فون دير لايين تؤيّد فرض عقوبات على "المستوطنين المتطرفين"
١٣ ديسمبر ٢٠٢٣
أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية فون دير لايين تأييدها فرض عقوبات على المتطرفين من المستوطنين الإسرائيليين الذين يعيشون في الضفة الغربية، يأتي ذلك مع اعلان ألمانيا عزمها لتنسيق من أجل إيصال بضائع ومساعدات إلى غزة عبر مصر.
إعلان
قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الأربعاء(13 ديسمبر/ كانون الأول 2023) إنها "تؤيد" فرض عقوبات على "المتطرفين" من المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة، مندّدة أمام البرلمان الأوروبي بـ"تصاعد" أعمال العنف التي يمارسونها والتي اعتبرت أنها تهدد استقرار المنطقة.
وقالت فون دير لاين في ستراسبورغ "يتسبب تصاعد أعمال العنف الذي يمارسه المتطرفون من المستوطنين بمعاناة هائلة للفلسطينيين. إن ذلك يعرّض احتمالات سلام دائم للخطر ويمكن أن يفاقم عدم الاستقرار الإقليمي. لهذا السبب أنا أؤيد فرض عقوبات على الأشخاص الضالعين في الهجمات في الضفة الغربية".
وتأتي تصريحات فون دير لايين بعدما قال منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الاثنين إنه سيقدّم اقتراحا لفرض عقوبات على متطرفين من مستوطني الضفة الغربية.
وتتطلّب هذه الإجراءات إجماعا من الدول الأعضاء الـ27 في الاتحاد الأوروبي، لكن هناك انقسامات داخل الكتلة. ويأتي تحرّك الاتحاد الأوروبي عقب إعلان الولايات المتحدة الأسبوع الماضي أنها سترفض منح تأشيرات لمستوطنين يقفون خلف موجة من العنف في الضفة الغربية.
من جهته، صرح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم الأربعاء، في الجلسة العامة لمجلس الفيدرالية الروسي، بأن بلاده لن توافق على تسوية في الشرق الأوسط تضر بأمن إسرائيل ولا تشمل إنشاء دولة فلسطينية، بحسب ما نقلته وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية.
وأشار لافروف في حديثه إلى أن الدول الغربية وإسرائيل، لا تنوي إقامة "دولة فلسطين"، المنصوص عليها في قرار الأمم المتحدة، مضيفا أن "هناك قرارات عمرها 75 عاما، كان من المقرر بموجبها إنشاء دولة فلسطين، الدولة العربية، التي لم يعلنها أحد إلى جانب دولة إسرائيل، واستنادا إلى الموقف الذي يتخذه الغرب الآن، ليس لديهم نية لإنشاء دولة فلسطينية".
وصرح لافروف للصحافيين أن "الطريقة الوحيدة الممكنة لحل هذه المشكلة إلى الأبد وتسويتها بشكل عادل هي تنظيم مؤتمر دولي بمشاركة إلزامية من الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي".وأضاف أنه يجب أن تلعب الأمم المتحدة "الدور الرئيسي" فيه.
كما جدد البابا فرنسيس بابا الفاتيكان اليوم الأربعاء دعوته إلى وقف "فوري" لإطلاق النار في غزة وحث على إنهاء معاناة الإسرائيليين والفلسطينيين. وقال الزعيم الروحي لأكثر من 1.35 مليار كاثوليكي في العالم اليوم الأربعاء "أجدد ندائي من أجل وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية". وتابع "فلتنتهي هذه المعاناة الكبيرة للإسرائيليين والفلسطينيين"، وحث على إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين وتوصيل المساعدات الإنسانية إلى غزة.
ويذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
من جهته، قال متحدث باسم الخارجية الألمانية اليوم الاربعاء إن الحكومة الألمانية ستتخذ سلسلة من الإجراءات الإضافية لدعم سكان غزة المدنيين داخل القطاع وخارجه مضيفا أن عدة وزارات ستعمل معا على ذلك. وقال المتحدث في مؤتمر صحفي دوري "يشمل هذا عدة رحلات إغاثة جوية ستنفذ قبل عيد الميلاد" مضيفا أنه من المقرر مغادرة طائرة تشغلها القوات الجوية الألمانية إلى مصر يوم السبت المقبل.
والهدف هو توفير حاضانات وأجهزة تنفس للمستشفيات التي تعالج الأطفال الرضع في غزة. وفي الاسبوع المقبل، ستحمل المزيد من طائرات الإغاثة الخيام والمساعدات الأخرى للناس الذين فقدوا منازلهم في غزة.
