولا سيما من بنغلادش والهند وباكستان وسريلانكا أو حتى فيتنام. وهكذا تم كشف شبكات في بوركينا فاسو والكاميرون حيث تم إنقاذ ضحايا في ياوندي واعتقال مشتبه بهم في ساحل العاج وغانا وغينيا ومالي.
وسمحت معلومات تم تلقيها في سيراليون عبر الإنتربول بتنفيذ الشرطة مداهمة ساهمت في إنقاذ 15 من ضحايا الاتجار بالبشر وجميعهم رجال من سريلانكا وفقا للمصدر نفسه. وفي توغو وتحديدا داخل فندق في لومي أنقذت السلطات 30 ضحية اتجار بالبشر من نيجيريا تم استغلالهم جنسيا.
وفي أنغولا أنقذت سبع فيتناميات تم استدراجهن عبر الإنترنت من مهربين في فيتنام، بعد وعود بالعمل في فنادق وصالونات تجميل وأرغمن على ممارسة الدعارة.
وفي سوريا أنقذت الشرطة قاصرا واعتقلت رجلين متهمين بالاتجار بغرض الاستغلال الجنسي. واعتقلت السلطات العراقية تسعة أشخاص يشتبه في تورطهم في قضايا اتجار بالأعضاء البشرية.
في حزيران/ يونيو 2022 أسفرت عملية مماثلة شاركت فيها 44 دولة في أربع قارات عن اعتقال 300 شخص بينهم 83 من مهربي المهاجرين و88 مشتبها باتجارهم بالبشر. وتم إنقاذ 700 ضحية.
ز.أ.ب/ع.ش (أ ف ب، د ب أ)
2023 الأكثر خطورة للاجئين.. معاناة مستمرة ومأساة تتفاقم!
يوما بعد يوم تتفاقم مأساة اللاجئين، ويعتبر 2023 الأكثر مأساوية إذ شهد النصف الأول منه غرق المئات من المهاجرين. في هذه الصور نسلط الضوء على محنة ومعاناة الأشخاص المجبرين على الفرار من أوطانهم بمناسبة يوم اللاجئ العالمي.
صورة من: Fabrizio Villa/Getty Images
الأمل بعيدا عن الديار
اختارت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين هذا الشعار: الأمل بعيدا عن الديار، للاحتفال بيوم اللاجئ العالمي لهذا العام. وهي تريد أن تركز فيه على "إﻳﺠﺎد اﻟﺤﻠﻮل ﻟﻼﺟﺌﻴﻦ وﻋﻠﻰ ﻗﻮة اندماجهم". وترى المفوضية أن ذلك يعد اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻷﻛﺜﺮ "ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ" لتمكينهم من بدء حياة جديدة في اﻟﺒﻠﺪان اﻟﻤﻀﻴﻔﺔ ﻟﻬﻢ.
صورة من: Tessa Walther/DW
أسباب عديدة..
أسباب عديدة تجبر الناس على ترك أوطانهم واللجوء إلى دول أخرى طلبا للأمن. ولعل الحروب والنزاعات المسلحة هي السبب الأبرز، إلى جانب الأسباب الاقتصادية والاجتماعية والاضطهاد لأسباب سياسية أو دينية أو ثقافية أو غيرها من الأسباب الشخصية.
صورة من: Nicoletti/dpa/picture alliance
تغير المناخ والكوارث الطبيعية
المناخ أيضا بات سببا للهجرة والنزوح حول العالم. فالظواهر المناخية المتطرفة والكوارث البيئية مثل الجفاف والعواصف المدمرة والفيضانات حول العالم ولاسيما في النصف الجنوبي للكرة الأرضية الذي يعاني من الفقر والصراعات، تدفع ملايين الناس للهجرة والنزوح ولاسيما للدول المجاورة.
صورة من: Orlando Sierra/AFP/dpa/picture-alliance
110 ملايين نازح ولاجئ حول العالم
ارتفع عدد النازحين حول العالم في عام 2022، جراء الصراعات والمجاعات وتغير المناخ، ليصل إلى مستوى قياسي تجاوز المائة مليون نازح، حسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين. وتقول المفوضية إن الاتجاه التصاعدي لم يظهر أي علامة على التباطؤ في عام 2023 حيث دفع الصراع في السودان إجمالي عدد النازحين في العالم إلى ما يقدر بنحو 110 ملايين نازح بحلول أيار/ مايو الماضي.
