سجلت بورصات دول الخليج تراجعاً حاداً مع انطلاق التعاملات المبكرة على خلفية التأثيرات الاقتصادية لانتشار كورونا في المنطقة والعالم وتراجع أسعار النفط، فيما هوت الأسهم المصرية بخسارة نحو 33 مليار جنيه من قيمتها السوقية.
إعلان
تراجعت بورصات دول الخليج تراجعاً حاداً مع انطلاق التعاملات صباح الأحد (الأول من آذار/ مارس 2020) في بداية أسبوع جديد، على خلفية التأثيرات الاقتصادية لانتشار فيروس كورونا المستجد في المنطقة والعالم وتراجع أسعار النفط، ومتأثرة بالمخاوف من أضرار ذلك على الاقتصاد العالمي.
ونزل المؤشر الرئيسي في دبي 4.8 بالمائة، في أكبر انخفاض بالنسبة المائوية منذ أغسطس/ آب 2015، في حين هوى المؤشر الكويتي نحو 11 بالمائة، لتقرر البورصة تعليق التداولات لبقية اليوم. أما مؤشرات الأسهم في أبوظبي فقد تراجعت بنسبة 3.8 بالمائة، بينما انخفضت سوق المال السعودية، الأكبر في المنطقة، بـ 3.1 بالمائة.
وتأتي هذه التراجعات عقب خسائر حادة لأسواق الأسهم العالمية يوم الجمعة، عندما كانت بورصات منطقة الخليج مغلقة، لتفقد الأسواق العالمية أكثر من خمسة تريليونات دولار من قيمتها الأسبوع الماضي.
كما توقعت مجموعة الإمارات في دبي "تباطؤاً ملحوظاً" في الأعمال بسبب تفشي فيروس كورونا وطلبت من العاملين بها الحصول على عطلات بأجر ودون أجر، بحسب رسالة إلكترونية اطلعت عليها رويترز. ومجموعة الإمارات شركة قابضة مملوكة لحكومة دبي ومن ضمن أصولها شركة طيران الإمارات، ويبلغ عدد موظفيها 100 ألف من بينهم 21 ألفاً من أفراد الطاقم وأربعة آلاف طيار. وقالت الرسالة الموجهة للعاملين إن الفيروس يشكل تحدياً في الوقت الحالي وإن الشركة تتعامل مع تبعاته، مضيفة أنها ترى تباطؤا ملحوظاً وحاجة للمرونة في أسلوب العمل.
وطلبت الرسالة من العاملين الذين لديهم رصيد كبير من العطلات السنوية النظر في الحصول على عطلة مدفوعة الأجر، وقالت إن الشركة تعرض عطلات غير مدفوعة الأجر على الموظفين في مواقع غير تشغيلية وقد تمنحها أيضاً للموظفين في مواقع تشغيلية.
وأكدت متحدثة باسم طيران الإمارات، وهي من أكبر شركات الخطوط الجوية في العالم، صحة الرسالة الإلكترونية لكنها امتنعت عن التعقيب.
تضم مجموعة الإمارات أيضاً شركة "دناتا" التي تدير خدمات مطارات ووكالات سفر في أنحاء العالم.
وحذرت شركات الطيران العالمية من تأثر الأنشطة بفيروس كورونا الذي ظهر في الصين أولاً أواخر ديسمبر/ كانون الأول وانتشر منذ ذلك الحين في أكثر من 50 دولة. وألغت طيران الإمارات جميع الرحلات إلى البر الرئيسي للصين، باستثناء بكين، ولإيران بناء على تعليمات هيئة الطيران المدني في الإمارات، نظراً لانتشار الفيروس في البلدين.
