فيديو يثير الجدل: هل يتحوّل أحمد الشرع إلى ديكتاتور جديد؟
٢٠ فبراير ٢٠٢٥
انقسام كبير على مواقع التواصل الاجتماعي حول ظهور أحمد الشرع وهو يمارس هواية الفروسية، ما اعتبره البعض رسالة مبطنة لإظهار القوة، ورأى آخرون أن التلذذ بالسلطة ليس وقته الآن، كيف تفاعل رواد منصة إكس مع الفيديو؟
هل يتحول أحمد الشرع إلى ديكتاتور جديد أم يقود سوريا إلى التعددية والأزهار؟صورة من: AFP
إعلان
منذ تولي أحمد الشرع منصب رئيس سوريا للمرحلة الانتقالية عقب سقوط نظام الأسد قبل حوالي شهرين ونصف أصبح الشرع حديث السوريين على وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، كما أضحت تحركاته وتصريحاته وزياراته حديث العالم العربي والشعب السوري على وجه الخصوص.
كان آخر ما تفاعل معه رواد موقع التواصل الاجتماعي فيما يخص أحمد الشرع، تغريدة نشرها الإعلامي موسى العمر على حسابه الخاص على منصة إكس، يظهر به الرئيس الشرع في صور وفيديوهات وهو يمتطي حصاناً أسوداً متخلّياً عن الزيّين العسكري والرسمي الذي ظهر بهما مؤخراً، مرتدياً بنطال جينز أسود وسترة جلد سوداء.
وأعقبَ نشر التغريدة في الساعات القليلة الماضية تفاعلاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، كان بعضها إيجابي وبعضها الآخر ناقد، وأعاد مستخدمو منصة إكس نشر صورة الشرع والفيديو الذي يظهر فيه على حساباتهم الشخصية منقسمين بين معبرين عن إعجابهم وفخرهم به، ومعلقين منتقدين خائفين من تحويله إلى ديكتاتور جديد.
إعلان
أية رسالة يوجه الشرع وهو على حصانه؟
عبّر بعض السوريين عن فخرهم وإعجابهم برئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع، وتغنى آخرون بنشر صورته على حصانه العربي الأصيل مع أبيات من الشعر العربي، ونشر آخرون الفيديو الخاص به مرفق بأغانٍ تعبّر عن القوة، والسلطة، والفخر والإعجاب.
بالمقابل رأى آخرون أن نشر صور وفيديوهات للرئيس أحمد الشرع وهو يمتطي حصاناً عربياً يمثل استعراضا للقوة والسلطة ويحمل في مضمونه رسائل مبطنة، معبراً من خلالها عن نصره واستحواذه على القيادة، وكتب أحد مستخدمي منصة إكس الذي يحمل حسابته اسم @JanDark2025: "ركوب الفارس لحصان فريزيان أسود يرمز إلى القوة، والفخامة والغموض. مشهد يجمع بين النبل، والسيطرة والكاريزما الأسطورية".
بالإضافة إلى الرسائل السياسية المبطنة اعتبر البعض أن ارتداء الرئيس أحمد الشرع للون الأسود يرمز إلى الحزم والغموض، ما اعتبره أحد المستخدمين أنه قد يكون رسالة لمرحلة جديدة من تاريخ سوريا يعمّها الأمن والاستقرار.
وفي حين اعتبرها بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي أنها رسالة مبطنة لعائلة النظام السابق، وخصوصاً لباسل الأسد، شقيق الرئيس السوري السابق بشار الأسد، الذي كان رياضياً في ركوب الخيل وحصل على ميداليات عديدة في الفروسية بعضها جوائز إقليمية.
ومن جانب آخر عبّر بعض المستخدمين عن حبّهم وإعجابهم بالرئيس الشرع بطريقة طريفة في الوقت الذي يخشون فيه أن يتم اعتبارهم مواليين للنظام الجديد، فقال أحد مستخدمي منصة إكس على حسابه الشخصي الذي يحمل اسم "عمار 919": "أمانة الله ياريس حاج تستفزنا كل يوم شي جديد انا بحياتي مو مطبل لرئيس هيك عبتجبرني اني اطبلك غصب".
"تلذذ بالسلطة بغير وقته"
في سياق متصل لاقى تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع صور وفيديوهات الشرع على حصانه ردود فعل سلبية وناقدة لمن يبجّل الشرع ويتغنى به، فاعتبر هؤلاء المستخدمون أن تبجيل بعض السوريين للرئيس أحمد الشرع سيصنع منه ديكتاتوراًآخر، وتساءل مغردون آخرون فيما إذا كان بعض السوريون سيصبحون "شبيحة" أي موالين للنظام الجديد.
