فون ديرلاين: مقربة من ميركل ومدافعة عن التجربة الأوروبية
٢ يوليو ٢٠١٩
بعد مناقشات طويلة، توافق القادة الأوروبيون على أن تتولى وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين رئاسة المفوضية الأوروبية. وأكثر ما هو معروف عنها قربها من أنغيلا ميركل ودفاعها الشديد عن التجربة الوحدوية الأوروبية.
إعلان
وزيرة دفاع ألمانيا، وأم لسبعة أولاد وطبيبة، إنها أورزولا فون دير لاين التي تصدرت فجأة واجهة المشهد السياسي الأوروبي بعد تسميتها لتسلم رئاسة المفوضية الأوروبية اليوم (الثلاثاء الثاني من تموز/ يونيو 2019). هذه محطات في سيرتها العامة والخاصة:
*حظيت فون دير لاين بدعم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي التقته خلال معرض بورجيه الأخير لصناعة الطيران في حزيران/ يونيو الماضي، فهي تتكلم اللغة الفرنسية بطلاقة كبيرة وتحظى برضى باريس خصوصا للجهود التي قامت بها لتعزيز التعاون في مجال الدفاع بين البلدين.
*تسلمت مسؤولية الجيش الألماني طيلة ست سنوات، وتتميز هذه المرأة البالغة الستين من العمر بحيوية كبيرة، وكانت تعتبر حتى قبل فترة قصيرة الخليفة المرجحة لميركل التي أشركتها في الحكومات الأربع التي تسلمتها بين عامي 2005 و2019.
*المشاكل سرعان ما ضربت وزارة الدفاع الألمانية خلال تسلمها من قبل فون دير لاين: فالمعدات العسكرية تعاني من التقادم، والاستثمارات العسكرية غير كافية، واليمين المتطرف تنامى نفوذه داخل الجيش الألماني .... حتى أن استطلاعا للرأي نشرته جريدة بيلد كشف أنها واحدة من وزيرين اعتبرا الأقل كفاءة داخل الحكومة الحالية.
*ورغم هذه العثرات اقترح القادة الأوروبيون فون دير لاين رئيسة للمفوضية الأوروبية على أن تتسلم منصبها في بروكسل، حيث ولدت وعاشت فترة مراهقتها. والمهم في الأمر أنها تحظى بدعم باريس وبرلين في مرحلة لا تبدو إشارات التوافق كبيرة بين ماكرون وميركل. ولن تتولى منصبها إلا بعد موافقة البرلمان الأوروبي عليها.
* وإضافة الى الألمانية والفرنسية، تتكلم فون دير لاين الإنكليزية بطلاقة. وقد طورتها عندما عاشت في كاليفورنيا مع زوجها الذي عمل مدرسا لسنوات عدة في جامعة ستانفورد الذائعة الصيت.
*تطلق عليها عائلتها لقب "الوردة الصغيرة"، وهي ابنة سياسي معروف يدعى ارنست البرخت.
*بعد عودتها من الولايات المتحدة ترشحت عام 2002 لمنصب محلي في منطقة هانوفر. وبعد ثلاث سنوات أصبحت وزيرة للعمل.
*معروف عنها عنادها وحيويتها وحزمها في اتخاذ القرارات، الأمر الذي لم يكن سهلا خلال عملها في مجتمع ذكوري داخل الجيش الألماني.
*وقد غضب منها عدد من كبار المسؤولين في الجيش عندما نددت بـ "نقاط ضعف" داخل المؤسسة العسكرية إثر اعتقال ضابط عام 2017 يشتبه بإعداده لاعتداء يستهدف أجانب.
*كما دارت شكوك عام 2015 حول إمكان أن تكون اقتبست أفكارا في رسالتها للدكتوراه من مرجع آخر، وهو أمر حساس في ألمانيا تسبب في السابق بسقوط عدد من المسؤولين السياسيين مهم وزير دفاع سابق.
*كانت فون دير لاين المرأة الأولى التي تتسلم وزارة الدفاع في المانيا، وحرصت على أن تترك أثرا عبر عملها على إدخال تغييرات في المؤسسة العسكرية.
* فقد فرضت التوقف عن التكريم التقليدي لعدد من كبار جنرالات الجيش الذين خدموا خلال فترة حكم هتلر، على غرار الجنرال اروين رومل المعروف بـ"ثعلب الصحراء" الذي شارك في الحرب العالمية الثانية في شمال افريقيا بشكل خاص. كما زارت فون دير لاين مرارا الجنود الألمان المنتشرين في أفغانستان والعراق.
*درست الطب وهي أم لسبعة أولاد. وفي بلد تجد فيه المرأة صعوبة في التوفيق بين عملها المهني والاهتمام بعائلتها، لا تتردد فون دير لاين في إبراز دورها العائلي وتتصدر صورها مع أطفالها أغلفة المجلات.
* وداخل حزبها، الاتحاد المسيحي الديموقراطي، عارضت قيادة هذا الحزب في الكثير من الملفات، وطالبت على سبيل المثال بحصة للنساء داخل ادارة كبريات الشركات.
م.م/ أ.ح (أ ف ب)
واحد من هؤلاء يمكن أن يخلف ميركل إذا فقدت منصبها!
خسر فولكر كاودر المقرب من ميركل الانتخابات لرئاسة الكتلة النيابية للاتحاد المسيحي أمام رالف برينكهاوس المرشح غير المعروف. وبعد مطالبة معارضين لميركل بإجراء سحب الثقة، تأتي تكهنات حول من يخلفها في منصب المستشار.
صورة من: picture-alliance/dpa/F.Sommer
المفضلة لدى ميركل: أنغريت كرامب كارينباور
لو رتبت أنغيلا ميركل شؤون إرثها، لوقع الاختيار على أنغريت كرامب كارينباور، التي تتمتع كأمين عام للحزب المسيحي الديمقراطي بتعاطف كبير، وسبق أن كسبت انتخابات كرئيسة وزراء في ولاية السار. وهي تساند، على غرار ميركل، حلا أوروبيا في موضوع الهجرة. وترى كمؤيدة للاتحاد الأوروبي أن "أوروبا المشتركة في خطر"، بسبب التحركات الأحادية الجانب.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Schreiber
المرشح الانتقالي: فولفغانغ شويبله
باعتباره أقدم نائب في تاريخ البرلمان الألماني، يتمتع رئيس البرلمان الألماني بسلطة تتجاوز حدود الأحزاب كلها. ورغم أنه يعارض سياسة ميركل في الهجرة، فإن فولفغانغ شويبله ساند المستشارة في خلافها حول اللجوء مع الحزب الاجتماعي المسيحي. وشارك الرجل البالغ من العمر 76 عاما في التفاوض على اتفاقيات الاتحاد الأوروبي، وتم اعتباره بسبب موقفه الصارم تجاه اليونان "كضابط حازم في أوروبا"
صورة من: Reuters/H. Hanschke
"المرأة غير المحبوبة".. أورزولا فون دير لاين
السيدة البالغة من العمر 59 عاما اعتُبرت لوقت طويل المرشحة الأكثر تأهلا لخلافة ميركل. ومشكلة وزيرة الدفاع تكمن في أنها غير محبوبة داخل حزبها وتحظى بدعم ضعيف. فون دير لاين تريد جيشا أوروبيا له "ثقل أكبر في كفة الميزان"، ودافعت بقوة عن حصول اللاجئين على تكوين داخل الجيش الألماني.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Carstensen
الحل الوسط: يوليا كلوكنر
وزيرة الزراعة وحماية المستهلك تحسن إلى حد الآن التموقع بين معسكري أنصار ميركل ومعارضيها. وهذه استراتيجية قد تدفع المرأة البالغة من العمر 45 عاما إلى مقر المستشارية. إلا أن هذا المشروع لم ينجح أثناء الانتخابات لشغل رئاسة وزراء ولاية راينلاند بفالتس، فقد تأرجحت كلوكنر بين الإشادة والانتقاد لمسألة اللجوء وخسرت.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
المحافظ: ينس شبان
وزير الصحة تحفَظ مؤخرا في توجيه الانتقاد للمستشارة. وبالرغم من ذلك فهو يُعتبر معارضا لميركل ويقف من أجل التجديد المحافظ للحزب. ويعتزم الرجل البالغ من العمر 38 عاما تقنين أعداد اللاجئين ويطالب بحظر النقاب. ويرفض شبان الجنسية المزدوجة، فضلا عن وجود دولة مركزية أوروبية ووزير مالية أوروبي.
صورة من: picture alliance/dpa/C. Koall
أمل المستقبل: دانييل غونتر
رئيس وزراء ولاية شليزفيغ هولشتاين يتزعم في أقصى شمال البلاد تحالفا لم يحصل في برلين، ويُعتبر بالرغم من ذلك تكتلا مستقبليا: تحالف حزبي بين المسيحيين والليبراليين والخضر. والرجل البالغ من العمر 45 عاما كان الداعم الأبرز للمستشارة في الخلاف بين الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب الاجتماعي المسيحي، ويريد فتح أبواب سوق العمل الألمانية أمام طالبي اللجوء المرفوضين على أساس قانون هجرة جديد.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Rehder
المتحكم في الخيوط: بيتر ألتماير
يُعتبر وزير الاقتصاد والطاقة اليد اليمنى لميركل ورجل جميع المهام. وأفضل مثال على ذلك: في ذروة أزمة اللجوء أقالت ميركل وزير الداخلية دي ميزيير وعينت ألتماير منسقا لسياسة اللجوء. وفي النزاع التجاري مع الولايات المتحدة الأمريكية يريد الرجل البالغ من العمر 60 عاما أوروبا أقوى وترامب ضعيفا ويقول إن "مجتمع القيم أقوى من السياسيين الأفراد".
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Kumm
المُقلَّل من قدره: أرمين لاشيت
كرئيس وزراء لأكبر ولاية من حيث عدد السكان (شمال الراين ويستفاليا) يكون المرء مرشحا بصفة تلقائية للمستشارية، رغم أن اسم الرجل البالغ من العمر 57 عاما نادرا ما يرد عند التكهنات حول من يخلف ميركل. لكن هذا لا يعني شيئا، فلاشيت فاز قبل سنة بصفة مفاجئة مع الحزب المسيحي الديمقراطي بالانتخابات البرلمانية المحلية. وفي سياسة اللجوء هو يدافع دوما عن نهج المستشارة. اعداد: أوليفر بيبر/م.أ.م