تقدمت شبكة فيسبوك للتواصل الاجتماعي ليل الأربعاء-الخميس (2 فبراير / شباط 2012) بملف لطرح أسهمها في البورصة بقيمة 5 مليارات دولار، وتعتبر هذه أكبر عملية من نوعها في مجال اقتصاد الإنترنت، بعد ثمان سنوات على تأسيس هذا الموقع الإلكتروني في فصل دراسي لطلاب بجامعة هارفرد الأمريكية.

وتقدِّروسائل إعلامية قيمة شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك بـ 75 إلى مئة مليار دولار، الأمر الذي يعتبره البعض مُبَالـَغا به. وسوف تستخدم الشركة حرفي "إف بي" كرمز لها للتداول في البورصة، لكن لم يتحدد بعد موعد التداول على أسهم فيسبوك. وتعد هذه أكبر عملية دخول إلى البورصة في مجال اقتصاد الإنترنت، إذ أنها ستتجاوز بكثير مبلغ سبعة وستين مليار دولار الذي جمعته شركة غوغل لدى طرح أسهمها في البورصة عام 2004.

ولم تحدد شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك، التي تضم 845 مليون مستخدم، عدد الأسهم التي تنوي طرحها في السوق، ولا سعرها، ولا تاريخ حصول ذلك، إلا أنها كشفت للمرة الأولى عن بيانات مالية كانت لا تزال سرية حتى الآن: فقد جَنَت الشركة عام 2011 أكثر من واحد وسبعين مليار دولار، أي أن أرباحها تضاعف تقريبا في غضون سنة، فيما بلغت أرباحها الصافية 668 مليون دولار.

"فكرة تأسست لجعل العالم أكثر انفتاحا وترابطا"

وهي المرة الأولى التي سيتمكن فيها مساهمون صغار من الاستفادة من الجانب المالي للشبكة المنتشرة في العالم بأسره، والتي شكلت أداة للتعبئة وتنظيم الصفوف للناشطين في ثورات الربيع العربي. وقال رئيس شركة فيسبوك مارك زوكربرغ (27 عاما) في رسالة إلى المستثمرين: "فيسبوك لم تؤسَّس في الأصل لتكون شركة، بل أوجدت لتحقق رسالة اجتماعية تتمثل بجعل العالم أكثر انفتاحا وترابطا".

وعند ختام عملية دخول البوروصة، في حال قدِّرت قيمة فيسبوك بالمبلغ الأعلى (مئة مليار دولار)، فإن ثروة زوكـربرغ، رئيس الشركة والمساهم الأكبر فيها، ستصل إلى 28 مليار دولار. وكان يتم منذ قرابة الثلاث سنوات تبادل أسهم للشركة ولكن فقط بين مستثمرين أغنياء يتم اختيارهم بعناية في أسواق موازية غير رسمية. وقال محللون متخصصون في دخول الشركات إلى البورصة إن شركة فيسبوك "تسجل أرباحا أكثر مما كنا نتوقع"، واعتبروا أن شركة فيسبوك أثبتت "أنها ليست مجرد صيحة عابرة".

وأكدت شركة فيسبوك أنها تجني الجزء الأكبر من عائداتها من الإعلانات، فقد بلغت أرباح الشركة من الإعلانات نسبة 85 بالمائة عام 2011، ووصلت إلى 98بالمائة في 2009. ولم تحدد شركة فيسبوك، التي تتمتع بسيولة مريحة حالياً بلغت أكثر من تسعة مليارات دولار، طريقة استخدامها للأموال التي ستكسبها من طرح أسهمها في البورصة.

(ع.م/ أ.ف.ب / د.ب.أ)

مراجعة: شمس العياري