1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

فيديو وائل غنيم – جدل بشأن المظهر وتساؤلات عن الرسائل

إيمان ملوك
١١ سبتمبر ٢٠١٩

بعد مرور نحو ثماني سنوات على ثورة 25 يناير، يظهر أحد رموزها في فيديو بملامح مغايرة وكلام وصفه الكثيرون بأنه "غير مترابط". ظهور وائل غنيم بهذا الشكل أثار نقاشاً حاداً و طرح تساؤلات حول مصير شباب الثورة.

Wael Ghonim, ägyptischer Aktivist
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Elfiqi

وائل غنيم، اسم ارتبط ارتباطاً وثيقاً بثورة 25 يناير في مصر. هو ناشط ومدون مصري، كما شغل منصب المدير الإقليمي لشركة غوغل في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. يرى البعض أنه أبرز مفجري ثورة 25 يناير في مصر عبر إنشائه لصفحة "كلنا خالد سعيد" والتي لعبت دوراً كبيراً في حشد كم من المتظاهرين لما يعرف بـ"يوم الغضب" في 25 كانون الثاني/ يناير 2011. "قائد ثورة الشباب" و"أيقونة الثورة"، ألقاب أطلقت على وائل غنيم إبان الثورة.

" أنا كويس ومسامح نفسي وكل حاجة وشيلت شعري ومش خايف حد يحكم علي (..) نفسي السيسي يبقى كويس ونفسي مصر تبقى كويسة ونفسي الناس الي في السجن تخرج من السجن...". بهذه الكلمات، ظهر وائل غنيم عبر مقطع فيديو نشره على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وقد بدت ملامحه مغايرة تماماً لما كان عليه في السابق. فقد بدا شاحب الوجه وحالقاً لشعر رأسه ووجهه.

لم يقتصر التغيير على مظهره الخارجي وإنما بدا كلامه أيضاً مختلفاً وغير مترابط، حسب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين تابعوا الفيديو وعبروا عن آراء مختلفة تأرجحت بين الصدمة، القلق، والخوف على حالة غنيم الصحية والنفسية من ناحية، ولما آلت له أوضاع شباب الثورة من ناحية أخرى.

التعبير عن الصدمة والدهشة من مظهر وكلام الناشط السياسي والمدون المصري، طغى على أغلب ردود فعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي. الذين راحوا يستشهدون بالدور الفعال الذي لعبه إبان الثورة وكذا كونه واحداً من أبرز شبابها، كما كتبت الصحفية وسيلة عولمي في تغريدة لها على موقع "تويتر".

من جهة أخرى اتجه عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى طرح تساؤلات ومحاولة إيجاد تفسيرات للمظهر المغاير الذي بدا عليه الناشط السياسي المصري وكذلك لكلامه "الغير مفهوم"، كما بدا لهم، فقد ربط البعض منهم بين حالته النفسية، التي بدا عليها من خلال الفيديو الذي ظهر فيه و"الشعور بالإحباط واليأس والمرارة والارتباك والإحساس بالعجز لما آل إليه  الوضع في مصر"، كما كتب أيمن الصياد في تغريدته التالية على تويتر 

"(...) السيسي جنن المصريين ... حرفياً(...)". بهذه التغريدة علقت الصحفية ديانا مقلد على فيديو وائل غنيم، الذي كانت ترى فيه أيقونة الثورة المصرية. وهنا يُطرح التساؤل حول ما إن كان لتأزم الوضع السياسي للبلاد انعكاس على نفسية شبابها بهذا الشكل؟ أم أنها تبقى أزمة نفسية ذات أسباب شخصية بحتة؟

تساؤل تجيب عنه د.ألفت علام، استشاري العلاج النفسي من مصر، والتي ترى أنه من خلال القراءة المبدئية للفيديو فإن طريقة كلام غنيم وحلقه لشعره وحواجبه فإنه يمر بأزمة نفسية أو خلل ما، لكن لا يمكن تشخيص حالته. وتضيف د.علام في حديثها لـ DWعربية:" يمكن أنه لا يستطيع الحصول على حقه أو محروم من أبسط احتياجاته الإنسانية من تقدير وعيش في بلده وتواصله مع مجتمعه ويعيش حالة غضب وضغوط نفسية وحزن ويستخدم الصورة الخارجية كوسيلة للتعبير عن الاعتراض أو التمرد". 

أما عن ربط الحالة النفسية مع الوضع السياسي، فتقول:" طبعاً الوضع السياسي معيار للضغوط النفسية وعامل مؤثر بشكل كبير على الحالات النفسية بالأخص في حالة مثل حالة وائل غنيم، الذي يمثل رمزاً للثورة".

توقيت ظهور فيديو وائل غنيم، بعد الفيديوهات التي نشرها رجل الأعمال والممثل المصري محمد علي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، والتي هاجم فيها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وقادة الجيش وأثارت الجدل، طرح تساؤلات أيضاً بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، كما كتبت الصحفية المصرية ياسمين محفوظ في تغريدة على حسابها على موقع "تويتر". والتي تساءلت فيها عن "سبب ظهور الفيديو بعد موت ابن مرسي بالذات، في حين هناك شهداء كثر ماتوا دفاعاً عن مصر، الي نفسك تشوفها كويسة".

"رسالة اعتراض وتمرد"

في خضم ردود الفعل المختلفة حول فيديو الناشط السياسي والمدون المصري وائل غنيم، رأى بعض المتابعين أنه وبغض النظر عن المظهر الذي خرج به غنيم في هذا الفيديو، إلا أنه يحمل رسالة معينة. وفي محاولة للحصول على تفسير لتلك الرسالة، ترى د. ألفت علام، استشاري العلاج النفسي، أن تلك الحالة تحمل في طياتها رسالة  تمرد وحزن شديد وقهر يريد إيصاله للناس. "هو يستخدم الفيديو للتعبير عن اعتراضه وغضبه من الأوضاع التي آلت إليها البلاد. أحيانا عندما يدخل الشخص في أزمة أو ضغط نفسي قد لا تخدمه الوسيلة التعبيرية التي يستخدمها وتكون النتيجة هذا الفيديو".

سياسيا ترى د.علام أن رسالته السياسية غير واضحة، إذ تنم عن اضطراب في مواقفه السياسية من السيسي ومن وفاة مرسي وابنه. وتقول:" في مثل هذه الحالات قد يتبنى الشخص الرأي وعكسه في نفس الوقت فهو متعاطف مع مرسي وفي نفس الوقت معترض على وجوده وخائف من الحديث عن السيسي وتوجهاته بشكل صريح بسبب قلقه من تأثير ذلك على حياته".

بالنظر إلى كم ردور الفعل على الفيديو، يمكن القول أنه كان له وقع كبير على الشباب المصري، كما ترى أيضاً المعالجة النفسية المصرية "سيكون مؤثر في اتجاه تخويف عدد كبير من الشباب من أن يكون هذا مصيرهم، ومن جهة أخرى يمكن أن يكون محفز للبعض الآخر لتقليده، بالأخص الشباب المصري، الذي يعيش معاناة كبيرة بسبب انعدام منافذ للتعبير عن رأيهم في ظل الاختفاءات القسرية والاعتقالات التي تشهدها البلاد في الوقت الحالي".

إيمان ملوك 

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW