منذ نهاية الأسبوع تُروّج في الإنترنت مقاطع فيديو تُظهر استخدام الشرطة الألمانية للعنف بشكل غير مبرر. المشاهد تُذكّر بسلوك موظفي الشرطة في الولايات المتحدة الأمريكية، ما أشعل جدلا سياسيا في ألمانيا حول حدود عنف الشرطة.
إعلان
مدة الفيديو الذي يروج عبر تويتر فقط 15 ثانية. الفيديو يكشف موظف شرطة يجثو بركبته على شخص معتقل. وفي الخلف ينادي شخص:" أبعد ركبتك" وعلى اثرها بوقت وجيز:" أخي هذا ليس أمر مسليا". وهذا الفيديو يعود ليوم السبت الماضي خلال عملية تدخل قامت به الشرطة في مدينة دوسلدورف عاصمة ولاية شمال الراين وستفاليا. هذه المشاهد تذكّر للوهلة الأولى بعملية تدخل للشرطة في مينيابوليس الأمريكية والتي توفي خلالها الأمريكي من أصل افريقي جورج فلويد أثناء اعتقاله العنيف نهاية مايو/ أيار الماضي.
وتوجد ضده عدة شكاوى، حسب وكالة الأنباء الألمانية. وحتى التحقيقات جارية،حسب النيابة العامة ضد موظف الشرطة الذي استخدم ركبته. ويدافع محاميه عن تصرف موكله الذي ثبت الشاب باستخدام ركبته فوق الرأس. "وهذا ما يتم تلقينه"، كما قال المحامي كريستوف أرنولد لوكالة الأنباء الألمانية. والآن يدور نقاش في المانيا حول عنف الشرطة. إلى أي مدى يمكن للشرطة أن تذهب في تدخلها؟ وما هو مستوى العنف المسموح به؟
استخدام غير مقبول للعنف
والفيديو الآتي من دوسلدورف ليس هو الوحيد من نهاية الأسبوع الذي يروج عبر تويتر وانستغرام ويكشف الاستخدام غير المتناسب للعنف من طرف الشرطة. فحتى من فرانكفورت يروج تسجيل تدخل عبر انستغرام. وقد سجل هذا المقطع ونشره المحامي بليز فرانسيس، الذي يتبنى للنفع العام قضايا في حالات العنصرية. وهذا الفيديو يكشف كيف يحتجز عدد من رجال الشرطة معتقلا على الأرض. وبعدها بقليل يركل موظف برجله في جهة رأس الشخص الملقى على الأرض ثم يتدخل رجل شرطة آخر، حسب بيان صحفي لشرطة فرانكفورت ويُبعد الموظف إلى الجانب. ويبدو أن رجل الشرطة المتدخل أعلن عن هذه الحالة، والنيابة العامة في فرانكفورت على علم بها.
وهذه الفيديوهات التي ظهرت في غضون أيام قليلة أثارت أيضا ردود فعل السياسة.
ففي دوسلدورف دعا نشطاء من المجتمع المدني إلى التظاهر يوم السبت المقبل في وسط المدينة احتجاجا على"عنف الشرطة". وقد دعت جمعية "Zukunft Plus" ، إلى مشاركة أكبر للمهاجرين، في المظاهرة. ومن جهتها أكدت الشرطة أنه من المتوقع مشاركة 2000 شخص.
وكتبت عضو مجلس إدارة الجمعية، كريمة بن إبراهيم في بيان أن الجمعية "أصيبت بصدمة شديدة من عنف الشرطة الوحشي وغير المتناسب". الضحية يستحق"أعمق التعاطف". وتقول الجمعية بأن ما تعرض له الشاب القاصر ليست قضية فردية، وأشارت بأنه تم الإبلاغ عن حالات خطيرة من عنف الشرطة ضد "قاصرين ملونين" من مدن أخرى.
وفي فرانكفورت تحدث حزب "اليسار" عن الحادثة. " ركل شخص ملقى على الأرض ومكبل لا يمكن تبريره بأي شيء"، كما قال هرمان شاوس المتحدث باسم الشؤون الداخلية لليسار في برلمان ولاية هسن.
وفيما يخص التدخل في دوسلدورف قال وزير الداخلية في الولاية، هربيرت رويل بأن مشاهد الحادثة صدمته في اللحظة الأولى. لكنه حذر في الوقت نفسه من استنتاجات متسرعة. " لا أريد بأية حال تبرير التدخل مساء السبت، لكنني لا أريد أيضا إدانته بشكل متسرع"، كما قال رويل الذي أضاف أن العنف الجسدي من طرف الشرطة ليس تلقائيا مخالفا للقانون، كما يعتقد البعض، بل في الغالب مسموح به وضروري عن الحاجة.
وهذا ما وافقت عليه جزئيا المتحدثة باسم الشؤون الداخلية للكتلة النيابية لحزب الخضر، ارينه ميهاليتش، وقالت لدويتشه فيله:" تدخل قوي وكذلك استخدام العنف قد يكون ضروريا، إذا كان الوضع يتطلب ذلك، لكن فقط في هذه الحالة".