وكان مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة اليوم الأربعاء إن قطاع غزة يواجه "كارثة صحية عامة" بعد انهيار النظام الصحي وتفشي الأمراض جراء التكدس السكاني. وقالت لين هاستينغز منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة "نعلم جميعا أن نظام الرعاية الصحية ينهار أو انهار". ودقت الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة ناقوس الخطر فيما يتعلق بانتشار الأمراض المعدية في غزة، حيث تسبب النزوح الداخلي لنحو 85 بالمئة من السكان في اكتظاظ الملاجئ وغيرها من مرافق المعيشة المؤقتة.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية عن ارتفاع كبير في حالات التهابات الجهاز التنفسي الحادة والإسهال وحشرات الرأس والأمراض الجلدية وغيرها من الأمراض سريعة الانتشار.
يشار إلى أن المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو جراندي قد حذر من المزيد من النزوح في منطقة الشرق الأوسط الأوسع بسبب الصراع في غزة، فيما اجتمع مسؤولو الأمم المتحدة وساسة ومجموعات إغاثة في جنيف اليوم الأربعاء للبحث عن حلول لأزمة نزوح عالمية.
وأدى القصف الإسرائيلي على غزة إلى نزوح 85 بالمئة من سكان القطاع داخليا. وقال جراندي خلال المنتدى العالمي للاجئين في جنيف، والذي يعقد كل أربع سنوات "هناك كارثة إنسانية كبرى تتكشف في قطاع غزة، وحتى الآن فشل مجلس الأمن في وقف العنف". وأضاف "نتوقع سقوط مزيد من القتلى من المدنيين وزيادة المعاناة وكذلك المزيد من النزوح الذي يهدد المنطقة". كما حث جراندي المجتمع الدولي على عدم نسيان أزمات أخرى تسبب النزوح.
ع.أج/ح ز (أ ف ب، د ب أ رويترز)
معبر رفح.. "شريان الحياة" لسكان غزة ونافذتهم الضيقة نحو العالم
يمثل معبر رفح بين مصر وقطاع غزة المنفذ الوحيد لنحو مليوني فلسطيني على العالم الخارجي. نشأ المعبر في ظروف خاصة وتعرض للإغلاق كثيراً بسبب حروب وخلافات سياسية.. فما هي قصته؟
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
معبر رفح .. شريان حياة
لا يختفي اسم "معبر رفح" من وسائل الإعلام منذ بدء الاشتباكات بين حماس والجيش الإسرائيلي، إذ يُعد المنفذ الرئيسي الذي تدخل منه المساعدات المختلفة من غذاء ودواء ووقود وغيرها إلى قطاع غزة. كان المعبر حجر أساس في اتفاق الهدنة الأخير بين الطرفين حيث تم الاتفاق على عبور المئات من شاحنات المساعدات المختلفة يومياً إلى جانب خروج حملة الجنسيات الأجنبية والمرضى والمصابين الفلسطينيين من خلاله.
صورة من: Fatima Shbair/AP/picture alliance
نقطة الاتصال بالعالم الخارجي
في أقصى جنوب قطاع غزة، وعند صحراء سيناء في الجانب المصري، يُشكل معبر "رفح" البري المنفذ الرئيسي للقطاع إلى العالم. يوجد في غزة ستة معابر أخرى منها ايريز (حاجز بيت حانون) في الشمال وكرم أبو سالم جنوب شرق القطاع لكنها تقع جميعاً تحت السيطرة الإسرائيلية بالكامل. يبقى معبر رفح هو نقطة الاتصال الوحيدة بين قطاع غزة والعالم الخارجي.
صورة من: Mustafa Hassona/Anadolu/picture alliance
كيف نشأ المعبر؟
نشأ المعبر عقب توقيع مصر وإسرائيل اتفاقية السلام عام 1979 وانسحاب إسرائيل من سيناء عام 1982. قبل عام 1967 لم تكن هناك حدود بين رفح المصرية والفلسطينية لكنهما فصلتا بعد تنفيذ الشق الخاص من ااتفاقية ترسيم الحدود. خُصص المعبر لعبور الأفراد فيما خصص معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل لعبور البضائع.
صورة من: BOB DAUGHERTY/AP/picture alliance
إدراة مشتركة وفق اتفاقية أوسلو
سمحت اتفاقية أوسلو لممثلي السلطة الفلسطينية بالتواجد في المعبر. لكن منذ الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005 وإلى اليوم تغيرت ظروف المعبر عدة مرات وفقاً للتطورات الأمنية والعسكرية في القطاع. تم إغلاق المعبر مع انتفاضة عام 2000 وبعدها ظل ما بين الإغلاق والفتح، فيما شددت مصر إجراءات العبور من وقتها وحتى اليوم.
