من شاهد المباريات الأخيرة التي لعبها الوافد الجديد إلى فريق بايرن ميونيخ، آرتور فيدال يصعب عليه أن يدرك أنه بالفعل لاعب جديد بالفريق. فالبرغم من أنه لم تمض سوى أسابيع قليلة على انضمامه للقلعة البافارية، غير أن "المحارب"، وهو اللقب المفضل لدى فيدال، استطاع أن يندمج بسرعة مع زملائه وأيضاً مع المنظومة التكتيكية للمدير الفني بيب غوارديولا. بل إن الثقة التي أصبح يحظى بها في بايرن جعلته يجرؤ على التكلف بتنفيذ الكثير من الكرات الثابتة وضربات الجزاء أيضا كما كان عليه الحال في مباراة كأس ألمانيا الأخيرة التي واجه فيها بايرن ميونيخ فريق نوتينغن والتي حسمها البافاريون لصالحهم بثلاثة أهداف لواحد. وكان أبيدال هو من تولى تسديد ركلة الجزاء التي جاء منها الهدف الأول لبايرن.

"المحارب" أراد أن يُظهر منذ الدقائق الأولى التي لعبها بألوان بايرن بأنه في مستوى التطلعات التي وضعتها فيه إدارة الفريق البافاري وأيضاً أنه يستحق المبالغ المالية المهمة التي أنفقها الفريق من أجل ضمه إلى صفوفه من فريق يوفنتوس الإيطالي، حيث كلف فيدال خزينة بايرن ميونيخ 37 مليون يورو ليكون بذلك أغلى صفقة انتقال هذا الموسم.

ويعي الدولي التشيلي جيداً حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه في فريقه الجديد، وقال عن ذلك في مقابلة مع صحيفة شبورت بيلد الألمانية "أنا ألعب الكرة بكل حماس وأسخر كل جوارحي لخدمة الفريق، وهو ما سأقوم به أيضاً مع فريق بايرن وأنا فخور بلقب المحارب الذي يطلق علي". وأضاف ابن 28 عاماً: "أعلم المبلغ المادي الكبير الذي دفعه الفريق من أجلي، لذلك أريد أن أظهر لهم قدراتي على أرضية الملعب".

واحد من أفضل لاعبي خط الوسط في العالم

يعتبر فيدال من اللاعبين القلائل الذين يحسنون اللعب الدفاعي وينجحون أيضاً في تسجيل الكثير من الأهداف. ويصفه بعض المراقبين بأنه الأفضل على الإطلاق في مركزه. كما أن القائد الأسطوري لمنتخب ألمانيا لوثر ماتيوس يرى في فيدال اللاعب الوحيد الذي يشبهه في طريقة لعبه. وتمكن فيدال من تسجيل 35 هدفاً في 124 مباراة خاضاهاً مع يوفنتوس. أما حصيلته التهديفية مع منتخب بلاده التشيلي فبلغت 12 هدفاً من 69 مباراة.

ولا غرابة أن يطلق اسم "المحارب" على فيدال وذلك بسبب طريقة لعبه التي تعتمد على الاندفاع والقوة وروح الانتصار، لكن رغم كل هذه الصفات التي توحي بالعنف، فإن فيدال لم يتلق البطاقة الحمراء سوى في مرة واحدة طيلة الأربع سنوات التي قضاها في يوفنتوس. كما أنه لم يطرد من أي مباراة خلال 117 مباراة خاضاها بألوان باير ليفركوزن من قبل.

ويرى لاعب خط الوسط أن وصف الكثيرين له باللاعب العنيف أو المشاغب سببه فقط طريقة لعبه التي تعتمد على القوة، لكنه يؤكد في حوار مع صحيفة شبورت بيلد أن هذا الاندفاع لا يستهدف أبداً الخصم وإنما يكون موجهاً للكرة، مضيفاً "أتمنى أن تفسر طريقة لعبي لدى الآخرين أيضاً على هذا النحو، فأنا لست من النوع الذي يسعى لارتكاب الأخطاء. فما أريده هو استخلاص الكرات".

ويؤكد الدولي التشيلي أنه يتحول إلى شخص آخر عندما يكون في بيته مع زوجته وأولاده، حيث يصف نفسه بأنه إنسان هادئ جداً وله نظرة إيجابية للحياة.

المحارب وحلم التتويج بدوري أبطال أوروبا

ومن الأمور التي ستساعد فيدال على الاندماج أكثر في فريقه الجديد، معرفته المسبقة بالدوري الألماني، فقد سبق له أن لعب في صفوف باير ليفركوزن الألماني لمدة أربعة مواسم (2011ـ2007). وبعدها كان قريباً من الانضمام للفريق البافاري إلا أن إدارة ليفركوزن فضلت انتقاله إلى يوفتوس. ونجح الدولي التشيلي في الفوز مع فريقه الإيطالي الجديد بلقب الدوري أربعة مواسم متتالية، وتأهل معه للمباراة النهائية من دوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي، حيث خسر أمام برشلونة الاسباني.

وكان لهذه الخسارة أيضاً دور في موافقة المحارب على الانضمام للقلعة البافارية لرغبته في تحقيق حلم التتويج بدوري أبطال أوروبا. وعن ذلك قال فيدال لشبورت بيلد "كل لاعب يتمنى حمل كأس دوري أبطال أوروبا ولو مرة في مسيرته الكروية. وأنا شعرت بكل بباسطة بأن هذا الأمر ممكن تحقيقه مع بايرن ميونيخ".

فربما يكون بايرن بمقوماته وأسلوب لعبه هو الفريق الأنسب لفيدال لتحقيق هذا الحلم، كما قد يكون "المحارب" بدوره هو فعلاً من ينقص الفريق البافاري لاستكمال الصفوف من أجل انتزاع هذا اللقب الذي غاب عنه في الموسمين الماضيين.