من جانب آخر هوت الأسهم المصرية الأحد هي الأخرى ليفقد مؤشرها الرئيسي نحو ستة بالمئة في أول ساعتين وتخسر الأسهم نحو 33 مليار جنيه (حوالي ملياري دولار) من قيمتها السوقية، بعد تراجعات حادة للأسواق العالمية والخليجية. وقالت رضوى السويفي رئيس البحوث في بنك الاستثمار فاروس "السبب الرئيسي فيما يحدث هو التخوف من حجم التباطؤ العالمي المحتمل نتيجة فيروس كورونا وتأثيره على الاقتصاد المصري وعلى الشركات المدرجة بالسوق".
وانتشر فيروس كورونا المستجد سريعاً في الكويت والبحرين والإمارات، ثم انتقل إلى عمان وقطر، ما دفع بالسلطات في هذه الدول إلى اتخاذ إجراءات احترازية بينها وقف رحلات طيران مع دول تفشى فيها الفيروس وإغلاق مدارس وإلغاء فعاليات.
ووحدها السعودية من بين دول الخليج الست، ما زالت تقول إنها لم تسجل حتى الآن أي إصابات، لكنّها علقت تأشيرة العمرة ومنعت مواطني عدة دول من حاملي التأشيرات السياحية من دخولها خشية وصول الفيروس إليها.
وهناك 46 حالة في الكويت، و41 في البحرين، و21 في الإمارات، وست إصابات في عمان، وإصابة واحدة في قطر، وتعود غالبيتها العظمى لأشخاص عادوا مؤخرا من إيران حيث توفي أكثر من 40 شخصاً بسبب الفيروس.
ع.غ/ م.س (رويترز، آ ف ب)
فيروس ووهان: ما هي القطاعات الاقتصادية الأكثر تأثراً؟
فيروس كورونا الذي ظهر في مدينة ووهان في مقاطعة هوبي الصينية يهدد الاقتصاد العالمي. بعض الشركات ترى فرصا لها بسبب الفيروس، غير أن غالبية القطاعات تشتكي من تراجع العائدات وتخشى المزيد.
صورة من: VLADIMIR MARKOV via REUTERS
المستشارة في ووهان
في عام 2019 زارت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل مصنع Webasto في ووهان. وقد أُغلق المصنع، كما أعلنت الإدارة. وليس من المستبعد حصول "انعكاسات على سلسلة الإمداد العالمية". وحوالي 1000 موظف في المصنع المركزي الألماني يعملون انطلاقا من البيت، لأنه يوجد بينهم بعض الإصابات المؤكدة بالفيروس.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
حالة نادرة
مصنع كيميائي يرى فرصة: لانكسيس/ Lanxess يسجل طلبا أكبر على مادة التعقيم Rely+On Virkon. هذه المادة تُستخدم في تعقيم المساحات السطحية والآلات ويمكن أن تكون فعالة ضد فيروس كورونا ويتم استخدامها بالأخص في الصين. وتقول الشركة بأنها تعمل من أجل توفير كميات إضافية في أسرع وقت ممكن.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Pleul
تطور بطيئ في قطاعات أخرى
قطاع تقنية الطب المتراجع حاليا في شركة سيمنس على عكس الوضع في مجال التعقيم لا يتوقع طلبا متزايدا على أجهزة التصوير بالأشعة. "الإمكانية القريبة لتحقيق صفقات لن أبالغ فيها. هذا لا يتحقق بهذه السرعة"، كما قال رئيس إدارة زيمنس، بيرند مونتاغ. "الفيروس يأتي ويختفي بسرعة".
صورة من: Siemens Healthineers
تجارة التجزئة والمطاعم
عند سلسلة الوجبات السريعة KFC و Pizza Hut ومقاهي Luckin Coffee تبقى الأبواب حاليا مغلقة. وسلسلة الموضة السويدية H&M أغلقت حوالي 45 فرعا في الصين، وشركة إنتاج الجنز Levi Strauss أغلقت حوالي نصف محلاتها. ويتوقع خبراء أن تبقى الانعكاسات في حدود معقولة، لأن عملياتها التجارية تتم في الغالب عبر الانترنيت.