فقال أحد مستخدمي منصة إكس الذي يحمل اسم سالم: "والله لو يخلصنا احنا العرب من تمجيد الاشخاص حنا بخير، ونعم للرئيس الشرع، لكن التمجيد يأتي سلباً على الاشخاص" .
وهو ما أكده مستخدمون آخرون عبروا عن احترامهم للرئيس الشرع متمنين له التوفيق في خدمة سورياوشعبها، ولكنهم كانوا رافضين للتبجيل الذي يصنع طاغية جديد على حدّ تعبيرهم، فقال مستخدم على منصة إكس يحمل حسابه اسم @AG02021982: "لا تصنعوا منه آلهة فلولا ركوع الشعوب على ركبهم ما ركبهم الظالمين نسأل الله أن يوفقه إلى ما يحبه ويرضاه". ومن ناحية أخرى حاول مستخدم آخر لفت انتباه البعض إلى أن ثورة الشعب السوري أتت للتخلص من ديكتاتور وليس لصناعة ديكتاتور آخر.
التعليقات الناقدة لم تقتصر على مسألة تفخيم الرئيس الشرع وتبجيله، وإنما عبّر بعض رواد منصة إكس عن استيائهم من عدم اكتراث الرئيس السوري بأوضاع سوريا وشعبها المزرية والتي تحتاج إلى عمل دؤوب على حدّ تعبيرهم.
فقالت صاحبة حساب @miesaa2 على منصة إكس: "واللهِ لطالما الناس بالخيم، ما في داعي للظهور الإعلامي بهذا الشكل حالياً! الهوايات شخصية والرسائل المبطنة لا تخدم مصالح الشعوب الواعية بالوقت الحالي!".
وقال آخرون أنه كان يتوجب على الرئيس الشرع الاهتمام بالدولة التي لا تمتلك أدنى مقومات الحياة من كهرباء وماء وعلاج وطعام منتقدين ارتدائه للساعات الفاخرة وممارسة هوايته في ركوب الخيل.
ومن جانب آخر اعتبر مستخدمون أن هذه الصور والفيديوهات لا تتعدى كونها استعراض في وقت خاطئ، فالدمار يعمّ البلاد ولا يزال الكثير من أهله يسكن الخيام بالإضافة إلى الوضع المعيشي السيئ في كافة المحافظات.
الانقسام الكبير في آراء مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي حول صورة الشرع يعبر عن انقسام كبير وحيرة بين تفاؤل بالرئيس الجديد الذي قد يحمل أملاً جديداً للبلاد وبين خوف كبير من تكرار السيناريو القديم في صناعة ديكتاتور جديد للبلاد.
ميراي الجراح
سوريا.. سقوط حكم عائلة الأسد بعد أكثر من خمسة عقود من السلطة
فر بشار الأسد من سوريا في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول عام 2024. وكتب هذا الفرار نهاية حكم عائلة الأسد الذي استمر خمس عقود ونصف. هنا لمحة عن أبرز المحطات التي مرت بها سوريا منذ بدء حكم عائلة الأسد وحتى نهايته.
صورة من: Hussein Malla/AP/dpa/picture alliance
نهاية حقبة حكم بيت الأسد
8 ديسمبر/ كانون الأول، 2024 نقطة فاصلة في تاريخ سوريا.. فقد أسقطت المعارضة المسلحة نظام الرئيس بشار الأسد، الذي أضطر لترك منصبه وغادر دمشق إلى مكان مجهول، وذلك على وقع الأحداث المتسارعة التي بدأت في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
صورة من: Iranian Presidency Office/ZUMAPRESS/picture alliance
هجوم المعارضة المسلحة
في الثاني من ديسمبر/كانون الأول 2024، اعتبر الأسد هجوم المعارضة المسلحة، الذي بدأ في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني، "محاولة لتقسيم المنطقة وتفتيت دولها، وإعادة رسم الخرائط من جديد"، بيد أن هذه المزاعم لم تجد هذه المرة.
صورة من: Bakr Alkasem/AFP/Getty Images
حرب أهلية دموية مدمرة
أتى سقوط نظام بشار الأسد بعد أكثر من 13 عاما على بدء انتفاضة شعبية في خضم "الربيع العربي"، والتي تحولت إلى حرب أهلية دموية أسفرت عن مقتل أكثر 300 شخص ما بين 2013 و2021، بحسب الأمم المتحدة، وفرار الملايين إلى خارج البلاد أو نزوجهم داخل البلاد.
