انتقل الألماني سيباستيان فيتيل رسميا إلى فريق فيراري الإيطالي، تاركا خلفه فريقه السابق ريد بول – رينولت، بعد ستة مواسم قضاها مع الفريق، فاز خلالها في أربع مرات متتالية بلقب بطولة كأس العالم للفورمولا – 1. ما حققه فيتيل خلال تلك الفترة هي حلم لكل متسابق في بطولات الفورمولا- 1. لكن هيمنة فيتيل وفريقه على البطولات لأربعة موسم متتالية، لم يستمر طويلا، إذ احتل فيتيل الموسم الماضي 2013/ 2014 المركز الخامس في ترتيب المتسابقين، فيما احتل فريقه المركز الثاني خلف فريق مرسيدس الألماني.

انتقال فيتيل إلى فيراري له دلالات كثيرة نظرا لطبيعة العلاقة بين فيراري والسائقين الألمان، بالخصوص مع بطل العالم 7 مرات الأسطورة ميشائيل شوماخر، الذي انضم لفريق فيراري لمدة عشرة مواسم متتالية، منذ عام 1996 وحتى عام 2006. فاز خلالها مع الفريق بخمسة ألقاب متتالية بداية من عام 2000 وحتى عام 2004، ثم رحل منه إلى فريق مرسيدس بيتروناس.

ومنذ رحيل شوماخر عن الفريق الإيطالي لم يفز الفريق الشهير في أي سباق منذ صيف عام 2013، وكانت آخر مرة فاز فيها بلقب بطولة العالم في عام 2007 عبر السائق الفنلندي كيمي رايكونن. وحل فيراري رابعا في الموسم الماضي، عندما حل السائق الاسباني فرناندو الونسو الذي رحل عن الفريق أيضا هذا الموسم، في المركز السادس وجاء رايكونن في المركز الثاني عشر.

فيتيل الذي يرى البعض فيه خليفة شوماخر، يريد تحقيق النجاحات التي حققها مواطنه الأسطورة مع فيراري. لكنه حذر في تعليقاته التي أطلقها بعد انضمامه للفريق، فقد قال إنه لايتوقع أن يسجل عودة فورية إلى النجاح مع فريقه الجديد، وسط ترجيحات بمواصلة بطل العالم مرسيدس الهيمنة على الموسم المقبل.

كما ذكر فيتيل لصحيفة دي فيلت الألمانية، أنه مستعد للتحلي بالصبر في الوقت الذي ينتقل فيه إلى فيراري بدءا من موسم 2015. وأوضح "ليس علينا أن نفترض قدرتنا على منافسة مرسيدس العام المقبل، أدرك أننا نواجه تحديا كبيرا في فيراري والأمر يحتاج إلى بعض الوقت، خاصة في الوقت الذي يمتلك فيه مرسيدس ميزة تنافسية كبيرة".

عمل جماعي

وفي هذه السباقات لا يعول على الفريق وقوة المحركات التي يستعملها وسائقيّ الفريق فقط، بل أن نجاحات الفريق تعتمد غالبا على العمل الجماعي. وملاءمة أسلوب القيادة للسائق مع السيارة التي يقودها، بالإضافة إلى شكل المنافسة بين سائقيّ الفريق. ففي الموسم الماضي مثلا، كانت المنافسة شديدة بين سائقيّ مرسيدس؛ هاميلتون وروزبرغ، حتى الساعات الأخيرة من السباق الأخير في أبو ظبي. وفي عشرة مواسم انضم فيها شوماخر إلى فيراري، كان الألماني مهيمنا على نجاحات الفريق تاركا زملاءه في القيادة في الظل. فشوماخر لم يكن سائقا عبقريا فقط، بل كان ميكانيكي سيارات فذ، كان يطور مع الفريق من السيارات التي يقودها.

فهل يحقق فيتيل ماحققه شوماخر مع فيراري؟ فيتيل يقول "قبل كل شيء أريد أن أثبت أنه كان الخيار الصائب، لفيراري ولي شخصيا، الأمر سيحتاج بعض الوقت، القمة تبدأ من القاع".

فيتيل كان يحلم منذ الصغر بقيادة سيارات فيراري الحمراء على حلبات السباق. وقريبا يجلس بطل العالم أربع مرات على مقاعد فيراري، التي سبقه إليها مواطنه:"شوماخر كان قدوة بالنسبة لي في سيارته الحمراء عندما كنت طفلا صغيرا. فيراري أسطورة، الإغراءات هائلة لمساعدة فيراري خلال الفترة الانتقالية من أجل العودة إلى القمة مجددا، أتمنى أن يحدث ذلك سريعا.. سأبذل قصارى جهدي". يقول فيتيل.