صورة من: picture-alliancedpa/imaginechina/Y. Xuan
"ليس هناك وقت" لأِشياء جميلة
على غرار المنافس الأمريكي نايكه Nike تغلق شركة اللوازم الرياضية الألمانية أديداس في الصين بصفة مؤقتة العديد من محلاتها. علاوة على ذلك ستتم مراقبة تجارة الامتياز بدقة. ومن السابق لأوانه تقييم الانعكاسات. وأنشطة الدعاية مثل هذا النشاط مع نجم كرة القدم بول بوغبا في هونغ كونغ عام 2017 لن تتم في الوقت الحاضر.
صورة من: picture-alliance/dpa/Stringer/Imaginechina
شركات إنتاج السيارات مهددة بوجه خاص
الوباء له " جسامة اقتصادية هائلة" وبالتحديد لشركات إنتاج السيارات الألمانية، يقول خبير السيارات فيردناند دودنهوفر. وعلى هذا النحو يبقى 33 مصنعا لفولكسفاغن (هنا طريق التجارب التابعة للشركة في جينجيان) والشركة المشتركة في الصين مغلقة حتى نهاية الأسبوع، والإمدادات المبرمجة ليست مهددة.
صورة من: Imago Images/Xinhua
الجميع معنيون بالفيروس
عند شركة دايملر (هنا نمودج سيارة مايباخ أثناء معرض في بكين) يُتوقع أن ينطلق الجزء الأكبر من الإنتاج الصيني الاثنين المقبل. وفي إطار ذلك تركز الشركة على "العمل من البيت". وحتى لدى شركة بي ام دبليو سينطلق الإنتاج وعمل الإدارة الاثنين المقبل من جديد.
صورة من: picture alliance/dpa
هوندا تبقى حذرة
شركة إنتاج السيارات اليابانية هوندا تُبقي على مصانعها الثلاثة المسيرة مع المنتج الصيني Dongfeng في ووهان مغلقة لوقت طويل. فالعمل سيتوقف على الأقل حتى 13 من فبراير/ شباط الجاري 2020، كما قال متحدث. ولا يُعرف ما إذا كان الانتاج سينطلق من جديد، ويتم الالتزام بتعليمات السلطات المحلية.
صورة من: picture-alliance/dpa
نقص الإمدادات
الفيروس يتطور إلى مشكلة بالنسبة إلى سلسلات الإمداد العالمية. وصناعة السيارات مثال جيد على ذلك. فشركة هيونداي الكورية الجنوبية ستعلق إنتاجها المحلي في هذا الأسبوع. والسبب نقصان قطع غيار تأتي في العادة من الصين. ويتوقع محللون أن تطال مثل هذه المشاكل الكثير من الشركات.
صورة من: Reuters/Aly Song
الصينيون يغيبون
وحتى في المانيا يظهر بعض التقييد، فبسبب خطر العدوى يُتوقع وصول عدد أقل من الزوار إلى معرض المواد الاستهلاكية في فرانكفورت Ambiente. وهذا يُستنتج من تراجع السفريات المحجوزة من الصين، كما قال متحدث باسم شركة المعرض. وشركة لوفتهانزا وخطوط جوية أخرى قطعت اتصالاتها مع الصين.
صورة من: Dagmara Jakubczak
المهم هو الاستعداد
وفي مطار فرانكفورت أُقيم مركز للحجز الصحي للذين تم إجلاؤهم من منطقة كورونا. وغالبية الركاب من الصين تصل إلى ألمانيا في العادة عبر فرانكفورت ( في 2018 فاق عددهم مليون شخص) وأهم المطارات الصينية للخطوط القائمة مع ألمانيا هي مطارات بكين وشنغهاي وهونغ كونغ. ورحلات مباشرة من وإلى ووهان لم تحصل.
ديرك كاوفمان+ وكالات