صورة من: Bulent Kilic/AFP/Getty Images
تهاوي سلطة بشار
تمسك بشار الأسد بالسلطة وقاوم بشرسة الاحتجاجات الشعبية والدعوات الدولية للتنحي عن السلطة، مستعينا بدعم عسكري من روسيا وإيران وحزب الله. لكن عندما تخلت عنه هذه الأطراف لم يكن أمامه سوى الفرار.
صورة من: Orhan Qereman/REUTERS
تراجع الدعم العسكري الروسي
كان للدعم العسكري الروسي المباشر لبشار ألأسد دورا في صموده خلال الحرب الأهلية، لكن بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تجنب مواصلة دعم الأسد أمام هجوم المعارضة المسلحة، كونه بوتين لديه جبهة حرب أخرى مفتوحة في أوكرانيا.
صورة من: Valeriy Sharifulin/IMAGO/SNA
احتجاجات تحولت إلى نزاع دامٍ!
في العام 2011، لحقت سوريا بركب الثورات في دول عربية عدة، أبرزها مصر وتونس، في ما عُرف بـ"الربيع العربي". ومع اندلاع الاحتجاجات المناهضة لنظامه، قمع الأسد المتظاهرين السلميين بالقوة، وتحولت الاحتجاجات نزاعاً دامياً، سرعان ما تعددت جبهاته والضالعين فيه. وأودى النزاع المستمر بأكثر من 388 ألف شخص وهجّر وشرّد الملايين داخل البلاد وخارجها، وسوّى مناطق كاملة بالأرض.
صورة من: AFP/O. H. Kadour
بقاء على رأس السلطة بدعم روسي
في سنوات النزاع الأولى، فقدت قوات الحكومة السورية سيطرتها على مساحات واسعة من سوريا بينها مدن رئيسية. لكن وبدعم عسكري من حلفائها، إيران ثم روسيا، استعادت القوات الحكومية تدريجيًا نحو ثلثي مساحة البلاد، إثر سياسة حصار خانقة وعمليات عسكرية واسعة ضد الفصائل المعارضة والتنظيمات الجهادية. ولعب التدخل الجوي الروسي منذ خريف 2015 دوراً حاسماً في تغيير موازين القوى لصالح دمشق.
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
الوصول إلى الحكم عبر التوريث
2000، ورث بشار الأسد الحكم عن والده الراحل، حافظ الأسد، الذي حكم سوريا من خلال زعامة حزب البعث الموجود في السلطة منذ أكثر من خمسين عاما. أصبح بشار الأسد، وهو في الرابعة والثلاثين من العمر، رئيسا عن طريق استفتاء لم يشهد أي معارضة.
صورة من: Louai Beshara/AFP
تولي الحكم بعد انقلاب "الحركة التصحيحية"
في 16 تشرين الثاني/نوفمبر 1970، نفّذ حافظ الأسد الذي كان يتولّى منصب وزير الدفاع انقلاباً عسكرياً عُرف بـ"الحركة التصحيحية" وأطاح برئيس الجمهورية حينها نور الدين الأتاسي. في 12 آذار/مارس 1971، انتخب الأسد الذي كان يترأس حزب البعث العربي الاشتراكي، رئيساً للجمهورية ضمن انتخابات لم ينافسه فيها أي مرشح آخر. وكان أول رئيس للبلاد من الطائفة العلوية التي تشكل عشرة في المئة من تعداد السكان.
صورة من: AP
"حرب تشرين"
في السادس من تشرين الأول/أكتوبر 1973، شنّت مصر وسوريا هجوماً مفاجئاً على إسرائيل من جهة قناة السويس غرباً، ومرتفعات الجولان شرقاً، في محاولة لاستعادة ما خسره العرب من أراض خلال حزيران/يونيو 1967، لكن تمّ صدهما. في أيار/مايو 1974، انتهت الحرب رسمياً بتوقيع اتفاقية فضّ الاشتباك في مرتفعات الجولان.
صورة من: Getty Images/AFP/GPO/David Rubinger
علاقات دبلوماسية بين واشنطن ودمشق!
في حزيران/يونيو 1974، زار الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون دمشق، معلناً إعادة إرساء العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، بعدما كانت مجمّدة منذ العام 1967. في الصورة الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون مع وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي الأمريكي وقتها هنري كيسينجر.