ليزا هينل/ م.أ.م
أخطر المدن الألمانية وفقا لحساب معدلات الجريمة
نشرت الدائرة الاتحادية لمكافحة الجريمة في ألمانيا تقريرها السنوي عن معدلات الجريمة لعام 2015، وكانت النسبة في المدن التي يتجاوز عدد سكانها 200 ألف شخص متفاوتة، واحتلت بعض المدن الغنية والشهيرة مراكز متقدمة في القائمة.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Roessler
سجلت في العام الماضي مليون و 330 ألف عملية إجرامية في ألمانيا، وبزيادة قليلة عن 2014. وشكلت السرقات نحو 21 بالمائة منها ووصلت نسبة جرائم "إلحاق إضرار بأملاك الغير" إلى 9 بالمائة و"الاعتداءات الجسدية" إلى 8.4 بالمائة، فيما لم تتجاوز نسبة "الاعتداءات الجنسية" 0.7 بالمائة.
صورة من: picture-alliance/dpa
حلت مدينة لايبتسيغ، التي يبلغ عدد سكانها 544 ألف شخص، في المركز العاشر في القائمة، حيث وصلت معدلات الجريمة فيها إلى 13520 حالة لكل 100 ألف شخص، وهو المعيار المعتمد في الإحصائيات الرسمية لمعدلات الجريمة للمقارنة بين مدينة وأخرى.
صورة من: picture alliance/dpa/W. Grubitzsch
تقع مدينة آخن غرب ألمانيا وقرب الحدود البلجيكية الهولندية وكانت في المركز التاسع في القائمة. وتشتهر آخن التي يقطنها 243 ألف شخص بأنها تضم أفضل جامعة تقنية في ألمانيا، لكن معدلات الجريمة فيها ارتفعت بنسبة 6.5 بالمائة عن عام 2014 لتصل إلى 13660 حالة لكل 100 ألف شخص.
صورة من: Reuters/I: Fassbender
هامبورغ هي مدينة وولاية في نفس الوقت وتعد المدينة الثانية في ألمانيا بالنسبة لعدد السكان، إذ يعيش فيها مليون و700 ألف شخص. وتشتهر المدينة بمينائها الأكبر في ألمانيا وفيها الكثير من المراكز التجارية في البلد. وصلت معدلات الجريمة فيها إلى 13803 حالة لكل 100 ألف شخص في العام الماضي.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Reinhardt
أما دوسلدورف عاصمة ولاية شمال الراين ويستفاليا فكانت في المركز السابع في قائمة اخطر المدن في ألمانيا. ويبلغ عدد سكان المدينة 604 ألف شخص.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Hitij
بريمن، كما هامبورغ، مدينة وولاية في نفس الوقت، ويسكنها 551 ألف شخص ووصلت معدلات الجريمة فيها في العام الماضي إلى 13951 حالة لكل 100 ألف شخص.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Jaspersen
مدينة هاله / ساله تقع في ولاية ساكسونيا أنهالت وتعد من المدن الفقيرة في ألمانيا حسب الإحصائيات الرسمية المعتمدة على نسبة تحصيل الضرائب. ويبلغ عدد سكان المدينة 232 ألف شخص وتقبع في المركز الخامس في قائمة اخطر المدن في ألمانيا.
صورة من: picture alliance/dpa/S. Willnow
تشتهر مدينة كولونيا بالكاتدرائية الكبيرة "دوم" وبالكرنفال الأكبر في أوروبا وبالكثير من الفعاليات الثقافية وتعد مركزا لوسائل الإعلام والمحطات التلفزيونية، وهي المدينة الرابعة في ألمانيا من حيث عدد السكان، إذ يعيش فيها أكثر من مليون شخص، وهي رابع أخطر مدينة من حيث معدل الجرائم. ووصلت معدلات الجريمة فيها إلى 14857 حالة لكل 100 ألف شخص.
صورة من: picture-alliance/dpa/O.Berg
مدينة هانوفر هي عاصمة ولاية ساكسونيا السفلى ويسكنها أكثر من نصف مليون إنسان وتشتهر بالمعرض السنوي للالكترونيات وبجامعتها العريقة. واحتلت المدينة المركز الثالث في قائمة أخطر المدن وكانت معدلات الجريمة فيها قد بلغت 16066 حالة لكل 100 ألف شخص في العام الماضي.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Westhoff
العاصمة الألمانية برلين يعيش فيها نحو ثلاثة ملايين ونصف المليون شخص. وكانت برلين في عام 2015 ثاني أخطر مدينة في ألمانيا بالنسبة لمعدلات الجريمة، والتي بلغت 16414 حالة لكل 100 ألف شخص، حسب إحصائيات الدائرة الاتحادية لمكافحة الجريمة في ألمانيا.
صورة من: picture alliance/dpa/Hannibal
تعد مدينة فرانكفورت من أغلى المدن في ألمانيا وهي مركز المال والبنوك في ألمانيا وفي أوروبا وتشتهر بناطحات السحاب الكثيرة فيها وفيها أكبر مطار في البلد. لكنها كانت أخطر مدن ألمانيا على الإطلاق في عام 2015 وسجلت فيها 16550 جريمة لكل 100 ألف شخص.