في ختام اجتماع اللجنة الوزارية الفلسطينية الألمانية المشتركة، تردد وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله في تحديد جدول زمني للاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة، مكررا وجهة النظر الألمانية القائلة إن قيام دولة فلسطينية ممكن فقط في سياق "حل الدولتين"، أي بعد وصول الفلسطينيين والإسرائيليين إلى اتفاق على طاولة المفاوضات. ومن جانبه حذر رئيس حكومة تصريف الأعمال الفلسطينية سلام فياض من "أن يفقد شعبه صبره من طول الانتظار"، موضحاً أنهم بالفعل "قد قضوا وقتاً طويلاً في المفاوضات دون الحصول على النتائج المرجوة"، حيث يطمح الفلسطينيون في إقامة دولة مستقلة ينعمون فيها بالحرية والكرامة، وهو ما يعد بالنسبة لهم الأولوية الأولى.

وزير التنمية الألماني يشيد بالالتزام الفلسطيني بالإصلاح

من جانبه، أشاد وزير التنمية الألماني ديرك نيبل، برغبة الحكومة الفلسطينية في الإصلاح، وقال نيبل، الذي ينتمي للحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي)، إن هذه الرغبة تظهر مستوى عاليا من الالتزام في ظل ظروف صعبة. جاءت هذه التصريحات في ختام اجتماعه بوزير التخطيط الفلسطيني علي الجرباوي اليوم الأربعاء (28 مارس/ آذار 2012) في برلين. وشدد نيبل على أن الحكومة الألمانية ستواصل دعمها للحكومة الفلسطينية لإقامة دولة فلسطينية تحافظ على السلام والاستقرار في المنطقة، ولذلك خصصت ألمانيا مبلغ 1.2 مليون يورو للمساهمة في تطوير البنية التحتية في الأراضي الفلسطينية، كما تم الاتفاق على تقديم مبلغ إضافي قدره 500 ألف يورو لمكتب اتصال الشركات الألمانية والفلسطينية في الأراضي الفلسطينية، والذي أنشئ في عام 2010 بعد تشكيل اللجنة الوزارية الفلسطينية الألمانية المشتركة.

وترأس رئيس حكومة تصريف الأعمال الفلسطينية سلام فياض الجانب الفلسطيني في اجتماعات اللجنة الوزارية الفلسطينية- الألمانية المشتركة، حيث تناولت اللجنة، التي عقدت اليوم اجتماعها الثاني منذ تشكيلها عام 2009 ، "سبل تطوير العلاقات الثنائية وأشكال التعاون والتنسيق بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتعليم، وفي مجال تدريب الشرطة"، حسب بيان صادر عن مكتب فياض.

فياض يشيد بالدعم الألماني للشعب الفلسطيني

وضم الوفد الفلسطيني إلى جانب فياض وزير الداخلية سعيد أبو علي، ووزير التخطيط علي الجرباوي، ووزيرة التربية والتعليم لميس العلمي، وأمين عام مجلس الوزراء نعيم أبو الحمص، وعددا من مساعدي رئيس الوزراء. وأشار البيان إلى أن فياض التقى لدى وصوله رئيس حزب اليسار غريغور غيزي، وكذلك رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي المعارض زيغمار غابريل كلا على حدة، حيث وضعهم في صورة تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية ومخاطر استمرار "الانتهاكات" الإسرائيلية خاصة التوسع الاستيطاني.

وشدد فياض على ضرورة تدخل المجتمع الدولي، وخاصة اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط لإلزام إسرائيل بوقف هذه الانتهاكات التي تتناقض مع القانون الدولي، ودون إبطاء. وأشاد بالدعم الذي "تقدمه ألمانيا لشعبنا وسلطته الوطنية"، واعتبر أن مبادرة تشكيل اللجنة الوزارية المشتركة منذ أكثر من عامين، وحرصها على استمرار وتطوير عملها "إنما يؤكد دعمها لحق شعبنا في بناء وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة، حيث كانت ألمانيا هي الدولة الأولى التي تبادر إلى تشكيل مثل هذه اللجنة في مايو/ أيار عام 2009".

ويواصل فياض زيارته إلى برلين إذ من المقرر أن يعقد اجتماعا، يوم غد الخميس، مع لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان الألماني. كما سيعقد فياض اجتماعا مع زعيم أكبر كتلة معارضة في البرلمان الألماني فرانك فالتر شتاينمايرز.

(س.ك/د.ب.أ)

مراجعة: أحمد حسو