فيسترفيله يزور الشرق الأوسط لبحث عملية السلام
٢٠ مايو ٢٠١٠تسعى ألمانيا إلى تفعيل دورها أكثر في تحريك عملية السلام في الشرق الأوسط و ذلك من خلال الجولات الدبلوماسية التي سيقوم بها، كل على حدى، المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إلى دول الخليج، ووزير الخارجية غيدو فسترفيليه إلى عدد من الدول العربية، وذلك بعد وقت قصير من إطلاق محادثات سلام غير مباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وسيبدأ فيسترفيله جولة في الشرق الأوسط الجمعة تشمل أربعة دول يلتقي خلالها في بيروت برئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري والرئيس ميشيل سليمان وفي القاهرة بالرئيس المصري حسني مبارك والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى و في الأردن سيلتقي الوزير الألماني بالعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ثم يتوجه إلى دمشق لإجراء محادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد.
السعي لتحريك مفاوضات السلام
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية اندرياس بيشكه قد أكد في وقت سابق أن جولة فيسترفيله إلى المنطقة ستتركز على بحث "الأبعاد الإقليمية" للصراع العربي الإسرائيلي. وقال المتحدث الرسمي إن إحدى النقاط الرئيسية في المحادثات ستتناول ما يمكن لدول المنطقة أن تفعله للمضي قدما بمفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية.
وبهذا الشأن يقول الخبير الألماني في شؤون الشرق الأوسط ميشائيل لودرز "إن المانيا تحاول الدخول على الخط لتحسين العلاقات بين الإسرائيليين و الفلسطينيين و المساهمة في دعم الجهود الدولية لتحريك عملية السلام، باعتبار أن ألمانيا لها علاقة جيدة مع جميع الدول العربية من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى". ويضيف لودرز أن "نفس المسعى ستقوم به المستشارة الألمانية في دول الخليج" ،بالرغم من أن زيارة ميركل المرتقبة في 24 من الشهر الحالي إلى كل من السعودية و الإمارات العربية و قطر و البحرين سيخيم عليها الطابع اقتصادي أكثر.
وكانت برلين قد تعهدت مطلع هذا الأسبوع بتقديم المزيد من الدعم للفلسطينيين في بناء دولتهم بعد تنصيب لجنة التوجيه الألمانية الفلسطينية إثر زيارة قام بها رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض إلى ألمانيا. ووصف وزير الخارجية الألماني فيسترفيله موضوع إقامة دولة فلسطينية بأنه عنصر أساسي في عملية السلام في الشرق الأوسط، مشددا على أهمية تحقيق مبدأ حل الدولتين اسرائيلية و فلسطينية، تعيشان جنبا إلى جنب في أمن و سلام .
دعم الأمن و الاستقرار في المنطقة
ومن المرتقب أن يستهل فيسترفيله جولته في المنطقة بلقاء رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري والرئيس ميشيل سليمان، حيث من المتوقع أن تدور المحادثات حول المشاركة العسكرية الألمانية في قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان "يونيفيل". ثم يتوجه إلى دمشق لإجراء محادثات مع الرئيس بشار الأسد. وتأتي زيارة فسترفيله لهاتين الدولتين في أعقاب التوتر الذي ساد المنطقة بعد الاتهامات الإسرائيلية الأمريكية لكل من سوريا و إيران بتزويد حزب الله بصواريخ متطورة،الأمر الذي اعتبرته واشنطن تهديدا لاستقرار المنطقة. ويقول المحلل السياسي الألماني ميشائيل لودرز إن "فيسترفيله سيناقش موضوع تسليح حزب الله بالرغم من أن نفوذ ألمانيا في المنطقة لا يكفي لإقناع دمشق بالتخلي عن دعمها للحزب اللبناني الشيعي ".
وتعد زيارة غيدو فسترفيلي لسوريا هي الثانية من نوعها لوزير خارجية ألمانيا في أقل من عام، بعد أن قام سلفه فرانك فالتر شتاينمر بزيارة دمشق في تموز 2009 ،حيث التقى الرئيس بشار الأسد ووزير الخارجية وليد المعلم. وتحسنت العلاقات بين سوريا وألمانيا في السنوات الأخيرة، إذ أعلنت برلين أنها حريصة على تطوير العلاقات مع سورية، وترغب في المساهمة في عملية السلام وعودة الأمن والاستقرار إلى منطقة الشرق الأوسط.
(ي ب/ دويتشه فيله / ا ف ب / د ب ا)
مراجعة: هبة الله إسماعيل