صورة من: Blaise Dariustone/DW
السودان..هروب جماعي من ويلات الحرب
شرّدت الحرب المستعرة منذ شهرين في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع أكثر من 2,5 مليون سوداني، بين نازح ولاجئ، ولاسيّما في دارفور. ويعاني السودان أصلا من الصراعات والنزوح منذ اندلاع أزمة دارفور في عام 2003. وبحلول نهاية عام 2022، كان هناك أكثر من 3.7 مليون شخص من النازحين داخلياً، يعيش معظمهم بمخيمات في دارفور. ويعيش 800 ألف سوداني آخر كلاجئين في دول مجاورة مثل تشاد وجنوب السودان ومصر وإثيوبيا.
صورة من: Gueipeur Denis Sassou/AFP
حرب أوكرانيا
الحرب في أوكرانيا كانت السبب الرئيسي للنزوح في عام 2022. وقد ارتفع عدد اللاجئين الأوكرانيين من 27 ألف لاجئ في نهاية عام 2021 إلى 5,7 مليون في نهاية عام 2022، وهو ما يمثل أسرع تدفق للاجئين في أي مكان منذ الحرب العالمية الثانية، حسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
صورة من: Jens Schicke/IMAGO
حلم الفردوس الأوروبي
تعتبر أوروبا الوجهة الأولى للنازحين والمهاجرين من نصف الكرة الجنوبي ويحلم الملايين بالفردوس الأوروبي ويغامرون بحياتهم من أجل ذلك، من خلال محاولة عبور الصحراء الكبرى والبحر المتوسط أو عبر طريق البلقان أو حتى الغابات الشاسعة بين بيلاروسيا وبولندا ودول البلطيق.
صورة من: Flavio Gasperini/SOS Mediterranee/dpa/picture alliance
المتوسط مقبرة المهاجرين
يعتبر عبور البحر الأبيض المتوسط من أخطر الطرق التي يسلكها المهاجرون حول العالم، حيث غرق أو فقد أكثر من 26 ألف مهاجر في البحر المتوسط منذ عام 2014. ولعل عام 2023 كان الأكثر مأساوية حيث شهد النصف الأول من هذا العام غرق مئات المهاجرين، وآخر حادثة مأساة السفينة التي غرقت قبالة السواحل اليونانية وكان على متنها نحو 750 مهاجرا لم يتم إنقاذ سوى 104 منهم.
صورة من: Gianluca Chininea/AFP
عبء كبير على أوروبا
يشكل اللاجئون عبئا كبير على الدول الأوروبية، وهو ما يدفعها للتشدد في هذا الملف والبحث عن حلول وسياسة لجوء مشتركة. وبعد مفاوضات طويلة واجتماعات ماراثونية توصل وزراء داخلية الدول الأعضاء إلى صيغة للإصلاح الشامل لإجراءات اللجوء وملف الهجرة المطروحة منذ سنوات.
صورة من: Darko Vojinovic/dpa/AP/picture alliance
البحث عن شراكات في شمال أفريقيا
يسعى الاتحاد الأوروبي إلى الاتفاق والتوصل إلى شراكات مع دول شمال أفريقيا ويخوض مفاوضات صعبة مع تلك الدول، ويحاول تقديم مساعدات وإغراءات مالية لتلك الدول بغية إقناعها بالتعاون مع أوروبا في التصدي للهجرة غير الشرعية وتدفق المهاجرين. وفي هذا السياق عرض الاتحاد الأوروبي مساعدات بأكثر من مليار يورو على تونس.
صورة من: Italian Premier Office/AP/picture alliance
عبور السياج الحدودي بين المغرب وإسبانيا
السياج الحدودي بين المغرب وإسبانيا يشهد دائما محاولات عبور مستمرة، بعضها جماعية مثلما حدث الصيف الماضي حين حاول مئات المهاجرين عبور السياج الحدودي من المغرب إلى جيب مليلة الإسباني في 24 حزيران/ يونيو 2022، وتصدت لهم قوات الأمن وقتل ما لا يقل عن 37 مهاجرا.
صورة من: Javier Bernardo/AP/dpa/picture alliance
استمرار مأساة اللاجئين السوريين
ورغم مرور 12 عاما على الأزمة السورية ونزوح وملايين السوريين من ديارهم، لا يزال الملايين ينتظرون العودة من مخيمات اللجوء ولاسيما في لبنان والأردن وتركيا إلى ديارهم. فيما يحاول كثيرون منهم عبور الحدود اليونانية التركية للوصول إلى أوروبا.
إعداد: عارف جابو