صورة من: AFP/Getty Images
هيمنة على لبنان
في 1976 تدخّلت القوات السورية في الحرب الأهلية اللبنانية بموافقة أمريكية، وبناء على طلب من قوى مسيحية لبنانية. وفي 1977، بدأت المواجهات بين القوات السورية، التي انتشرت في معظم أجزاء البلاد ما عدا المنطقة الحدودية مع إسرائيل، وقوات مسيحية احتجت على الوجود السوري. وطيلة ثلاثة عقود، بقيت سوريا قوة مهيمنة على المستوى العسكري في لبنان وتحكمت بكل مفاصل الحياة السياسية حتى انسحابها في العام 2005.
صورة من: AP
قطيعة بين دمشق وبغداد!
في العام 1979، تدهورت العلاقات بين سوريا والعراق، اللذين حكمهما فرعان متنافسان من حزب البعث العربي الاشتراكي، بعد اتهام الرئيس العراقي آنذاك صدام حسين الوافد حديثاً إلى السلطة، دمشق بالتآمر. وقطعت بغداد علاقتها الدبلوماسية مع دمشق في تشرين الأول/أكتوبر 1980، بعدما دعمت الأخيرة طهران في حربها مع العراق. في الصورة يظهر الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين (يسار) مع الرئيس السوري السابق حافظ الأسد (وسط).
صورة من: The Online Museum of Syrian History
"مجزرة حماه"
في شباط/فبراير 1982، تصدّى النظام السوري لانتفاضة مسلّحة قادها الإخوان المسلمون في مدينة حماه (وسط)، وذهب ضحية ما يعرف بـ"مجزرة حماه" بين عشرة آلاف وأربعين ألف شخص. وجاء ذلك بعد قرابة ثلاث سنوات من هجوم بالرصاص والقنابل اليدوية على الكلية الحربية في مدينة حلب، أسفر عن مقتل ثمانين جندياً سورياً من الطائفة العلوية. وتوجّهت حينها أصابع الاتهام إلى الإخوان المسلمين بالوقوف خلف الهجوم.
صورة من: picture alliance /AA/M.Misto
محاولة انقلاب فاشلة
في تشرين الثاني/نوفمبر 1983، أصيب الأسد بأزمة قلبية نقل على إثرها إلى أحد مشافي دمشق. ودخل في غيبوبة لساعات عدّة، حاول خلالها شقيقه الأصغر رفعت الاستيلاء على السلطة عبر انقلاب فاشل، قبل أن يستعيد الأسد عافيته. وبعد عام، أُجبر رفعت على مغادرة سوريا. الصورة لحافظ الأسد (يمين) مع أخيه رفعت.
صورة من: Getty Images/AFP
تقارب مع الغرب!
بدأ الجليد الذي شاب علاقات سوريا مع أمريكا والغرب بالذوبان، عقب انهيار الاتحاد السوفياتي. انضمت سوريا إلى القوات متعددة الجنسيات في التحالف الذي قادته أمريكا ضد صدام حسين بعد غزو العراق للكويت. وفي تشرين الأول/أكتوبر 1994، زار الرئيس الأمريكي بيل كلينتون الأسد في دمشق. بعد أربع سنوات، زار الأسد فرنسا في أول زيارة له إلى بلد غربي منذ 22 عاماً، واستقبل بحفاوة من نظيره الفرنسي جاك شيراك.
صورة من: Remy de la Mauviniere/AP Photo/picture alliance
الابن يخلف أباه في الرئاسة!
توفي الأسد في 10 حزيران/يونيو 2000، عن عمر ناهز 69 عاماً، وكان شيراك الرئيس الغربي الوحيد الذي حضر جنازته.
وبعد شهر، تولّى نجله بشار السلطة، بعد تعديل دستوري سمح له بالترشّح. وحاز في استفتاء لم يضم أي مرشح آخر سواه على 97 في المئة من الأصوات.
صورة من: picture-alliance/dpa
انفتاح نسبي ولكن..!
بين أيلول/سبتمبر 2000 وشباط/فبراير 2001، شهدت سوريا فترة انفتاح وسمحت السلطات نسبياً بحرية التعبير. في 26 أيلول/سبتمبر 2000، دعا نحو مئة مثقّف وفنان سوري مقيمين في سوريا السلطات إلى "العفو" عن سجناء سياسيين وإلغاء حالة الطوارئ السارية منذ العام 1963. لكنّ هذه الفسحة الصغيرة من الحرية سرعان ما أقفلت بعدما عمدت السلطات إلى اعتقال مفكرين ومثقفين مشاركين في ما عُرف وقتها بـ"ربيع دمشق". م.ع.ح/م.ع/ع.ج.م