صورة من: Terje Bendiksby/NTB/picture alliance
من يتحكم في المعبر؟
سيطرت إسرائيل على المعبر خلال احتلالها للقطاع وحتى عام 2005 الذي انسحبت فيه من غزة. تم توقيع "اتفاقية الحركة والوصول" عام 2005 والتي جمعت بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وبرعاية أمريكية، وهي الاتفاقية التي أقرت بأن يخضع المعبر للسيطرة الفلسطينية - الإسرائيلية برعاية أوروبية تراقب حق الجانب الفلسطيني في العبور والتبادل التجاري بما لا يمس الأمن الإسرائيلي.
صورة من: picture alliance / ASSOCIATED PRESS
ضرورات أمنية
عملت مصر وإسرائيل على تقييد الحركة من غزة وإليها منذ أن فرضت حركة حماس سيطرتها على القطاع في 2007 حين وصل الصراع بين حماس وحركة فتح إلى ذروته. تقول الدولتان إن ذلك ضروريا لأسباب أمنية. ورهنت مصر التعامل مع المعبر بموافقة كل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية بالضفة الغربية. وخلال الحرب الأخيرة فرضت إسرائيل حصاراً شاملاً على قطاع غزة في 9 أكتوبر/تشرين الأول.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
بين إغلاق وفتح المعبر
في عام 2010 قررت مصر فتح المعبر بشكل أكبر عقب ما عرف بواقعة "أسطول الحرية". ومع أحداث ثورة يناير/ كانون الثاني 2011، أمر المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر باقتصار فتح المعبر على الحالات الطارئة. لم يفتح المعبر بشكل كامل إلا مع ثورة 25 يناير لكن منذ عام 2013 عاد الوضع إلى ما كان عليه سابقاً. في عام 2017، فُتح المعبر أمام حركة الأفراد الحاصلين على تصريح أمني مع الخضوع لعمليات تفتيش صارمة.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
مخاوف مصرية
تكمن أكبر مخاوف مصر في أمرين؛ الأول هو حدوث تدفق هائل للاجئين الفلسطينيين الفارين من الحرب عبر معبر رفح. والثاني وهو الأخطر ويتمثل في احتمال دخول مسلحين إسلاميين إلى البلاد، خصوصاً وأن مصر تواجه جماعات إسلامية متشددة في سيناء وذلك على مدار أكثر من 10 سنوات. لذلك تولي مصر أهمية مشددة لتأمين معبر رفح.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
تطبيق إجراءات مشددة
لا تسمح السلطات المصرية للفلسطينيين بمغادرة غزة بسهولة، إذ يجب على الفلسطينيين الراغبين باستخدام معبر رفح التسجيل لدى السلطات الفلسطينية المحلية قبل سفرهم بنحو شهر وقد يتم رفض طلبهم إما من قبل السلطات الفلسطينية أو المصرية دون إبداء الأسباب. وفيما يشكو فلسطينيون من سوء معاملة على المعبر، تُبقي إسرائيل سيطرتها كاملة على ما يمر عبر القطاع خوفاً من وصول أي مساعدات خاصة لحركة حماس.
صورة من: Mohammed Talatene/dpa/picture alliance
الأولوية للحالات الإنسانية
أعطيت الأولوية في الاتفاق الأخير بين حماس وإسرائيل لعبور المساعدات الإنسانية والحالات المرضية وخصوصاً الأطفال الخُدج (غير مكتملي النمو) حيث أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قراراً باستقبالهم في المستشفيات المصرية.
صورة من: Egypt's State Information Center/Xinhua/picture alliance
مخاوف من كارثة إنسانية
في مؤتمر صحفي كبير عقد في أكتوبر/تشرين الأول 2023، حذر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرش من أمام بوابات المعبر في الجانب المصري من استمرار إغلاقه، منذراً بحدوث كارثة إنسانية إن لم تدخل المساعدات الإنسانية إلى غزة، وشدد على ضرورة ضمان عبور قوافل المساعدات بعدد كبير من الشاحنات كل يوم إلى قطاع غزة لتوفير الدعم الكافي لسكانه.
صورة من: picture alliance/dpa
القصف يعرقل انتظام عمل المعبر
خلال الحرب الأخيرة، أكدت مصر عدة مرات أن المعبر مفتوح من جانبها وأنه لم يتم إغلاقه منذ بدء الأزمة الراهنة، لكن تعرض مرافقه في الجانب الفلسطيني للدمار بسبب الغارات الإسرائيلية يحول دون انتظام عمله بشكل طبيعي، وفق ما ذكرت الخارجية المصرية. إعداد: عماد حسن.
صورة من: Russia Emergencies Ministry/dpa/picture alliance